يلخص هوشع كل ما حدث قبل ذلك من حيث الوعود الأولى لإسرائيل ومحبة الرب ورعايته وبركاته لهم، وأيضا خيانتهم له وتحولهم عنه مثل الزوجة الخائنة إلى عبادة الأوثان. كما أنهم لجأوا إلى مصر وأشور لطلب العون: استأجر أفرايم محبين ... كثر مذابح للخطية (هوشع 9:8،11). ولكن الأمم الوثنية المجاورة تخلت عن إسرائيل. وبذلك انطبق على إسرائيل القول أنهم يحصدون الزوبعة [أي زوبعة الدمار من أشور] (هوشع 7:8-10؛ 2 ملوك 20:15؛ 3:17-6،18).
ولكن ها هو الرب يدعو إسرائيل بكلمات مؤثرة لكي يرجعوا إليه قبل أن يلحق بهم الدمار. يقول: كنت أجذبهم بحبال ... المحبة ... ارجع يا إسرائيل إلى الرب إلهك لأنك قد تعثرت بإثمك (هوشع 4:11؛ 1:14). فالرب في رحمته العظيمة هو الذي قال: أنا الرب إلهك من أرض مصر ... لا مخلص غيري ... هلاكك يا إسرائيل أنك عليّ على عونك [أي أنت أهلكت نفسك يا إسرائيل، لأن عونك هو عندي] (هوشع 4:13،9).
وعلى الرغم من أن تحذيراته السابقة لهم بالدينونة قد تحولت إلى رسالة محبة، فهذا لا يعني أن الرب قد غير رأيه، وإنما يعني أنه على الرغم من أن الله القدوس يدين شعبه، إلا أنه يدعو إسرائيل للتوبة والرجوع إليه وأن ينبذوا الأصنام التي أبعدتهم عنه، فقال: ارجع يا إسرائيل إلى الرب إلهك لأنك قد تعثرت بإثمك (هوشع 1:14).
وقد عبر عن استعداده لتقديم الرحمة، مثلما يفعل دائما مع أي خاطئ تائب، بالقول: أنا أشفي ارتدادهم، أحبهم فضلا (هوشع 4:14). ويوم أن أخرجهم الأشوريون من بلادهم بالعنف، لم يقدر بنو إسرائيل أن ينسوا الكلمات الأخيرة للنبي هوشع، إذ قال: من هو حكيم حتى يفهم هذه الأمور؟ وفهيم حتى يعرفها؟ فإن طرق الرب مستقيمة والأبرار يسلكون فيها، وأما المنافقون فيعثرون فيها (هوشع 9:14).
وتأكيدا لرحمة الرب العظيمة المقدمة لكل من اليهودي والأممي، يكتب بولس قائلا: فماذا إن كان الله وهو يريد أن ... يبين غنى مجده على آنية رحمة قد سبق فأعدها للمجد، التي أيضا دعانا نحن إياها ليس من اليهود فقط بل من الأمم أيضا؟ (رومية 22:9-24). وبعد ذلك يقتبس بولس من سفر هوشع قائلا: كما يقول في هوشع أيضا سأدعو الذي ليس شعبي شعبي والتي ليست محبوبة محبوبة (رومية 25:9-26؛ قارن مع هوشع 10:1؛ 23:2).
وكما أن هؤلاء اليهود قد نجوا في النهاية من العبودية والأصنام، كذلك فكل خاطئ أمامه الفرصة أن يتحرر من عبودية الخطية التي هي أكبر بمراحل. إننا نتحرر من سلطة الشيطان بواسطة موت المسيح وقيامته -عندما نتوب ونرجع عن خطايانا ونتحول عنها ونقبل المسيح مخلصا لنا. لأن ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد أعتقني من ناموس الخطية والموت ... لأنه إن عشتم حسب الجسد فستموتون، ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون (رومية 2:8،13).
إعلان عن المسيح: بصفته الابن الذي دعي من مصر (هوشع 1:11). هذه النبوة ذات شقين: الأول إشارة تاريخية مختصة بإسرائيل (خروج 22:4-23)؛ والثاني إشارة نبوية عن رحلة المسيح إلى مصر (متى 15:2).
أفكار من جهة الصلاة: اطلب من أجل احتياجاتك اليومية (لوقا 3:11).