لقد رفض آدم أن يطيع كلمة الله، وبذلك دخلت الخطية إلى العالم وورث كل الجنس البشري الطبيعة الخاطئة (رومية 12:5-19)، ودمرت الخطية علاقتنا مع الله فجعلتنا روحيا أمواتا بالذنوب والخطايا (أفسس 1:2).
ومن خلال قوة الإقناع والتنوير قادنا الروح القدس إلى اكتشاف مدى بشاعة الخطية. فعندما يدرك الشخص أنه خاطئ وهالك ويعيش في تمرد على خالقه الله عندئذ يتولد الحزن الذي بحسب مشيئة الله ينشئ توبة لخلاص بلا ندامة (2 كورنثوس 10:7) فيجعلنا نبصر المسيح رجاؤنا الوحيد للحياة الأبدية.
وعندما نقبل المسيح مخلصا شخصيا لنا ننال طبيعة الله في أرواحنا، هذه الطبيعة التي تمكننا من الانقياد بروح الله . لكي يتم حكم الناموس فينا نحن السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح [أي أصبحت حياتنا منقادة ليس بمواصفات وطلبات الجسد، بل خاضعة للروح القدس] ... لأن اهتمام الجسد [بأفكاره وأغراضه الجسدية] هو عداوة لله (رومية 4:8،7).
إذا، دعونا نعيش متيقنين أن بر الناموس يجب أن يتم فينا، نحن السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح (رومية 4:8)؛ لأنه إن عشتم حسب الجسد فستموتون، ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون (رومية 13:8)؛ لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله (رومية 14:8).
لذلك لا يكفي أن نعترف بجميع خطايانا بل يجب أن نتركها أيضا . لأنك إن اعترفت بفمك بالرب يسوع وآمنت بقلبك [أي وثقت وتمسكت بهذا الحق] أن الله أقامه من الأموات خلصت، لأن القلب يؤمن به للبر والفم يعترف به [أي يذيع ويجاهر بالإيمان] للخلاص [أي لتأكيد الخلاص] (رومية 9:10-10).
إذا بوجود المسيح فينا يظهر من خلالنا شبه المسيح. فإذا سلكنا في الروح لا نتمم شهوات الجسد - بل على العكس - فإن بر الناموس سيتحقق فينا بقوة. فإن ثمر الروح [أي العمل الذي يحققه وجود الروح القدس فينا] هو محبة فرح سلام طول أناة لطف صلاح إيمان وداعة تعفف. ضد أمثال هذه ليس ناموس (غلاطية 22:5-23). إن الله يهمه أولا طبيعتنا ثم بعد ذلك أعمالنا من أجله.
قد ينجح الناس في تقليد المؤمنين الحقيقيين بشتى الطرق، فينضمون إلى الكنيسة، ويشتركون في العبادة، ويقدمون العطايا السخية، بل وأيضا يحاولون أن يحفظوا الوصايا العشر مثلما فعل الشاب القائد الغني (متى 16:19-22؛ لوقا 18:18-23). ولكن هؤلاء قد يكونوا فقط معبرين عن صورة التقوى ولكنهم ينكرون قوتها [أي القوة المسببة لها] (2 تيموثاوس 5:3).
إن المبدأ الأساسي هو هذا: الروح نفسه يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله، فإن كنا أولادا فإننا ورثة أيضا ورثة الله ووارثون مع المسيح، إن كنا نتألم معه لكي نتمجد أيضا معه (رومية 16:8-17).
شواهد مرجعية: رومية 36:8 (انظر مزمور 22:44)، رومية 7:9 (انظر تكوين 12:21)، رومية 9:9 (انظر تكوين 10:18)، رومية 12:9 (انظر تكوين 23:25)، رومية 13:9 (انظر ملاخي 2:1-3)، رومية 15:9 (انظر خروج 19:33)، رومية 17:9 (انظر خروج 16:9)، رومية 25:9 (انظر هوشع 23:2)، رومية 26:9 (انظر هوشع 10:1)، رومية 27:9-28 (انظر إشعياء 22:10-23)، رومية 29:9 (انظر إشعياء 9:1)، رومية 33:9 (انظر إشعياء 16:28)، رومية 5:10 (انظر لاويين 5:18)، رومية 6:10-7 (انظر تثنية 12:30-13)، رومية 8:10 (انظر تثنية 14:30)، رومية 11:10 (انظر إشعياء 16:28)، رومية 13:10 (انظر يوئيل 32:2)، رومية 15:10 (انظر إشعياء 7:52)، رومية 16:10 (انظر إشعياء 1:53)، رومية 18:10 (انظر مزمور 4:19)، رومية 19:10 (انظر تثنية 21:32)، رومية 20:10 (انظر إشعياء 1:65)، رومية 21:10 (انظر إشعياء 2:65).
أفكار من جهة الصلاة: الرب يريدنا أن نصلي من أجل قادة الحكومة (1 تيموثاوس 1:2-4).