يقدم سفر الأعمال أمثلة قوية عن أهمية كتابات العهد القديم للمسيحيين الحقيقيين اليوم. فبعد صعود الرب إلى السماء، اجتمع نحو 120 تلميذا في غرفة علوية (تسمى علية) وكانوا يواظبون بنفس واحدة على الصلاة ... وفي تلك الأيام قام بطرس في وسط التلاميذ ... وقال ... كان ينبغي أن يتم هذا المكتوب الذي سبق الروح القدس فقاله.. عن يهوذا الذي صار دليلا للذين قبضوا على يسوع ... لأنه مكتوب في سفر المزامير: لتصر داره خرابا ... وليأخذ وظيفته آخر (أعمال 14:1-20). في هذه اللحظة أعلن بطرس عن تحقيق نبوتين (مزمور 9:41؛ 8:109؛ يوحنا 18:13).
وفي يوم الخمسين، أدهش بطرس أيضا هؤلاء التلاميذ المخلصين إذ أعلن لهم أن ما يشاهدونه هو في الواقع تحقيق لنبوة أخرى أعطيت منذ 700 سنة على الأقل بواسطة يوئيل النبي: يقول الله ويكون في الأيام الأخيرة أني أسكب من روحي على كل بشر (أعمال 16:2-17؛ يوئيل 28:2-32).
وأضاف بطرس قائلا: لأن داود يقول فيه ...لأنك لن تترك نفسي في الهاوية [حالة أرواح المتوفين] ولا تدع قدوسك يرى فسادا ... فيسوع هذا أقامه الله ونحن جميعا شهود لذلك (أعمال 25:2-35؛ مزمور 8:16-11؛ 1:110).
ولكي يقنع جمعا آخر بالقرب من الهيكل، اقتبس بطرس مرة أخرى من كتابات العهد القديم، قائلا: فإن موسى قال للآباء: إن نبيا مثلي سيقيم لكم الرب إلهكم من إخوتكم، له تسمعون في كل ما يكلمكم به (أعمال 22:3؛ تثنية 15:18،18-19).
وفيما بعد، أمام السنهدريم، اقتبس بطرس من مزمور 22:118 مبينا أن المسيح، هو الحجر الذي رفضوه، والذي صار رأس الزاوية (أعمال 11:4).
وقد شرح فيلبس للوزير الحبشي كيف تحققت نبوة إشعياء 7:53-8، وإذ استنار الرجل الحبشي من جهة المسيح المخلص، طلب أن يعتمد. فقال فيلبس: إن كنت تؤمن من كل قلبك يجوز ... فنزل كلاهما إلى الماء، فيلبس والخصي فعمده. ولما صعدا من الماء ... ذهب الخصي في طريقه فرحا (أعمال 37:8-39).
وفي كلام بطرس مع كرنيليوس بخصوص يسوع، اقتبس أيضا من العهد القديم قائلا: له يشهد جميع الأنبياء (أعمال 43:10).
إننا في أشد الحاجة إلى معرفة كتابات العهد القديم إذا كنا نريد أن نرى نتائج العهد الجديد.
كان أيضاً الرسول بولس ضليعا في الاقتباس من العهد القديم في الحجة والبيان له. فعندما وقف أمام الملك أغريباس قال له: فإذ حصلت على معونة من الله بقيت إلى هذا اليوم شاهدا للصغير والكبير وأنا لا أقول شيئا غير ما تكلم الأنبياء وموسى أنه عتيد أن يكون - إن يؤلم المسيح يكن هو أول قيامة الأموات مزمعا أن ينادي بنور للشعب وللأمم (22:26-23).
شواهد مرجعية: أعمال 20:1 (انظر مزمور 25:69؛ 8:109)؛ أعمال 17:2-21 (انظر يوئيل 28:2-32)؛ أعمال 25:2-28 (انظر مزمور 8:16-11)؛ أعمال 34:2-35 (انظر مزمور 1:110)؛أعمال 22:3-23 (انظر تثنية 15:18،18-19)؛ أعمال 25:3 (انظر تكوين 3:12؛ 18:22).
أفكار من جهة الصلاة: لا تخف ولا تعش متوجسا مما قد يحدث، ثق في الرب أنه يعتني بك (مزمور 7:112).