ربما بدا لمملكة يهوذا أن بابل هي المسئولة عن شئون العالم تماما مثلما كانت أشور في فترة سابقة من التاريخ. ومن بعدها جاءت مادي وفارس واليونان والرومان. ولكن أثناء قراءتنا للكتاب المقدس، نجد أن الله خالق الكون، هو صاحب السلطة العليا على كل شعوب الأرض، وأيضا على جميع الأفراد.
إن النبوة الأولى في قراءة اليوم مختصة بالعمونيين، وهم نسل لوط وابنته، والذين كانوا على مر التاريخ معادين لشعب الرب (2 أخبار 1:20-3؛ 2 ملوك 1:24-2؛ إرميا 3:27). وبسبب شرهم ضد إسرائيل أنبأ الرب بأنهم سيصيرون تلا خربا (إرميا 2:49). بعد ذلك تحول الرب جنوبا من عمون إلى موآب، قائلا: تطردون كل واحد إلى ما أمامه (إرميا 5:49). ثم حول انتباهنا إلى أدوم، وهم نسل عيسو توأم يعقوب. وقد كانوا دائما من الأعداء اللدودين وانضموا إلى نبوخذنصر في نهب مدينة أورشليم. وقد تنبأ إرميا بدقة عن مصيرهم: جردت عيسو.. هلك نسله.. فلا يوجد (إرميا 10:49).
ثم تحول القضاء إلى دمشق (إرميا 23:49-27)، عاصمة سوريا، مع حماة وأرفاد التي كانت ممالك أصغر تحت سيادة دمشق - وجميعهم أعداء ليهوذا. قال: وأشعل نارا في سور دمشق فتأكل قصور بنهدد [لقب للعديد من ملوك سوريا] (إرميا 27:49) - ثم نطق بالحكم على قيدار، وحاصور، وعيلام (إرميا 28:49-39).
وفي النهاية أنبأ عن دينونة بابل التي بدت أنها لا تقهر. كان عرض الأسوار المحيطة بها 80 قدم وبارتفاع 300 قدم. ولكن بهاؤها العظيم لم يقف عقبة أمام إرميا النبي الجريء الذي قال: أخبروا في الشعوب ... طلعت عليها أمة [يقصد مادي] من الشمال هي تجعل أرضها خربة فلا يكون فيها ساكن (إرميا 2:50-3). وحتى اليوم، بعد أكثر من 2500 سنة، لا تزال أنقاض بابل تشهد على دقة الكتاب المقدس. والمساحة المخصصة في الكتاب المقدس للكلام عن دينونة بابل تعادل تلك المخصصة لجميع الشعوب الأخرى مجتمعة؛ ربما لأن بابل كانت مسئولة عن دمار هيكل الإله الواحد القدوس الحقيقي.
وعقب التنبؤ بهلاك بابل وبإطلاق بني إسرائيل من السبي، تنبأ إرميا عن تحول قلوب الشعب إلى الرب.
في تلك الأيام وفي ذلك الزمان، يقول الرب، يأتي بنو إسرائيل هم وبنو يهوذا معا يسيرون سيرا ويبكون ويطلبون الرب إلههم. يسألون عن طريق صهيون ووجوههم إلى هناك قائلين هلم فنلصق بالرب بعهد أبدي لا ينسى (إرميا 4:50-5). ولاحظ أنهم أبدوا توبة ورجوعا حقيقيين - يبكون ويطلبون الرب إلههم . لقد كانوا يبحثون عن صهيون - أي بيت الرب. وكانت ظهورهم إلى بابل.
البعض لديهم القدرة على البكاء وفي نفس الوقت يظلوا في "بابل" - التي تشير إلى العالم. لذلك يجب أن نسأل أنفسنا: "ماذا نحن طالبون؟" و "ما هو سبب بكائنا؟" فإن هذا يكشف لنا إلى أين وجوهنا متجهة فعلا.
قريب هو الرب من المنكسري القلوب ويخلص المنسحقي الروح (مزمور 18:34).
إعلان عن المسيح: بصفته الفادي (إرميا 34:50). مبارك الرب إله إسرائيل، لأنه افتقد وصنع فداء لشعبه! (لوقا 68:1).
أفكار من جهة الصلاة: صل إلى الرب لكي يعطيك القدرة على تعزية وتشجيع الآخرين (2 كورنثوس 3:1-4).