أعطى يسوع مثلا عن الزارع الذي خرج ليزرع: وفيما هو يزرع سقط بعض على الطريق فجاءت طيور السماء وأكلته. وسقط آخر على مكان محجر حيث لم تكن له تربة كثيرة، فنبت حالا إذ لم يكن له عمق أرض. ولكن لما أشرقت الشمس احترق، وإذ لم يكن له أصل جف. وسقط آخر في الشوك، فطلع الشوك وخنقه فلم يعط ثمرا. وسقط آخر في الأرض الجيدة، فأعطى ثمرا يصعد وينمو، فأتى واحد بثلاثين وآخر بستين وآخر بمئة (مرقس 3:4-8). ومرتان يقول الرب يسوع: من له إذنان للسمع فليسمع ... انظروا ما تسمعون. بالكيل الذي به تكيلون [من الفكر والدراسة] يكال لكم [من الفضيلة والمعرفة] ويزاد لكم أيها السامعون (مرقس 9:4،23-24).
هذا المثل يبدو لأول وهلة محبطا حيث أن ثلاثاً بين كل أربعة بذور تضيع هباء، ولكن يسوع يشرح لنا السبب. فالأرض الجيدة تمثل أولئك الذين يقبلون كلمة الله ويدرسونها ونتيجة لذلك يأتي الفهم والإدراك المتزايد بحسب رغبتنا في عمل مشيئته.
وفي إنجيل متى يتبع هذا المثل مثل العدو الذي زرع زواناً وسط الحنطة (متى 24:13-30). والزوان يشبه الحنطة تماما إلى أن ينمو وينضج وعندئذ يتضح من رأس النبات أنه عديم القيمة. وفي هذا المثل يقترح عبيد السيد أن يذهبوا ويجمعوه. ولكن السيد منعهم قائلا: دعوهما ينميان معا إلى الحصاد ... الحقل هو العالم، والزرع الجيد هو بنو الملكوت (30:13،38)، والزوان يمثل أولئك الذين يبدون مؤمنين بالمسيح ويجتمعون مع المؤمنين الحقيقيين.
إن هذا المثل الثاني يبين أن الشخص المزيف، الذي ينقاد بدوافع شريرة ويندمج وسط المؤمنين الحقيقيين، لا يمكن أن يصنع ثمرا روحيا. وفي النهاية، يرسل ابن الإنسان ملائكته فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر وفاعلي الإثم ويطرحونهم في أتون النار هناك يكون البكاء وصرير الأسنان (مرقس 41:13-42).
والمثل الثالث يصف ملكوت الله أنه مثل حبة خردل متى زرعت في الأرض فهي أصغر جميع البذور التي على الأرض، ولكن متى زرعت تطلع وتصير أكبر جميع البقول وتصنع أغصانا كبيرة حتى تستطيع طيور السماء أن تتآوى تحت ظلها (مرقس 31:4-32). فبالرغم من كثرة الأمور المحبطة التي تحدّ اجتهادنا لتوصيل كلمة الله إلى العالم، فإن الغرض من هذا المثل الثالث هو تدعيم الثقة من جهة ضرورة مجيء ملكوت المسيح.
ولد ملك الملكوت كطفل في مذود صغير.. ومات على الصليب.. ولم يكن له سوى أتباع قليلون.. بعد ذلك اجتمع 120 من المؤمنين في العلية.. وامتلأوا من الروح القدس.. وخلال بضعة أيام كان الآلاف قد حصلوا على الروح القدس واعتمدوا (أعمال 38:2-41). واليوم فإن الملايين قد اعترفوا به مخلصا وربا.. ولا زالت البذرة مستمرة في النمو والتكاثر.. ولا بد أن تنجح نجاحا عظيما.. لأن الأرض تمتلئ من معرفة الرب كما تغطي المياه البحر (إشعياء 9:11).
شواهد مرجعية: مرقس 12:4 (انظر إشعياء 9:6-10).
أفكار من جهة الصلاة: صل واطلب الرب متيقنا من أنه سيجيبك إذا صليت بروح تقية متحررة من الخطية (إشعياء 9:58-11).