اقرأ دانيال 1 -- 3

كان من الواضح أن الله قد حبا دانيال بحكمة غير عادية. ولكن إنجازاته كانت نتيجة لولائه وطاعته لله. فبعد سبيه مباشرة تلقى هو وبعض السبايا الآخرين المنتقين تدريبا على مدى ثلاث سنوات بخصوص عادات البلد الجديد ولغته.

وأحد الامتيازات المقدمة لهؤلاء الرجال المختارين هو أن يأكلوا من نفس الطعام المميز الذي يأكله الملك. ولكن دانيال ورفقاؤه رفضوا أن يأكلوا الطعام "المنجس" حيث أنه لم يكن معدا بحسب تشريعات اللاويين في الكتاب المقدس. وقد كان قرارا صعبا حيث أنه سيعتبر إهانة للملك ودليلا على التمرد. ولكن بسبب ولائهم لله - ملكهم الحقيقي - أصبح هؤلاء الرجال يتمتعون بأجسام أكثر صحة وأذهان أكثر نقاء من جميع الآخرين.

وفي السنة الثانية من ملك نبوخذنصر حلم نبوخذنصر أحلاما فانزعجت روحه وطار عنه نومه. فلقد رأى تمثالا عظيما، وبهيا جدا، ومنظره هائل (دانيال 1:2؛ قارن مع 31:2-33). وكان هذا التمثال العظيم يبدو في قمة المجد والبهاء في نظر نبوخذنصر. وقد فسر له دانيال أن هذا التمثال يرمز إلى الممالك التي ستحكم العالم خلال أزمنة الأمم (لوقا 24:21). وكان نبوخذنصر - الذي كان لديه طموح عظيم للسيطرة على العالم - ممثلا بالرأس الذي كان من ذهب جيد. أما الصدر والذراعين اللذين كانا من فضة فهما يمثلان إمبراطورية مادي وفارس التي ستتسلط بعد ذلك على العالم، يليها الإمبراطورية اليونانية التي كانت ممثلة في البطن والفخذين الذين كانوا من نحاس . ثم ساقاه من حديد، وقدماه بعضهما من حديد والبعض من خزف، هذه هي الإمبراطورية الرومانية التي ستتبلور في النهاية في الحكومة العالمية الواحدة التي يحكمها ضد المسيح. وهذا سيفنى بمجيء ملك الملوك، حسب النبوة - إذ قطع حجر بغير يدين فضرب التمثال ... وصارت كعصافة ... فحملتها الريح ... أما الحجر الذي ضرب التمثال ... فملأ الأرض كلها (دانيال 32:2-35).

وفي الواقع فإن الحجر الذي قطع بغير يدين يشير إلى هويته المعجزية بصفته المسيا الملك (دانيال 13:7-14) - وأيضا يبين أن ملكه لن يكون نتيجة لجهود أرضية. وسحقه للتمثال العظيم يؤكد قدرة الله على هدم جميع حكومات العالم استعدادا لليوم الذي فيه سيملك المسيح إلى أبد الآبدين (رؤيا 15:11).

ربما لا تكون لدينا موهبة دانيال في النبوة، وربما لا يكون لدينا الفهم الكامل لنبواته، ولكن كل واحد منا مدعو ليكون أمينا للرب مثلما كان دانيال ورفقاؤه.

فإنه يوجد العديد من "التماثيل" الضخمة والجذابة في أيامنا (دانيال 1:7-28) والتي تحاول أن تسرق منا الوقت وتضيع علينا فرصة تحقيق إرادة الرب من جهتنا - فهناك العديد من الأِشياء التي يمكننا شراؤها والعديد من الأماكن التي يمكننا الذهاب إليها. ولكن على الرغم من صعوبة ذلك في بعض الأحيان، وعلى الرغم من أنه قد يؤدي إلى فقدان الأصدقاء بل وأيضا الوظيفة، فإن الرب يتوقع من شعبه أن يظلوا أمناء لكلمته في جميع المواقف.

لا تخف البتة مما أنت عتيد أن تتألم به. هوذا إبليس مزمع أن يلقي بعضا منكم في السجن لكي تجربوا ويكون لكم ضيق عشرة أيام. كن أمينا إلى الموت فسأعطيك إكليل الحياة (رؤيا 10:2).

إعلان عن المسيح: بصفته الحجر الذي كسر التمثال (دانيال 35:2). ما الحجر سوى الرب يسوع المسيح (أعمال 11:4؛ أفسس 20:2؛ 1 بطرس 4:2-8).

أفكار من جهة الصلاة: صل واعتمد على الرب في وقت الاحتياج لأنه لن يتركك (إشعياء 17:41).

عودة للفهرس