كلما فهمنا أكثر معنى موت المسيح وقيامته كلما اختبرنا أكثر التحرر من قوة الخطية. فدفنا معه بالمعمودية للموت، حتى كما أقيم المسيح من الأموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن أيضا في جدة الحياة. لأنه إن كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته نصير أيضا بقيامته، عالمين هذا أن إنساننا العتيق قد صلب معه ليبطل جسد الخطية كي لا نعود نستعبد أيضا للخطية ... إذا لا تملكن الخطية في جسدكم المائت لكي تطيعوها في شهواته ... بل قدموا ذواتكم لله كأحياء من الأموات (رومية 4:6-6،12-13).
إن إدراكنا لشبه موته، أي حمل الصليب وإنكار الذات يقدم لنا جانبا واحدا فقط من اتباع المسيح. أما قوة قيامته فهي التي تعطينا القوة للارتفاع فوق التشبه بموته إلى السلوك في جدة الحياة (أي في الحياة الجديدة).
بعض المؤمنين، يكتفون بأن موت المسيح قد كان لأجل تبريرهم ولكنهم لا يعرفون أنه يعني أيضا أن جسد الخطية يجب أن يبطل. فالحقيقة هي أن الشخص أو الشيء الذي تطيعه هو سيدك. وبالطبيعة نحن نطيع الخطية. ولكن المؤمن ميت تجاه الخطية وحي تجاه الله.
إن المؤمنين الحقيقيين محررون إلى الأبد من قوة إبليس وذلك لأن الحياة الجديدة في المؤمن هي حياة المسيح المقام من الأموات. ونتيجة لذلك، يستطيع المؤمن أن يقول: فإن الخطية لن تسودني (رومية 14:6).
كأولاد الله، نحن مسئولون أن نحسب أنفسنا أمواتا عن الخطية ... وأن نقدم ذواتنا لله ... كآلات بر لله (رومية 11:6،13). علينا أن نقبل الحقيقة، وهي أن الخطية لم تعد السيد على حياتنا وأننا أموات تجاه طرقنا القديمة في الخطية. هذا لا يعني أننا لا نقدر أن نخطئ بل أننا نقدر أن لا نخطئ.
فالمؤمن لم يعد مستعبدا لطبيعة آدم الخاطئة،ولكنه مولود ولادة جديدة لها طبيعة المسيح، الذي هو رأس الخليقة الجديدة (يوحنا 13:1؛ 3:3-5). إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة (2 كورنثوس 17:5). ولكن لأجل التمتع بهذه العلاقة الرائعة مع المسيح يجب على الإنسان أن يخضع نفسه للروح القدس الساكن فيه.
فالخطية ليست مجرد نتيجة لعدم الإيمان، وإنما هي التمرد على الله.
لقد وضع الله المسئولية علينا أن نخضع حياتنا له كآلات للبر، لأن الخطية لن تسودكم (رومية 13:6-14). إن حياته فينا هي التي تصنع هذا الفرق: أنتم بالطبع تعلمون أنكم ... عبيد للذي تطيعونه (رومية 16:6). ولكن القرار متروك لنا!
نحتاج أن ندرك قبل كل شيء القوة غير المحدودة التي للروح القدس الساكن فينا. نحتاج أن نثق في كلمة الله وأن نسلك متيقنين الحقيقة بأن الروح القدس الذي فينا أعظم من روح إبليس الذي في العالم (1 يوحنا 4:4). وهو قادر أن يفعل فوق كل شيء أكثر جدا مما نطلب أو نفتكر بحسب القوة التي تعمل فينا (أفسس 20:3).
فدعونا نكتشف ما هي عظمة قدرته الفائقة نحونا نحن المؤمنين، حسب عمل شدة قوته، الذي عمله في المسيح إذ أقامه من الأموات وأجلسه عن يمينه في السماويات (أفسس 19:1-20).
شواهد مرجعية: رومية 3:4 (انظر تكوين 6:15)،رومية 7:4-8 (انظر مزمور 1:32-2)، رومية 17:4 (انظر تكوين 5:17)، رومية 18:4 (انظر تكوين 5:15)، رومية 7:7 (انظر خروج 17:20).
أفكار من جهة الصلاة: صل لأجل مزيد من العاملين المؤمنين المخلصين (1 تسالونيكي 2:1-3).