في المجمع في تسالونيكي، اتبع بولس أسلوبه المعتاد في التوضيح والبرهان من المكتوب أنه كان ينبغي أن المسيح يتألم ويقوم من الأموات (أعمال 2:17-3). فاقتنع قوم منهم وانحازوا إلى بولس وسيلا (4:17). وعندما سمع بذلك اليهود غير المؤمنين أحدثوا شغبا.
فارتحل بولس في تلك الليلة واتجه جنوبا إلى بيرية حيث قبل اليهود الكلمة بكل نشاط فاحصين الكتب كل يوم هل هذه الأمور هكذا، فآمن منهم كثيرون (أعمال 11:17-12) وقبلوا الرب يسوع كالمسيا الذي ينتظرونه.
وقد مدح الكتاب المقدس يهود بيرية لكونهم أشرف [أي أكثر تفتحا] من الذين في تسالونيكي (أعمال 11:17). فإن إيمانهم القوي بالمسيح كان يعتمد على المعرفة الدقيقة لكلمة الله. وبعد فحص المكتوب بأنفسهم كان لدى اليهود البيريون من الصدق ما جعلهم يؤمنون، مع أن ذلك كان يتعارض مع تقليد وقرار السنهدريم في أورشليم. هذا بمثابة تشجيع لنا جميعا، بصرف النظر عن خلفيتنا الدينية، أن ندرس الكتاب المقدس بإخلاص ليس بحثا عن الآيات التي تؤيد أفكارنا التقليدية ولكن برغبة صادقة في معرفة الحق.
ولا يستطيع أحد أن يستمر في قراءة الكتاب المقدس دون أن يزداد اقتناعا بوحدة الكتاب بأكمله، مع أنه كتب على مدى 1500 سنة بواسطة أكثر من 40 كاتبا بعضهم ملوك وبعضهم الآخر قرويون. فإننا نندهش من وحدته العجيبة وكيف أن كل سفر يأتي في الترتيب المحدد له بالضبط لكي ينقل بدقة القصد الكامل للمؤلف الواحد الحقيقي. وعندما نقارن الأجزاء الكتابية مع بعضها، أمر على أمر فرض على فرض [أي كل فكرة مع الأخرى وكل سطر مع الآخر] (إشعياء 10:28)، يمكننا أن نرى وحدة الكتاب المقدس الكاملة. فمن خلال أسفار موسى والأنبياء والمزامير (لوقا 44:24)، يغمرنا الاقتناع بأن الكتاب كله له خالق/ مؤلف واحد يتكلم بواسطة مؤلفين بشريين متعددين.
وعندما نستمر في فحص الكتب بشأن المسيح - ابتداء من أول نبوة عنه في تكوين 15:3، عبر أسفار موسى الخمسة وأقوال المزامير والأنبياء، ثم حياته وموته وقيامته وصعوده ومجيئه الثاني كما هي مسجلة في أناجيل متى ومرقس ولوقا ويوحنا، فإننا لن نحتاج أن نكون علماء في اللاهوت لكي نقتنع بأن يسوع هو المسيح (أعمال 28:18).
لا توجد طرق مختصرة للنضج الروحي. لقد أعطى الله لكل واحد منا فترة حياة واحدة يعيشها على الأرض من أجل هدف مزدوج - أن نعد أنفسنا لنكون ما يريدنا هو أن نكونه، وأن نحقق القصد الذي من أجله خلقنا.
إنه حقا أمر مأسوي أن نفشل في تحقيق إرادة الله الكاملة من نحونا - إذ نضيع سنوات عمرنا القليلة القصيرة في تحقيق أهداف مادية واجتماعية ومالية من أجل متعة الذات - ونفشل في تحقيق الغرض الذي من أجله خلقنا.
اجتهد أن تقيم نفسك لله مزكى [مختبر بالتجارب] عاملا لا يخزى [لا يوجد شيء يسبب له الخجل]، مفصلا كلمة الحق بالاستقامة (2 تيموثاوس 15:2).
أفكار من جهة الصلاة: صل بثقة وسيستجيب الرب (مرقس 24:11).