نظن عادة أن غضب الله (رومية 18:1) هو شيء سيحدث في المستقبل، عندما يطرح غير المؤمنين في بحيرة النار الأبدية (رؤيا 8:21). ولكن في الحقيقة، إن غضب الله المقدس يعمل الآن ضد فجور الناس وإثمهم، الذين يحجزون الحق بالإثم [أي الذين في شرهم يعيقون الحق] ... وبينما هم يزعمون أنهم حكماء صاروا جهلاء ... لذلك أسلمهم الله أيضا في شهوات قلوبهم إلى النجاسة (رومية 18:1،22،24). لقد أدى الجهل المتزايد بالكتاب المقدس، الذي وحده يكشف الخطية، إلى طوفان غير مسبوق من الفساد الأخلاقي في بلدنا.
فبدلا من المناداة بالقيم الأخلاقية المعلنة في كلمة الله المقدسة، أصبحت الكنيسة المعترفة تساير المقاييس الاجتماعية المعاصرة. وقد انفتح ذلك الباب أمام النزعة العاطفية العمياء والأخلاقيات التي تتشكل حسب الظروف، وأصبح كل إنسان يضع لنفسه التعريف الذي يروق له بشأن الخطية.
ونتيجة لذلك أصبح الشواذ جنسيا والمدعوون مخنثين يخدعون أنفسهم بالاعتقاد بأن ما يفعلونه هو أمر عادي. ولكن الله يسمي شذوذهم أهواء الهوان - إذ يشتهي الرجال رجالا مثلهم وتشتهي النساء نساء مثلهن. ولكن الله يكشف خداعهم معلنا أنهم قد استبدلوا حق الله بالكذب واتقوا وعبدوا المخلوق دون الخالق (25:1-26).
والشيء المخيف حقا هو أننا نقرأ ثلاث مرات في هذا الأصحاح (عدد 24،26،28): لذلك أسلمهم الله أيضا في شهوات قلوبهم إلى النجاسة لإهانة أجسادهم بين ذواتهم ... لذلك أسلمهم الله إلى أهواء الهوان لأن إناثهم استبدلن استعمال الأنثى الطبيعي بالذي على خلاف الطبيعة، وكذلك الذكور تاركين استعمال الأنثى الطبيعي اشتعلوا بشهوتهم بعضهم لبعض فاعلين الفحشاء ذكورا بذكور ونائلين في أنفسهم جزاء ضلالهم المحق ... أسلمهم الله إلى ذهن مرفوض (26:1-28).
إن العواطف المنحطة ليست إلا تعبيرا عن طبيعة الإنسان الشريرة الساقطة التي اختارت أن تشبع شهوات الجسد وأن ترفض كلمة الله التي هي المرشد الحقيقي للأخلاق الفاضلة.
ولا يفوتنا الاستعمال المشوه لكلمة "gay" التي كانت قبلا تعني الفرح والبهجة والبسمة والحيوية والحرية. ولكن الآن أسيء استخدام هذه الكلمة فأصبحت تشير إلى الشواذ جنسيا - الشهوانيين، الفاسقين - المستعبدين لأهواء الهوان الذين يموتون موتا بطيئا.
لا يمكن أن يتحقق الانتصار على الشذوذ الجنسي الشيطاني إلا إذا انكشفت حقيقته - إنه ليس مرضا ولا طريقة بديلة للحياة - بل خطية بغيضة. ومع ذلك فإن كل الذين يعترفون بخطيتهم ويتركونها ويقبلون المسيح مخلصا وربا لهم ينالون الغفران والحرية.
يقول الكتاب المقدس: لا تضلوا، لا زناة ولا عبدة أوثان ولا فاسقون ولا مأبونون ولا مضاجعو ذكور ... يرثون ملكوت السموات (1 كورنثوس 9:6-10). ويواصل بولس قائلا: هكذا كان أناس منكم (رومية 11:6). فالتركيز هنا على كلمة "كان" أي أنهم قد تركوا خطاياهم.
الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد [أي الطبيعة البشرية التي لا تخضع لله] مع الأهواء والشهوات (غلاطية 24:5).
شواهد مرجعية: رومية 17:1 (انظر حبقوق 4:2)،رومية 24:2 (انظر إشعياء 5:52)، رومية 4:3 (انظر مزمور 4:51)، رومية 10:3 (انظر مزمور 1:14)، رومية 11:3 (انظر مزمور 2:14)، رومية 12:3 (انظر مزمور 3:14)، رومية 13:3 (انظر مزمور 9:5؛ 3:140)، رومية 14:3 (انظر مزمور 7:10)، رومية 15:3 (انظر إشعياء 7:59)، رومية 16:3-17 (انظر إشعياء 7:59-8)، رومية 18:3 (انظر مزمور 1:36).
أفكار من جهة الصلاة: اتخذ من كل شيء تفعله مادة للصلاة (فيلبي 6:4).