مقدمة لسفر التثنية
سفر التثنية هو تلخيص للشريعة التي نادى بها موسى على جبل سيناء.
فبعد مرور أربعين سنة على الخروج من مصر، كان لابد من تكرار الشريعة على مسامع
الجيل الجديد، الذين كانوا في ذلك الوقت معسكرين في سهول موآب، وقد أوشكوا على دخول
أرض الموعد (تثنية 5:29).
وقد ألقى موسى خطابه الأول على مسامع الشعب لتذكيرهم برحلاتهم في
البرية. وفي نهاية الخطاب ناشدهم بأن يخلصوا في إطاعة كلمة الله وحذرهم بشدة من
التحول إلى عبادة الأصنام والابتعاد عن إله آبائهم الذي هو الإله الحقيقي
(1:1-49:4).
وفي الخطاب الثاني لموسى، 22 أصحاح (1:5-19:26)، ذكّر الشعب بأن
الرب قد قطع معهم عهدا في حوريب (جبل سيناء). وبعد تكرار الوصايا العشر (1:5-33)،
حرض الشعب مرة أخرى على محبة الله. وقد نبر بشدة على إطاعة كلمة الله والحرص على
تعليمها للأبناء وتجنب أي اندماج مع أهل كنعان الوثنيين.
وقد تضمن هذا الخطاب تذكيرا بمصير الوثنيين وبخطورة الاعتماد على
النفس ونسيان الله (1:8-5:10). وبعد إشارة مختصرة إلى موت هارون قيل للشعب أن
الكهنوت سيستمر من خلال نسله وأن سبط لاوي سيكون مسئولا عن الخدمة في خيمة العبادة
(6:10-11).
وبعد ذلك جاءت الوصية للإسرائيليين أنهم بمجرد دخولهم إلى أرض
الموعد عليهم أن يدمروا كل أشكال العبادات الغريبة والمذابح والتماثيل والمدن
الوثنية وأن يتجنبوا الاختلاط مع الوثنيين. وكل من يغوي الآخرين إلى عبادة الأوثان
يكون حكمه الموت (1:12-17:16).
وأعطيت التعليمات بشأن الحاكم، والحياة الخاصة والاجتماعية،
وأهمية العشور والتقدمات (18:16-19:26)، وحفظ الأعياد الثلاثة الكبرى وهي الفصح،
وعيد الخمسين، وعيد المظال. وتأتي نبوة لها أهمية خاصة عن إقامة نبي من وسطك من
إخوتك مثلي (مثل موسى)؛ له (للمسيح)
تسمعون (15:18-19). وبعد مرور 1500 سنة طبق بطرس هذه النبوة على المسيح (أعمال
22:3-23)، وكذلك فعل استفانوس (أعمال 37:7؛ أيضا يوحنا 21:1).
والخطاب الثالث لموسى يسجل بركات الله على الأمانة ولعناته على
العصيان (1:27-68:28). وبعد العبور إلى أرض الموعد كان على بنى إسرائيل أن يقدموا
محرقات وذبائح سلامة، وأن يكتبوا الشريعة على عمودي حجر ويضعونهما على جبل عيبال،
وأن يذيعوا بركات الطاعة من على جبل جرزيم ولعنات العصيان من على جبل عيبال. أما
الأصحاحات 28-30 فهي تتضمن نبوات مختصة بمستقبل إسرائيل.
والخطاب الرابع يبدأه موسى بتشجيع بنى إسرائيل مرة أخرى على حفظ
كلمات العهد والعمل بموجبها (1:29-20:30). وهو يذكرهم بأنهم إذا أطاعوا كلمته
فسينعمون ببركات عظيمة: لأنه هو حياتك والذي يطيل أيامك (لاويين 20:30).
وكان موسى قد تلقى أمرا بكتابة النشيد الذي أعطاه إياه الرب
وتعليمه للشعب (19:31-22،30؛ 1:32-43).
وتأتي الكلمات الأساسية "يطيع" و "يعمل" أكثر من 170 مرة في هذا
السفر. وقد اقتبس الرب يسوع من هذا السفر بصفته الناموس المعطى من الله لبنى
إسرائيل (متى 24:22،40؛ قارن مع تثنية 12:7 و 5:12) وأيضا عندما جربه الشيطان
(تثنية 3:8؛ متى 4:4؛ لوقا 4:4). وتوجد اقتباسات من سفر التثنية في 17 سفرا من
أسفار العهد الجديد الـ 27
اقرأ تثنية 1 -- 2
في خطابه الأول إلى الجيل الجديد، شرح لهم موسى كيف أن آباءهم قد فشلوا في امتلاك أرض الموعد لأنهم اتهموا الله بأنه يبغضهم، وأنه أخرجهم من أرض مصر ليدفعهم إلى أيدي الأموريين لكي يهلكهم (تثنية 27:1). لقد أصر آباؤهم على عدم تصديق موسى عندما قال لهم: لا ترهبوا ولا تخافوا منهم. الرب إلهكم السائر أمامكم هو يحارب عنكم حسب كل ما فعل معكم في مصر (تثنية 29:1-30).
فلم يكن جيل الإسرائيليين البالغين الذين خرجوا من مصر يدركون أن صعوبات ومشاق رحلة البرية هي من تخطيط الله لإعدادهم وتدريب إيمانهم من جهة قدرته على قيادتهم إلى أرض الموعد. ولكن المأساة هي أنه نتيجة لخطية عدم الإيمان أضاع هذا الجيل حياته في التيهان في البرية.
وقد أُلقي هذا الخطاب في السنة الأربعين بعد الخروج من مصر. ولكن المسافة من جبل سيناء إلى حدود كنعان لم تكن تحتاج لأكثر من 11 يوما لعبورها (2:1-3).
وها هو الجيل الجديد من الإسرائيليين يواجه نفس المشاكل التي واجهت آباءهم منذ 38 سنة. فلقد كانوا على وشك أن يعبروا مياه نهر الأردن الجارفة (يشوع 15:3)، وأن يقتحموا مدن كنعان الحصينة، وأن يستولوا على أراض غير مألوفة.
وبما أن الجيل الجديد كان بحاجة أن يعرف السبب الحقيقي الذي من أجله لم يدخل آباؤهم أرض الموعد، كذلك نحتاج نحن أيضا أن نعرف أوجه الشبه بين هذا الجيل الأول وبين الكثيرين من جيلنا الذين لا يكفون عن التذمر والسخط على ظروفهم.
فعلينا أن نختار إما أن نكون مثل كالب ويشوع وإما أن نكون مثل الذين يتذمرون على كل شيء. والآن، كما في ذلك الحين، فإن كلمة الله هي شريعتنا وهي مرشدنا الذي لا يخطئ.
إن خضوعنا للرب في "رحلتنا الشخصية" في البرية هو أمر أساسي، ذلك لأنه ينمي إيماننا بقدرته على القيادة والحماية وتدبير جميع احتياجاتنا. وكما أن الله كانت له خطة لبنى إسرائيل، كذلك فإنه أيضا له خطة لكل واحد منا، منذ اللحظة التي نخضع أنفسنا له كالمخلص والرب على حياتنا.
لابد لكل مؤمن في مرحلة ما من حياته أن يواجه مصاعب "عملاقة"؛ ولكن قوة الله متاحة لكل من يثق فيه أن يجعله من الغالبين، تماما مثلما كان كالب ويشوع. ولكن ما لم نتخذ أولا خطوات إيمانية فعالة لكي نهزم "العمالقة" الداخليين - شهوة الجسد (طلب المتع الحسية)، وشهوة العيون (المطامع الذهنية)، وتعظم المعيشة (الشهرة الزائفة والنفوذ العالمي)، لن نستطيع أن نصبح حقا ما يريدنا الله أن نكونه لتحقيق مقاصده.
كل من يبغض أخاه (في المسيح) فهو قاتل نفس (في داخله) ، وأنتم تعلمون أن كل قاتل نفس ليس له حياة أبدية ثابتة فيه. بهذا قد عرفنا (أدركنا إدراكا متزايدا، فهمنا) المحبة أن ذاك وضع نفسه لأجلنا فنحن ينبغي لنا أن نضع نفوسنا لأجل الإخوة. وأما من كان له معيشة العالم ونظر أخاه محتاجا وأغلق أحشاءه عنه فكيف تثبت محبة الله فيه؟ (1 يوحنا 15:3-17).
إعلان عن المسيح: من خلال موسى، الذي كلم بني إسرائيل بحسب كل ما أمره به الرب (تثنية 3:1). يسوع أيضا نقل لنا بأمانة جميع الأقوال التي طلب الله منه أن يقولها (يوحنا 28:8).
أفكار من جهة الصلاة: اسجد أمام الرب بتقوى واحترام أثناء الصلاة والعبادة (خروج 8:34).
اقرأ تثنية 3 -- 4
الأصحاحات الثلاثة الأولى من سفر التثنية مليئة بالأمثلة التي تبين كيف أن الله قد تكفل بإعالة بني إسرائيل منذ خروجهم المعجزي من أرض مصر. ولكن في أصحاح 4 يحرص موسى على تذكير الجيل الجديد بأن الطريقة الوحيدة للحصول على الحياة المزدهرة هي العيش بحسب أقوال الله. وإذا فعلوا ذلك فإنهم يجتذبون أيضا سائر الشعوب لكي يكرموا الله الواحد الحقيقي (تثنية 5:4-8).
ابتدأ موسى يشرح الأقوال الأصلية التي كان الرب قد أعطاها لبني إسرائيل منذ 40 سنة على جبل سيناء (تثنية 5:1). وكلمة "يشرح" الناموس تعني أكثر من مجرد تكراره على مسامعهم، فهي تعني التأمل والبحث وكشف معان جديدة. وخطابه الأول يركز على أهمية حفظ كلمة الله بأكملها. فالآن يا إسرائيل، اسمع الفرائض والأحكام التي أنا أعلمكم لتعملوها لكي تحيوا وتدخلوا وتمتلكوا الأرض (تثنية 1:4). إن الشرط الوحيد اللازم لدخول الأرض والبقاء فيها هو الطاعة لكلمة الله. لكي تحيوا تعني أكثر من مجرد الوجود، فهي تعني أن يتمتع بنو إسرائيل بأفضل حياة. ثم يأتي تحذير إضافي: لا تزيدوا على الكلام الذي أنا أوصيكم به ولا تنقصوا منه ... فاحفظوا واعملوا لأن ذلك حكمتكم وفطنتكم (2:4،6).
نجد هنا أيضا إعلانا جديدا عن محبة الله لشعبه وهو يتكرر أربع مرات (37:4؛ 7:7-8؛ 15:10؛ 5:23). والغرض من هذا الإعلان الإضافي هو تقوية إيمان الجيل الجديد بالرب الذي يقودهم إلى أرض الموعد.
كذلك بالنسبة للمسيحيين الحقيقيين اليوم، فإن ما يبذلونه من مجهود في البحث والتنقيب في كلمة الله سيكشف عن أبعاد جديدة لمحبة الله اللامتناهية وسيقوّي إيماننا بحكمته من جهة كل ما ينتظرنا.
إن الطاعة من شأنها أن تجعل بني إسرائيل في مكانة فريدة أدبيا وروحيا بين جميع الشعوب الأخرى. فإن امتلاك بني إسرائيل لأرض كنعان لا يفترض أن يتحقق بالقوة العسكرية أو البراعة البشرية، ولكن بالأمانة والاستقامة الأدبية والروحية.
وكما كان حينئذ، هكذا يكون الآن - فإن الطاعة لكلمة الله هي رجاؤنا الوحيد للحصول على أفضل بركاته، على المستوى الشخصي أو على مستوى الأمة. كما نحتاج أيضاً للتذكير المستمر: إنما احترز واحفظ نفسك جدا لئلا تنسى الأمور التي أبصرت عيناك ولئلا تزول من قلبك كل أيام حياتك وعلمها أولادك وأولاد أولادك (9:4).
وكلمة احترز تأتي ثلاث مرات في أصحاح 4 (9:4،15،23) وتأتي أيضا عبارة لئلا تنسى للتذكير المستمر. إننا جميعا معرضون للنسيان بسبب المصالح الذاتية أو بسبب تأثير الأصدقاء فننسى أهمية السلوك في جميع وصايا الله. ولكن موسى يقدم التحذير واضحا: إذا فسدتم وفعلتم الشر ... تبيدون سريعا (25:4-26) - لعل هذا سبب كاف لقراءة الكلمة يوميا.
إننا كمسيحيين، نحتاج أن نقرأ كلمة الله كلها - ليس فقط لكي نحصل على الحكمة لإطاعة وصايا الرب، ولكن أيضا لكي نتمتع بحضوره، لأنه هو وكلمته واحد (تثنية 2:4؛ يوحنا 1:1-2؛ 15:14؛ 10:15). فكل من يواظب على قراءة كلمة كلها الله يختبر ما قاله بولس لتيموثاوس أنك منذ الطفولية تعرف الكتب المقدسة القادرة أن تحكمك للخلاص بالإيمان الذي في يسوع المسيح (2 تيموثاوس 15:3).
أفكار من جهة الصلاة: صل بإيمان غير متزعزع لكي يستجيب صلواتك (يعقوب 5:1-7).
اقرأ تثنية 5 -- 7
إن الحقيقة الفائقة والوحيدة التي جعلت إسرائيل أسمى من كل شعوب العالم وضمنت سلامتهم وازدهارهم وقوتهم هي الكلمة الافتتاحية في خطاب موسى: اسمع يا إسرائيل: الرب إلهنا رب واحد. فتحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قوتك (تثنية 4:6-5).
والكلمة العبرية إلوهيم هي في صيغة الجمع، وترد حوالي 2500 مرة في العهد القديم - بينما صيغتها في المفرد، تأتي فقط 250 مرة وتستخدم في الكلام عن الآلهة الكاذبة.
إن إله الكتاب المقدس كامل في ذاته - غير أنه متمثل في ثلاثة أقانيم متميزين: الآب والابن والروح القدس. لذا يقول: نعمل الإنسان على صورتنا (تكوين 26:1)؛ وأيضا: هلم ننزل ونبلبل هناك لسانهم (تكوين 7:11)؛ وفي مكان آخر: قال الرب الإله: هوذا الإنسان قد صار كواحد منا (تكوين 22:3). ويقول إشعياء: ثم سمعت صوت السيد قائلا: من أرسل ومن يذهب من أجلنا؟ (إشعياء 8:6). فلو كان الله مفردا لما استخدمت صيغة الجمع في هذه الأجزاء الكتابية.
والكلمة العبرية "رب واحد" هي إعلان صريح بأن الرب هو جمع في وحدة. فإن الكلمة المترجمة "إلهنا" هي "إلوهيم" في صيغة الجمع. وكلمة "واحد" تحمل معنى الإجمال. فهي لا تشير إلى الوحدة المطلقة بل إلى الوحدة المركبة، كما نقول مثلا "عنقود واحد".
فالكلمة العبرية "واحد" تشير إلى وحدة التعدد. فهي تستخدم على سبيل المثال في تكوين 24:2 حيث يقول عن الرجل والمرأة: يكونان جسدا واحدا ؛ وفي خروج 13:36 حيث يقول عن الأجزاء المختلفة لخيمة العبادة: فصار المسكن واحدا . وكذلك فإن الملايين الذين يؤمنون بالمسيح هم جسد واحد (1 كورنثوس 15:6؛ 14:12،27).
والكلمة التي تستخدم للتعبير عن الوحدة المطلقة هي كلمة "وحيد"، ومع أنها تأتي في عديد من الأجزاء الكتابية مثل تكوين 2:22،12؛ قضاة 34:11؛ أمثال 3:4؛ إلا أنها لا تستخدم أبدا للتعبير عن الله الواحد. وهذه الحقيقة تعلن أن الذي يرفض ألوهية يسوع يرفض إعلان الله عن نفسه. ولذلك فإنه من الصواب أن نعترف بالله الآب، والله الابن، والله الروح القدس.
إن الاعتراف بالله الواحد الحقيقي هو الذي ميز إسرائيل عن جميع شعوب الأرض. وقد ذكر هذا الحق المجيد مرارا وتكرارا (تثنية 12:10؛ 1:11). وعندما جاء واحد من الكتبة وسأل يسوع: أية وصية هي أول الكل؟ أجابه يسوع: إن أول كل الوصايا هي: اسمع يا إسرائيل، الرب إلهنا رب واحد، وتحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك (مرقس 29:12-30).
ونحن بإمكاننا أن نعرف إله إسرائيل الواحد لأن مقامنا العالي في المسيح يعطينا امتيازات أعلى بكثير من تلك التي عرفها إسرائيل الأرضي. فنحن قد عرفنا الله الظاهر في الجسد، ملكنا الذي سيأتي قريبا، والذي قال: أنا والآب واحد ... الآب فيّ وأنا فيه (يوحنا 30:10،38).
إعلان عن المسيح: من خلال الأرض التي تفيض لبنا وعسلا (تثنية 3:6). هذه صورة لراحتنا في المسيح الذي يسدد أعوازنا (عبرانيين 18:3-19).
أفكار من جهة الصلاة: إن تقديم الحمد والشكر للرب هو ذبيحة مرضية أمامه (عبرانيين 15:13).
اقرأ تثنية 8 -- 10
إن الـ 38 سنة التي ضاعت من الجيل الأقدم من بني إسرائيل في التيهان في البرية كانت كلها بسبب عصيانهم. وكانت بمثابة رسالة إلى الجيل الجديد، وكذلك لنا نحن، وهي أن الحياة جوفاء عندما نتجاهل كلمة الله. جميع الوصايا التي أنا أوصيكم بها اليوم تحفظون لتعملوها لكي تحيوا وتكثروا وتدخلوا وتمتلكوا الأرض التي أقسم الرب لآبائكم ... لكي يعلمك [أي لكي يجعلك تكتشف وتدرك بطريقة شخصية] أنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل ما يخرج من فم الرب يحيا الإنسان (تثنية 1:8،3).
فليس بالصدفة أن يسوع بعد معموديته بدأ خدمته باقتباس قراءة اليوم من سفر التثنية: ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله (متى 4:4). وقد قال ذلك بعد أن صام 40 يوما، عندما أراد الشيطان أن يغريه بأن يحول الحجارة إلى خبز. قال له المجرب: قل أن تصير هذه الحجارة خبزا - أي بمعنى آخر: يمكنك أن تستخدم قدراتك الخلاقة من أجل إشباع جوعك الجسدي العظيم (متى 3:4). ولكن يسوع قال إنه يوجد شيء أهم في الحياة من الشبع الجسدي. فلا ينبغي أن نسمح "لضرورات" الحياة الجسدية أن تكون عاملاً محركا لنا (تثنية 3:8،6). إن غير المؤمن له هدف واحد في الحياة - وهو إشباع الجسد. والمسيحي أيضا له رغبات وضرورات جسدية كما كان للمسيح أيضا. ولكن الرغبة الأولى للمسيحي الحقيقي هي إشباع الحياة الروحية - من خلال المسيح الذي هو الخبز الحي الذي نزل من السماء: إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد (يوحنا 51:6).إن حياتنا الأرضية هي بمثابة استعداد للأبدية بطولها، فنحن نحتاج أن نقرأ كلمة الله ليس فقط لكي نفهمها بل لكي نحيا بها.
وقد اقتبس المجرب من الكتاب المقدس، ولكنه كان اقتباسا مبتورا بقصد إساءة التطبيق. ومرة أخرى، أجابه يسوع من سفر التثنية قائلا: لا تجرب الرب إلهك (تثنية 16:6؛ متى 7:4). إن أحد المفاتيح الحيوية للانتصار على الشيطان هو معرفة كلمة الله بأكملها، وليس فقط بضعة آيات مختارة من أجل إثبات ما نريد أن نؤمن به. عندئذ، نقدر نحن أيضا أن نستعمل كلمة الله كسيفنا الروحي (أفسس 17:6؛ عبرانيين 12:4).
كان يسوع يعلَم جيدا أنه لا مجال للتساهل ولا لمرة واحدة - وهذا هو الدرس الذي يحتاج أن يتعلمه عديد من المسيحيين الحقيقيين. فأجاب يسوع قائلا: لأنه مكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد (متى 10:4؛ تثنية 13:6). وقد اقتبس يسوع هنا مرة أخرى من سفر التثنية: الرب إلهك تتقي، إياه تعبد، وبه تلتصق (20:10). فلقد أجاب يسوع على تجارب الشيطان الثلاث بالاقتباس من سفر التثنية. وهذا يعلمنا أن أفكارنا الخاصة وكلماتنا الخاصة لا تقدر أن تغلب العدو - وإنما فقط كلمة الله الحية لها هذه القدرة.
عندما نعبر عن إيماننا ونطيع الرب، فلن يستطيع شيء أن يجعلنا نتذمر. ولكن إذا سمحنا لأنفسنا بالنظر فقط إلى الظروف، عندئذ سنشعر بالتذمر والغيرة من الميزات التي لدى الآخرين.
وهناك أيضا تجارب للإيمان، عندما نجد أن كل ما نفعله ينجح. فإننا نجرب عندئذ بأن نسلب لأنفسنا المدح والفضل على الإنجازات التي حققناها. لذلك يجب في هذه الحالة أن نحترس لئلا نقول في قلوبنا: قوتي وقدرة يدي اصطنعت لي هذه الثروة (تثنية 17:8).
إعلان عن المسيح: من خلال خشب السنط (تثنية 3:10). ينمو شجر السنط في الصحراء إشارة إلى المسيح في صورته الإنسانية كعرق من أرض يابسة (إشعياء 2:53).
أفكار من جهة الصلاة: اطلب من الرب القيادة والإرشاد قبل اتخاذ قراراتك (قضاة 27:20-28).
اقرأ تثنية 11 -- 13
الأصحاحات الإحدى عشرة الأولى من سفر التثنية تعيد تسجيل كلمات العهد الهام الذي قطعه الرب مع أبرام قائلا: لنسلك أعطي هذه الأرض (تكوين 18:15). فبعد أربعمائة سنة، عندما كان بنو إسرائيل يئنون تحت العبودية، نقرأ هذا القول: فسمع الله أنينهم فتذكر الله ميثاقه مع إبراهيم واسحق ويعقوب (خروج 24:2). وبعد أربعين سنة من هذا التاريخ، كرر موسى على مسامع الجيل الجديد ما سبق وقاله لآبائهم، فقال: الرب إلهنا قطع معنا عهدا في حوريب ... أنا كنت واقفا بين الرب وبينكم في ذلك الوقت لكي أخبركم بكلام الرب ... فقال: أنا هو الرب إلهك الذي أخرجك من أرض مصر من بيت العبودية ... وأصنع إحسانا إلى ألوف من محبي وحافظي وصاياي ... في جميع الطريق التي أوصاكم بها الرب إلهكم تسلكون لكي تحيوا وتطيلوا الأيام في الأرض التي تمتلكونها (تثنية 2:5،5-6،10،33).
وابتداء من أصحاح 12، نرى كثيراً من الممارسات التي كان ينبغي على بني إسرائيل أن يهتموا بها بعد أن يستقروا في أرض الموعد. فقبل كل شيء كان ينبغي أن يتخذوا موقفا حازما تجاه الآلهة الكاذبة. فلقد أمرهم الرب قائلا: تخربون جميع الأماكن حيث عبدت الأمم التي ترثونها آلهتها ... تهدمون مذابحهم ... وتقطعون تماثيل آلهتهم (تثنية 2:12-3). فإن الأرض هي ملك للرب. وعليهم أن يعملوا فيها كوكلاء عنه. لذلك كان واجبهم الأول عند دخول الأرض وامتلاكها أن يدمروا كل أماكن العبادة الوثنية حيث أن الأوثان هي شيء بغيض في نظر الرب.
وبحسب المنطق البشري، ربما يبدو أن تدمير مراكز العبادة للديانات الأخرى هو أمر يدل على ضيق الأفق والتعصب الشديد. فإن العالم غير المؤمن يقول: "هل يهم ما الذي يؤمن به الإنسان، طالما أنه مخلص في إيمانه؟"
ولكن السؤال الرئيسي هو هذا: هل يمكن لله القدوس الحي الواحد الحقيقي أن يطيق الآلهة الكاذبة النابعة من الشيطان، والتي لا تجلب سوى الشر والبؤس على عابديها ؟ إن جميع المستعبدين لها سيطرحون أخيرا في جهنم. كان شعب إسرائيل ملكا للرب، وكانت أرض الموعد ملكا للرب، ولم يسمح الله لشعبه بالاختلاط مع عابدي الأوثان.
ولا مجال هنا للتساؤل بشأن الهدف من وصاياه، أو ما إذا كانت الظروف تستدعي نوعا من المخالفة الاستثنائية لكلمته. فليس مسموحا بأن يوضع في الاعتبار رأي الأغلبية، أو مدى تقبل الحضارات المختلفة لهذه الوصايا. فإن عواطفنا سوف تطرح عددا لانهائيا من الأسئلة، والاتجاهات العصرية ستستمر تملي علينا "الأنماط البديلة في الحياة". ولكن كلمة الله هي السلطة العليا والنهائية، فإن مبادئه دائما حق وهي لا تتغير أبدا. إننا نحتاج أن نصلي لكي يعطينا إله ربنا يسوع المسيح، أبو المجد، روح الحكمة والإعلان في معرفته: مستنيرة عيون أذهاننا لنعلم ما هو رجاء دعوته وما هو غنى مجد ميراثه في القديسين، وما هي عظمة قدرته الفائقة نحونا نحن المؤمنين حسب عمل شدة قوته (أفسس 17:1-19).
إعلان عن المسيح: من خلال المحرقات،التي تشير إلى تقديم المسيح لنفسه حتى الموت (تثنية 6:12؛ عبرانيين 5:10-7).
أفكار من جهة الصلاة: احمد الرب لأن كلمته جديرة تماما بالثقة (1 ملوك 56:8).
اقرأ تثنية 14 -- 16
لم يكن رخاء الأمة الجديدة معتمدا على الأساليب المتقدمة في الزراعة بل على بركات الرب (تثنية 10:11-15). فلقد كان أحد المبادئ الأساسية لضمان نجاح المحصول كل سنة هو الاعتراف بالعشور بصفتها مسألة روحية أكثر منها مسألة مادية وأنها لا تنفصل عن العبادة. فلقد أمر الرب بني إسرائيل قائلا: تعشيرا تعشر كل محصول زرعك الذي يخرج من الحقل سنة بسنة ...لكي تتعلم أن تتقي الرب إلهك كل الأيام ... واذهب إلى المكان الذي يختاره الرب إلهك [للعبادة] ... لكي يباركك الرب إلهك في كل عمل يدك الذي تعمل (تثنية 22:14-23،25،29).
فمن خلال الإتيان بالحنطة والزيت وأبكار البقر والغنم كانوا يتعلمون أن يتقوا الرب إلههم كل الأيام. فإن العشور تعلم بني إسرائيل أن يحترموا الرب من أجل ذاته وأيضا أن يعترفوا بمسئوليتهم من جهة الإتيان بالعشور أولا قبل أي اعتبارات أخرى. فالرب ينبغي أن يشغل المكان الأول في حياتهم لأن كل ما يملكونه هو نتيجة لإمدادات محبته. كما أنه كان سيصبح أمرا مهينا لو أنهم أتوا بالفضلات.
لم يكن مطلوبا من بني إسرائيل أن يأتوا بعشورهم أمام الرب على سبيل الالتزام الروحي والأدبي، بل ينبغي أن يكون ذلك مصحوبا بالتقدير القلبي لهذا الامتياز، إذ قال لهم: افرح أنت وبيتك (تثنية 26:14).
فالعشور كانت مسئولية مربحة - إذ أنها كانت مصحوبة بالوعد: لكي يباركك الرب إلهك في كل عمل يدك الذي تعمل (تثنية 29:14). ولم تكن العشور موجهة فقط للكهنوت اللاوي بل أيضا للغريب واليتيم والأرملة (تثنية 29:14؛ 18:10). فإن الرب لا يريدنا أبدا أن نتجاهل المحتاجين والأيتام والأرامل في مجتمعنا المسيحي. ولكن يجب أن نلاحظ أنه لم يطلب منهم أبدا أن يجتازوا في كل أرض كنعان أو غيرها من البلاد بحثا عن الأيتام والأرامل من الوثنيين لكي يعتنوا بهم!
كان هناك مكان واحد فقط لكي يأتي إليه بنو إسرائيل بعشورهم. فبصرف النظر عن الصعوبة التي قد يجدونها في التوجه إلى أورشليم، لم يكن في استطاعتهم أن يرسلوا عشورهم مع شخص آخر. كان ينبغي أن يأتوا بها بأنفسهم إلى بيت الرب في أورشليم. ولكن يسوع قال للمرأة عند البئر أنه سيأتي وقت فيه يعبدون الله لا في هذا الجبل [جبل جرزيم] ولا في أورشليم، بل يعبدونه بالروح والحق (يوحنا 21:4،24). وقد قصد الرب من قوله هذا أن كنيسة الله الحقيقية ستمتد إلى كل مكان في العالم. إن خدمة الرب لا تزال تُدعم بواسطة عشور وتقدمات شعبه. فيجب أن نفكر بجدية في تقديم عشورنا إلى حيث نعلم أنها ستحقق رغبة سيدنا في توصيل كلمته إلى عالم هالك.
إن إهمالنا لتقديم العشور هو أمر أخطر بكثير من إهمالنا لدفع ضرائبنا الفيدرالية. فالعشور لم تكن تُقدَّم فقط لتجنب قضاء الله أو الحرمان الذي سينتج عنه. ولكن العشور هي من أعمال العبادة إذ أنها تعبر عن الاعتماد الكامل على خالقنا الله وأبينا السماوي في جميع الأشياء.
ويكرر الرب هذا المبدأ في العهد الجديد، حيث نقرأ: من يزرع بالشح فبالشح أيضا يحصد. ومن يزرع بالبركات فبالبركات أيضا يحصد. كل واحد كما ينوي بقلبه ليس عن حزن أو اضطرار لأن المعطي المسرور يحبه الله (2 كورنثوس 6:9-7).
إعلان عن المسيح: من خلال سنة الإبراء، التي تشير إلى غفران المسيح لجميع خطايانا (تثنية 1:15). يجب أن يعلمنا هذا أن نسامح الآخرين، كما سامحنا المسيح أيضا.
أفكار من جهة الصلاة: اطلب بإيمان من الرب أن يصنع معجزة (2 ملوك 33:4-34).
اقرأ تثنية 17 -- 20
اختار الله موسى لكي يقود بني إسرائيل عند خروجهم من أرض مصر، لكن قيادته انتهت عند حدود أرض كنعان واختير يشوع لكي يأخذ مكانه. كان يشوع رمزا للمسيح، فقد قاد شعب الله في حروبهم من أجل امتلاك أرض الموعد. ولكنه لم يكن يُقارن بموسى، لأنه كان ينبغي أن يذهب يشوع إلى الكاهن لكي يعرف إرادة الله (عدد 21:27)، أما موسى فكان يكلم الرب وجها لوجه (خروج 11:33؛ عدد 8:12).
فمهما قام بعد ذلك أنبياء متميزون في وسط إسرائيل، فلم يكن هناك من يفوق موسى إلى أن يقيم الرب لهم نبيا من وسط إخوتهم ... وأجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به. ويكون أن الإنسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي أنا أطالبه (تثنية 18:18-19).
كان اليهود يتوقعون أن يكون ذلك النبي والمسيح (المسيا/ الممسوح) شخصين مختلفين. ولكن يسوع المسيح كان المتمّم لكليهما.
وبعد عدة قرون، أمام أسئلة قادة اليهود الرسميين، اعترف يوحنا المعمدان قائلا: لست أنا المسيح! فسألوه إذن ماذا؟ ... ألنبي أنت؟ فأجاب: لا! (يوحنا 20:1-21). وفيلبس، بعد أن التقى بيسوع، ذهب إلى نثنائيل وقال له: وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء [أي الذي كتب أيضا عنه الأنبياء]، يسوع الذي من الناصرة (يوحنا 45:1).
وفي حواره مع ناقديه، قال يسوع: لو كنتم تصدقون موسى لكنتم تصدقونني لأنه هو كتب عني. فإن كنتم لستم تصدقون كتب ذاك فكيف تصدقون كلامي؟ (يوحنا 46:5-47).
وفي يوم الخمسين، أعلن بطرس أن يسوع قد تمم نبوة موسى هذه، إذ قال: فإن موسى قال للآباء إن نبيا مثلي سيقيم لكم الرب إلهكم من إخوتكم، له تسمعون في كل ما يكلمكم به (أعمال 20:3-26؛ انظر ملاخي 4:3-5).
فإذا كان عصيان العهد عقوبته الموت، فكم عقابا أشر تظنون أنه يحسب مستحقا من داس ابن الله وحسب دم العهد الذي قدس به دنسا وازدرى بروح النعمة؟ (عبرانيين 29:10).
لقد تنبأ النبي إرميا أنه في الأيام الأخيرة،سيكون هناك عهد جديد ومملكة جديدة (إرميا 31:31-34). فهذه النبوة وغيرها من النبوات التي تتكلم عن المسيا قد تحققت في المسيح، ملك الملوك ورب الأرباب (رؤيا 16:19؛ قارن 14:17؛ تثنية 17:10). فكما قال يسوع لبيلاطس: مملكتي ليست من هذا العالم - أي أن العالم ليس هو مصدرها أو منشأها. وإنما هي مملكة روحية ليس لها انتهاء (يوحنا 36:18).
وقريبا سوف يرنم جميع المؤمنين ترنيمة موسى عبد الله وترنيمة الخروف قائلين: عظيمة وعجيبة هي أعمالك أيها الرب الإله القادر على كل شيء! عادلة وحق هي طرقك يا ملك القديسين! (رؤيا 3:15).
إعلان عن المسيح: من خلال ذبائح العهد القديم التي لا ينبغي أن يكون فيها عيب أو شيء رديء (تثنية 1:17). فلقد كان المسيح طاهرا تماما من كل خطية ومن كل شر (1 بطرس 19:1).
أفكار من جهة الصلاة: صل ثم كن مطيعا في تنفيذ ما يقوله الرب (1 أخبار 14:14-16).
اقرأ تثنية 21 -- 23
أعلن موسى عن المسئولية الخطيرة الموضوعة على الوالدين من جهة تأديب أبنائهم، فقال: إذا كان لرجل ابن معاند ومارد ولا يسمع لقول أبيه ولا لقول أمه ويؤدبانه فلا يسمع لهما. يمسكه أبوه وأمه ويأتيان به إلى شيوخ مدينته ... ويقولان لشيوخ مدينته: ابننا هذا معاند ومارد لا يسمع لقولنا وهو مسرف وسكير. فيرجمه جميع رجال مدينته بحجارة حتى يموت. فتنزع الشر من بينكم ويسمع كل إسرائيل ويخافون (تثنية 18:21-21).
ومن الواضح أن الناموس قد أفاد في التشجيع على التأديب إذ أن الكتاب المقدس لا يسجل ولا مرة واحدة أنه قد تم رجم ابن متمرد. ولكن في هذا القانون الشديد نكتشف مبدأ أبديا: وهو أن إهمال الخضوع للسيادة الصحيحة معناه تشجيع التمرد على البيت وعلى المجتمع وأيضا على الله.
فإن الوالدين يرمزون إلى الله بالنسبة لأبنائهم. لذلك فإن رفض وعصيان الوالدين لا يعني فقط الرفض لهم بل أيضا الرفض للنظام الذي وضعه الله للحياة الأسرية.
فلا توجد مسئولية موضوعة من الرب على الوالدين أعظم من مسئولية تربية الأبناء في الطريق التي ينبغي أن يسلكوها (أمثال 6:22). فهذه ليست مسألة اختيارية. ويوجد فرق كبير بين أن "تربي" [أو تدرب] الولد وبين مجرد أن "تقول" له رأيك. إن بيوتنا هي المكان المناسب لتطبيق هذا الحق.
إن جميع الآباء يدربون أبناءهم - سواء عن قصد أو عن غير قصد. فعندما نطلب من أبننا أن يفعل شيئا، هل ندربه على الاستجابة فورا أم أن ينتظر حتى يعلو صوتنا مهددا ومتوعدا؟ أم هل ندربه على التأجيل فننسى الأمر وبعد ذلك لا يمكننا التأكد من أنه قد أنجز ما طلبناه منه؟
إن البعض يعترضون على هذا المفهوم في التربية، إذ يعتقدون أنه يخمد قدرة الطفل على التفكير بنفسه. ولكن الرب يعلمنا قائلا: من يمنع عصاه يمقت ابنه ومن أحبه يطلب له التأديب (أمثال 24:13؛ 11:3-12؛ 18:19؛ 15:22؛ 13:23؛ 15:29-17).
لقد وُلدنا جميعا بطبيعة آدمية متمركزة حول الذات ومتمردة على السلطة. فبئس مصير الابن الذي لم يتأدب لأنه سرعان ما سيواجه مشاكل هذا العالم، ولن يكون مستعدا لقسوة تأديبات الحياة. العصا والتوبيخ يعطيان حكمة والصبي المطلق إلى هواه يخجل أمه (أمثال 15:29).
إن ضرب الأبناء شيء غير مستحب، ولكن عند الضرورة يجب أن يتم ذلك بطريقة تصحيحية وليس بطريقة انتقامية. وبعد التصحيح يجب علينا أن نظهر محبتنا لأبنائنا ونخبرهم أننا مهتمون بمصلحتهم إلى أقصى حد. فكما أن الله يحب الخاطئ ولكنه يبغض الخطية، كذلك يجب أن نغرس في أبنائنا الحقيقة بأن محبتنا لهم هي محبة غير مشروطة. فهذه هي بركة الضرب - أنه بعد التأديب علينا أن ننسى الحادثة وعندئذ تُسترد العلاقة بين الوالد وابنه؛ ولكن إذا كنا دائمي الصياح والتوبيخ فستنشأ "فجوة بين الأجيال" وذلك لأننا فشلنا في التعبير عن محبة الله من خلال التأديب.
إن الله يبين محبته لنا نحن أولاده لأن الذي يحبه الرب يؤدبه ويجلد كل ابن يقبله (عبرانيين 6:12).
إعلان عن المسيح: لقد مات المسيح على الصليب بدلا منا، خاضعا لعقوبة الموت التي يفرضها الناموس على خطايانا (تثنية 23:21). وفي المساء أنزل من على الصليب، بمعنى أن الناموس كان قد استوفى حقوقه (يوحنا 31:19؛ غلاطية 13:3).
أفكار من جهة الصلاة: صل من أجل أن يُقبل شعبنا إلى التوبة (2 أخبار 14:7).
اقرأ تثنية 24 -- 27
في خطابه الثاني، ركز موسى، وهو المشرع والنبي العظيم، على ضرورة الأمانة والإخلاص في كل جوانب الحياة. لقد حذر من أساليب الغش والخداع واستغلال الآخرين. وصور ذلك بمثل البائع الذي لديه نوعان من الموازين والمكاييل - واحد للبيع وآخر للشراء: لا يكن لك في بيتك مكاييل مختلفة كبيرة وصغيرة. وزن صحيح وحق يكون لك ومكيال صحيح وحق يكون لك لكي تطول أيامك على الأرض التي يعطيك الرب إلهك. لأن كل من عمل ذلك كل من عمل غشا مكروه لدى الرب إلهك (تثنية 14:25-16).
إن كل واحد منا سيجد أمامه الفرصة من آن لآخر إما أن يطبق مبادئ العدل والحق وإما أن يستغل الآخرين. وقد يكون ذلك في شكل عدم أمانة في العمل، أو بأخذ ما لا يخصنا، أو معاملات تجارية غير أمينة، أو كذب أو غش. إن جميع أنواع الخداع هي مكروهة لدى الرب. وعلى العكس فإن الحياة المبنية على مبدأ الأمانة في كل شيء تعطينا العمر الطويل والرخاء والسلام (تثنية 15:25).
استمر موسى في التأكيد على أن الله يكره الغش والخداع والرشوة، وأن غضبه يستقر ليس فقط على الشخص بل أيضا على الأمة التي تجعل هذه الممارسات أسلوبا لحياتها. وهذا ما يؤكده أيضا الرب يسوع إذ قال: كل ما تريدون أن يفعل الناس بكم افعلوا هكذا أنتم أيضا بهم (متى 12:7). وهذا المبدأ موضح أيضا في قصة عخان الذي أدت سرقاته إلى موت 36 رجلا (يشوع 1:7-12). إن الأمانة تتخطى حدود ناموس موسى وتنطبق على جميع مظاهر السلوك المسيحي اليومي، كما هو ملاحظ في العطية "السخية" بل العطية الخادعة التي قدمها حنانيا وسفيرة والتي أدت إلى موتهما (أعمال 1:5-10). والأشياء المادية ليست هي الأشياء الوحيدة التي نشتهيها. فإننا كثيرا ما نشتهي الاهتمام الشخصي أو المدح أو الكرامة.
إننا نحتاج أن نتعامل مع الطبيعة العتيقة وكل صفاتها حتى تقدر الطبيعة الجديدة أن تنمو في داخلنا. فالأمانة ليست هي فقط السياسة الأفضل، ولكنها الأٍسلوب الوحيد للحياة المسيحية. فلا يمكن أن تستقر بركة الرب على أي معاملات تتضمن الخداع، سواء كان بأفواهنا أو بأفعالنا - وإلى أدق تفاصيلها. فيجب علينا أن نتجنب كل إغراء بالكذب أو الغش أو السرقة. فالمسيحية تتغلغل إلى صميم طبيعتنا وتحدد لنا المقاييس في جميع تصرفاتنا. فربما تكون لنا أفكار مرارة أثناء قيامنا بأعمال جيدة - أي أن نقول كلمات محبة بينما تكون دوافعنا واتجاهاتنا الداخلية خاطئة. إن علاقتنا مع الله ومع الآخرين تصل إلى ما هو أعمق من الكلمات أو الأفعال، فهي تصل إلى مركز أفكارنا لتكشفها لنا على حقيقتها.
ومثل عخان، الذي ظن أنه يستطيع أن يحتفظ لنفسه بما يخص الرب أصلا، فإن الكثيرين منا ينخدعون اليوم إذ يظنون أنهم يستطيعون أن يغتنوا بأن يحتفظوا لأنفسهم بعشور الرب ويستخدمونها لصالحهم الشخصي.
تعلن لنا كلمة الله أن حياة المؤمن يجب أن تكون معبرة عن صدق وعدل المسيح. ففي جميع المعاملات يحق لنا أن نصلي قائلين: ما الذي كان يسوع سيفعله؟ وستكون إجابته في كل أمور الحياة: فإذا كنتم تأكلون أو تشربون أو تفعلون شيئا فافعلوا كل شيء لمجد الله (1 كورنثوس 31:10).
إعلان عن المسيح: من خلال تحرير بني إسرائيل من عبودية مصر وعبودية فرعون (تثنية 8:26). لقد ترك يسوع بيته في السماء لكي يحررنا من عبودية الشيطان وسلطته علينا.
أفكار من جهة الصلاة: اسجد أمام الرب بتواضع وبقلب منسحق في الصلاة (عزرا 5:9-6).
اقرأ تثنية 28
في خطابه الأخير إلى بني إسرائيل، يذكر موسى بكلمات مؤثرة تفاصيل البركة التي ستنتج لو حفظوا عهدهم مع الرب: يزيدك الرب خيرا في كل شيء. فلقد كان أمامهم الاختيار إما أن يعيشوا بحسب وصايا الرب ويتمتعوا بكل بركاته، وإما أن يرفضوا كلمته ويتحملوا نتائج ذلك: يرسل الرب عليك اللعن والاضطراب والزجر في كل ما تمتد إليه يدك ... يضربك الرب بجنون وعمى وحيرة قلب ... ولا تنجح في طرقك (تثنية 11:28،20،28-29).
في هذا الأصحاح وحده، يخصص 14 عددا للتعبير عن البركات الرائعة التي ينالها الذين يطيعون كلمة الله. ولكن يخصص حوالي أربعة أضعاف هذا العدد لوصف نتائج العصيان. فكما أن الطاعة تقود دائما إلى البركة،كذلك فإن العصيان يؤدي دائما إلى اللعنة (26:27).
فإن هذين المبدأين الهامين يتخللان العهد القديم. في مزمور 1، يلهج الرجل المطوب في كلمة الرب نهارا وليلا وينجح في كل أعماله، بينما يهلك الخاطئ. من هنا نستنتج أن لكل خطية عواقب، وهذا يصدق دائما. ولكن هذا المبدأ قد يتعرض لإساءة الفهم كما حدث مع التلاميذ عندما رأوا الرجل الأعمى، فسألوا: من أخطأ هذا أم أبواه حتى ولد أعمى؟ أجاب يسوع: لا هذا أخطأ ولا أبواه لكن لتظهر أعمال الله فيه (يوحنا 1:9-7). فمع أن العمى كان يبدو أنه لعنة، إلا أنه تحول في الحقيقة إلى بركة لأنه قاد هذا الرجل إلى معرفة المخلص. ولا يمكن للكلمات أن تصف كيف أن تجربته قد باركت الملايين الذين قرأوا شهادته على مدى الـ 2000 سنة الماضية.
هذا يدل على أن الكوارث ليست كلها نتيجة للخطية وأن الثروة والصحة ليست دائما نتيجة لبركة الله. فبعد أن تحول الرئيس الشاب عن يسوع لأنه لم يكن مستعدا أن يتخلى عن ثروته، قال يسوع: إنه يعسر أن يدخل غني إلى ملكوت السموات . وقد ذهل التلاميذ من هذه الإجابة حتى أنهم قالوا: إذن من يستطيع أن يخلص؟ (متى 23:19-25). وسبب تعجبهم هو أنهم قد أساءوا فهم هذا الخطاب الأخير لموسى. وهذا أيضا يفسر لماذا لم يستطع بطرس أن يقبل نبوة الرب عن الآلام التي سوف يتألم بها (متى 21:16-24). فإن "الصليب" كان يبدو متعارضا تماما مع "التاج". إن مبدأ اللعنة والبركة هو مبدأ أساسي ومطلق، ولكنه غير معترف به عادة في تجاربنا اليومية.
تأمل تجربة بولس مع هيجان البحر المتوسط بالمقارنة مع تجربة يونان في وقت سابق مع نفس البحر ونفس الظروف من الهيجان. ففي حالة يونان أرسل الرب العاصفة كأسلوب قضائي ليلزمه على إعادة التفكير في عصيانه (يونان 4:1 - 10:2). ولكن بالنسبة لبولس، فلقد كانت العاصفة من أجل إقناع البحارة الذين عانوا من القلق والتوتر والخسائر المادية وكذلك أهل مالطا بأن يعبدوا الله الواحد الحقيقي الذي يقدر أن ينقذ حياتهم وأن يشفي المريض بينهم(أعمال 1:27-44، 1:28-10).
فإن حتى البركات المادية تتحول إلى لعنة مع الذين لا يعترفون بأن كل ممتلكاتهم هي ملك لله. فإنه قد ائتمنا لكي ندير ممتلكاته لأجل صالحه الأقصى. فنحن وكلاء على ما أعطانا - سواء كانت مواهب أو وقت أو أموال. فإذا احتفظنا بهذه الأشياء من أجل ذواتنا أو تركناها كميراث لا يمجد الرب، فإننا سنعتبر مسئولين عن ذلك.
لأنه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضا (لوقا 34:12).
إعلان عن المسيح: كمن هو مصدر بركاتنا (تثنية 1:28-2).
أفكار من جهة الصلاة: اطلب نعمة من أجل التغلب على التجربة، وسوف يكافئك الرب (يعقوب 12:1).
اقرأ تثنية 29 -- 31
في ندائه الأخير، أخبر موسى بني إسرائيل ما هو سبب هذا الاهتمام الشديد بأن يعيشوا في طاعة لعهد خضوعهم للرب. فإن الرب الخالق قد اختارهم ليعلن عن نفسه من خلالهم بصفته الله الواحد الحقيقي الذي يرغب في أن يبارك كل البشرية: فاحفظوا كلمات هذا العهد واعملوا بها لكي تفلحوا في كل ما تفعلون ... لكي يقيمك اليوم لنفسه شعبا وهو يكون لك إلها كما قال لك وكما حلف لآبائك إبراهيم وإسحق ويعقوب (تثنية 9:29،13). وواصل موسى كلامه محذرا من نتائج إهمال مسئوليتهم، قائلا: لئلا يكون فيكم رجل أو امرأة أو عشيرة أو سبط قلبه اليوم منصرف عن الرب إلهنا لكي يذهب ليعبد آلهة تلك الأمم ... فيكون متى سمع كلام هذه اللعنة يتبرك في قلبه [أي يهنئ نفسه] قائلا يكون لي سلام إني بإصرار قلبي أسلك [أي على الرغم من اني أسلك بعناد قلبي] (18:29-19). فلقد حذر الرب من أنهم إذا تركوا عهد الرب فإنهم سينهزمون تماما أمام أعدائهم (25:29).
قد يتعجب البعض لماذا يقول الكتاب: ولكن لم يعطكم الرب قلبا لتفهموا وأعينا لتبصروا وآذانا لتسمعوا إلى هذا اليوم (4:29). عندما أعطى الرب يسوع مثل الزارع، فلقد كشف عن سبب العيون والآذان المغلقة: تسمعون سمعا ولا تفهمون . ليس أن المثل كان صعبا على أذهانهم، ولكن أنهم لم تكن لديهم الرغبة في أن يفهموا بقلوبهم (متى 14:13-19؛ أيضا رومية 1:11-10). فإن الرب لن يجبر أحدا على أن يحبه أو أن يرغب فيعمل مشيئته. فلقد ظل بنو إسرائيل غير مبالين بخطاياهم ورفضوا أن يصدقوا الأنبياء. لقد خدعوا أنفسهم بالاعتقاد أن تجاهل كلمة الله ليس أمرا خطيرا بالدرجة التي يتكلم عنها الأنبياء. فلقد ظنوا أنهم سيكونون في أمان مهما نقضوا علاقة عهدهم. إن هذا الوهم لا يزال - وللأسف - موجودا في أيامنا وسط بعض من يدعون أنهم مسيحيون بينما ينغمسون في الشر. لقد حذر يسوع قائلا: لماذا تدعونني يا رب يا رب وأنتم لا تفعلون ما أقوله؟ (لوقا 46:6).
وقد قال أيضا: خرافي تسمع صوتي وأنا أعرفها فتتبعني (يوحنا 27:10).
إن قلبنا بالطبيعة، أخدع من كل شيء وهو نجيس (إرميا 9:17). فنحن بالطبيعة عميان بسبب تحيزنا وريائنا وإعجابنا بذواتنا. فإن الشخص غير المؤمن يكون مقتنعا بأن كلماته وأفعاله ومظهره الخارجي هو المهم. ولكن الله ينظر مباشرة عبر أقنعتنا البارعة ويرى قلوبنا وأفكارنا وأهواءنا ودوافعنا.
إن الكتاب المقدس هو الإعلان الكامل والوحيد للكيفية التي يريدنا الرب أن نعيش بها: فهو نافع للتعليم [إذ يخبرنا بما هو صواب]؛ والتوبيخ [إذ يخبرنا بما هو خطأ] والتقويم [أي يعلمنا كيف نصحح طرقنا] والتأديب [أي يرينا كيف نستمر في الطريق الصحيح] (2 تيموثاوس 16:3-17؛ أيضا عبرانيين 11:12؛ غلاطية 7:6-8).
من قال قد عرفته وهو لا يحفظ وصاياه فهو كاذب وليس الحق فيه (1 يوحنا 4:2).
إعلان عن المسيح: بصفته الحياة. إن يسوع هو القيامة والحياة (تثنية 15:30؛ يوحنا 25:11).
أفكار من جهة الصلاة: عظم الرب، وعلّ اسمه (مزمور 3:34).
اقرأ تثنية 32 -- 34
إن موسى- وهو أكثر الناس وداعة على الأرض - قد أنهى خطاباته الثلاثة العظيمة الأخيرة في الشهر الأخير من حياته. وبعد ذلك أرشده الرب لأن يكتب نشيدا وأن يعلمه لجميع بني إسرائيل (تثنية 19:31-22). وقد كان النشيد عبارة عن شهادة لأمانة الرب: إني باسم الرب أنادي، أعطوا عظمة لإلهنا (3:32). هو الصخر (4:32،31)، أي أنه هو الملجأ الثابت الذي لا يتغير والحصن والحماية الوحيدة التي لا تُقهر - الصخر القدير الذي لا يتركنا أبدا (عبرانيين 5:13-6). هذا بالمقابلة مع الصخرة الكاذبة، آلهة الأمم (تثنية 31:32،37)، أي الأساسات المزيفة التي يبني عليها الناس الذين أعمتهم الخطية رجاءهم ويضعون فيها ثقتهم.
ويتكلم النشيد أساسا عن الضيق والألم الذي سيقع على بني إسرائيل بسبب ارتدادهم. ولكن في نفس اليوم، أنبأ موسى أيضا عن البركات الرائعة للنجاح والسعادة التي يمكن أن تتحقق لهم من خلال الطاعة (تثنية 6:33-29).
كانت البركة النبوية الأولى عن البكر رأوبين: ليحيَ رأوبين ولا يمت ولا يكن رجاله قليلين [في الأصل العبري: ليكن رجاله قليلين] (6:33). لم يصدق المترجمون الأوائل أن موسى قصد أن يقول عن رأوبين: ليكن رجاله قليلين، فوضعوا كلمة "لا" بخط مختلف مما يشير إلى أنهم يعلمون أن هذه الكلمة غير موجودة في النصوص العبرية. ولكن موسى كان ملهما من الله حين قال: ليكن رجاله قليلين . قد تبدو هذه الكلمات شديدة القسوة. ولكن بقدر عظمة امتيازاتنا بقدر قياس مسئوليتنا. وقد فقد رأوبين امتياز البكورية بسبب الخطية الجنسية (تكوين 3:49-4؛ 22:35). فلم يحدث في تاريخ هذا السبط أن أنجب قائدا بارزا أو قاضيا أو نبيا أو أحد الأبطال الوطنيين المشهورين.
وبعد توزيع البركات الروحية على جميع الأسباط، حول موسى عينيه نحو جبل نبو، وهو أحد القمم البارزة في موآب. فلقد كان يطل على الطرف الشمالي للبحر الميت، ويمكن للإنسان أن يقف على جبل نبو ويشاهد أرض الموعد بأكملها، إلى أقصى الشمال حتى دان وإلى أقصى الجنوب إلى بئر سبع، وغربا حتى البحر المتوسط. فلقد سمح الرب لموسى أن يرى أرض الموعد، ولكن فقط مع على بعد. والسبب في عدم السماح لموسى بقيادة بني إسرائيل إلى كنعان مذكور في عدد 1:20-13. وقد كان موسى مثالا لكل إسرائيل أن الله لن يسمح لناموسه بأن يكسر بدون عواقب. فلقد كانت حياة موسى كاملة من كل وجه، كان هو معطي الناموس، ولكنه كسر الناموس، ولم تكن هناك استثناءات من جهة النتائج (يعقوب 10:2). إن ثبات ومصداقية الله وكلمته يمكن دائما الاعتماد عليها. فإنه حتى غفران الخطايا لا يقدر أن يمحو الآثار الزمنية للخطية.
لكنه بعد عدة قرون، نقرأ عن موسى في أرض الموعد وعلى جبل التجلي، حيث كان يقف كرمز لناموس الرب مع إيليا الذي كان يرمز لأنبياء الرب. لقد كانا واقفين مع المسيح: لأن الناموس بموسى أعطي أما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا (يوحنا 17:1).
دعونا مع ابتداء كل يوم، نشتهي أن يكون للرب المكان الأول في كل ساعة من ساعات النهار. إننا نحتاج أن نتذكر لماذا نحن هنا وما هي أولوياتنا في ضوء القول التحذيري الذي قاله الرب يسوع: لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟ [أي خسر حياته في ملكوت الله] (متى 26:16).
إعلان عن المسيح: لأنه ليس كصخرنا صخرهم (تثنية 31:32). كان المسيح هو الصخرة الروحية التي تابعتهم (1 كورنثوس 4:10).
أفكار من جهة الصلاة: اطلب عون الرب،فإنه سيخلصك من كل ضيقاتك (مزمور 17:34).