كانت صور أكبر وأشهر من بلاد عمون وموآب، ولكنها كانت صغيرة بالمقارنة مع مصر التي كانت في ذلك الحين القوة الثانية في العالم. ويخصص سفر حزقيال أربعة أصحاحات لمصر.
جاءت النبوة عن مصر لحزقيال بعد حوالي سنة من بدء الحصار على أورشليم. وقد تنبأ عن هلاك فرعون كفرد، ومصر كأمة: يا ابن آدم، اجعل وجهك نحو فرعون ملك مصر وتنبأ عليه وعلى مصر كلها (حزقيال 2:29).
وفي نهاية السنة الـ 12 للسبي الإسرائيلي، تنبأ حزقيال عن سقوط مصر بسيف ملك بابل. وقال الرب الكلي القدرة والسيادة: حين أجعل أرض مصر خرابا ... يعلمون أني أنا الرب [أي أني أنا الحاكم القدير الذي يستحق الولاء والطاعة] (حزقيال 11:32،15). كان هذا بعد بضعة أسابيع من وصول الأخبار إلى المسبيين في تل أبيب بأن البابليين قد دمروا أورشليم. ولابد أنهم شعروا بخيبة أمل شديدة عند سماعهم عن دمار مصر،حيث أنهم كانوا يعتمدون بشدة على العون المصري. ومع ذلك فلقد أكدت الأنباء الدقة المطلقة لجميع تفاصيل نبوة حزقيال.
فإن مصر، أرض العظمة والأسرار القديمة، لم يعد لها وجود كإحدى القوى العظمى في العالم، ولكنها لم تصبح مهجورة تماما مثل صور، ولم تخرب تماما مثل بابل. فبعد تشتتهم، قيل عن المصريين أنهم سيرجعون إلى أرض فتروس، إلى أرض ميلادهم، ويكونون هناك مملكة حقيرة. تكون أحقر الممالك فلا ترتفع بعد على الأمم، وأقللهم لكي لا يتسلطوا على الأمم (حزقيال 13:29-15). لقد استخدم الرب سلطانه وقدرته على الأمم بأن دمر أوثانهم الدنيئة. فإن الحكومات لا تسود إلا بقدر ما يسمح لها الرب. فلم تعد مصر إحدى القوى العظمى في العالم من بعد زمن نبوخذنصر، وهكذا ظلت على مر العصور.
في زمن سفر الخروج، اضطر المصريون أن يعترفوا بأنه يوجد إله واحد حقيقي فوق جميع الآلهة. وكان ينبغي أن يتعلم المصريون من ذلك، وكذلك الإسرائيليون، أن ينبذوا أصنامهم ويعبدوا الرب.
إن الغرض من كل القضاء الواقع على إسرائيل، ويهوذا، وصور، وصيدون، ومصر، والشعوب الأخرى، هو أن يعلموا أني أنا الرب . وهذه العبارة تأتي 60 مرة في هذا السفر وحده.
فلا يوجد شيء اسمه صدفة أو حظ في التاريخ - سواء بالنسبة للدول أو بالنسبة للأفراد. كان الإسرائيليون في السبي في أمسّ الحاجة لأن يعرفوا أن الله متحكم في التاريخ، وهو يوجه شئون جميع الدول وجميع الأفراد (رؤيا 2:21-3).
وتعتمد النبوات في بقية السفر على اليقين بأن الله سيرد شعبه في وقته وسيأتي بهم مع ملك الملوك إلى بيت مجيد أبدي.
من يغلب يرث كل شيء، وأكون له إلها وهو يكون لي ابنا (رؤيا 7:21).
إعلان عن المسيح: من خلال الأنبياء الذين تكلموا بكلمة الرب (حزقيال 1:29). الله بعد ما كلم الآباء بالأنبياء قديما ...كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه (عبرانيين 1:1-2).
أفكار من جهة الصلاة: قدم للرب السجود والعبادة بخوف مقدس ولن يعوزك شيء (مزمور 9:34).