كان شاول الطرسوسي يهوديا، ولكنه كان أيضا مواطنا رومانيا (أعمال 37:16-38؛ 25:22-29). وقد نشأ في طرسوس الهلينية التي كانت تجمع بين التقليد اليهودي والثقافة الإغريقية. وكانت طرسوس هي موطن الحكمة في منطقة شرق البحر المتوسط وكانت مشهورة كمركز ثقافي وتعليمي.
كان شاول الطرسوسي فريسيا غيورا وكان مصمما على استئصال جميع أتباع يسوع. فلقد كانوا في نظره هراطقة يستحقون الموت. وكان شاول يضطهد ويهلك في أورشليم الذين يدعون بهذا الاسم (أعمال 21:9). وكان قد حصل من القادة على أمر رسمي بالذهاب إلى دمشق للقبض على المسيحيين الذين هربوا من أورشليم. حتى إذا وجد أناسا من الطريق [أي طريق الإيمان بيسوع المسيح] رجالا أو نساء يسوقهم موثقين إلى أورشليم (أعمال 2:9).
وإذ اقترب شاول من دمشق، أبرق حوله فجأة نور لامع. لقد كان المسيح، الذي هو نور العالم، معترضا طريق شاول وقائلا له بصوت عظيم: شاول شاول ... أنا يسوع الذي أنت تضطهده (أعمال 4:9-5).
فأصيب شاول بالعمى واقتيد إلى المدينة. وسمع أيضا حنانيا صوت الرب قائلا: اطلب في بيت يهوذا رجلا طرسوسيا اسمه شاول، لأنه هوذا يصلي (أعمال 11:9). كان شاول بلا شك يصلي يوميا منذ سنوات عديدة. ولكن حتى هذه النقطة لم تكن صلاته مسموعة. ولكنه تحول من إنسان يشابه ذلك الفريسي الذي كان يصلي في الهيكل - إلى إنسان صارخ يطلب الرحمة (لوقا 11:18-14). فما لم نعرف الرب يسوع المسيح مخلصا لنا، نكون رافضين للوسيط الواحد الذي بين الله والناس (1 تيموثاوس 5:2). ومع أن حنانيا كان قد سمع عن شاول كم من الشرور فعل بالقديسين في أورشليم (أعمال 13:9)، إلا أنه أطاع ومضى ودخل البيت ووضع عليه يديه وقال أيها الأخ شاول قد أرسلني الرب يسوع ... لكي تبصر وتمتلئ من الروح القدس. فللوقت وقع من عينيه شيء كأنه قشور فأبصر في الحال وقام واعتمد (أعمال 17:9-18).
لقد حدث شيء مشابه مع بطرس، إذ كان يبشر في بيت كرنيليوس ويقول: له يشهد جميع الأنبياء أن كل من يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا. فبينما بطرس يتكلم بهذه الأمور حل الروح القدس على جميع الذين كانوا يسمعون الكلمة. (أعمال 43:10-44). وعقب امتلائهم بالروح القدس، قال بطرس: أترى يستطيع أحد أن يمنع الماء حتى لا يعتمد هؤلاء الذين قبلوا الروح القدس كما نحن أيضا؟ وأمر أن يعتمدوا باسم الرب (أعمال 47:10-48).
إن فرائض جميع الديانات الأخرى يمكن تحقيقها بطقوس خارجية، ولكن المسيحية تتطلب تجديد الإنسان الداخلي. فحتى الأشخاص غير المتجددين، مثل شاول، ربما تكون حياتهم بلا لوم أمام الناس (فيلبي 6:3).
ومنذ وقت تجديده، أصبح شاول مقتنعا أن كل العالم يجب أن يسمع أن يسوع هو المسيح المخلص. وأيضا على كل واحد منا أن يختار ما هو الأهم، هل نعيش لنحقق أهدافا شخصية أم لنعمل ما يرضي يسوع. لقد استطاع بولس أن يقول: مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيّ (غلاطية 20:2).
أفكار من جهة الصلاة: سبح الرب من أجل أمانته ورحمته (مراثي إرميا 22:3-23).