لقد أوشك تاريخ العالم على الانتهاء، كما يتضح من تفسير الحلم الذي رآه نبوخذنصر بشأن التمثال العظيم (دانيال 2). ثم قال دانيال: كنت أرى أنه وضعت عروش وجلس القديم الأيام، لباسه أبيض كالثلج وشعر رأسه كالصوف النقي وعرشه لهيب نار ... والمملكة والسلطان وعظمة المملكة تحت كل السماء تعطى لشعب قديسي العلي، ملكوته ملكوت أبدي وجميع السلاطين إياه يعبدون ويطيعون (9:7،27).
سوف يظهر عن قريب نظام عالمي جديد - من تحالف جميع الأمم - تحت قيادة ضد المسيح.
وقد أشار إليه الرسول بولس بهذا الوصف إنسان الخطية ابن الهلاك (2 تسالونيكي 3:2). وهو يسمى ضد المسيح (1 يوحنا 18:2-22؛ 3:4؛ 2 يوحنا 7:1). ويفعل الملك كإرادته، ويرتفع ويتعظم على كل إله، ويتكلم بأمور عجيبة على إله الآلهة، وينجح إلى إتمام الغضب [أي إلى أن يتم الغضب] لأن المقضي به يجرى [أي ما حدده الله سوف يتم] (دانيال 36:11).
وقبل رجوع المسيح مباشرة، يكون زمان ضيق لم يكن منذ كانت أمة إلى ذلك الوقت (دانيال 1:12). وقد تنبأ صفنيا عن نفس زمان الضيق هذا كسابق للعصر المجيد المقبل (صفنيا 8:3-9). وإرميا أيضا كتب عن زمان ضيق قائلا: وهو وقت ضيق على يعقوب (إرميا 7:30؛ أيضا زكريا 2:12-3).
وقد سبق الرب يسوع وأنبأ قائلا: لأنه تقوم أمة على أمة ومملكة على مملكة وتكون مجاعات وأوبئة وزلازل في أماكن، ولكن هذه كلها مبتدأ الأوجاع. وحينئذ يسلمونكم إلى ضيق ويقتلونكم وتكونون مبغضين من جميع الأمم لأجل اسمي. وحينئذ يعثر كثيرون ويسلمون بعضهم بعضا ويبغضون بعضهم بعضا. ويقوم أنبياء كذبة كثيرون ويضلون كثيرين. ولكثرة الإثم تبرد محبة الكثيرين. ولكن الذي يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص (متى 7:24-13).
إن علامات الزمان واضحة، وسيفهمها الأمناء القلائل الذين سيستمرون في قراءة كل الكتاب المقدس. ولكني لا أنصح بتوجيه وقتكم وأموالكم في البحث في تفاصيل النبوة المستقبلية، مثلما يفعل الكثيرون، بل أن تتبعوا النصيحة المعطاة لدانيال. فعندما سأل قائلا: يا سيدي ما هي آخر هذه؟ قال له الرب: اذهب يا دانيال لأن الكلمات مخفية ومختومة إلى وقت النهاية (دانيال 8:12-9).
إن الإعلان عن نهاية الزمان سيتضح مع حدوث كل حادثة. وإلى أن يحين الوقت ليس هناك أهم من أن نساعد الناس لكي يستعدوا لملاقاة الرب بأن يقرأوا ما يريد الرب أن يقوله لهم. فلا توجد طريقة أخرى يمكنهم بها أن يعرفوا الرب يسوع المسيح المعرفة الكاملة الحقيقية.
ومع اقتراب نهاية الزمان، سيقدر شعب الرب أن يبصر أكثر وضوحا من أي وقت مضى. ولكن الجهلاء ستغريهم أمور هذا العالم. أما الشعب الذين يعرفون إلههم فيقوون ويعملون ... والذين ردوا كثيرين إلى البر يضيئون كالكواكب إلى أبد الدهور (دانيال 32:11؛ 3:12).
إعلان عن المسيح: بصفته الحي إلى الأبد (دانيال 7:12). المسيح كان دائما موجودا وسيظل إلى الأبد (رؤيا 8:4).