إن العلاقة التي كانت لإسرائيل مع الله الواحد الحقيقي، فصلتهم عن جميع شعوب الأرض لكي تضمن لهم أن يكونوا شعبا مزدهرا وناجحا وقويا لو أنهم ظلوا أمناء لله. وهذا الحق المجيد موضح في أهم خطاب لموسى: اسمع يا إسرائيل، الرب إلهنا رب واحد (تثنية 4:6). فلقد دُعي شعب إسرائيل ليس ليعلن هذا الحق للعالم الوثني فقط، بل أيضا لكي يدين الآلهة الغريبة التي في العالم ويدمر مراكز عبادتها.
وكلمة Elohenu تعني إلهنا. وجمعها هو Eluhim. فهذا هو إذن الإعلان المقدس المطلوب من إسرائيل أن ينادي به: اسمع يا إسرائيل، الرب إلهنا (في صيغة الجمع)، رب واحد. والكلمة العبرية "رب واحد" تتضمن إعلانا صريحا بأن الرب هو جمع في واحد. فكلمة "واحد" echad تعبّر عن وحدة مجموعة. فهي لا تعني الوحدة المطلقة بل الوحدة المركبة، على سبيل المثال "عنقود واحد من العنب" أو "أسرة واحدة". فالكلمة العبرية "واحد" التي تعني الوحدة المطلقة هي yacheed وهذه الكلمة لا تستخدم أبدا للتعبير عن الله مع أنها تستخدم في الكتاب المقدس للتعبير عن معان أخرى.
وهذا يكشف كذب جميع الذين يرفضون ألوهية يسوع المسيح - خالق جميع الأشياء (يوحنا 1:1-2؛ تيطس 13:2؛ كولوسي 16:1-17). وبالإضافة إلى ذلك، فإنه يساعدنا على فهم الثالوث - الله الآب، الله الابن، الله الروح القدس. لذلك استطاع يسوع أن يقول: من رآني فقد رأى الآب (يوحنا 9:14-11،20؛ 18:5،23؛ 45:12).
عندما سأله أحد الكتبة عن ما هي الوصية العظمى، اقتبس يسوع هذه الأقوال: اسمع يا إسرائيل، الرب إلهنا رب واحد، وتحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك، هذه هي الوصية الأولى (مرقس 29:12-30). وقوله اسمع يا إسرائيل يشير إلى أن إجابة يسوع لم تكن موجهة فقط إلى هذا الشخص، ولكن إلى جميع الذين يفتشون عن الحق في كلمة الله (إشعياء 2:55). وقد مدح يسوع هذا الرجل على إجابته بأن: محبته من كل القلب ومن كل الفهم ومن كل والنفس ومن كل القدرة ومحبة القريب كالنفس هي أفضل من جميع المحرقات والذبائح (مرقس 33:12). لقد كان هذا الكاتب يعرف أن الطباع والسلوك لها أهمية قصوى.
يوجد ميل لإعطاء الاهتمام الأكبر للسلوك الخارجي، مثل "خدمات العبادة"، والأنشطة الدينية، مع إهمال أثقل الناموس [أي أهم الوصايا] - الحق والرحمة الإيمان (متى 23:23) - أي أن يكون الإنسان لطيفا وصبورا ومحبا. والرب يذكرنا أن المحبة هي تكميل الناموس. فإن أول كل الوصايا تتلخص في كلمة واحدة هي: المحبة. وإذا قلنا أننا نحب الرب فهذا معناه أننا نعبده حقا بكل كياننا خاضعين لكلمته. والمحبة تعبر عن نفسها بطرق عملية. فإذا كانت محبتنا للرب حقيقية، فإنها ستظهر في لغتنا وتصرفاتنا مع الذين نتعامل معهم، وسنقوم مثله بمساعدة الآخرين.
بسبب مقامنا السامي في المسيح فإن لنا امتيازات أكثر بكثير من تلك التي كانت لإسرائيل الأرضي: وهو أن نعرف إله إسرائيل الواحد ظاهرا في الجسد، ملكنا الذي سيأتي سريعا والذي قال: أنا والآب واحد ... الآب في وأنا فيه (يوحنا 30:10،38).
شواهد مرجعية: مرقس 1:12 (انظر إشعياء 2:5)؛مرقس 10:12-11 (انظر مزمور 22:118-23)؛ مرقس 19:12 (انظر تثنية 5:25)؛ مرقس 26:12 (انظر خروج 3:3-6)؛ مرقس 29:12 (انظر تثنية 4:6)؛ مرقس 30:12 (انظر تثنية 5:6)؛ مرقس 31:12 (انظر لاويين 18:19)؛ مرقس 32:12 (انظر تثنية 35:4)؛ مرقس 33:12 (انظر تثنية 5:6)؛ مرقس 36:12 (انظر مزمور 1:110)؛ مرقس 14:13 (انظر دانيال 27:9؛ 31:11؛ 11:12)؛ مرقس 24:13 (انظر إشعياء 10:13)؛ مرقس 26:13 (انظر دانيال 13:7)؛ مرقس 27:13 (انظر تثنية 4:30؛ زكريا 6:2).
أفكار من جهة الصلاة: اطلب من الرب أن يرحمك وأن يغفر لك خطاياك (مزمور 6:25-7).