مع مرور 14 سنة على تدمير هيكل سليمان، تلقى حزقيال رؤية عن هيكل آخر أعظم وأروع بكثير جدا من كل ما بُني على الأرض (حزقيال 1:40).
وقبل ذلك بسنوات قليلة، كان حزقيال قد رأى رؤية عن عظام يابسة، والغرض من هذه الرؤية هو أن يؤكد للمسبيين أن الرب سيعود إلى أمتهم. فلقد كانت تأكيدا عن إشراق يوم أفضل لإسرائيل فيه ستعود للحياة وستثبت في أرض الموعد وفي وسطها هيكل الرب. وقد وعدت أيضا الرؤية بالطرح النهائي لكل القوات المعادية الممثلة في جوج وماجوج (حزقيال 38-39).
والهيكل الجديد الذي رآه حزقيال سيكون أسمى بكثير من الهيكل الذي بناه سليمان، والهيكل الذي بنته البقية الراجعة من السبي، وكذلك الهيكل الذي أعاد بناءه هيرودس بعد وقت طويل في أورشليم. ومنذ سنة 70 م لا يوجد هيكل يهودي.
ولا توجد تعليمات في حزقيال بشأن طريقة بناء الهيكل، مثل التعليمات التي أُعطيت لموسى بأن يكون حسب النموذج الذي أراه الرب له (خروج 9:25). وعلى الرغم من أن مقاسات الأرض مسجلة، إلا أنه لا توجد أي إشارة سواء للمبنى أو للمواد أو للتصميم المعماري.
ولا يوجد ما يدل على أن حزقيال كان يتوقع فعلا تحقيق رؤية الهيكل سواء بواسطة المسبيين الراجعين أو أي شخص آخر في المستقبل، فإنه لا توجد أي إشارة لذلك في قيادة زربابل، أو في رسائل النبيين حجي وزكريا (عزرا 1:5-2)، أو عزرا أو نحميا، أو أي من كتبة الوحي الملهمين بعدهم.
وإذا حاول أي شخص أن يتبع توجيهات هذه الرؤية لبناء الهيكل فسيجد العديد من المشاكل.
وأخطر هذه المشاكل هي إعادة تنظيم العبادة الطقسية القديمة بما فيها من مذبح وكهنة يقدمون الذبائح عن خطايا الشعب. فهذه كلها كان مقصود منها أن تكون ظل الخيرات العتيدة [أي رموز للأشياء الحسنة التي ستحدث فيما بعد] (عبرانيين 1:10؛ اقرأ عبرانيين أصحاح 5 إلى 10؛ قارن مع يوحنا 21:4-24؛ غلاطية 23:3،25؛ كولوسي 17:2)، وكان مقررا لها أن تنتهي إلى الأبد بولادة المسيح، وموته، وقيامته، وصعوده. فكيف يمكن لليهودي الذي قبل يسوع المسيح مخلصا شخصيا له أن يعود إلى العناصر الضعيفة في اليهودية؟ كيف يقيم عبادة لله بواسطة ذبائح دموية، ومذبح، وكهنة، في وجود الرب يسوع المسيح المخلص الوحيد والوسيط الوحيد؟ ويبدو أن النبي أراد أن تؤخذ كلماته بطريقة رمزية، كما في مثل وادي العظام اليابسة. وفي الوقت المناسب، سوف ندرك أن الله وحده يقدر وسوف يتمم جميع تفاصيل هذه الرؤية المجيدة.
فاليهودي المعدم الذي فقد كل شيء يحتاج إلى اليقين بأن المسيا سوف يرد كل شيء - كما أنبأ إشعياء - عندما يملك على الأرض. والطريقة الوحيدة التي يمكن بها تقديم هذا الحق بطريقة مفهومة هو أن يشبهه بعبادة العهد القديم - التي ترمز كلها للمسيح، المسيا الآتي. فهي إذن لغة تصويرية للتعبير عن البركات الروحية في زمن مستقبلي.
إن الفيضان العجيب للمياه النابعة من عند باب البيت (حزقيال 1:47) يرمز إلى المسيح الذي هو الباب (يوحنا 9:10). والمياه الحية هي صورة للمسيح الذي قال: من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد، بل الماء الذي أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية (يوحنا 14:4).
إعلان عن المسيح: في دقة بناء الهيكل (حزقيال 40). فكما أن الرب قد اعتنى جدا بإعطاء أدق التفاصيل عن الهيكل، كذلك فهو قد أعطى الإرشادات لشعبه - الذين هم هيكل الله (1 كورنثوس 19:6-20؛ 2 كورنثوس 16:6-17).
أفكار من جهة الصلاة: سبح الرب؛ فإن إلهنا هو إله الآلهة (مزمور 1:50).