قاد الروح القدس الرسول بولس أن يكتب قائلا: لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين (2 كورنثوس 14:6). لا أحد ينكر أننا نعيش في زمن يسوده الخداع والتهاون والروح العالمية وأن كثيرين لا يعرفون معنى أن يكون الشخص المؤمن تحت نير مع غير المؤمنين. ولتوضيح هذه المشكلة طرح الرسول بولس خمسة أسئلة تستحق أن نأخذها في الاعتبار لأنها ذات نتائج أبدية: لأنه أية خلطة للبر والإثم؟ وأية شركة للنور مع الظلمة؟ وأي اتفاق للمسيح مع بليعال؟ وأي نصيب للمؤمن مع غير المؤمن؟ وأية موافقة لهيكل الله مع الأوثان؟ (2 كورنثوس 14:6-16).
إن الإيمان الحقيقي لا يربط فقط المؤمن بالرب، ولكن يفصله أيضا قلبا وسلوكا عن العالم الذي صلب الرب ولا زال يكنّ له البغضاء. إن حضور الرب يتطلب قداسة، لأن الله لا يمكنه أن يساكن الشر. لذلك اخرجوا من وسطهم واعتزلوا يقول الرب ولا تمسوا نجسا فأقبلكم، وأكون لكم أبا وأنتم تكونون لي بنين وبنات يقول الرب القادر على كل شيء (2 كورنثوس 17:6-18).
لم ينعزل الرب يسوع عن العالم، ولكنه في نفس الوقت لم ينغمس في المشاغل العالمية. إن خروجنا من وسط غير المؤمنين يعني ببساطة أننا ننتمي للمسيح: فإن كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله، اهتموا بما فوق لا بما على الأرض (كولوسي 1:3-2).
في رسالته الأولى كتب بولس قائلا: أما تعلمون أنكم هيكل الله؟ ... إن كان أحد يفسد هيكل الله فسيفسده الله لأن هيكل الله مقدس الذي أنتم هو (1 كورنثوس 16:3-17).
قد يؤسس الكثيرون منا قراراتهم إما على الشعور أو على العقل. أما نحن، فيجب علينا أن نصلي واضعين في اعتبارنا ما تقوله كلمة الله بشأن الأصدقاء والشركات والعلاقات مع غير المؤمنين. إن هذا لأمر خطير بالنسبة للمؤمنين الحقيقيين، لأن للمؤمن ولغير المؤمن سيدان مختلفان. فالمسيح هو الملك على شعبه، ونحن ننتمي إليه. والشيطان هو رئيس هذا العالم ويسود على جميع الهالكين الذين يمكث عليهم غضب الله (يوحنا 36:3). قال بطرس في رسالته: بل نظير القدوس الذي دعاكم كونوا أنتم أيضا قديسين في كل سيرة، لأنه مكتوب كونوا قديسين لأني أنا قدوس (1 بطرس 15:1-16؛ قارن مع لاويين 44:11-45).
وقد حذرنا يعقوب من أن محبة العالم عداوة لله. فمن أراد أن يكون محبا للعالم فقد صار عدوا لله (يعقوب 4:4). وأيضا كتب الرسول يوحنا قائلا: لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم (1 يوحنا 15:2). فلنطهر ذواتنا من كل دنس الجسد والروح مكملين القداسة في خوف الله (2 كورنثوس 1:7).
شواهد مرجعية: 2 كورنثوس 2:6 (انظر إشعياء 8:49)؛ 2 كورنثوس 16:6 (انظر لاويين 11:26-12)؛ 2 كورنثوس 17:6 (انظر إشعياء 11:52)؛ 2 كورنثوس 15:8 (انظر خروج 18:16).
أفكار من جهة الصلاة: تهلل لأن دم الرب يسوع قد طهرك من كل خطية (1 يوحنا 7:1،9).