تصف رسالة رومية أولا حالة المذنوبية لدى جميع البشر. فبدون المسيح، اليهود والأمم جميعهم خطاة ويستحقون الموت الأبدي: ليس بار ولا واحد (رومية 10:3). ولكن المسيح، ابن الله الكامل الذي بلا خطية،مات بدلا منا لكي نخلص ونتبرر أمام الله كهبة مجانية نابعة من محبته الكبيرة بالإيمان بدمه الثمين (رومية 24:3-25).
المسيحية هي حياة جديدة - بداية جديدة لحياة يعيشها المسيح فينا وبنا. لأنه إن كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته نصير أيضا بقيامته [أي نصير أيضا مشاركين له في قيامته بحياة جديدة نحياها لله]، عالمين هذا أن إنساننا العتيق قد صلب معه ليبطل جسد الخطية [أي جسدنا الذي هو أداة للخطية يصبح غير فعال] كي لا نعود نستعبد أيضا للخطية (رومية 5:6-6).
لذلك فإنه من الحكمة أن نقدم أجسادنا لله لكي يتمم بها مشيئته الكاملة. فالرسول بولس يكتب قائلا: أطلب إليكم أيها الإخوة برأفة الله أن تقدموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله، عبادتكم العقلية. ولا تشاكلوا هذا الدهر [أي لا تتشكلوا بحسب عاداته الخارجية السطحية]، بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم [بواسطة المبادئ الجديدة المكتشفة في كلمة الله] لتختبروا ما هي إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة (رومية 1:12-2).
عندما نقرأ الكتاب المقدس مصلين وراغبين في عمل مشيئة الله، تصبح كلمته طعامنا الروحي - أي تصبح حياتنا. فبما أن الغذاء الجسدي يتخلل أجسادنا لكي يزودنا بالقوة الجسدية، كذلك الروح القدس الساكن فينا يقوي حياتنا الروحية بواسطة كلمته. وإذ تغير كلمة الله أساليبنا القديمة في التفكير فإننا نجد أن اتجاهاتنا أيضا تتغير، وبالتالي تتغير تصرفاتنا الخارجية. وهكذا نصبح يوما بعد يوم أكثر تشبها به.
إننا كمسيحيين حقيقيين، وسط الأصوات العديدة التي تحاول أن تلفت أنتباهنا، نحتاج أن نصلي طالبين من الروح القدس أن يقود اختياراتنا. يجب علينا أن نكون أبناء نور، وأن نزيل من حياتنا جميع الأشياء التي تعيقنا عن أن نكون وكلاء أمناء على وقتنا وعلى ممتلكاتنا.
هناك إغراء مستمر لإرضاء ذواتنا ورغباتنا الجسدية. لذا نحتاج أن نأخذ حذرنا لئلا تشغل "الأمور الجيدة" أو حتى "الأشخاص الجيدون" أوقاتنا، وبذلك تضيع علينا فرصة تحقيق مشيئة الله الفضلى. فالحياة أقصر من أن نجعل الممتلكات المادية والإنجازات العالمية تتحكم في حياتنا لأن فرصة خدمة الرب والاستعداد للقائه تمران بسرعة.
هذا وإنكم عارفون الوقت أنها الآن ساعة [أي ساعة حرجة] لنستيقظ من النوم [أي لنستيقظ للحقيقة] ... قد تناهي الليل وتقارب النهار فلنخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور ... بل البسوا الرب يسوع المسيح ولا تصنعوا تدبيرا للجسد لأجل الشهوات [أي كفوا عن التفكير في شهوات طبيعتكم الجسدية] (رومية 11:13-14).
شواهد مرجعية: رومية 3:11 (انظر 1 ملوك 10:19،14)، رومية 4:11 (انظر 1 ملوك 18:19)، رومية 8:11 (انظر إشعياء 10:29)، رومية 9:11-10 (انظر مزمور 22:69-23)، رومية 26:11-27 (انظر إشعياء 20:59-21)، رومية 34:11 (انظر إشعياء 13:40)، رومية 35:11 (انظر أيوب 11:41)، رومية 19:12 (انظر تثنية 35:32)، رومية 20:12 (انظر أمثال 21:25-22)، رومية 9:13 (انظر خروج 13:20-17؛ غلاطية 14:5).
أفكار من جهة الصلاة: صل من أجل أصدقائك المؤمنين (فليمون 4:1).