إنه لأمر مذهل أن يعتقد الخطاة أن لديهم كفاءة وحكمة كافية ليعرفوا ما هو الأفضل لهم - غير عالمين أن الرب هو المتحكم في مصائرهم. ولا عجب أن نقرأ أن إسرائيل الخاطئة المتمردة قد أجابت إرميا بطريقة مماثلة، فقيل لإرميا: قم انزل إلى بيت الفخاري وهناك أسمعك كلامي. فنزلت إلى بيت الفخاري وإذا هو يصنع عملا على الدولاب. ففسد الوعاء الذي كان يصنعه من الطين بيد الفخاري، فعاد وعمله وعاء آخر كما حسن في عينَي الفخاري أن يصنعه (إرميا 2:18-4). ثم قال الرب: هوذا كالطين بيد الفخاري، أنتم هكذا بيدي يا بيت إسرائيل ... إن تابت أمة عن شرها بعد أن أكون قد نويت على إهلاكها فإني أرجع عن الشر الذي قررت أن أصنعه بهم، وإن فعلت أمة الشر بعد أن أكون قد قررت أن أباركها فإني أرجع عن الخير الذي قلت أني أحسن إليها به (إرميا 6:18، 8-10). ولكنهم رفضوا أن يصدقوا إرميا وقالوا: لأننا نسعى وراء أفكارنا وكل واحد يعمل حسب عناد قلبه الرديء - لقد عمل كل واحد ما يراه الأفضل لنفسه (إرميا 12:18).
وكان رد الرب أنه أرسل إرميا إلى بيت الفخاري ليكتسب فهما صحيحا لمشكلة بني إسرائيل.
إن الله القدير هو الفخاري، وله مطلق السلطان أن يفعل ما يريد بخليقته. ولكن ليس هذا هو كل شيء، فالرب هو أيضا المحبة والقداسة والحكمة والعدل المطلق. والإنسان ليس إلا طين، لأن الرب قد نفخ في هذا الطين نسمة حياة ... وقال الله نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا، أي بعقل وإرادة خاصة به (تكوين 7:2؛ 26:1).
عندما فسد الوعاء - أي شعبه المختار الذين صنعهم من طين - في يد الفخاري (إرميا 4:18)، كانت القساوة في الطين ذاته وليس أن عمل الفخاري هو الذي أفسد الوعاء.
إن إسرائيل كأمة قد قاومت إرادة الله وفسدت بسبب خطيتها. لذلك فلقد انكسر الوعاء [أي إسرائيل] بواسطة بابل، وأخذ الشعب إلى السبي. وبعد 70 سنة في السبي (إرميا 11:25)، صنع الرب من الطين وعاء آخر إذ تخلى اليهود التائبون عن أوثانهم ورجعوا إلى أورشليم ليعيدوا بناء الهيكل ويعبدوا الرب.
إن الكثيرين في وقتنا الحالي مصممون بكل عناد وتمرد على المضي في عاداتهم الشريرة، وعذرهم في ذلك هو أنهم لا يملكون أن يتحكموا بما يفعلون.
إن كل إنسان يشبه وعاء الفخار، والرب لديه خطة لحياة كل واحد منا ليصبح إناء للكرامة يستخدمه هو. وبغض النظر عن حالة وعائك الآن، سواء كان فاسدا أو حتى مهشما إلى قطع بسبب الخطية أو الظروف، فإن أخبار الإنجيل السارة تبشرك بأنك إذا أعطيت نفسك اليوم للفخاري الأعظم، فإنه بيديه العطوفة سيعيد تشكيلك إلى وعاء آخر ، وعاء يصلح لاحتواء حضور المسيح نفسه.
رفع بولس هذه الصلاة: وإله السلام نفسه يقدسكم بالتمام ولتحفظ روحكم ونفسكم وجسدكم كاملة بلا لوم عند مجيء ربنا يسوع المسيح (1 تسالونيكي 23:5).
إعلان عن المسيح: قال إرميا: كان كلامك لي للفرح ولبهجة قلبي (إرميا 16:15). قال يسوع: الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة (يوحنا 63:6). إنه هو الشخص الذي يفحص قلب الإنسان ويعطي كل واحد حسب طرقه، وحسب ثمر أعماله (إرميا 10:17؛ مزمور 23:139-24؛ رؤيا 23:2).
أفكار من جهة الصلاة: اسكب قلبك في الصلاة أمام الرب من أجل أولادك (مراثي 19:2).