من الطبيعي أن نظن أننا متواضعون خاصة عندما نصلي. ولكن التواضع الحقيقي يظهر في موقفنا من الذين يسيئون إلينا. فإذا أجبناهم بالمثل - سواء خارجيا أو داخليا - فإن "تواضعنا" يكون مجرد كبرياء بشري مقنّع بالادعاء الديني.
يواجهنا سفر الأمثال بسبعة تحذيرات مختصة بالكبرياء. أولهم العيون المتعالية التي هي إحدى سبع خطايا يكرهها الرب (أمثال 16:6-17). أيضا يعلمنا أن مخافة الرب بغض الشر: الكبرياء، والتعظم، وطريق الشر، وفم الأكاذيب (أمثال 13:8؛ أيضا 2:11؛ 10:13؛ 3:14؛ 23:29). وأخيرا يحذرنا من النتيجة الحتمية للكبرياء: قبل الكسر الكبرياء وقبل السقوط تشامخ الروح. تواضع الروح مع الودعاء خير من قسم الغنيمة مع المتكبرين (أمثال 18:16-19).
إن التواضع ليس تمثيلية نؤثر بها على الآخرين، وإنما هو روح تظهر في اللطف تجاه غير اللطفاء، والصبر تجاه غير الصبورين، والرحمة تجاه المبغضين. فكيف يمكننا أن نقول أننا بتواضع قد سلمنا أنفسنا للمسيح إذا كنا نتعامل مع الآخرين بعنف وببغض ولا مبالاة؟ دعونا نعتبر أن الأشخاص الذين يصعب حبهم هم أدوات رحمة من الله من أجل تطهيرنا. فإنهم يتيحون لنا الفرصة لإظهار تواضع المسيح بالتعبير عن محبته.
إن الأشخاص المتواضعين حقا لا يشعرون بالغيرة أو الحسد عندما يتجاهلهم الناس بينما ينال غيرهم المدح. فالمتواضع يحب أن يسمع مدح الآخرين لأنه تعلم أن يتشبه بالمسيح الذي لم يطلب أن يرضي نفسه ولم يبحث عن كرامة لنفسه (فيلبي 5:2-8).
إن الكبرياء بها طاقة مدمرة والتواضع الكاذب يخدع صاحبه، وقد دفع ذلك الرسول بولس ليكتب إلى أهل رومية قائلا: مهتمين بعضكم لبعض اهتماما واحدا غير مهتمين بالأمور العالية بل منقادين إلى المتضعين. لا تكونوا حكماء عند أنفسكم (رومية 16:12).
وكتب بولس إلى أهل كورنثوس قائلا: المحبة لا تتفاخر، ولا تنتفخ، ولا تقبح [أي لا تعظم نفسها] ولا تطلب ما لنفسها [أي لا تصر على حقوقها أو على رأيها] (1 كورنثوس 4:13-5).
وكتب إلى أهل غلاطية قائلا: لا نكن معجبين نغاضب بعضنا بعضا ونحسد بعضنا بعضا (غلاطية 26:5). وكتب إلى أهل أفسس قائلا: أطلب إليكم ... أن تسلكوا كما يحق للدعوة التي دعيتم بها، بكل تواضع ووداعة وبطول أناة محتملين بعضكم بعضا في المحبة (أفسس 1:4-2).
وكتب إلى أهل فيلبي قائلا: بتواضع حاسبين بعضكم البعض أفضل من أنفسهم (فيلبي 3:2).
وإلى أهل كولوسي كتب قائلا: فالبسوا ... أحشاء رأفات ولطفا وتواضعا ووداعة وطول أناة محتملين بعضكم بعضا (كولوسي 12:3-13).
إعلان عن المسيح: بصفته الشخص الذي يعاقب المتكبرين (أمثال 5:16). "لأن كل من يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتفع" (لوقا 11:14). وبصفته "المحب [أي الصديق] الألزق من الأخ" (أمثال 24:18). يسوع هو صديقنا (يوحنا 14:15-15).. لا يتركنا ولا يتخلى عنا أبداً (عبرانيين 5:13).
أفكار من جهة الصلاة: اسأل واطلب واقرع على الباب بواسطة الصلاة عالما أن الله قد وعد بأن يستجيب (متى 7:7-8).