مقدمة لسفر الرؤيا
يرجّح أنه في الفترة التي أعدم فيها الرسول بولس، قام اضطهاد شديد على جميع المسيحيين. ونتيجة لذلك، اعتقل الرسول يوحنا الشيخ وسجن في بطمس - وهي جزيرة صخرية صغيرة طولها حوالي عشرة أميال وعرضها ستة أميال، وتقع مقابل الساحل الجنوبي الغربي لآسيا الصغرى (تركيا حاليا)، وليس بعيدا عن الكنائس السبع (رؤيا 9:1). وقد كان أثناء نفي الرسول يوحنا في بطمس أنه تلقى رؤيا هذا السفر.
يوجد أكثر من 300 مصطلح رمزي في سفر الرؤيا لوصف الأحداث التاريخية المختصة بالمسيح وكنيسته. والموضوع البارز في هذا السفر هو ملكوت المسيح المجيد والأبدي. وجميع الرموز يمكن فهمها بالرجوع إلى العهد القديم.
وينشغل العديد من المسيحيين الحقيقيين بمحاولة فهم جميع الحوادث المستقبلية المشار إليها في هذا السفر لدرجة أنهم يفشلون في أن يروا أن سفر الرؤيا هو إعلان عن شخص يسوع المسيح الذي هو محور جميع الأشياء. والعبارة المحورية لهذا السفر هي الكلمات الثلاث الأولى فيه: إعلان يسوع المسيح . وأكثر من 26 مرة في سفر الرؤيا نجد لقب الخروف، وهو اللقب الخاص بالمسيح بصفته الذبيحة. ونجده أيضا كالألف والياء، الأول والآخر (11:1)؛ والبكر من الأموات (5:1،18؛ 8:2).
يعلن هذا السفر عن انتصار المسيح النهائي على الشر. ويؤكد بأن الرب هو المتسلط على كل شيء، وأنه يستخدم كل أنشطة البشر وكل كوارث الطبيعة لإتمام مقاصده.
ومع تقدمنا في قراءة هذا السفر نصبح مستعدين للتعرف على تفاصيل خطته عند وقوع أحداث النبوة. لكن الخطورة هي عندما ننبهر بالنبوة وبالأحداث المستقبلية فنتحول عن الغرض الأساسي من قراءة هذا السفر - وهو التشوق القلبي الشديد له والاستعداد للقائه. وابتداء من السبع كنائس ومناشدة المسيح لها بأن تكون غالبة، يعلمنا سفر الرؤيا كيف نصبح الأشخاص الذين يريدنا الله أن نكون لغرض تحقيق قصده من خلقنا.
إن آخر حدث مجيد شوهد على الأرض هو صعود المسيح، والحدث العظيم التالي له هو رجوعه. فمن الأهمية بمكان أن نعد أنفسنا للقاء مخلصنا.
إن الاستعلان العظيم لملك الملوك آتيا من السماء قد أصبح وشيكا. لذا فلنتذكر الوعد: طوبي للذي يقرأ وللذين يسمعون أقوال النبوة ويحفظون ما هو مكتوب فيها لأن الوقت قريب (رؤيا 3:1).
تلقت سبع كنائس خطابات أملاها المسيح وسجلها يوحنا. وقد كانت هذه الكنائس السبع موجودة فعلا في ذلك الوقت في آسيا الصغرى (تركيا). ومع ذلك فإن الرسائل الموجهة إليها لا تزال حتى يومنا هذا لها نفس الحيوية والأهمية، وذلك لأن طابع هذه الكنائس ومسلكها يمثل الكنائس والمؤمنين في كل العصور. وهم إما ينالون مدح الرب أو توبيخه.
في كنائس سميرنا وفيلادلفيا لا نجد توبيخا، وإنما مديحا فقط. وفي ساردس ولاودكية لا نجد مديحا، وإنما توبيخا فقط. أما في أفسس وبرغامس وثياتيرا، فيوجد كل من المديح والتوبيخ.
وتوجه كلمات المديح إلى كنيسة أفسس من أجل تعبهم وصبرهم وتمسكهم بالتعليم الصحيح. وقد مدحهم أيضا على كشفهم للأنبياء الكذبة ولأعمال النيقولاويين (رؤيا 6:2؛ قارن مع أعمال 28:20-30)، أي الذين يتساهلون مع الزنى ومع تعاليم بلعام (رؤيا 14:2-15؛ عدد 22-25). ولكن المؤمنون في أفسس كانت لديهم مشكلة خطيرة، فلقد قال لهم المسيح: عندي عليك أنك تركت محبتك الأولى [أي تخليت عني، أنا هو حبك الأول] (رؤيا 4:2).
هذه المشكلة الأفسسية، تحدث عادة بالتدريج عندما ينهمك الشخص في الأشغال والملذات، أو حتى في الأنشطة الجيدة بل وأيضا المسئوليات الكنسية. ولكن التهمة خطيرة للغاية: سقطت (رؤيا 5:2). وفي عبارة واحدة يكرر القول مرتين: تب ... وإلا فإني آتيك ... وأزحزح منارتك من مكانها (رؤيا 5:2).
وأرسل خطابا إلى كنيسة سميرنا حيث كان المؤمنون فقراء للغاية. لقد عانوا بلا شك من الاضطهاد والإهانة من القائلين أنهم يهود وليسوا يهودا بل هم مجمع الشيطان (رؤيا 9:2). فمع أن هذه الكنيسة كانت تتألم وكانت فقيرة، إلا أن الرب يقول لها: إنك غني ... كن أمينا إلى الموت فسأعطيك إكليل الحياة (9:2-10).
ثم أرسل خطابا إلى كنيسة برغامس. وقد قيل عنهم أنهم يسكنون حيث كرسي الشيطان ... حيث الشيطان يسكن (13:2). وقد وجه إليهم التوبيخ الشديد: إن عندك هناك قوما متمسكين بتعليم بلعام ... وبتعاليم النيقولاويين الذي أبغضه. فتب، وإلا فإني آتيك ... وأحاربهم بسيف فمي (14:2-16).
وأرسل أيضا خطابا إلى ثياتيرا حيث كان يوجد أيضا إهمال بخصوص التعليم الخاطئ ويشمل المرأة إيزابل، التي تقول أنها نبية حتى تعلم وتغوي عبيدي أن يزنوا ويأكلوا ما ذبح للأوثان (رؤيا 20:2). ويبدو أن جميع الأنبياء الكذبة يشتركون في هذه الفلسفة - وهي أن تحرر المسيحي من ناموس موسى يعفيه من الناموس الأدبي. وبالتالي فإن هؤلاء المؤمنين كانوا يظنون أن بر المسيح يغطيهم على الرغم من انغماسهم في شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة (1 يوحنا 16:2).
إن روح إيزابل هذه لا تزال موجودة في الكنائس اليوم، وهذا ما يستنكره العهد الجديد بشدة بصفته تعليم خاطئ (يوحنا 31:8-32؛ غلاطية 16:5-21؛ أفسس 1:5-11؛ 2 بطرس 1:2-22؛ 1 يوحنا 4:2؛ يهوذا 7:1-13).
من يغلب فسأعطيه أن يأكل من المن المخفي (رؤيا 17:2).
شواهد مرجعية: رؤيا 7:1 (انظر دانيال 13:7)، رؤيا 27:2-28 (انظر مزمور 8:2-9).
أفكار من جهة الصلاة: شجع الآخرين على حمد الرب أثناء النهار (مزمور 5:67).
الكنيسة في ساردس، لم يكن فيها نيقولاويون ولا بلعام ولا إيزابيل. وكانت هذه الكنيسة تستطيع أن تفخر بعدم وجود معلمين كذبة أو تعاليم خاطئة. ولكن للأسف فلقد كان بها شر أخطر بكثير. ما أرهبه إعلان أن يقول الملك الذي يعرف كل الأشياء: أنا عارف أعمالك أن لك اسما أنك حي وأنت ميت. كن ساهرا وشدد ما بقي الذي هو عتيد أن يموت لأني لم أجد أعمالك كاملة أمام الله [أي لم أجد أي عمل من أعمالك متوافقا مع متطلبات الله] ... فاذكر كيف أخذت وسمعت واحفظ وتب (رؤيا 1:3-3).
في جميع الكنائس الأخرى باستثناء لاودكية، يذكر بعض المشاكل الحادثة بينهم. ولكن العالم استطاع أن يحتمل كنيسة ساردس لأنها فقدت الهدف من وجودها مثل الغصن المنفصل عن الكرمة الذي لا يستطيع أن يأتي بثمر من ذاته(يوحنا 1:15-10). ولكن بفضل الرب كانت هناك أسماء قليلة في ساردس من الغالبين (رؤيا 4:3).
على الرغم من أن الكنيسة في فيلادلفيا لها قوة يسيرة (8:3)، إلا أنها حفظت كلمة الرب ولم تنكر اسمه أو ترفضه. ولهذا السبب مدحها الرب على أمانتها. فهو يؤكد لها أنه إزاء أمانتها: أنا أيضا سأحفظك من ساعة التجربة العتيدة أن تأتي على العالم (10:3).
وربما كان أعضاء كنيسة لاودكية يهنئون أنفسهم بسبب اعتدالهم وسعة أفقهم. فلقد كانوا يشعرون بالشفقة على المؤمنين الغيورين في الكنائس الأخرى الذين كانوا يثيرون غضب عبدة الآلهة الكاذبة. وكان المؤمنون في لاودكية يفتخرون بقدرتهم على التأقلم وعمل الصداقات مع الذين يبغضون المسيح. ولكن المسيح أدان هذه الكنيسة التي في لاودكية لكونها ليست باردة ولا حارة ... فيقول لها لأنك فاتر ... أنا مزمع أن أتقيأك من فمي (15:3-16)! ويقدم لها الرب النصيحة قائلا: أشير عليك أن تشتري مني ذهبا مصفى بالنار (18:3)، أي أن تتحمل تكلفة الإيمان الحقيقي الذي هو أثمن من الذهب الفاني الذي يمتحن بالنار (1 بطرس 7:1). وهو يناشدهم بأن يكونوا أغنياء في الإيمان وأن يتحملوا تكلفة الثياب البيض لكي يلبسوا (رؤيا 18:3).
قد تكون الشهرة والقوة والنجاح والغنى المادي في نفس خطورة وضرر الكوكايين أو الكحول. فهي تعطي للإنسان إيحاءات كاذبة بأنه على ما يرام بينما تسلب منه صفاء الذهن والاستفادة بالوقت. إن التساهل مع هذه الأمور يخدع النفس ويدمرها. فهو يشوه مفهوم الإنسان تجاه الصواب والخطأ.
لم يكن المسيح في وسط كنيسة اللاودكيين لكنه كان خارجا، واقفا على الباب ويقرع (20:3). وحيث أن اللاودكيين كانوا منهمكين في أنشطتهم، فلقد تركوا الرب يسوع خارجا. ربما لا نحتمل أن يتجاهلنا الآخرون فلا يرحبون بنا أو يدعوننا للاشتراك في الاجتماع. ولكن الوضع الموصوف هنا أخطر بكثير. فالمسيح ينبغي أن يكون هو الشخص المحوري، ورأس الكنيسة.
إنه لا يزال يقرع الباب وينادي قائلا: من يغلب فسأعطيه أن يجلس معي في عرشي، كما غلبت أنا أيضا وجلست مع أبي في عرشه (رؤيا 21:3-22).
شواهد مرجعية: رؤيا 8:4 (انظر إشعياء 2:6-3).
أفكار من جهة الصلاة: سبح الرب من أجل امتياز نشر كلمته (مزمور 11:68).
كان النفي إلى بطمس والآلام الحادثة في سميرنا (رؤيا 8:2-9) أمثلة للاضطهاد المتزايد في جميع أنحاء الإمبراطورية الرومانية.
وفي قراءات اليوم يدهشنا أن نرى جمعا كثيرا ... لم يستطع أحد أن يعده، من كل الأمم والقبائل والشعوب والألسنة، واقفون أمام العرش وأمام الخروف، متسربلين بثياب بيض، وفي أيديهم سعف النخل. وهم يصرخون بصوت عظيم قائلين الخلاص لإلهنا الجالس على العرش وللخروف (رؤيا 9:7-10). هذا الجمع المتسربل بالثياب البيض والممسك بسعف النخل هم الذين غلبوا الشيطان وأصبحوا أخيرا في محضر إلههم. إن جميع الذين اختبروا الخلاص الممنوح من الرب يسوع المسيح يفرحون بالتطهير الناتج عن التوبة ويلبسون ثياب بره البيضاء.
كانت هذه الرؤيا ضرورية لتقوية إيمان المسيحيين في القرن الأول، ولكنها لازالت ضرورية لمؤمني القرن العشرين.
إن كل جيل من المؤمنين، يجد أن المقاومة شديدة، والأشرار كثيرون، وأساليب الخداع متقنة للغاية حتى أننا بقوتنا وحكمتنا البشرية لا بد أننا نفشل. وعبر الأجيال، نجد أن الذين يثبتون قلوبهم ويعيشوا للرب يسوع هم أقلية صغيرة. فقد سبق الرب وأنبأ قائلا: ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذي يؤدي إلى الحياة، وقليلون هم الذين يجدونه (متى 14:7). ولكن عندما انفتحت السماء فوق جزيرة بطمس، إذا بنا نكتشف أن مواطني السماء قد أصبحوا كثيرين حتى أنه لم يستطع أحد أن يعده (رؤيا 9:7) وسوف يستمرون في التزايد إلى أن يأتي الرب يسوع لعروسه الكنيسة.
هؤلاء الغالبون هم الخارجون من الضيقة العظيمة، وقد غسلوا ثيابهم وبيضوا ثيابهم في دم الخروف . ولهذا السبب أصبحوا الآن أمام عرش الله يقدمون المجد والحكمة والشكر والكرامة والقدرة والقوة لإلهنا ... آمين (12:7-14).
" المجد " يمثل بهاء شخصه. و" الحكمة " تعلن معرفته الفائقة المتاحة لنا من خلال كلمته (1 كورنثوس 30:1؛ كولوسي 3:2؛ يعقوب 5:1-6). " الشكر " هو التعبير الطبيعي عن عرفاننا بالجميل للرب الذي هو وحده يستحق منا أسمى " التكريم " (رؤيا 11:4). " القدرة والقوة " تشيران إلى سلطة الله الفائقة سواء على قوات الخير أو الشر، وقدرته غير المحدودة على تحقيق وعوده (أفسس 20:3).
والكلمة الختامية " آمين " تعني الموافقة التامة من الجمع الذي بلا عدد الواقف أمام العرش. وهم لن يجوعوا بعد ولن يعطشوا بعد ... لأن الخروف الذي في وسط العرش يرعاهم ويقتادهم إلى ينابيع ماء حية ويمسح الله كل دمعة من عيونهم (رؤيا 15:7-17). لقد تحرروا من الشر وحضروا للتمتع الكامل بعبادة ملك الملوك والترنم بتسبيحه.
الحياة قصيرة، والتجارب التي نمر بها الآن ستبدو ضئيلة جدا بالمقارنة مع الامتياز المجيد أننا نتحرر من الشر ونأتي إلى استمتاع كامل في حضرة ملك الملوك.
من أجل ذلك هم أمام عرش الله ويخدمونه نهارا وليلا في هيكله؛ والجالس على العرش يحل فوقهم [أو يسير فيما بينهم] (رؤيا 15:7).
أفكار من جهة الصلاة: ما أحلى أن نعرف أننا معتمدون على قوته (مزمور 16:71).
قاد صوت من السماء الرسول يوحنا إلى أن يأخذ السفر الصغير المفتوح في يد الملاك الواقف على البحر وعلى الأرض (رؤيا 8:10). ثم طلب منه أن يأكله كله، قائلا له: إنه سيجعل جوفك مرا [ألم شديد] ولكنه في فمك يكون حلوا كالعسل ... فقال لي يجب أنك تتنبأ أيضا على شعوب وأمم وألسنة وملوك كثيرين (9:10،11).
كان ليوحنا الامتياز أن يخبر العالم كله أن السفر الصغير يحتوي على رسالة حلوة بالنسبة للذين يقبلون المسيح كمخلص، ولكنها أيضا في منتهى المرارة بالنسبة للذين يرفضونه ربا على حياتهم. هذه الرسالة مطابقة تقريبا للكلمات المعطاة لحزقيال (حزقيال 3)، التي كانت تحمل أخبارا مفرحة عظيمة للأقلية الأمينة ولكنها تجلب قضاء فوريا على الخطية.
وقد أعلن أيضا ليوحنا أن الأمم سيدوسون المدينة المقدسة اثنين وأربعين شهرا - أي 1260 يوما (رؤيا 2:11-3). وفي وقت ما أثناء هذه المدة - المتعارف عليها بوجه عام كالنصف الأول من الضيقة العظيمة - سيأتي شاهدان يوصفان بأنهما شجرتا زيتون ومنارتان (4:11)، وسيشهدان في نفس المدينة التي صلب فيها ربهما. هذه المدينة هي أورشليم، وإن كانت تدعى روحيا سدوم ومصر (8:11). ومتى تمما شهادتهما فالوحش الصاعد من الهاوية سيصنع معهما حربا ويغلبهما ويقتلهما (7:11).
وكم هو مطمئن أن نعرف أنه على الرغم من مواجهتهما لمقاومة هائلة، إلا أنهما سيزودان بحماية خاصة حتى يتمما شهادتهما (5:11،7). وعندئذ فقط، سيستشهد هذان الشاهدان في نفس المكان حيث صلب ربنا أيضا (8:11).
لقد لاحظنا في مناسبات عديدة خلال سفر الرؤيا الهيمنة الكاملة للرب على الأقلية الأمينة الخاصة به. ويمكننا نحن أيضا أن نثق في أنه سيحفظنا من كل قوة شريرة بينما نحن نخدمه بأمانة. لقد تمما شهادتهما تماما كما أن الرب يسوع لم يكن من الممكن أن يصلب قبل تلك الساعة التي قال فيها: قد أكمل (يوحنا 30:19).
ومهما كانت صعوبة وخطورة الآلام في هذا العالم، فإن الكلمة الأخيرة هي للحمل. إن كل شيء تحت سلطان وسيادة ربنا يسوع المسيح.
من المتوقع أن تزداد الخطايا الجنسية وشرور سدوم في هذه الأيام الأخيرة. وسوف تزداد أيضا المقاومة تجاه المسيحية الحقيقية؛ وسيصبح هناك رفض شديد للإله الحقيقي الوحيد، بحسب تعبير فرعون؛ وسيزداد عدد الآلهة الكاذبة كتلك التي كانت منتشرة في مصر. الأشرار سيزدادون شرا، والفوضى الشاملة ستستمر في الانتشار. وكما قال الرسول بولس: ستأتي أزمنة صعبة (2 تيموثاوس 1:3).
إن انتصار أعداء الله على القداسة والبر لا يمكن أن يدوم (رؤيا 11:11-12) وسرعان ما سينتهي بالقضاء الكامل والنهائي على الشيطان وعلى جميع أعداء الرب (رؤيا 11:20-15).
نشكرك أيها الرب الإله القادر على كل شيء الكائن والذي كان والذي يأتي لأنك أخذت قدرتك العظيمة وملكت (رؤيا 17:11).
شواهد مرجعية: رؤيا 6:10 (انظر نحميا 6:9).
أفكار من جهة الصلاة: احمد الرب من كل قلبك، وأخبر الآخرين عن الأمور العجيبة التي صنعها (مزمور 28:73).
ظهرت آية عظيمة في السماء! (رؤيا 1:12). امرأة (واقفة بمجد وبهاء)، متسربلة بالشمس، والقمر تحت رجليها، وعلى رأسها إكليل من اثني عشر كوكبا .
يعتقد الكثيرون أن المرأة ترمز إلى الجسد الروحي أي جميع المؤمنين في العهدين القديم والجديد - الزوجة الروحية: لأن بعلك هو صانعك (إشعياء 5:54-6). كما نقرأ القول: خطبتكم لرجل واحد ... للمسيح (2 كورنثوس 2:11)؛ لأن الرجل هو رأس المرأة كما أن المسيح أيضا رأس الكنيسة (أفسس 23:5-32).
يعتقد آخرون أن المرأة ترمز إلى إسرائيل. وأيا كان رأيك، فإن الهدف الأساسي من الرؤية هو التأكيد المطلق على الانتصار النهائي لشعب الله على قوات الشر.
تبدأ الرؤية في السماء ولكنها سرعان ما تنتقل إلى الأرض، لتوضيح الحقيقة أنه على الرغم من أن الكنيسة التي هي جسد المسيح موجودة على الأرض إلا أنها أيضا متحدة مع المسيح، الرأس، الذي في السماء (أفسس 3:1).
هوذا تنين عظيم أحمر ... وقف أمام المرأة العتيدة أن تلد حتى يبتلع ولدها متى ولدت، فولدت ابنا ذكرا عتيدا أن يرعى جميع الأمم بعصا من حديد. واختطف ولدها إلى الله وإلى عرشه . هذه إشارة إلى صعود المسيح وإلى ملكوته (رؤيا 3:12-5). والتنين يمثل الشيطان، الذي يضل العالم كله (9:12)، الذي هو دائما في عداء مع شعب الله، ويجول ملتمسا من يبتلعه (1 بطرس 8:5). لقد حاول الشيطان، من خلال فرعون، أن يفترس شعب الله بمجرد خروجهم من مصر؛ ومن خلال هيرودس حاول أن يهلك الطفل يسوع.
والمرأة هربت إلى البرية (رؤيا 6:12). لقد تجرب الرب يسوع من الشيطان على مدى 40 يوما في البرية (متى 1:4-11). وتجرب بنو إسرائيل على مدى 40 سنة في البرية . وكذلك أيضا الكنيسة فإنها تجرب في البرية . والبرية تشير إلى الظروف القاحلة في هذا العالم التي لا ينتج عنها أي شيء له قيمة أبدية.
فألقت الحية من فمها وراء المرأة ماء كالنهر لتجعلها تحمل بالنهر (رؤيا 15:12). جرفتهم كسنة يكونون [أو كما بفيضان نهر] (مزمور 5:90). إن الفيضان يشير إلى قوة العدو المدمرة التي تسعى لغمر المؤمنين الحقيقيين. فالعدو يبدو في منتهى القوة، والمرأة في منتهى الضعف، والبرية (العالم) مكشوفة للغاية؛ ومع ذلك فالنصرة مضمونة كما يقول الرسول يوحنا: فأعانت الأرض المرأة وفتحت الأرض فمها وابتلعت النهر الذي ألقاه التنين من فمه (رؤيا 16:12). إن الله هو خالق الأرض التي تشير إلى قدرته الخلاقة، فهو قادر أن ينقذ شعبه بطريقة معجزية من براثن الشيطان.
ثم غضب التنين على المرأة وذهب ليصنع حربا مع باقي نسلها الذين يحفظون وصايا الله وعندهم شهادة يسوع المسيح (رؤيا 17:12). لقد فشل الشيطان في القضاء على المسيح، لذا فهو الآن يحاول أن يقضي على أتباعه.
مهما كانت المرأة تبدو ضعيفة، ومهما كان المؤمن يبدو عديم القوة أمام العالم، فالمؤمنون بالمسيح هم غالبون بدم الخروف وبكلمة شهادتهم (رؤيا 11:12).
أفكار من جهة الصلاة: من اللائق دائما تقديم الشكر والحمد للرب (مزمور 1:92).
سوف تحدث أمور مرعبة على الأرض وستكون هناك مخلوقات لها أذناب مثل العقارب تستطيع أن تؤذي الناس (رؤيا 10:9-11). واسم ملكها أبدون وهو ملاك الهاوية . إنه المدمر، ومع ذلك فإن قدرته على التدمير دائما محدودة وذلك لأن الله له دائما السلطة الأعلى.
إن أبدون وممالك هذا العالم التي يقودها ضد الأقلية الصغيرة الأمينة للمسيح (متى 14:7؛ 16:20) يبدون أقوى مما هم في الحقيقة. ومن المهم ألا نبالغ في تقدير قوات الشيطان والأغلبية العظمى من الناس الذين يتبعونه حيث أنه ولا جزء واحد من تهديداتهم يمكن أن يتم ضد أضعف مؤمن إلا بموافقة الرب. إن تهديدات الشرير خادعة تماما مثل وعوده الكاذبة بملذات الخطية. فكلاهما كاذب، وكلاهما له هدف واحد - وهو إبعادنا عن الثقة في محبة الله وبركاته الغنية لكل الذين يظلون أمناء له.
لقد حسمت حربنا مع الشيطان. فلا يوجد نزاع قوة بين الله والشيطان، لأن الله وحده كلي القدرة. ولكن الحرب اليوم هي من جهة الحق، تماما مثلما كان في جنة عدن. فلازال الشيطان يقول: هل حقا يقصد الله ما يقول؟ (تكوين 1:3).
لقد سمع يوحنا ترنيمة جيش الرب المنتصر الذي غلبوا الوحش، وهم يرتلون ترنيمة موسى عبد الله وترنيمة الخروف قائلين عظيمة وعجيبة هي أعمالك أيها الرب الإله ... عادلة وحق هي طرقك ... لأنك وحدك قدوس لأن جميع الأمم سيأتون ويسجدون أمامك لأن أحكامك قد أظهرت (رؤيا 3:15-4).
لقد قاد موسى بني إسرائيل بانتصار عبر البحر الأحمر - وحررهم من عبودية المصريين بينما تحطم جيش فرعون في البحر عندما تعقبوا بني إسرائيل. لذلك امتلأ بنو إسرائيل بالحمد للرب ورنموا له ترنيمة موسى عرفانا له بالجميل لإنقاذهم من الموت (خروج 1:15-21). إن كلمات ترنيمة الحمد والانتصار هذه سوف يتردد صداها طول الأبدية - إذ سوف يرنمها قديسو الضيقة.
إن فرعون هو رمز للشيطان الذي لازال يحاول أن يؤثر على غير المؤمنين ليعيقوا أتباع الرب عن الاستمرار في أمانتهم له. لقد مرت آلاف السنين منذ ذلك الوقت، ولكن نفس الترنيمة سيرنمها المؤمنون الذين اختاروا أن يموتوا ولم ينكروا إيمانهم بالمسيح. هؤلاء سيقفون أيضا على البحر - ليس البحر الأحمر، ولكن بحر من زجاج مختلط بنار - وهو يرمز للتجارب المحرقة التي اجتازوها على الأرض (رؤيا 2:15). إن هؤلاء الشهداء المبتهجين لن يشعروا بالأسف على آلامهم السابقة.
المؤمنون ليس لهم وعد بالنجاة من الاضطهاد ولا حتى من الموت، ولكن لديهم الضمان بأن يكونوا مع الرب طوال الأبدية. عندئذ سوف ندرك محبته وحكمته في السماح لنا بامتياز التألم من أجل اسمه.
وسمعت صوتا من السماء قائلا لي اكتب طوبى للأموات الذين يموتون في الرب منذ الآن ... لكي يستريحوا من أتعابهم وأعمالهم تتبعهم (رؤيا 13:14).
شواهد مرجعية: رؤيا 4:15 (انظر مزمور 9:86؛ إشعياء 23:66).
أفكار من جهة الصلاة: اطلب الشجاعة لكي تحمد الرب أمام غير المؤمنين (مزمور 3:96-5).
انتقل الرسول يوحنا بالروح إلى البرية حيث رأى امرأة جالسة على وحش قرمزي مملوء أسماء تجديف ... والمرأة كانت متسربلة بأرجوان وقرمز ومتحلية بذهب وحجارة كريمة ولؤلؤ ... وعلى جبهتها اسم مكتوب، سر، بابل العظيمة، أم الزواني ورجاسات الأرض (رؤيا 3:17-5).
كانت بابل العهد القديم هي المدينة العظيمة التي فيها ظهر ولأول مرة التحدي الجهاري من الحكومة البشرية تجاه الله (تكوين 1:11-9). بعد ذلك بعدة قرون أصبحت بابل (التي تقع حاليا في العراق) هي أفخم عواصم العالم القديم.
كانت العاصمة القديمة بابل تعتبر أقوى كثيرا من أن تنهزم. ولكنها دمرت بالفعل بواسطة كورش بحسب ما تنبأ به دانيال، وهكذا تحرر شعب الله واستعادوا العبادة الحقيقية في مدينة الله بحسب نبوة إرميا.
ولا تزال بابل القديمة ترمز للأنظمة السياسية والاجتماعية والكنسية والاقتصادية التي تستخدم كمحاولة لخداع وتضليل المؤمنين عن إتمام مشيئة الله.
كانت المرأة متسربلة بالثروة والجاذبية، ولكن الأنشطة التي كانت تمارسها هي رجاسات في نظر الرب. فالمرأة الزانية بالارتباط مع الوحش تسمى بابل وهي تزعم أنها تمثل كنيسة الله - عروس المسيح؛ ولكنها خداعة، وتحاول أن تفسد المسيحية الحقيقية. وبالنسبة للعالم غير المؤمن، هي سر ، لأن غير المؤمنين لا يستطيعون أن يميزوا الفرق بين المسيحية الحقيقية والكنيسة المزيفة بكل بهائها العالمي وقوتها. وأثناء الضيقة ستكون الزانية هي الكنيسة العالمية العظمى والموحدة.
هذه الكنيسة المزيفة قد تتكلم عن إتمام الإرسالية العظمى، ولكنها لا تهتم بتوصيل كلمة الله إلى العالم الهالك. فإن الكتاب المقدس سينحّى جانبا تدريجيا ويستبدل بالشكليات الميتة والأنشطة والأعمال التي يفترض أنها "حسنة". أما الرسالة المختصة بيسوع المسيح - ابن الله الواحد الحقيقي والطريق الواحد للحصول على الحياة الأبدية - الذي ولد من العذراء ومات على الصليب من أجل خلاص الخطاة، فإن هذه الرسالة إما سيتم تحويرها أو تجاهلها من هؤلاء المخادعين. هذه الكنيسة العالمية سوف تؤسس على المبادئ الإنسانية، والمواضيع الاجتماعية، والأشياء المادية.
هؤلاء سيحاربون الخروف والخروف يغلبهم لأنه رب الأرباب وملك الملوك والذين معه مدعوون ومختارون ومؤمنون (رؤيا 14:17).
منذ قصة جنة عدن (تكوين 26:1 - 24:3) وحتى المشهد المذكور في هذا العدد، وقوات الجحيم تحارب الرب يسوع المسيح. لقد بين الشيطان، رئيس سلطان الهواء (أفسس 2:2) عداءه للمسيح، الذي هو الشخص الموعود به والذي سيسحق رأس الحية (تكوين 15:3). ولكن شكرا للرب! سيأتي يوم فيه تتوقف الحرب - التي ظلت دائرة على مر التاريخ منذ خطية آدم وحواء - ولكن النهاية قريبة؛ ونحن نترقب هذه النصرة النهائية.
ولا يكون لملكه نهاية (لوقا 33:1).
شواهد مرجعية: رؤيا 7:18 (انظر إشعياء 7:47-8؛ صفنيا 15:2).
أفكار من جهة الصلاة: تذكر أن أحد أهداف الصلاة هي تمجيد الله (مزمور 1:115).
إن أعظم أعداء ملك الملوك الذي هو أمين وصادق (رؤيا 11:19) هما النبي الكذاب وضد المسيح الذي يدعى ا لوحش . والنبي الكذاب سيتزعم الكنيسة المزيفة، الزانية العظيمة التي أفسدت الأرض بزناها (2:19). والنبي الكذاب سيقود أيضا الناس إلى تصديق الوحش. وكلاهما معا سيمثلان تحالفا يلهمه الشيطان، الذي هو التنين.
وترى الزانية راكبة على الوحش (3:17-5). فالزانية هي اتحاد الكنائس العالمي المرتد وأديان العالم التي تعمل في انسجام مع الحكومة العالمية الواحدة التي سيحكمها ضد المسيح.
وسوف يتكون النظام العالمي الجديد من حكومة عالمية متوحدة ونظام ديني يسمى بابل - وجميعها تحت توجيه الشيطان. وهؤلاء سيسعون معا إلى القضاء على جميع أتباع المسيح الحقيقيين. وسوف تمارس القوات المشتركة للنظام الديني والحكومة العالمية ضغطا هائلا لإرغام جميع الناس على أن تصنع لهم سمة على يدهم اليمنى أو على جبهتهم، وأن لا يقدر أحد أن يشتري أو يبيع إلا من له السمة أو اسم الوحش أو عدد اسمه ... وعدده 666 (رؤيا 16:13-18).
وكل من يخضع أو يتعاون مع هذا النظام العالمي الجديد، الذي بدأت معالمه تتحدد منذ الآن، سيكون مصيره بحيرة النار والكبريت (10:20). هذا هو المصير النهائي للشيطان، وقواته الشريرة، وكل من يخضع لمطالبه. فقبض على الوحش والنبي الكذاب معه الصانع قدامه الآيات التي بها أضل الذين قبلوا سمة الوحش والذين سجدوا لصورته، وطرح الاثنان حيين إلى بحيرة النار المتقدة بالكبريت (20:19).
وفي الوقت المحدد سيُلقى أعداء الرب هؤلاء في بحيرة النار والمخدوعون في الأرض سوف يقتلون بالسيف الخارج من فم الجالس على الفرس (21:19). ترمز بابل إلى قوات هذا العالم المستكبرة والمقاومة لله (إشعياء 13-14 ؛ 1:21-10 ؛ 47 ؛إرميا 50-51).
ويتم المشهد النهائي في جميع الأحداث المثيرة المذكورة في قراءة اليوم أمام عرش الله العظيم الأبيض. فأمام هذا العرش سيقف غير المؤمنين كبارا وصغارا لكي يدانوا. سوف تفتح الأسفار، وكل من لم يوجد مكتوبا في سفر الحياة طرح في بحيرة النار (رؤيا 11:20،12،15).
إن كل الذين رفضوا أن يتوبوا عن خطاياهم وأن يخضعوا ليسوع المسيح كالمخلص والرب لهم سيطرحون في النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته (متى 41:25). ولكن ما أبهج أن نفكر في جميع المؤمنين على مر العصور الذين سوف نلتقي بهم - إبراهيم، ويعقوب، ويوسف، وداود، وبولس، وأفضل من الكل ربنا يسوع المسيح. وخرج من العرش صوت قائلا سبحوا لإلهنا يا جميع عبيده الخائفيه الصغار والكبار، وسمعت كصوت جمع كثير وكصوت مياه كثيرة وكصوت رعود شديدة قائلة هللويا! قد ملك الرب الإله القادر على كل شئ! لنفرح ونتهلل ونعطه المجد لأن عرس الخروف قد جاء وامرأته هيأت نفسها (رؤيا 5:19-7).
شواهد مرجعية: رؤيا 2:19 (انظر مزمور 9:19؛ تثنية 43:32؛ 2 ملوك 7:9). رؤيا 3:19 (انظر إشعياء 10:34).
أفكار من جهة الصلاة: اطلب من الرب فهما لكلمته حتى يمكنك أن تشارك بها الآخرين (مزمور 27:119).
لا يتركنا الكتاب المقدس في غموض من جهة ما بعد الموت. فإن جميع أتباع المسيح الحقيقيين سوف يسكنون في سماء جديدة وأرض جديدة: لأن السماء الأولى والأرض الأولى مضتا (رؤيا 1:21).
قريبا ستنتهي جميع صراعات الحياة والحرب ضد الخطية. وستدان الزانية، ويصرع التنين، ويطرح ضد المسيح والنبي الكذاب في بحيرة النار، والموت لا يكون في ما بعد (رؤيا 4:21). سنتحرر إلى الأبد من الخطية ونكون إلى الأبد مع الرب. ستكون السماء الجديدة والأرض الجديدة هي بيتنا الأبدي.
في وسط السماء الجديدة والأرض الجديدة توجد المدينة المقدسة (2:21) كانت المدينة القديمة لها بالمعنى المحدود مجد الله؛ ولكن أورشليم الجديدة ستكون ممتلئة من حضوره المجيد (11:21).
ولا يكون هناك هيكل ... لأن الرب القادر على كل شيء والخروف هيكلها (22:21). ياله من هيكل مجيد!
والمدينة لا تحتاج إلى الشمس ولا إلى القمر ... لأن مجد الله قد أنارها والخروف سراجها (23:21). فليس هناك حاجة إلى الشمس لأن الذي قال في بداية الخليقة: ليكن نور (تكوين 3:1) هو نور العالم (يوحنا 5:9). سنقف مبهورين من كل هذا المجد. ما أمجد الفرح الذي ينتظرنا في تحقيقه الكامل. مجدا لاسمه العجيب! عما قريب سنكون هناك. والذي أعطى هذا الإعلان وشهد بهذه الأمور يقول نعم ... أنا آتي سريعا. أمين! تعال، أيها الرب يسوع (رؤيا 20:22).
لن يكون هناك بكاء، ولا ضيق في الجسد، ولا ألم من مرض، ولا إحباط من فشل. ولن تكون هناك ضغوط من ضمائرنا، ولا خوف من شر سواء من الداخل أو من الخارج، لأنه لن يدخلها شيء دنس ولا ما يصنع رجسا وكذبا (27:21).
طوبى للذين يصنعون وصاياه لكي يكون سلطانهم على شجرة الحياة ويدخلوا من الأبواب إلى المدينة. لأن خارجا الكلاب والسحرة والزناة والقتلة وعبدة الأوثان وكل من يحب ويصنع كذبا (14:22-15).
فإذا كان بيتنا المستقبلي لن يدخله شيء دنس، فلنرفض جميع المجادلات والنظريات والمباحثات وكل علو يرتفع ضد معرفة الله ولنستأسر كل فكر إلى طاعة المسيح (2 كورنثوس 5:10). ولنطهر ذواتنا من كل دنس الجسد والروح مكملين القداسة في خوف الله (2 كورنثوس 1:7).
يختتم العهد القديم بلعنة (ملاخي 6:4)، ولكن العهد الجديد يختتم ببركة (رؤيا 21:22).
والآن ينتهي هذا السفر المجيد، وتنتهي قراءة الكتاب المقدس كله. إن صلاتنا القلبية لقرائنا هي أن تكون نعمة ربنا يسوع المسيح مع جميع القديسين (شعب الله المقدس، المخصصين له لكي يكونوا له بالكامل). آمين! (رؤيا 21:22).
أفكار من جهة الصلاة: ارفع صلاتك لله من كل القلب (مزمور 58:119،145).