يختتم بولس رسالته هذه إلى أهل كورنثوس بطمأنة قرائه المؤمنين الحقيقيين إلى أن الموت ليس هو نهاية الحياة بل بداية لمستقبل مجيد. في لحظة في طرفة عين عند البوق الأخير، فإنه سيُبوّق فيُقام الأموات عديمي فساد ونحن نتغير. لأن هذا الفاسد لابد أن يلبس عدم فساد وهذا المائت عدم موت [أي نتحرر من قوة الموت] ... شكرا لله الذي يعطينا الغلبة بربنا يسوع المسيح (1 كورنثوس 52:15-53،57). وهذا الانتصار على الموت هو فقط من نصيب الذين آمنوا إيمانا شخصيا وقبلوا يسوع المسيح مخلصا لهم وربا على حياتهم. لا توجد إشارة إلى وجود فرصة ثانية، ولكن توجد إشارات عديدة إلى وجود ازدراء أبدي (دانيال 2:12) وأبدية في العذاب حيث يكون البكاء وصرير الأسنان (متى 12:8؛ 13:22؛ 51:24؛ 30:25؛ لوقا 28:13؛ رؤيا 15:18،19).
إنها لنصرة حقيقية أن المسيح قام من بين الأموات وأكد لنا - مخلصنا - أنه تأتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته، فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة والذين عملوا السيآت إلى قيامة الدينونة (يوحنا 28:5-29).
فلدينا كل الثقة أنه إن كان روح الذي أقام يسوع من الأموات ساكنا فيكم فالذي أقام المسيح من الأموات سيحيي أجسادكم المائتة أيضا بروحه الساكن فيكم (رومية 11:8).
لأن الرب نفسه بهتاف بصوت رئيس ملائكة وبوق الله سوف ينزل من السماء والأموات في المسيح سيقومون أولا (1 تسالونيكي 16:4). ستتفتح جميع القبور، ويسلم البحر والأرض الأموات الذين فيهما، والأحياء يتغيرون في لحظة ويتحولون من الفساد إلى عدم القابلية للموت. عندئذ تنتهي المعركة، ويتحقق النصر، وسوف تُستعلن هبة الله المجيدة - الحياة الأبدية - بواسطة ربنا يسوع المسيح.
إن الهدف المزدوج لحياتنا هو أن نعد أنفسنا لنكون مثلما يريدنا الرب ونحقق القصد الذي من أجله خلقنا. فجميع الإنجازات الأرضية عديمة القيمة في ضوء الأبدية. فإذا أيها الإخوة نحن مديونون ليس للجسد لنعيش حسب الجسد، لأنه إن عشتم حسب الجسد فستموتون، ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون (رومية 12:8-13). بالنسبة للمسيحي الحقيقي، الموت الجسدي هو تحوّل إلى محضر المسيح المرئي.
لا نستطيع أن نتحكّم بالمحيطات، ولا أن نقود النجوم، ولا أن نخلق عشبا أخضر؛ ولكن لنا هذا الامتياز الثمين أن نوصل كلمات الحياة الأبدية إلى القلوب الجائعة. لذلك يختتم بولس أفكاره المجيدة بالنسبة لرجوع الرب بالقول: إذا يا إخوتي الأحباء كونوا راسخين غير متزعزعين مكثرين في عمل الرب كل حين عالمين أن تعبكم ليس باطلا في الرب (1 كورنثوس 58:15).
شواهد مرجعية: 1 كورنثوس 21:14 (انظر إشعياء 11:28-12)؛ 1 كورنثوس 25:15 (انظر مزمور 1:110)؛ 1 كورنثوس 27:15 (انظر مزمور 6:8)؛ 1 كورنثوس 32:15 (انظر إشعياء 13:22)؛ 1 كورنثوس 45:15 (انظر تكوين 7:2)؛ 1 كورنثوس 54:15 (انظر إشعياء 8:25)؛ 1 كورنثوس 55:15 (انظر هوشع 14:13).
أفكار من جهة الصلاة: صل من أجل وحدانية الروح مع المؤمنين الآخرين (1 بطرس 8:3).