حدث في بداية حكم يهوياقيم ابن يوشيا أن الرب أمر إرميا بأن يقف عند باب بيت الرب حيث يدخل جموع العابدين الآتين من كل مدن يهوذا (إرميا 11:26-12). وكانت هذه المناسبة هي أحد الأعياد الثلاثة الرئيسية التي فيها يجب على جميع الذكور أن يأتوا إلى أورشليم. وكانت هذه الاحتفالات مليئة عادة بالبهجة والفرح. ولكن إرميا لم يوجّه إليهم كلمات الترحيب وإنما وجه إليهم اتهاما خطيرا من عند الرب: أتسرقون، وتقتلون، وتزنون، وتحلفون كذبا، وتبخرون للبعل، وتسيرون وراء آلهة أخرى لم تعرفوها، ثم تأتون وتقفون أمامي في هذا البيت الذي دعي باسمي عليه، وتقولون قد أنقذنا! - حتى تعملوا كل هذه الرجاسات؟ هل صار هذا البيت الذي دعي باسمي عليه مغارة لصوص في أعينكم؟ هأنذا أيضا قد رأيت يقول الرب (إرميا 9:7-11).
الأصحاحان 7 و 26 يشيران إلى نفس المناسبة. فالكلمات شبه متطابقة، بما في ذلك الإشارة إلى شيلوه (إرميا 12:7؛ 9:26). وقد اقتبس الرب يسوع من هذه الأصحاحات عندما دخل الهيكل وطرد الصيارفة قائلا لهم: بيتي بيت الصلاة يُدعى، وأنتم جعلتموه مغارة لصوص (متى 13:21).
وعلى الرغم من أن الإسرائيليين حافظوا على خدمات العبادة للرب، إلا أنهم أيضا عبدوا بعل إيزابل وملكة السموات التي تعبدها مصر. وآخرون بنوا مرتفعات توفة التي في وادي ابن هنوم ليحرقوا بنيهم وبناتهم بالنار [إكراما لمولك إله النار] (إرميا 18:7،31). ولكن الكهنة والأنبياء والشعب لم يحتملوا الإدانة من إرميا "الضيّق الذهن": وكل الشعب أمسكوه قائلين تموت موتا (إرميا 8:26). فكانوا يصرون على أن كل إنسان يجب أن يعبد بحسب ضميره الشخصي، تماما مثل ما نسمعه اليوم. فحذرهم إرميا وطلب منهم أن يتذكروا أن شيلوه - التي ظلت لعدة عصور مكانا لخيمة الاجتماع - قد خربت تماما، وإذا لم يتوبوا فإن أورشليم والهيكل سيخربان أيضا كما صنعت بشيلوه (إرميا 14:7-15).
ولكن الشعب اعتبر أن هذا تجديف. فإن الهيكل كان يعطيهم إحساسا بالأمان واليقين الشديد بأن الله الذي أرشد سليمان لبناء الهيكل كمكان سكناه والذي اختار أورشليم مدينة له، لن يسمح لهما أن يُهدما حيث صنع عهدا مع شعبه المختار. وبعد ذلك قال الرب لإرميا ثلاث مرات ألا يضيع وقته في الصلاة من أجلهم (إرميا 16:7؛ 14:11؛ 11:14).
لا يوجد أناس مخدوعون مثل أولئك الذين يتخيلون أن كل شيء على ما يرام طالما أنهم يحضرون اجتماع العبادة في اليوم الصحيح ومع الجماعة الصحيحة، وأن أسماءهم مسجلة بوضوح في دفاتر الكنيسة، وأنهم يسمعون المدح الإيجابي من أحد المبشرين المشهورين.
قال الرب يسوع عن العابدين في أورشليم: يقترب إليّ هذا الشعب بفمه ويكرمني بشفتيه وأما قلبه فمبتعد عني بعيدا (متى 8:15). وقال أيضا: ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السموات، بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السموات (21:7).
إعلان عن المسيح: كالشخص الذي طالب بتطهير الهيكل والعابدين فيه (إرميا 1:7-11). لقد اقتبس المسيح من هذه الأعداد في متى 13:21 وفي مرقس 17:11. (أيضا 1 كورنثوس 19:6-20).
أفكار من جهة الصلاة: اقرأ وادرس وأصغ إلى كلمة الله حتى تكون صلواتك مستجابة (أمثال 9:28).