مرت أربع عشرة سنة منذ أن استولى نبوخذنصر على مدينة الرب وكان كل شيء في أورشليم يسير كالعادة. لذلك لم يقدر الشعب أن يصدقوا حزقيال عندما قال: تقفر المدن وتخرب المرتفعات ... وتخرب مذابحكم وتنكسر وتزول أصنامكم (حزقيال 6:6). فحتى بالنسبة للإسرائيليين الذين في السبي، كان يبدو من غير المتوقع أن يحدث أي شيء يؤدي إلى تدمير مدينة هيكل سليمان.
ولكن حزقيال استمر محذرا الشعب من أن المدينة سوف تقع قريبا تحت حصار الجيوش الكلدانية السيف من خارج، والوبأ والجوع من داخل. الذي هو في الحقل يموت بالسيف، والذي هو في المدينة يأكله الجوع والوبأ (حزقيال 15:7).
وبعد أربعة عشر شهرا من رؤيته الأولى (1:1) يبدو أن النبي كان في بيته محاطا بشيوخ يهوذا فحدث أن يد السيد الرب وقعت عليه هناك (حزقيال 1:8-3) وأتى به الروح بواسطة الرؤى إلى أورشليم.
وكانت الرؤية الثانية في السنة السادسة من سبي الملك يهوياقيم (1:8) وقد رآها قبل خمس سنوات فقط من سقوط أورشليم. فإذا به يرى منظرا فظيعا - تمثال الغيرة (حزقيال 3:8).
وبعد ذلك اتجه النبي في الرؤيا عبر أحد الجدران إلى حجرة سرية ليرى أمورا أفظع (حزقيال 6:8-9). لقد رأى 70 رجلا من شيوخ بيت إسرائيل يقدمون بخورا للأصنام وصور الحيوانات النجسة (10:8-12). والقائد لهؤلاء الشيوخ كان رجلا خائنا للرب، اسمه يازنيا، وقد كان أبوه كاتبا لدى يوشيا آخر الملوك الأتقياء (2 ملوك 3:22).
بعد ذلك أخذ حزقيال إلى البوابة الشمالية للقاعة الخارجية حيث رأى نساء جالسات يبكين على تموز [وهو إله الخصب عند البابليين] (حزقيال 13:8-14). وكان هناك ما هو أفظع من ذلك، فلقد اتجه إلى البوابة الشرقية حيث رأى 25 رجلا في قاعة الكهنة، هم ربما رئيس الكهنة و 24 من الكهنة المساعدين، ساجدون للشمس (حزقيال 15:8-16). لذلك فلا عجب إذا قرأنا أنهم قد ملأوا الأرض ظلما (17:8).
فالرؤية الأولى بينت أن الرب هو الذي كان وراء الحكم بالدمار الآتي. وهذه الرؤية الثانية بينت سبب الدمار الآتي. لاحظ بصفة خاصة أن الثراء قد أصبح بالنسبة للكثيرين صنما، ولكنهم بعد فوات الأوان سوف يلقون فضتهم في الشوارع وذهبهم يكون لنجاسة [أي يتخلصون منه وكأنه شيء نجس]؛ لا تستطيع فضتهم وذهبهم إنقاذهم في يوم غضب الرب ... لأنهما صارا معثرة إثمهم (حزقيال 19:7). ألا ينطبق هذا تماما على جيلنا الذي أصبح تركيزه على الثراء والصحة والجنس.
إن الثروة في حد ذاتها ليست خطية، ولكن سوء استخدامها هو الذي يعتبر خطية. فإن الرب يأتمن الكثيرين على ثروة من أجل خدمة الكلمة ومن أجل تسديد عوز الآخرين. فالثروة ليس المقصود منها أن تُستخدم في تدليل الذات والإنفاق عليها ببذخ أو أن تكدس في شكل أسهم أو سندات أو ممتلكات مادية. إن هذا التحذير غائب عن الكثيرين من المؤمنين اليوم. ففي مجتمعنا يعتبر الثراء فضيلة ولا نجد أحدا يعلم بأنه صنم خطير، بل على العكس فهو دائما مرغوب فيه .إن مفهوم كوننا وكلاء صالحين معناه أن لا شيء مما لدينا هو ملك لنا، وإنما هو فرصة لكي نكنز لنا كنوزا في السماء ... لأنه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضا (متى 20:6-21).
وأما الذين يريدون أن يكونوا أغنياء فيسقطون في تجربة وفخ وشهوات كثيرة غبية ومضرة تغرق الناس في العطب والهلاك (1 تيموثاوس 9:6).
إعلان عن المسيح: من خلال الذبيحة الدموية التي قدمها هابيل (حزقيال 4:4-7). المسيح هو حمل الله. يوحنا 29:1؛ عبرانيين 22:9؛ 4:11. إن أفضل إنجازات الإنسان لا تستطيع أبدا أن تحل محل كفارة المسيح.
أفكار من جهة الصلاة: اطلب من الرب القيادة والإرشاد (2 صموئيل 1:2).