حتى هذا الوقت كان الملك والقادة السياسيون والدينيون في يهوذا قد أبدوا عداء شديدا لرسائل إرميا في أورشليم، وأيضا للإعلانات المعجزية والرؤى التي رآها حزقيال في بابل.
والآن بعد أن كان الأوان قد فات للصلاة، يقول أن أناسا من شيوخ إسرائيل جاءوا ليسألوا الرب فجلسوا أمامي [أي أمام حزقيال في بابل] ... ولكن ردّ الرب عليهم كان هكذا: حي أنا لا أُسأل منكم يقول السيد الرب! (حزقيال 1:20،3). فإن الرب كان قد قال من قبل: اطرحوا كل إنسان منكم أرجاس عينيه ولا تتنجسوا بأصنام مصر، أنا الرب إلهكم. فتمرّدوا عليّ ولم يريدوا أن يسمعوا (7:20-8). بعد ذلك رأى حزقيال رؤية مرعبة عن سيف عملاق وسمع هذه الكلمات: هأنذا عليك ... أنا الرب سللت سيفي من غمده .. قد حدد ليذبح ذبحا (3:21-10).
إن رؤية السيف المسنون قد كشفت لحزقيال قرب وقوع الهلاك إذ عاد نبوخذنصر إلى أورشليم من أجل الانتقام. وبلا شك أن نبوخذنصر كان يتفاخر بالانتصار العظيم الذي حققه في يهوذا، في حين أنه في الواقع كان مجرد خادم لملك الملوك، وكان دون أن يعلم ينفذ قضاء الله على شعبه المتمرد.
وقبل أن يتحرك نبوخذنصر نحو أورشليم بمدة طويلة، أنبأ حزقيال كيف أن نبوخذنصر سيأتي إلى مفترق الطرق: على أمّ الطريق على رأس الطريقين ليعرف عرافة. صقل السهام، سأل بالترافيم [وهي آلهة يحتفظ بها الإنسان في بيته] (20:21-21). فلكي يقرر هل يغزو عاصمة العمونيين أم عاصمة الإٍسرائيليين، صقل السهام . فلقد كتب على أحد السهام "أورشليم" وعلى السهم الآخر "ربة" (وهي عمان حاليا في الأردن)، ثم وضع هذه السهام في إناء، وأخذ يحرك الإناء إلى أن سقط واحد منها مشيرا إلى الاتجاه الذي ينبغي على نبوخذنصر أن يسلكه.
ولم يكن نبوخذنصر يعرف أن الذي جعل سهم أورشليم يسقط هو الرب وليس آلهته الكاذبة.
وكما أن بيلاطس لم يكن له سلطان على الرب يسوع إلا في حدود ما أُعطي له من فوق (يوحنا 11:19)، كذلك فإن أعظم السلطات والحكومات لا تستطيع أن تفعل شيئا إلا بتصريح واضح من الخالق العظيم. فإن الله هو القاضي، هذا يضعه وهذا يرفعه (مزمور 7:75).
وهكذا كانت التوجيهات لنبوخذنصر صادرة من الإله الحي، فإن القرعة تلقى في الحضن ومن الرب كل حكمها (أمثال 33:16). ولم يمض وقت طويل حتى كان الملك صدقيا والشعب قد ألقي القبض عليهم في أورشليم، وتم تخريب الهيكل إتماما للنبوة: منقلبا منقلبا منقلبا أجعله؛ هذا أيضا لا يكون حتى يأتي الذي له الحكم فأعطيه إياه [أي لن تقوم له قائمة إلى أن يأتي الشخص الذي له الحق في الملك والقضاء بالبر] (حزقيال 27:21).
وعلى الرغم من رجوع الإسرائيليين المؤمنين إلى أورشليم بعد 70 سنة من السبي، إلا أنه لم يجلس أي ملك آخر لإسرائيل على عرش داود. وكان زربابل هو الوريث الشرعي لعرش داود إلا أنه لم يصبح ملكا أبدا. وفي زمن يسوع كان هيرودس ملكا على إسرائيل، ولكنه كان أدوميا وكان يحكم لصالح روما.
أما الذي له الحكم - ابن الله - فيقول عنه: كرسيك يا الله إلى دهر الدهور، قضيب استقامة قضيب ملكك (عبرانيين 8:1).
إعلان عن المسيح: بصفته الشخص الذي سيجمع شعبه من كل الأمم ويعزل المزيف من الحقيقي (حزقيال 34:20-38؛ أيضا متى 12:3؛ 32:25).
أفكار من جهة الصلاة: اطلب من الرب أن يعلن لك مشيئته الكاملة من نحوك (مزمور 4:25).