لا تستهن بحجم الكبرياء الموجودة في قلب الإنسان المغرور، والتي تجعله يبغضك إذا حاولت أن تؤنبه أو توبخه أو تصححه. فكما لو كانت أسهم التعليم تخطئ الهدف لديه وترتد إلى الشخص الذي أطلقها.
ومحور درس اليوم هو "يجب أن تكون حكيما في اختيار تلميذك". من يوبخ مستهزئا يكسب لنفسه هوانا، ومن ينذر شريرا يكسب عيبا. لا توبخ مستهزئا لئلا يبغضك، وبخ حكيما فيحبك. أعط حكيما فيكون أوفر حكمة، علم صديقا [أي شخصا بارا وفي علاقة صحيحة مع الله] فيزداد علما. بدء الحكمة مخافة الرب، ومعرفة القدوس فهم (أمثال 7:9-10).
إننا كثيرا ما نكون غير مدركين لشرور قلوبنا إلى أن يواجهنا أحدهم بالتوبيخ. فإن محاولة تأديب الشخص الذي يحب نفسه أكثر مما يحب الحق سيزيده غضبا ويجعله ينقلب عليك تماما. عندئذ يصبح الحقد والضغينة هما مكافأتك على ما حاولت أن تقدمه من خدمات.
وقد حذر بولس تيموثاوس من أن يعطي شخصا مبتدئا مكانا مرموقا في الخدمة: لئلا يتصلف فيسقط في دينونة إبليس (1 تيموثاوس 6:3).
وعلى العكس فهناك من يشعرون بالامتنان لك العمر كله لأنك أحببتهم إلى حد أنك أخبرتهم بالحق. فإن لسان حالهم: ليضربني الصديق فرحمة، وليوبخني فزيت للرأس، لا يأبى رأسي (مزمور 5:141).
إن الحكمة تنادي؛ وفي الواقع فإنها تصرخ بصوت عال. فهي تهتم بالناس بدرجة تجعلها لا تستطيع أن تصمت. إن رسالتها هامة جدا لذلك فهي لا تهتم بصورتها الشخصية، على الرغم من أن الكثيرين يبغضون الحق. ولكنها لا تنوي أن تجعل قضيتها العادلة تغرق في بحر الخجل.
إن الطريقة التي بها يتلقى الإنسان التوبيخ تدل دائما على طبيعته الحقيقية. فالمبتدئ المتعجرف يعرف فقط القدر الذي يجعله مطمئنا أنه لا يخطئ وبذلك يخدع نفسه، وهو يواجه أي توبيخ بنوبة من الغضب. فهو يعتبر التوبيخ أنه هجوم شخصي عليه أو إهانة شخصية له. قد يكون هناك عيب في الشخص الذي يوجه التوبيخ، وهذا ما يحدث عادة حيث أنه مجرد إنسان. ولكن حتى إذا كان أسلوب التوبيخ غير حكيم أو عنيف أو جارح، فإن رد فعل الغضب يدل دائما على الكبرياء والعناد. أما الشخص الأمين فإنه سيفحص قلبه وسيصغي باهتمام مهما كان أسلوب المتكلم. فالشخص الحكيم الحقيقي يعرف أنه يحتاج إلى تعليم وهو يشعر بالامتنان عندما يحاول أحد أن يصحح خطأه بكل صدق - حتى وإن خلا ذلك التوبيخ من اللطف والكياسة.
لقد بدا يسوع عنيفا مع بطرس عندما قال له: اذهب عني يا شيطان ... لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس (متى 23:16؛ مرقس 33:8). ولكن كلمات يسوع هذه كانت كلمات الحب الكامل.
إن موقف الشخص الحكيم روحيا يتضح في قول المرنم: سلامة جزيلة لمحبي شريعتك، وليس لهم معثرة (مزمور 165:119).
إعلان عن المسيح: بصفته الشخص الذي كان مع الآب "لما ثبت السموات" (أمثال 27:8-31). "وأنت يا رب في البدء أسست الأرض والسموات هي عمل يديك" (عبرانيين 10:1).
أفكار من جهة الصلاة: هل يمكنك أن تقول أنك مستعد لمجيء الرب؟ (ملاخي 2:3).