طالما كانت أورشليم هي مكان تجمع الأسباط وطالما كان الهيكل هو مركز العبادة، فإن يهوذا سيضمن التفوق على جميع الأسباط.
وقد كان يربعام يشغل منصبا إداريا عندما كان سليمان ملكا. في ذلك الوقت تنبأ أخيا الشيلوني بأن يربعام سيملك على 10 أسباط بعد موت سليمان. عندئذ هرب يربعام إلى مصر خوفا من القبض عليه بتهمة الخيانة. ولكنه عاد بعد موت سليمان مباشرة ليستغل شعبيته لدى الأسباط الشمالية خلال حركة انشقاق المملكة (1 ملوك 26:11-40؛ 2:12-15، 19-20).
ونقل يربعام مكان العبادة من أورشليم، وهو المكان الوحيد الذي حدده الرب، إلى موقعين جديدين لمنع الشعب من أن يعودوا للولاء لمملكة داود ومن عودة سبط يهوذا للتفوق. وأقام يربعام عجلين من ذهب كصورة رمزية لله، أحدهما في دان في أقصى شمال مملكته، والآخر في بيت إيل بالقرب من الحدود الجنوبية.
وربما لم يكن واضحا للأغلبية أن يربعام قد استبدل الرب إلههم، بل إنه فقط أدخل صورا مرئية لتمثل الله الواحد الحقيقي حتى يعبده الشعب. وربما لم يظهر أنه قد نقض الوصية الأولى، التي تمنع اتخاذ آلهة أخرى، ولكن من الواضح أنه كان قد انتهك الوصية الثانية التي تحرم عمل أي صورة أو تمثال (خروج 3:20-4). وقد أدى هذان المعبدان إلى تمهيد الطريق لإيزابل، في وقت لاحق، لكي تُدخل عبادة البعل والعشتاروث "كآلهة إضافية" وانتهى بها الأمر إلى استبعاد عبادة الرب تماما.
وبسبب ذلك فإن يربعام يذكر مرارا في الكتاب المقدس أنه الشخص الذي جعل إسرائيل يخطئ (1 ملوك 16:14؛ 26:15،30،34؛ 2:16،26؛ 22:21،52؛ 2 ملوك 3:3؛ 29:10،31؛ 2:13؛ 24:14؛ 9:15،18،24،28؛ 15:23).
وربما فكر يربعام أنه لم يكن يرفض الله القدير، وإنما يقدم فقط صورة مرئية مثلما فعل هارون، أول رئيس كهنة (خروج 1:32-5). ومثلما شاعت عبادة البعل في مصر، كذلك فإن يربعام أدى بغالبية الأسباط إلى خيانة الرب يهوه الواحد الحقيقي - وإلى قبول المأبونين [أي الشواذ جنسيا] وكل أرجاس الأمم الذين طردهم الرب من أمام بني إسرائيل (1 ملوك 24:14). ولم يحاول ولا واحد من الملوك الـ 19 للمملكة الشمالية أن يعيد الشعب مرة أخرى إلى عبادة الرب في أورشليم مثلما أعلن الرب لموسى.
وهرب جميع اللاويين والكهنة الأمناء من المملكة الشمالية إلى أورشليم. وكنتيجة لذلك نقرأ هذا القول: قد هلك شعبي من عدم المعرفة؛ لأنك أنت رفضت المعرفة أرفضك أنا حتى لا تكهن لي؛ ولأنك نسيت شريعة إلهك أنسى أنا أيضا بنيك (هوشع 6:4).
إن معرفة الرب هي أقصى ما نحتاجه - وهي تفوق جميع الاحتياجات الأخرى. لذا علينا أن نتمم إرادته ونظل أمناء له. فليس هناك أهم من السلامة الأبدية. هذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته (يوحنا 3:17).
إعلان عن المسيح: من خلال حب هوشع لزوجته الخاطئة (هوشع 1:3-5). إن الرب يسوع لم يحبنا فقط ونحن بعد خطاة، وإنما مات أيضا موت الخزي بدلا منا في الجلجثة حتى أن كل ما كان له يصير لنا (رومية 32:8؛ 2 بطرس 3:1). أخطبك لنفسي إلى الأبد (هوشع 19:2).
أفكار من جهة الصلاة: اسهر دائما وصل لئلا تقع في التجربة في لحظة ضعف (متى 41:26).