كان حزقيال قد شاهد في رؤيا رحيل مجد الرب من هيكل أورشليم القديم والذي أصبح الآن دمارا (حزقيال 10). والسبب في رحيل الحضور الإلهي كان واضحا جليا؛ فإن قلوب الناس كانت مشتتة بين عبادة الأصنام وعبادة الرب. وقد حدث هذا الرحيل في السنة السادسة من ذهاب حزقيال إلى السبي (حزقيال 1:8) وقد أصبحت الآن السنة الـ 25 (حزقيال 1:40). فإذا به يرى مرة أخرى مجد إله إسرائيل جاء من طريق الشرق وصوته كصوت مياه كثيرة، والأرض أضاءت من مجده ... فجاء مجد الرب إلى البيت من طريق الباب المتجه نحو الشرق. فحملني روح وأتى بي إلى الدار الداخلية وإذا بمجد الرب قد ملأ البيت (حزقيال 2:43،4-5). إن رب المجد كان داخلا إلى هيكله الجديد من نفس الباب الذي خرج منه قبلا من الهيكل القديم (قارن حزقيال 19:10 و 22:11-23).
كان الباب الشرقي يؤدي مباشرة إلى مدخل الهيكل. وفي المرة الأولى، غادر الحضور الإلهي الهيكل لأنه كان قد تنجس بالعبادة الوثنية. ولكن في هذه المرة كانت النجاسة قد استبعدت. وكان الرب قد أعلن قائلا: أسكن في وسط بني إسرائيل إلى الأبد، ولا ينجس بعد بيت إسرائيل اسمي القدوس، لا هم ولا ملوكهم بزناهم (حزقيال 7:43). فإن التركيز هنا هو على أهمية القداسة.
إن الكثيرين يستهزئون بحياة القداسة ويصورونها أنها تدل على الجمود والتقيد الحرفي. ولكن العبادة الحقيقية هي أكثر من مجرد "تصديق سهل" مثلما أصبح شائعا في "المسيحية" الغربية المعاصرة. فإننا على عكس ذلك تماما، نجد قول يسوع: لماذا تدعونني يا رب يا رب، وأنتم لا تفعلون ما أقوله؟ (لوقا 46:6). كذلك فإن الرسول بولس يطالبنا باتباع القداسة التي بدونها لن يرى أحد الرب (عبرانيين 14:12).
فنحن مطالبون بأن نكون نور العالم ... فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السموات (متى 14:5،16) وبذلك يسطع مجد الرب. إن لمعان مجد الرب في حياتنا يتناسب مع الحرية التي نعطيها للروح القدس لكي يشع من خلالنا. فإن صورته فينا يجب أن تكون مرئية للرجال والنساء الذين لديهم جوع إلى الحقيقة.
إن العالم الدنيوي ينخدع بالوفرة والثروة والقدرة والنفوذ والذكاء والإنجازات المادية. ولكن هذه كلها معا لا تعطي شبعا. وإنما المفتاح إلى الشبع الحقيقي هو هذا: المسيح فيكم رجاء المجد [أي الأمل في تحقيق المجد] (كولوسي 27:1).
وعندما سيأتي الملك ليملك في هيكله المجيد الذي رآه حزقيال، سيمتلئ الهيكل من مجد الرب (حزقيال 2:43،4-5). ولكن الذين يستمرون في عمل الخطية لن يكون لهم مكان، كما قال لبني إسرائيل: فليبعدوا عني الآن زناهم ... فأسكن في وسطهم إلى الأبد (حزقيال 9:43). هذا يقابل ما قاله بولس في رسالته إلى المؤمنين في كورنثوس: أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم؟ إن كان أحد يفسد هيكل الله فسيفسده الله؛ لأن هيكل الله مقدس الذي أنتم هو (1 كورنثوس 16:3-17).
إعلان عن المسيح: بصفته مجد الرب (حزقيال 4:43). يسوع المسيح هو بهاء مجد الله (عبرانيين 3:1).
أفكار من جهة الصلاة: ثق في الرب أنه ينقذك في وقت الضيق (مزمور 15:50).