كان عيد الفصح هو أقدس أعياد السنة الدينية اليهودية. فهو الذي يذكّر بتحرر إسرائيل من العبودية في مصر. ولكن بعد أن قدم يسوع المسيا نفسه كحمل الله، فإن أي احتفال بالفصح من جانب اليهود بعد ذلك يكون بلا معنى حيث أن المسيح قد تمم المعنى الحقيقي للفصح. (قارن خروج 7:12؛ 1 كورنثوس 7:5). في تلك الليلة أخذ خبزا وشكر وكسر، وأعطاهم قائلا: هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم، اصنعوا هذا لذكري. وكذلك الكأس أيضا بعد العشاء قائلا: هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي الذي يسفك عنكم (لوقا 19:22-20).
كان الرب يسوع عالما بالأهمية القصوى لتقديم نفسه كالذبيحة الحقيقية من أجل خطايا العالم، ولذلك فإنه لم ينم في آخر ليلة لخدمته على الأرض، بل مضى إلى جبل الزيتون، وتبعه أيضا تلاميذه ... قال لهم صلوا لكي لا تدخلوا في تجربة. وانفصل عنهم نحو رمية حجر وجثا على ركبتيه وصلى (لوقا 39:22-41)، أولا جاثيا وبعد ذلك ساقطا على وجهه أمام أبيه. لقد كان في منتهى الحزن حتى الموت على جميع خطايا البشرية التي كان مزمعا أن يحملها (متى 38:26). لقد صلى بلجاجة قائلا: يا أبتاه إن شئت أن تجيز عني هذه الكأس، ولكن لتكن لا إرادتي بل إرادتك (لوقا 42:22). والكأس تمثل خطايا العالم، وليس الصليب.
كم من الوقت استمر يسوع في الصلاة، لا أحد يعلم، ولم تكن صلاته طقسا مختصرا، بل كان في جهاد وكان يصلي بأشد لجاجة وصار عرقه كقطرات دم نازلة على الأرض (لوقا 44:22). وهذا يساعدنا على فهم مدى بشاعة الخطية ورداءتها في نظر الله.
كان يسوع يعلم أن الآب القدوس لا بد أن يتركه،كحامل للخطية، مع أنه ابن الله الوحيد (يوحنا 16:3). فإن الله القدوس بكل قدرته غير المحدودة لم تكن لديه طريقة أخرى بها يحقق غفران الخطايا وخلاص نفوس الملايين الذين سيعترفون به ربا على حياتهم. لقد استجاب الله صلاته، ليس بإعفائه من حمل الخطية، ولكن بإعطائه القوة لكي يحملها.
كانت الساعة على الأرجح الواحدة أو الثانية صباحا عندما جاء يهوذا، يتبعه الجند الروماني وحفنة من الحانقين، وسلم يسوع إلى القادة الدينيين. و "التجربة" التي كلم الرب تلاميذه عنها كانت هي خطية الجبن الأدبي الذي وقع فيه التلاميذ. فلو كانوا قد صلوا بدلا من الاستسلام للتعب، لما كانوا قد تخلوا عن سيدهم في ساعة الخطر والمحاكمة.
إن للصلاة أهمية أعظم مما نتصور في حياتنا اليومية. ومع ذلك فإن سماع صوت الله متكلما إلينا في كلمته له أهمية أعظم. فهو الإرشاد الوحيد لنا لنعرف كيف نصلي بطريقة فعالة. إن التقصير في الصلاة وفي معرفة مشيئة الله من خلال كلمته المعلنة لابد أن يقلل من فرصتنا في أن نستمر أمناء له. إننا نحتاج جميعا أن نتذكر كلمات التشجيع التي قالها الرب لبطرس: طلبت من أجلك لكي لا يفنى إيمانك، وأنت متى رجعت ثبت إخوتك (لوقا 32:22).
شواهد مرجعية: لوقا 27:21 (انظر دانيال 13:7)؛ لوقا 37:22 (انظر إشعياء 12:53)؛ لوقا 69:22 (انظر مزمور 1:110).
أفكار من جهة الصلاة: اشكر الرب لأنه أرسل الروح القدس (يوحنا 7:16-8).