ظل الإٍسرائيليون - الذين بقوا في أورشليم، وكذلك الذين أخذهم البابليون سبايا - ينكرون نبوات حزقيال. فلقد تجاهلوا تماما تحذيراته بأن يرجعوا عن وثنيتهم وعن طرقهم الخاطئة ويعودوا إلى عبادة الرب وإلا سيواجههم الدمار. ولكنهم أصروا أنهم لكونهم نسل إبراهيم: لنا أعطيت الأرض ميراثا (حزقيال 24:33). وقد ظلوا حتى جاء اليوم الذي دمرت فيه أورشليم، يعتقدون تماما بأنهم في أمان وأن مدينة الرب لن تؤخذ منهم. ولكنهم بعد فوات الأوان سمعوا : هكذا قال السيد الرب ... ترفعون أعينكم إلى أصنامكم وتسفكون الدم، أفترثون الأرض؟ ... فعلتم الرجس وكل منكم نجس امرأة صاحبه، أفترثون الأرض؟ ... فيعلمون أني أنا الرب حين أجعل الأرض خربة مقفرة على كل رجاساتهم التي فعلوها (حزقيال 25:33-29).
لقد دمرت أورشليم والهيكل تماما مثلما أنبأ حزقيال: في السنة الثانية عشرة من سبينا ... جاء إلىّ [أي إلى حزقيال] منفلت من أورشليم، فقال: قد ضربت المدينة (حزقيال 21:33؛ إرميا 2:39؛ 6:52-7). وهكذا تأكدت الأخبار المفزعة عن دمار أورشليم، تماما مثلما أعلن للنبي يوم وفاة زوجته (حزقيال 16:24،26). ولكن أغلبية اليهود في بابل اعترضوا قائلين بأن الموت المأسوي لليهود في أورشليم ودمار أمتهم يتعارض مع وعود الله.
فلقد اتهموا الله بالظلم قائلين: ليست طريق الرب مستوية . ولكن الرب أجابهم قائلا: عند رجوع البار عن بره وعند عمله إثما فإنه يموت به (حزقيال 17:33-18). وعلى عكس ذلك: إن رد الشرير الرهن، وعوّض عن المغتصب، وسلك في فرائض الحياة بلا عمل إثم، فإنه حياة يحيا، لا يموت. كل خطيته التي أخطأ بها لا تُذكر عليه ... فيحيا حياة (حزقيال 15:33-16).
ولكن رسالة القداسة التي تكلم بها حزقيال لم تلق قبولا لدى الذين قلوبهم على أصنامهم. كذلك فإن حياة التقوى لا تلق قبولا لدى الناس اليوم. ولا تزال دينونة الله معلنة على الذين "يتمتعون" بشهوات الجسد. هؤلاء يخدعون أنفسهم تماما مثل الإٍسرائيليين الذين لم يدركوا أن "آلهتهم الكاذبة" ستقودهم لا محالة إلى الهلاك الأبدي (يعقوب 15:1؛ 1 يوحنا 15:2-17).
ومثلما فعل الإسرائيليون، فإن الكثيرين يفضلون التمسك بوعود معينة من الله تشبع رغباتهم ويرفضون الأقوال الكتابية التي لا تروق لهم. بهذا نعرف أننا قد عرفناه [أي أصبحنا نعرفه معرفة شخصية وصرنا مقربين إليه] ، إن حفظنا وصاياه [أي إن عملنا بحسب تعاليمه ومفاهيمه ووصاياه] . من قال قد عرفته وهو لا يحفظ وصاياه فهو كاذب وليس الحق فيه. وأما من حفظ كلمته [أي يعتز بكل كلمة من كلامه] فحقا في هذا قد تكملت محبة الله (1 يوحنا 3:2-5).
إعلان عن المسيح: بصفته الراعي (حزقيال 23:34). قال يسوع: أما أنا فإني الراعي الصالح؛ وأعرف خاصتي وخاصتي تعرفني (يوحنا 14:10).
أفكار من جهة الصلاة: ابحث عن الفرح في الرب؛ فسيعطيك سؤل قلبك (مزمور 4:37).