أرسل الله الملاك جبرائيل ببشارة خاصة إلى مريم التي من الناصرة، قائلا لها: ها أنت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع. هذا يكون عظيما وابن العلي يُدعى، ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه (لوقا 28:1-32).
ويسجل لوقا أن مريم اضطربت من كلامه وفكرت ما عسى أن تكون هذه التحية (لوقا 29:1). وعندما أخبرت يوسف، اضطرب هو أيضا (متى 19:1) إلى درجة أنه فكر في الطلاق لإنهاء ارتباطه الشرعي بمريم. بعد ذلك نقرأ أنه في تلك الأيام قامت مريم وذهبت بسرعة إلى الجبال إلى مدينة يهوذا، ودخلت بيت زكريا وسلمت على إليصابات (لوقا 39:1-40). كان زكريا الكاهن هو زوج إليصابات قريبة مريم. ويقال أن بيتهما كان يقع في عين كرم، في سهل محاط بالجبال، على بعد أربعة أو خمسة أميال إلى الجنوب الغربي من أورشليم. كانت مريم تعيش في الناصرة، والتي كانت تبعد 70 ميلا شمال أورشليم. فيبدو أن هذه الفتاة اليهودية الصغيرة قد سافرت وحدها حوالي ثلاثة أيام لكي تصل إلى بيت أليصابات.
وعندما وصلت إلى هناك، سلمت على أليصابات، وفي الحال امتلأت إليصابات من الروح القدس. وصرخت بصوت عظيم وقالت: مباركة أنت في النساء، ومباركة هي ثمرة بطنك. فمن أين لي هذا أن تأتي أم ربي إليّ؟ (41:1-43). وكم أبهج ذلك قلب مريم! فبدلا من الشك، كان هناك إعلان معجزي وتأكيد من إليصابات التي شعرت بالامتياز العظيم وفي نفس الوقت بعدم الاستحقاق أن تأتي إليها أم المسيا.
بعد ذلك، تكلم الروح القدس من خلال مريم، فقالت: تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي (لوقا 46:1-47). هذه صلاة، ولكنها أسمى أنواع الصلاة، لأنها لا تطلب شيئا. فهي فقط تبتهج متعبدة وشاكرة: لأنه نظر إلى اتضاع أمته. فهوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني. لأن القدير صنع بي عظائم واسمه قدوس! ورحمته إلى جيل الأجيال للذين يتقونه (لوقا 48:1-50). وكما غيرت البشارة حياة مريم، كذلك فإن رسالة الإنجيل العظيمة تهدف إلى تغيير حياتنا: وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله (يوحنا 12:1) - هذا ينعش كياننا الداخلي لكي نمتلئ بالحمد.
وبعد ثلاثة شهور، إذ كان قد مر على زكريا تسعة شهور وهو لا يستطيع أن يتكلم، امتلأ زكريا من الروح القدس وتكلم قائلا: مبارك الرب إله إسرائيل لأنه افتقد وصنع فداء لشعبه! وأقام لنا قرن خلاص في بيت داود فتاه ... لتعطي شعبه معرفة الخلاص بمغفرة خطاياهم (لوقا 67:1-77).
شواهد مرجعية: لوقا 17:1 (انظر ملاخي 6:4)؛ لوقا 50:1 (انظر مزمور 17:103)؛ لوقا 53:1 (انظر مزمور 9:107)؛ لوقا 71:1 (انظر مزمور 10:106)؛ لوقا 76:1 (انظر ملاخي 1:3)؛ لوقا 79:1 (انظر إشعياء 1:9-2؛ 8:59).
أفكار من جهة الصلاة: اسهروا وصلوا لكي تحسبوا أهلا للوقوف أمام الرب يسوع المسيح (لوقا 36:21).