اقرأ مزمور 88 -- 91

تأمل هذا! المسيحي الساكن في ستر العلي في ظل القدير يبيت [الذي لا يقدر أحد أن يقف أمامه]. هذا الشخص يقدر أن يقول بكل ثقة واقتناع: الرب ملجأي وحصني إلهي ... وهو لا يخشى من خوف الليل ولا من سهم يطير في النهار [مؤامرات الشرير]، ولا من وبأ... ولا من هلاك [أي الموت المفاجئ]... لأنك قلت أنت يا رب ملجأي، جعلت العلي مسكنك . أضف إلى ذلك أنه يوصى ملائكته بك لكي يحفظوك في كل طرقك [أي طرق الطاعة والخدمة] . على الأيدي يحملونك لئلا تصدم بحجر رجلك (مزمور 1:91-12).

أول مرة يذكر فيها الكتاب المقدس أن الرب أوصى ملائكته كانت مع هاجر - إذ كانت معوزة ويائسة في صحراء سيناء. لقد كانت متروكة ووحيدة هي وطفلها، وكأن العالم كله لا يعنيه أمرها - حتى إبراهيم أبو طفلها. ولكن ملاك الرب كان هناك ليرشد طريقها (تكوين 7:16-11). أيضا الملائكة هم الذين شجعوا يعقوب في أول ليلة له بعيدا عن البيت، خارج حماية أسوار المدينة، إذ لم يكن له وسادة تحت رأسه إلا قطعة من الحجر. يقول الرب يسوع أن الصغار ممثلون في السماء بملائكة (متى 10:18)؛ وأنه يكون فرح قدام ملائكة الله بخاطئ واحد يتوب (لوقا 10:15).

وقد اقتبس الشيطان، وهو ملاك ساقط،عددَي 11 و 12 من هذا المزمور الـ 91 في محاولته لإغواء يسوع أثناء صومه مدة 40 يوما: لأنه مكتوب أنه يوصى ملائكته بك... وأنهم على أياديهم يحملونك لكي لا تصدم بحجر رجلك (لوقا 11:4). ولكن كما يفعل الشيطان دائما عند الاقتباس من الكتاب المقدس، فإنه يختار فقط الجزء المحبب للطبيعة البشرية ويترك الجزء الخاص بالمسئولية الشخصية: لكي يحفظوك في كل طرقك [أي طرق الطاعة للرب] (مزمور 11:91). ففي تجربته للرب، أراد الشيطان أن يوحي له بأنه إذا كان الوعد صادقا من جهة أنه لا تصدم بحجر رجله، فبالأولى جدا يجب أن يثق يسوع في النجاة لو أنه طرح نفسه من فوق جناح الهيكل. ولكن الرب أجابه قائلا: لا تجرب الرب إلهك (متى 7:4).

فلا يمكننا أن نطالب الله بوعوده بأن ملائكته ستحفظنا في كل طرقنا إذا كنا قد اخترنا أن نتجاهل مشيئة الله المعلنة في كلمته.

كم من المرات دفع الكبرياء مسيحيين جهلاء للدخول إلى أماكن مشبوهة وإلى التورط مع أعداء للمسيح بحجة أنهم قد يؤثروا تأثيرا حسنا على هؤلاء وبالتالي يقودونهم إلى شيء أفضل. ولكن بلا شك فإن الكبرياء هو الذي يتجاهل كلمة الله القائلة: لا تشتركوا في أعمال الظلمة غير المثمرة (أفسس 11:5).

ربما يقترح علينا الشيطان قائلا: "هذه المرة فقط"، أو "اجعل ذهنك متسعا"، أو "ليس في إمكانك التحكم في طبيعتك واستعدادك"، أو "يمكنك أن تتوب فيما بعد وتنال الغفران". وربما يستخدم أيضا الشيطان أمثلة رديئة لأشخاص مرائين لكي يخدعنا بهم قائلا: "انظر إن الأشخاص المتدينين يفعلون ذلك، فلماذا تمتنع أنت؟"

ولكننا لدينا اليقين بأنه يوصى ملائكته بنا لكي يحفظونا في كل طرقنا [أي طرق الطاعة والخدمة] (مزمور 11:91).

إعلان عن المسيح: في مزمور 27:89 نرى المسيح الابن البكر للآب، الذي هو أعلى من ملوك الأرض (إشعياء 6:9-7).

أفكار من جهة الصلاة: اسجد بروح متواضعة وخاشعة عندما تصلي إلى الرب (1 ملوك 54:8).

عودة للفهرس