عقب الإنقاذ المعجزي لشدرخ وميشخ وعبدنغو من آتون النار المتقدة (دانيال 26:3)، اضطر نبوخذنصر أن يعترف بأن الرب هو الذي صنع ذلك (2:4-3). ومع ذلك فإنه لم يكن بعد قد اعترف بأن الرب الذي أنقذهم هو الله الواحد الحقيقي الذي يستحق العبادة.
كان نبوخذنصر قد بنى أعظم وأفخم عاصمة في العالم. وقد أصبح معتزا بإنجازاته وكان يتوقع من الجميع أن يقدموا له المدح والكرامة. وكان دانيال قد توسل إلى الملك قائلا: فارق خطاياك بالبر وآثامك بالرحمة للمساكين لعله يطال اطمئنانك (27:4).
ومر عام وكان الرخاء الخارجي قد أزال كل خوف من وجود دينونة آتية. فافتخر نبوخذنصر بكل كبرياء قائلا: أليست هذه بابل العظيمة التي بنيتها لبيت الملك بقوة اقتداري ولجلال مجدي؟ وقبل أن يكمل كلامه جاء صوت من السماء قائلا: الملك قد زال عنك (دانيال 30:40-31).
فحكم الله على نبوخذنصر بأن يفقد عقله. فأزيح من على العرش وكان يأكل العشب مثل الثيران لمدة سبع سنوات (دانيال 32:4-33). وعندما رد الله لنبوخذنصر عقله، نجده يقول بكل تواضع: سبحت وحمدت الحي إلى الأبد الذي سلطانه سلطان أبدي وملكوته إلى دور فدور (دانيال 34:4).
الكبرياء أيضا، هي التي أسقطت آخر ملوك بابل عندما أشرف سبي اليهود على نهايته بعد أن دام 70 سنة. في ذلك الوقت، كان بيلشاصر قد صنع وليمة عظيمة لعظمائه الألف وشرب خمرا قدام الألف (دانيال 1:5). وبينما كان تحت تأثير الخمر، أمر عبيده بأن يأتوا بالأواني المقدسة،التي كان نبوخذنصر قد أخذها من هيكل سليمان منذ عدة سنين مضت، وبأن يملأوها بالخمر. وبينما كان ضيوفه يشربون، كانوا في نشوة يسبحون آلهة الذهب والفضة (دانيال 4:5).
ولكن الرب لم يجد صعوبة في أن يسترعي انتباه الملك المتعجرف من خلال الكتابة المعجزية على الحائط. وفي تلك اللحظة، ارتعب الملك المتكبر، واصطكت ركبتاه (دانيال 6:5)، فصرخ طالبا عرافيه ومنجميه لكي يفسروا له الرسالة، ولكنهم لم يتمكنوا من ذلك. حينئذ أدخل دانيال إلى قدام الملك (دانيال 13:5). ولكن قبل أن يقدم التفسير، قال دانيال للملك: أنت يا بيلشاصر ... تعظمت على رب السماء ... أما الله الذي بيده نسمتك وله كل طرقك فلم تمجده. حينئذ أرسل من قبله طرف اليد فكتبت هذه الكتابة ... أحصى الله ملكوتك وأنهاه (دانيال 22:5-26).
إن أفعال بيلشاصر الشرير تشبه أفعال العديدين اليوم ممن أنعم عليهم الرب بخيرات أكثر من غيرهم، ولكنهم يتجاهلون كلمة الله وينجسون يوم الرب باستخدامه في الاهتمامات الشخصية والأشغال والملذات. وكذلك فإن العديدين من قادتنا الذين يشغلون مناصب عالية قد رفضوا تقاليد التقوى وتعاليم كلمة الله الواضحة.
فإنهم بتشجيعهم للشذوذ الجنسي، وإعادة تعريفهم لـ "الأسرة" بحيث تشمل الشواذ جنسيا للذين يعيشون معا، والتحريض على قتل الأطفال بإباحة الإجهاض، قد أصبحوا قائلين للشر خيرا . وكما قال إشعياء النبي: ويل للقائلين للشر خيرا (إشعياء 20:5).
إعلان عن المسيح: من خلال إرسال ملاكه ليسد أفواه الأسود (دانيال 22:6). أرسل الرب ملاكا لإنقاذ بطرس (أعمال 11:12).
أفكار من جهة الصلاة: ارفع قلبك إلى الله في الصلاة (مراثي 41:3).