يخصص سفر الأمثال جزءا كبيرا للتحذير من خداع الزنى والعهارة أكثر من أي خطية أخرى. فمن بين كل خدع الشيطان نجد هذا الشر بالذات يحتاج إلى تحذير خاص إذ أنه يذكر في أمثال 16:2-19؛ وأصحاح 5 بأكمله؛ 23:6-35؛ وأصحاح 7 بأكمله. إن التأكيد المتكرر على هذا الذنب تجاه الله يدل على أن الرب يضع الخطايا الجنسية بين أخطر الخطايا جميعا.
إن الخطايا الجنسية خادعة جدا لدرجة أن الله يبدأ بالقول: أمل أذنك (أمثال 1:5) - أي استمع بكل انتباه وكل جدية، وركز تفكيرك في الحق الذي سأقوله لك. إن العلاقة المحرمة قد تعطي متعة وإثارة مثل حلاوة العسل في الفم (أمثال 3:5). ولكن الزاني بامرأة عديم العقل، ومن يفعل ذلك يهلك نفسه (أمثال 32:6؛ 22:7-23). فهناك نتائج رديئة لا يمكن تجنبها: ضربا وخزيا يجد وعاره لا يمحى (أمثال 33:6).
إن تأجيل التوبة قد يؤدي إلى موت أبدي. فالفشل هنا له مضاعفات مدمرة عديدة، إذ أن كل من دخل إليها لا يؤوب ولا يبلغون سبل الحياة (أمثال 19:2). ويحذرنا الرب من أن النتيجة النهائية مرة كالأفسنتين (أمثال 4:5). والأفسنتين هو نبات مر وسام يسبب تشنجات وشلل وقد يؤدي إلى الموت.
إن الأفسنتين يمثل أيضا دينونة الله في نهاية الزمان (رؤيا 11:8)، وتوجد حقيقة مؤكدة لا يمكن الهروب منها وهي أنه بسبب امرأة زانية يفتقر المرء إلى رغيف خبز (أمثال 26:6). إن الخطايا الجنسية تؤدي إلى الانتحار الروحي: قدماها تنحدران إلى الموت، خطواتها تتمسك بالهاوية (أمثال 5:5). إن الخطايا الجنسية تجر ضحاياها إلى الدمار (أمثال 18:2؛ 27:7؛ 18:9؛ 14:22). تمايلت خطواتها ولا تشعر [أي أن طرقها معوجة ولا يمكنك أن تلاحظ ذلك] (أمثال 6:5) - فإن هذه المتعة الوقتية سرعان ما يحل محلها الخواء وتزعزع الثقة، إلى أن يأتي اليوم الذي فيه يصرخ الجاهل قائلا: كيف أني أبغضت الأدب ورذل قلبي التوبيخ! (أمثال 12:5).
ولا يزال التحذير يدوي عاليا وواضحا: ابعد طريقك عنها (أمثال 8:5) - أي لا تخضع لهذه التجربة بأي درجة.
إن المؤمنين في العهدين القديم والجديد يشبَّهون بعروس المسيح؛ لهذا فإن الممارسة الجنسية خارج نطاق الزواج تعتبر زنى روحي. في كثير من الأحيان يبرر الإنسان هذه الخطية بأنها "حق من حقوقه" لأن "الكل يفعلون ذلك". ولكن الرب يعلمنا: كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه (متى 28:5). والمرأة التي تعطي نفسها لأي رجل غير زوجها تسمى زانية (أمثال 26:6؛ تكوين 24:38؛ لاويين 29:19؛ هوشع 3:3).
فأي شخص خدعه الشيطان وعماه وأوقعه في الفخ في هذا الزمن الشرير - الذي فيه ينادى بالجنس وشهوة الجسد على أنه أسلوب حياة - يجب أن يصرخ إلى الله بتوبة صادقة، لأن كل من يقر بخطيته ويتركها يُرحم (أمثال 13:28).
طوبى للذين يصنعون وصاياه لكي يكون سلطانهم على شجرة الحياة [أي ليكون لهم حق الاقتراب إلى شجرة الحياة] ويدخلوا من الأبواب إلى المدينة، لأن خارجا الكلاب والسحرة والزناة والقتلة وعبدة الأوثان وكل من يحب ويصنع كذبا (رؤيا 14:22-15).
إعلان عن المسيح: بصفته معلم الحكمة (أمثال 7:4،11). المسيح هو المعلم "المذخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم" (كولوسي 3:2).
أفكار من جهة الصلاة: تذكر أن الرب يسمع صلواتك ويستجيبها (إشعياء 24:65).