بعد أن اعتمد بولس بواسطة حنانيا، كتب قائلا: للوقت لم أستشر لحما ودما ... بل انطلقت إلى العربية ثم رجعت أيضا إلى دمشق (غلاطية 16:1-17) حيث مكث هناك مع التلاميذ الذين في دمشق أياما... وللوقت جعل يكرز في المجامع بالمسيح (أعمال 19:9-20) إلى أن اشتدت عليه عداوة اليهود حتى أن التلاميذ اضطروا أن يدلوه من طاقة في زنبيل من السور لكي ينجو من يدهم (2 كورنثوس 33:11).
في ذلك الوقت يبدو أن بولس قد ذهب إلى بطرس في أورشليم ومكث عنده 15 يوما (غلاطية 18:1-19). ثم ذهب بولس برفقة بعض المؤمنين إلى قيصرية، حيث رحل بمفرده على الأرجح بالباخرة، وعاد إلى موطنه طرسوس في إقليم كيليكية.
ويبدو أن برنابا الذي كانت كنيسة أورشليم قد أرسلته إلى أنطاكية، قد اقتيد بالروح القدس أن يذهب إلى طرسوس ليحضر بولس إلى أنطاكية لكي يتلمذ المتجددين من اليونانيين هناك. وبينما هم يخدمون الرب ويصومون قال الروح القدس: أفرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه. فصاموا حينئذ وصلوا ووضعوا عليهما الأيادي ثم أطلقوهما (أعمال 2:13-3). كانت هذه هي بداية رحلة بولس التبشيرية الأولى.
وأينما ذهبا كانا يناديان بكلمة الله ... أنه بهذا [أي بيسوع المسيح] ينادى لكم بغفران الخطايا (أعمال 5:13،38-39). وفي إحدى المرات، اجتمعت كل المدينة تقريبا لتسمع كلمة الله (أعمال 44:13). وهكذا انتشرت كلمة الرب في كل الكورة (أعمال 49:13) وآمن جمهور كثير من اليهود واليونانيين (أعمال 1:14).
ومع ذلك ففي كل مكان تقريبا ذهب إليه الرسول بولس كان يلقى مقاومة عنيفة من اليهود غير المؤمنين. وبينما كان بولس وبرنابا يتكلمان في ليكأونية اعتقد الشعب أن الآلهة تشبهوا بالناس ونزلوا إليهم! (أعمال 11:14). وكانوا بذلك يشيرون إلى الإلهين الأغريقيين هرمس وزفس - المعروفين لدى الرومان باسم عطارد وجوبيتر. فاعترض بولس وبرنابا بشدة على هذا الافتراض الوثني، ولكن لم تمض سوى لحظات قليلة حتى أتى يهود (أعمال 19:14) وأقنعوا الجمع بدلا من أن يعبدوا بولس كإله أن يرجموه كمجدف. وجروه خارج المدينة ظانين أنه قد مات ... ولكنه قام ودخل المدينة وفي الغد خرج مع برنابا إلى دربة (أعمال 20:14).
وبعد ذلك أعطى الرسول بولس تقريرا مختصرا قائلا: أنه بضيقات كثيرة ينبغي أن ندخل ملكوت الله (أعمال 22:14). توجد أمور "ينبغي" أن تحدث في حياة كل مسيحي، فلا نندهش إذا كنا بعد ما بذلنا أقصى جهدنا في خدمة الرب يأتي الشيطان ويحاول أن يثبط عزيمتنا بالسخرية وسوء الفهم والإحباطات حتى من الذين كنا نتوقع منهم التشجيع.
أيها الأحباء لا تستغربوا البلوى المحرقة التي بينكم حادثة لأجل امتحانكم كأنه أصابكم أمر غريب. بل كما اشتركتم في آلام المسيح افرحوا لكي تفرحوا في استعلان مجده أيضا مبتهجين (1 بطرس 12:4-13).
شواهد مرجعية: أعمال 16:15-17 (انظر عاموس 11:9-12).
أفكار من جهة الصلاة: اطلب من الرب أن يحميك من هجمات الشيطان (متى 13:6).