كانت الأحكام النبوية على عمون وموآب وأدوم وفلسطين قصيرة نسبيا. ولكن النبوة عن دينونة صور غطت أكثر من ثلاثة أصحاحات (حزقيال 1:26 - 19:28). فبالإضافة إلى بابل ومصر، كانت صور في ذلك الوقت قوة عالمية.
النبوة المفصلة عن خراب صور لا تترك مجالا للشك في أن الله وحده الذي يسيطر على كل صغيرة وكبيرة على الأرض هو الذي يقدر أن يقول هذا: فيخربون أسوار صور، ويهدمون أبراجها، وأسحي ترابها عنها، وأصيرها ضح الصخر [أي أكشط ترابها عنها وأجعلها جرداء مثل قمة الصخر]. فتصير مبسطا للشباك في وسط البحر لأني أنا تكلمت يقول السيد الرب [أي أن جزيرة صور التي في وسط البحر ستصبح مكانا يبسطون فيه شباكهم] (4:26-5).
وقد فرض نبوخذنصر حصاره على صور لمدة 13 سنة ودمر المدينة تماما التي كانت في البر الرئيسي. وبعد أكثر من قرنين، حاصر أيضا الإسكندر الأكبر مدينة العاصمة صور، والتي كانت قد بنيت فوق جزيرة تبعد حوالي نصف ميل من البر الرئيسي. وحيث أن الإسكندر الأكبر لم يكن لديه أسطول، فلقد استخدمت جيوشه الحجارة والأعمدة والأنقاض المتبقية من هدم المدينة القديمة لبناء طريق عرضه 200 قدم للوصول إلى الجزيرة (12:26). وبعد الغزو الكلداني تحت قيادة نبوخذنصر، لم تحصل صور على الاستقلال مرة أخرى ولم تعد أبدا قوة عالمية. وهكذا تحققت نبوة حزقيال: فلا توجدين بعد إلى الأبد (21:26).
كانت صور واحدة من أغنى المدن في العالم. ولم تكن ثروتها مكتسبة من الحروب، كما هو الحال مع بابل، وإنما من التجارة بين دول العالم. وقد كان أسطولها واحدا من أكبر الأساطيل بين كل الأمم، وكان يربط بين الشرق والغرب.
وكانت مدينة صور، ملكة البحار المتكبرة، مدينة شريرة وقد حكم عليها الرب بالذل والدمار الكامل، ليس فقط بسبب وثنيتها الرجسة، ولكن على الأخص بسبب حقدها على مدينة يهوه المختارة. فلقد توقعت المدينة الفينيقية أن تستولي على كل ما كانت أورشليم مزمعة أن تفقده: أمتلئ إذ خربت (2:26). فلقد كانت صور مبتهجة لخراب أورشليم لأن ذلك سيقلل المنافسة فتزداد شهرتها. قالت صور: أمتلئ ؛ ولكن الرب قال: أصيرك كضح الصخر (14:26).
إن الحكمة والقدرة البشرية تتيح عادة للشخص أن يجمع ثروات كبيرة. وهذا يؤدي عادة للكبرياء الذي يجلب دائما غضب الله. فحتى إذا كان يبدو أن الاستقرار المادي، والقوة الاقتصادية، والتحالف السياسي،والموقع الجغرافي، هي أشياء توفر الأمان، إلا أنه لا يمكن للخاطئ أن يأمن من غضب الله.
لعل هذا يكون تحذيرا للتاجر الذي يبتهج عندما يفلس منافسوه، أو "للمسيحي" الذي يشعر بالغيرة تجاه أشخاص آخرين في الكنيسة أو في السوق ممن يعتبرهم منافسين له: وأعمال الجسد ظاهرة: التي هي زنى، عهارة، نجاسة، دعارة، عبادة الأوثان، سحر، عداوة، خصام، غيرة، سخط، تحزب، شقاق ... حسد، قتل، سكر، بطر وأمثال هذه، التي أسبق فأقول لكم عنها كما سبقت فقلت أيضا إن الذين يفعلون مثل هذه لا يرثون ملكوت الله (غلاطية 19:5-21).
إعلان عن المسيح: بصفته الشخص الذي سوف يجري القضاء على الشيطان (حزقيال 14:28-17؛ أيضا رؤيا 20).
أفكار من جهة الصلاة: صل إلى الرب وسوف يحررك من مخاوفك (مزمور 4:34).