لابد أن حزقيال كان يشعر بمرارة الانفصال عن الله إذ كان مسبيا في بابل. ولكن لشدة دهشته، كانت عليه هناك يد الرب (حزقيال 3:1) على الرغم من أن جميع الظروف الخارجية كانت تبدو غير ذلك.
وظهرت أول رؤية لحزقيال في شكل ريح عاصفة جاءت من الشمال، سحابة عظيمة ونار متواصلة ... ومن وسطها شبه أربعة حيوانات [أي مخلوقات] (حزقيال 4:1-5). وقد وصفها فيما بعد بأنها كروبيم (أصحاح 10).
وكان لكل من الكروبيم الأربعة أربعة أوجه وأربعة أجنحة وأربعة أيدٍ. وكانت أوجهها الأربعة على شكل وجه أسد وثور وإنسان ونسر (حزقيال 10:1). والأسد معروف أنه ملك المملكة الحيوانية؛ والثور يعتبر حيوانا مستأنسا عظيم القيمة؛ والنسر هو أعظم الطيور لأنه يستطيع أن يصل إلى ارتفاعات شاهقة في السماء فوق أعدائه الموجودين على الأرض؛ والإنسان هو أسمى المخلوقات العاقلة على الأرض. وهذه معا ترمز إلى أعلى مستويات القوة والسلطة والقدرة والذكاء. وحيث أن الكروبيم كانت تنظر في جميع الاتجاهات (حزقيال 12:1) فلقد كان لديها الاستعداد الفوري لإطاعة أوامر الله في جميع اتجاهات الطيران.
وكانت الكروبيم واقفة بجانب عجلة بداخل عجلة، حيث إحدى العجلتين تدور في الاتجاه الشمالي الجنوبي، والأخرى في الاتجاه الشرقي الغربي، بحيث لا يلزم تحريك العجلات في أي اتجاه. فلقد كانت العجلات تتحرك في جميع الاتجاهات وهي تشير إلى نشاط الله المستمر. فإن الله يتحرك دائما إلى الأمام من أجل إتمام مقاصده. لم تدُر عند سيرها، كل واحد يسير إلى جهة وجهه [أي لا تدور أثناء سيرها وإنما تسير للأمام] (حزقيال 9:1،12،17). وكانت العجلات ملامسة للأرض (15:1) ولكنها أيضا تصل إلى السماء (18:1). وكانت أطرها [أي إطار العجلات أو حوافها] ملآنة عيونا حواليها (18:1) مما يشير إلى أنها تحت سيطرة الله. وكانت هذه العيون العديدة قادرة على النظر في جميع الاتجاهات لترى كل شيء في آن واحد؛ فلم يكن شيء خافيا عليها. إلى حيث تكون الروح لتسير يسيرون [أي المخلوقات] ... والبكرات ترتفع معها (20:1) مما يدل على وجود الله في كل مكان.
كانت هذه العاصفة قادمة من الشمال وهي تشير إلى دمار أورشليم والهيكل؛ ولكنها لم تكن تعني الدمار الكامل لشعب الرب، لأنه كان كمنظر القوس التي في السحاب يوم مطر هكذا منظر اللمعان من حوله (28:1). فقد كان مستعدا أن يحمي وأن يرشد حياة شعبه، حتى في بابل. فهو لن يحررهم فقط من سلطة العالم الأممي، وإنما سيوفر لهم أهم احتياج لديهم - وهو أن ينقذهم من عبادة الآلهة الكاذبة. إن رؤية المركبات هذه هي رسالة رجاء تذكرنا بأن ننظر إلى ما هو أبعد من ظروفنا، إلى المسيح. فإن الله لا تحده حدود، ولا يفقد اهتمامه بنا، وهو يعلم دائما احتياجاتنا.
من وجهة النظر البشرية، يبدو أن القوى الشريرة تحكم شئون العالم وتلقي بظلال ثقيلة من الشك في أذهاننا عن مراحم الله. ولكن قوس قزح يذكرنا في الحال بأن الرب هو الممسك بزمام الأمور. فوراء كل الأحداث التي تمر بنا في حياتنا توجد تحركات قدرة الله فوق الطبيعية. إنه موجود في كل مكان وفي كل شيء، ويعمل من خلال أنشطة الحياة اليومية لكي يحررنا من الخطية ويقودنا إلى تحقيق إرادته.
لأنه لا من المشرق ولا من المغرب ولا من برية الجبال، ولكن الله هو القاضي هذا يضعه وهذا يرفعه (مزمور 6:75).
إعلان عن المسيح: الذي شبهه كمنظر إنسان جالس على العرش (حزقيال 26:1-28). هذا الوصف ينطبق على المسيح قبل التجسد الذي وحده يستحق أن يأخذ المجد والكرامة والقدرة (رؤيا 3:4-11).
أفكار من جهة الصلاة: تشفع في الصلاة من أجل الآخرين (تثنية 26:9).