مع أن بولس يكتب عن ضرورة العلاقة الجسدية السليمة بين الزوج وزوجته، إلا أنه تأتي أوقات فيها تكون علاقتهما الروحية مع الله فوق جميع الاعتبارات لكي تتفرغوا للصوم والصلاة (1 كورنثوس 5:7). وقد أعطى الرب يسوع تعليمات تفصيلية عن طريقة الصوم، قائلا: متى صمتم، فلا تكونوا عابسين كالمرائين، فإنهم يغيرون وجوههم لكي يظهروا للناس صائمين. الحق الحق أقول لكم إنهم قد استوفوا أجرهم. وأما أنت فمتى صمت فادهن رأسك واغسل وجهك لكي لا تظهر للناس صائما بل لأبيك الذي في الخفاء، فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية (متى 16:6-18). وكلمة "متى صمت" تعني أن الرب يتوقع منا أن نصوم إذا أردنا أن نكون حسب مشيئته.
والأزواج الذين يريدون ثمرا روحيا أكبر أو الذين لديهم احتياج خاص يجب أن يفرغوا أنفسهم للصلاة. فإن أوقات الصلاة هذه قد تكون عميقة جدا إلى درجة أن الطعام وسائر المتع الجسدية توضع جانبا إلى حين التأكد من الحصول على إجابة.
إن الصلاة والصوم يحققان نتائج لا يمكن تحقيقها بأي طريقة أخرى.
وقد أوجد الرب الصلاة من أجل إتمام مقاصده السامية. إذ بعد تهديد بطرس ويوحنا، رفع المؤمنون أصواتهم إلى الله بقلب واحد وصلوا أن يعطيهم الرب جرأة في المناداة بكلمة الله (أعمال 24:4-29). وقد ظهرت أيضا القوة الفائقة للصلاة عندما أعلن هيرودس أنه سوف يقتل بطرس كما سبق وفعل بيعقوب. ولكن هؤلاء المؤمنين استمروا مصلين إلى أن أطلق بطرس بطريقة معجزية (أعمال 1:12-17).
كان صموئيل - وهو واحد من أعظم الأنبياء الكهنة في تاريخ إسرائيل - يشجع بني إسرائيل باستمرار أن يصلوا ويعدوا [أي يوجهوا] قلوبهم للرب ويعبدوه وحده (1 صموئيل 3:7). وفي إحدى المرات قال لهم: اجمعوا كل إسرائيل إلى المصفاة فأصلي لأجلكم إلى الرب ... وصاموا في ذلك اليوم وقالوا هناك قد أخطأنا إلى الرب (1 صموئيل 5:7-6).
كثيرا ما ننسى أهمية الاستماع في الصلاة. ففي الصلاة، تقوم الأذن وليس اللسان بالمهمة الأكبر. فاللسان يتدرب من خلال الأذن. وما تدخله الأذن إلى الذهن، يخرجه اللسان إلى الخارج.
والسبب في أن ألسنتنا لم تتعلم كيف تصلي كما ينبغي هو أننا لم نعط الرب الفرصة لكي ينطق بكلماته في آذاننا. ولأجل هذا يحذرنا: من يحول أذنه عن سماع الشريعة فصلاته أيضا مكرهة (أمثال 9:28). فلماذا نهين الله، باعتقادنا أنه يريد أن يسمعنا بينما لا نهتم بأن نسمع ما يريد أن يقوله لنا؟
بدءا من عصور الكتاب المقدس وحتى الآن، نجد أن الرجال والنساء الأكثر نفعا في الصلاة هم الأكثر إصغاء لصوت الله.
ولتذكيرنا بأهمية معرفة كلمة الله للصلاة الفعالة، ألهم الروح القدس الرسول يوحنا أن يكتب قائلا: مهما سألنا ننال منه لأننا نحفظ وصاياه ونعمل الأعمال المرضية أمامه (1 يوحنا 22:3).
شواهد مرجعية: 1 كورنثوس 16:6 (انظر تكوين 24:2)؛ 1 كورنثوس 9:9 (انظر تثنية 4:25).
أفكار من جهة الصلاة: تهلل لأن مخلصنا قد ولد من أجلنا (لوقا 11:2).