1. جـاء في »صحيح مسلم« الجزء الأول صفحة 172، 211 ما يلي:]قال الرسول لا يدخل الجنّة من كان في قلبه ذرة من الكبر، ومن كان عبد يسترعيه مولاه رعيًة يموت وهو غاش لرعيته إلاَّ حرَّم الله عليه الجنّة[.
2. جاء في كتاب »إحياء علوم الدين« للإمام الغزالي، الجزء الثالث ص 127، 253، 342:]قال رسول الله لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبَّة خردل من الكبر. ولا يدخل الجنّة بخيل، ولا جبان، ولا سيء الملكة ". وفى رواية أخرى ولا منَّان[.
3. جاء في »صحيح البخاري« الجزء الرابع صفحة 19 ما يلي ]عن أبى هريرة، قال رسول الله من قتل نفسه بتهوّر من جبل أو بسمٍّ أو بحديدة، فهو في نار جهنم خالدُ مخلَّدُ فيها[.
4. جاء في »القرآن«:)من يقتل مؤمناً متعمِّداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها((سورة النساء 4 : 93)
5. جاء في »صحيح مسلم«، الجزء الأول صفحة 110 ما يلي:]قال رسول الله"لا يُخلَّد في النار من مات على التوحيد، ولو عمل من المعاصي ما عمل[.
6. جاء أيضاً في »صحيح مسلم« الجزء الأول، صفحة 110]روى عن أبى ذر أنَّهُ قال:‘‘أتيتُ النبي، وعليه ثوب أبيض وهو نائم، ثم انتبه، ثم استيقظ فقال:"ما من عبد قال لا إله إلاَّ الله ثم مات إلاَّ ودخل الجنة" قلت:"وإن زنا وإن سرق"، قال:"وإن زنا وإن سرق"، قلت:"وإن زنا وإن سرق"، قال:"وإن زنا وإن سرق"، قلتُ:"زنا وإن سرق"، قال:"وإن زنا وإن سرق رغم أنف أبى زر‘‘ [.
7. جاء في كتاب »إحياء علوم الدين« للإمام الغزالي، الجزاء الثالث، صفحة 182:]قال رسول الله:"ثلاث من جاء بهنَّ عن إيمان دخل من أبواب الجنّة حيث شاء، وزُوِّج من الحور العين حيث شاء. من أدَّى ديناً خفياً، وقراء في دبر كل صلاة »قل هو الله أحد« عشر مرات، وعفا عن قاتله". قال أبو بكر:"أو إحداهنَّ يا رسول الله". قال: "أو إحداهن"[.
8. جاء في »صحيح البخاري«، الجزء الأول، صفحة 162 ما يلي:]قال الرسول ما من مسلم يتوفَّى الله له ثلاثاً لم يبلغوا الحلم إلاَّ أدخلهُ الله الجنة بفضل رحمتهُ إًياهم". وأيضاً قال في وعظه للنساء "أيُّما امرأة مات لها ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحلم، كانوا لها حجاباً من النار". قالت امرأة:"واثنان يا رسول الله"، قال:"واثنان"[.
9. جاء أيضاً في »صحيح البخاري« الجزء الأول، ص 231 الآتي:]روى أبو هريرة قال:”قال الرسول "العمرة إلى العمرة كفَّارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلاَّ الجنّة” [.
10.يقول »القرآن« في سورة »البقرة 2 :158« الآية الآتية:]إنّ الصفا والمروة من شعائر الله. فمن حجَّ البيت واعتمر فلا جناح عليه[.
11.جاء في »صحيح البخاري« الجزء الرابع، ص 41 ما يلي:]عن أبى هريرة قال:"إن رجلاً سأل النبي "أخبرني يا رسول الله بعمل يدخلني الجنة". قال:"له تعبد الله ولا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة وتؤتى الزكاة، وتصل الرحم"[.
12.جاء في كتاب »الأنوار المحمَّديَّة« صفحة 316 ما يلي:]عن أنس بن مالك قال:«قال رسول الله "يوقف عبدان بين يدي الله تعالى فيؤمر بهما إلى الجنة. فيقولان:"ربنا بم استأهلتنا الجنة ولم نعمل عملاً تجازينا به الجنة". فيقول الله تعالى:"ادخلا الجنة فإني آليت على نفسي ألاَّ يدخل النار من اسمهُ أحمد ولا محمد"«. ورُوِىَ عن نعيم بن شريط قال:"قال الرسول:" قال الله تعالى:"وعزَّتي وجلالي لا أعذِّب أحداً تسمَّى باسمك في النار[.
1- تضارُب الأقوال بشأن الموضوع
من أغرب ما سُمِع وكُتِب هو الخلاف والتضاد بين هذين القولين، بحيث يصُعب التسليم بكوبهما كلام شخص واحد عاقل، بل كإنسان كالرسول.
عزيزي القاريء، ألم ترَ أنَّهُ بموجب الأقوال الأولى، لا يدخل إنسان قط الجنّة -سوى عيسى-؛ لأنَّهُ لا إنسان خالٍ من بعض تلك الموانع، وعلى موجب الأقوال الأخرى لا يُحرَم مسلم من الجنّة. فهل من تناقض يحاكى هذا التناقض؟! وهل يجتمع النقيضان؟ أمثل هذا كلام أنبياء الله ورسله!؟
فإن لك معي عزيزي القارئ في هذا الباب خمسة تعليقات تدعونا إلى التأمل ودقة النظر.
التعليق الأول
لا جنَّة لأحد
انظر كيف الأقوال الأولى حرَّمت الجنّة على كل إنسان، من كان في قلبه مثقال ذرة من الكبر، وعلى كل بخيل، وجبان، وخائن، ومنَّان، وفاحش، وسيء الملكة، ومنتحر، وقاتل مؤمناً عمداً، وغاشٍ لرعيته؛ مغلقة بذلك أبواب الجنّة بوجه كل إنسان بالغ الحلم؛ لأن لا إنسان خالٍ من كل هذه الشوائب ولا سيما الكبر الذي كثيراً ما يدبُّ إلى قلوب الأفاضل، فكم بالأحرى غير المؤمنين، فمن إذاً يدخل الجنّة؟ الإجابة:لا أحد.
التعليق الثاني
فشل جميع محاولات التوفيق بين النقيضين .
وما القول لا يدخل الجنة مَنْ كان كذا وكذا، وحرَّم الله الجنة على مَن كان كذا وكذا، إلاَّ بيان خلود أمثال هؤلأ في جهنم؛ لأن لا يدخل عمر الجنة أو حُرِّم عليه أن يدخلها، تفيد منعه من دخولها أبدياً. وما عدم وجود عمر أو زيد في الجنة إلاَّ وجوده في جهنم؛ لأنه لم يُذكر في الإسلام سوى مكانين للثواب والعقاب وهما الجنة وجهنم. والخلاصة أن أمثال المُشار إليهم خالدون في جهنم بمقتضى ذلك البيان. وعليه نقول:إذا كان كل الناس هكذا خطاؤن مجرمون إلى الله، فهم تحت حكم دينونته العادلة، أو حسب الأقوال السابقة هم أولاد جهنم. فأين المفرّ يا صاحبي من هذا الحكم؟ أرني إيَّاهُ إنْ استطعت!! ولكن انظر إلى الأقوال التالية لها وتعَّجب! كيف هي ألقت الأقوال الأولى في خبر كان، كأن قائل هذه غير قائل تلك، وكأنهما ضدَّان ندَّان، أو عدوّان ألدَّان.
عزيزي القارئ، قل لي كيف لا يدخل الجنّة من فيه خصلة من تلك الخصال، أو أتى معصية من تلك المعاصي، وكيف لا يُخلَّد في النار من مات على التوحيد ولو عمل من المعاصي ما عمل!!. ومن مات على قول أثره لا إله إلاَّ الله دخل الجنة، وإن كان زانياً وسارقاً. ومن أتى الثلاث المذكورة عن إيمان دخل الجنة من أي باب شاء، وزُوِّج من حورها حيث شاء، ومن له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحلم، ومن حجَّ حجّاً مبروراً، ومن كان اسمه أحمد أو محمد؟! هل تستطيع يا عزيزي القارئ أن تجمع بين هذين النقيضين وتؤلِّف بين هذين الضدَّين؟!. يا تُرى ما دعى محمَّد إلى نقض قوله نقضاً مشيناً وقادحاً في دعواه النبوَّة والرسالة من عند الله؟! هل رأى بقوله الأول "لا يدخل الجنة من كان ... الخ" قد خلع قلوب أصحابه وألقاهم في وهدة اليأس والقنوط من رحمة الله؛ لأن كلاً منهم رأى نفسهُ غير خالٍ من بعض تلك الخصال والذنوب. وقد أخذوا يقولون في قلوبهم وبعضهم إلى بعض :"إذا كان الإسلام هكذا يُلقينا في اليأس من رحمة الله، ويعدمنا الرجاء بالجنة والسعادة في الآخرة، فما لنا وإيَّاهُ، وما نفع الوضوء و الصلاة والحج و الزكاة إذا كانت ذرة من الكبر في قلب المسلم مانعة له من دخول الجنة!! أليست الجاهلية إذاً خير من الإسلام؟ وأين قول هذا الرجل –محمد- لنا مراراً كما على لسان الله، إن الله أعدَّ للمؤمنين به وبرسوله جنَّاتٍ تجرى من تحتها الأنهار فيها من كل الفاكهة، زوجات وأزواج، وها أنه يصرِّح لنا بأنهُ لا يدخلها من كان في قلبه أثر لكبر، ومن كان كذا، وكذا … الخ " ومن منا خالٍ من هذه المذكورات؟ فما هذه الحالة التي صرنا إليها بتصديق هذا الرجل؟ أهو يلعب بنا أم لا يدري ماذا يقول؟ أم يلتقط هذه الأفكار من مصادر مختلفة ويقرأها علينا؟". فتدارك محمد الأمر ورجع عما قال، فاتحاً بأقواله الجديدة أبواب الجنة لكل مسلم موحِّد بالله، بلسانه ولو عمل من المعاصي ما عمل، مهما تكن خصاله وأعماله وجرائمه، غير مبالٍ بما أوقع نفسهُ من التناقض المشين، ولا حاسب لأولى الانتقاء حساباً، كأن همَّهُ الوحيد مداواة الجرح الذي جرحهُ وترقيع الثوب الذي خرقهُ ليس إلاَّ. والغريب في هذا الأمر أنهُ لم يُذكر أن أحداً من أصحابه عارضهُ، أو سألهُ عن كيفية التوفيق بين النقيضين، والوئام بين القولين، على الرغم ما كان بينهم من الرجال من هم على جانب عظيم من الذكاء كأبي بكر، وعمر. ولا شك أن مثل هؤلاء النبلاء رأوا ذلك التناقض المشين غير الجدير بالنبي ولا بأي شخص آخر، غير أنَّهُ إنما مراعاة للمصلحة العامة، وتحاشي انتباه أفكار عامة المسلمين إلى هذا الأمر الذي لا تحُمد عواقبهُ صمتوا. فهل هذا القول من محمد قول حق يقبلهُ العقل، ويستريح إليه الذهن!؟
التعليق الثالث
لزوم التفرقة بين الفضيلة والواجب
وقوله ]ثلاث من جاء بهن عن إيمان دخل أبواب الجنّة حيث شاء، وزُوِّج من الحور العين حيث شاء، أ-من أدَّى دنياً خفياً، ب-قرأ )قل هو الله أحد( عشر مرات في دبر كل صلاة، جـ-عفى عن قاتله، أو جاء بإحداهن"[ ،(جواب تساهل لأبي بكر كما رأيت فيما سلف).
أ- عزيزي القارئ، هل وفاء دين الدائن فضيلة أم حق وواجب؟! فإن كان حقاً واجباً، ظاهراً كان أم خفياً، فلا أجر عليه للوافي؛ لأنه ليس هو إحساناً أو صدقة حتى يُؤجر عليه، بل هو حق عليه للغير أدَّاه لأربابه، وكلٌّ منا يعلم أن تأدية الحقوق لذويها ليست من الفضل في شيء، وإن عدم تأديتها جور وظلم. فلماذا يُثاب المرء، ولاسيما ثواب عظيم كهذا، على ما لا فضل له به؛ حتى أنه ليغضي بسبب ذلك عن كل ما اقترفهُ من الذنوب وأتاهُ من المعاصي. أفليس أن زعماً كهذا منافٍ لقداسة الله وعدله، وخاصة حديث أبى زر على إتيان المعاصي؟!
جنَّة بأرخص الأسعار
أما قراءة :)قل هو الله أحد( عشر مرات في دبر كل صلاة. فهو أسهل على الإنسان من وفاء دين عليه. ولو إن ذلك في إمكانه، إذ لا يكلَّفهُ سوى تمتمة تستغرق بضع ثوان. فأشرّ الناس يستطيع القيام به، ويذهب هكذا ناعم البال قرير العينين برجاء دخول الجنة، والتزوّج بمن شاء من حورها الحسان بناء على نطق نبيه المبين؛ وبناء عليه لا حاجة به أن يكون عفيفاً، قنوعاً، متواضعاً، خيِّراً ولا بريء الذمة من دين الدائن، بل كل ما عليه ليدخل الجنّة وينعم بغانيتها وأطعمتها الفاخرة، وقصورها الأنيقة أن يقول في دبر كل صلاة :)قل هو الله أحد( عشر مرات؛ لأن القائل هذا القول قد علَّق مثل هذا الثواب على إتيان الثلاث المذكورات أو إحداهن، وهذه إحداهن. فأين هذا من قول السيد المسيح :»كذلك أنتم أيضاً متى فعلتم كل ما أٌمرتم به فقولوا إننا عبيد بطَّالون .لأننا إنما عملنا ما يجب علينا« ((لو 10:17))
تناقض الأحاديث مع القرآن
شيء عظيم الزاني والسارق والقاتل والظالم والغاشم يستطيع بسهوله أن يأتي هذا الأمر، فيدخل الجنة غير مسئول عما ارتكب وفعل فأين إذاً العدل؟! وأين ذلك من القول:)وسيعلم الظالمون أي منقلب ينقلبون(، والقول:)يوم ليجزى الله كلّ نفس ما كسبت، إن الله سريع الحساب(. فقل لي عزيزي المسلم،هل هذه الأقوال حقة أم باطلة؟! فإن كانت حقة، فتلك الأحاديث لا شك باطلة، وقائلها أيَّاً كان مبطل، وإن كانت هذه الآيات السابقة باطلة فليس في الإسلام شيء حق.
عقيدة تفسح المجال لارتكاب المعاصي
عزيزي القارئ، ألا ترى أن مثل هذه الأقوال المنسوبة إلى محمد هي من أكبر المفسحات لارتكاب المنكرات والسقوط في وهاد المعاصي؟!.وما أدراك أن معظم أشرار المسلمين والإرهابيين متسلِّحون بمثل هذه الأحاديث وما شاكلها، فأمسوا لا يفعل فيهم وعظ ولا إنذار، ولا يفرقون بين الحلال والحرام. وهم لا يبالون إلاّ بنيل مطالبهم ومآربهم وقضاء شهواتهم. أما القول:]وعفا عن قاتله[. كأنه يريد بالمقتول أن يعفي عن قاتله قبل موته، وفي طالة يده الانتقام منه، فلا شك أن مثل هذا العفو هو من أكبر الفضائل، ومع ذلك لا يدخل صاحبه الجنة إن كان عاصياً أو أثيماً غير تائب إلى ربّه؛ لأن التوبة الحقيقية بالاتكال على الله حسب القرآن؛ وهي من الشروط التي لا بدّ منها للقبول من الله والفوز برضاه.
التعليق الرابع
برّ الأبناء لا يجدي الآباء شيئاً .
والقول :]ما من مسلم يتوفى الله، أو مسلمة[ على نحو ما مرَّ بك فهل من عاقل مدرك لا يرى أن إدخال الأشرار الجنة ببرِّ صغارهم هو أمر منافٍ لعدالة الله، وكذلك للقران القائل:)يوم يبعثون يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاَّ من أتى الله بقلب سليم((سورة الشعراء26 :87 ،88 ،89) )وكذلك هذه الآية) يا أيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوماً لا يجزى والد عن ولده، ولا مولود هو جاز عن والدة شيء((سورة لقمان 33:31) وهذا القول أيضا) وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقرِّبكم مني زلفى إلاَّ مَن آمن وعمل صالحاً فئولئك لهم جزاء الضِّعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون((سورة سبأ 37:34)
وذلك يحاكى قوله في التوراة :»ولا ينفع برّ الأب الابن ولا برّ الابن الأب« ((حز20:18)).
أعزائي القرَّأ : لا تظلموا عقولكم بل انصفوها، انظروا أي من الفئتين من الأقوال باطل وأيها حقّ، وماذا يعمل قائل تلك الأقاويل بنصوص القرآن؟ أيتبعها بالمنسوخ حتى يُقال لقد نسخ القرآن بالسُّنَّة، وأنِّي لمحمد أن يتنصَّل من هذه الأقوال وهو يزعم أنها كلام الله ووحيه إليه.
أليس بهذا الحديث، يقول للمسلم المتوفى له ثلاثة من الولد دون البلوغ:"اذهب يا عزيزي نم ملء عينيك كُتِبتْ لك الجنَّة بموت صغارك فأسرع وامرح كيفما شئت بلا خوف ولا احتساب". والعياذ بالله من تفسيح كهذا مضرّ بالعباد ومخرِّب للبلاد.
التعليق الخامس
براءة الله مما يُنسَب إليه.
قول محمد إن الله تعالى قال:]إني آليت على نفسي أن لا يدخل النار من اسمه أحمد أو محمد، وقال وعزتي و جلالي لا أُعذِّب أحداً تسمَّى باسمك في النار[.[1]، من لا يتعجب وتأخذه الحيرة من جسارة الإنسان على قول مثل هذا عن فم الله العادل القدوس، وعامة المسلمين يقولون إن الأحاديث السالف ذكرها هي قول محمد نفسه كنبي من أنبياء الله، أما هذا القول هو حديث من فم الله رأساً. فهل يا ترى من مسلم عاقل يعتبر مثل هذا الحديث بل لا يقشعر بدنه عند سماعه أو قراءته؛ إني لا أرى لهذا الحديث شيئاً من الاعتبار والتصديق عند أذكياء وعقلاء المسلمين وإلاَّ لكان اسم الواحد منهم أحمد أو محمد.
التسمّي باسم أحمد أو محمَّد ينجّي من عذاب جهنّم!!
وهنا أقول إن كان التسمي بأحمد ومحمد ينجى من عذاب النار ومن عقاب الله عزّ وجلّ، ويدخل ذلك المسمَّى الجنة، مهما كانت سيرته وسريرته حسب مآل الحديث، فلماذا إذاً بسمِّي المسلمون عمر، وزيد، وخالد وعباس، وبكر، وعثمان، وعليّ ..الخ دعوا عنكم هذه الأسماء التي لا تضمن للنفس الجنة، وسموا أنفسكم وكافة بينكم أحمد ومحمد فتضمون لكم ولأنفسكم ولأولادكم الجنة، ولا تكونون بعد مفتقرين إلى إتعاب زواتكم وإنهاك أجسادكم بالفرائض والمراسيم الدينية، كالصلاة والصوم والحج والزكاة، ولا إلى كثرة الاستغفار، ولا إلى قول :)قل هو الله أحد( عشر مرات دبر كل صلاة، ولا إلى كل ما سبق ولا إلى شفاعة الشافعين، ألم يقسم الله تعالى حسب الحديث بعزته وجلاله، فإن صدَّقتم هذا الحديث فأنتم إذاً في غنى عن إتعاب أنفسكم بتلك الأمور، وكل ما يلزمك يا مسلم لدخول الجنة هو أن يكون اسمك أحمد أو محمد
الجنةَّ ليست مكان للقداسة!!
-آه- هل يجدر بالعاقل أن يعتبر مثل هذه الأمور المدرجة في هذا الباب وعلى الخصوص هذه المسألة الممهدة سبيل المعاصي لمصدّقيها، شيئاً من التصديق والاعتبار؟! كلا! الاسم لا يجعل القبيح حسناً، والرديء جيداً إني أعرف رجالاً يدعون أحمد ومحمد وهم من أشرِّ الناس ظلماً وفحشاً، فهل ذلك منهم لأنهم على عِلْم بمثل هذا الحديث ومعتبروه حقاً لا جدال فيه، فإن كان يا عزيزي أمثال هؤلاء وهم يموتون بمعاصيهم وآثامهم يدخلون الجنة، بداعي أن أسمائهم أحمد ومحمد؛ فالجنة إذاً مكان للأشرار، فلا يليق بالأبرار الصالحين المؤمنين أن يكونوا فيها، ولا يوافقهم أن يكونوا فيها.
نتائج تؤدّى إلى بطلان العقيدة.
وفى الختام أقول : إذا كان لمحمد نبي الإسلام كل هذه المكانة عند الله -كما يدّعى- حتى أن الله تعالى أقسم بعزته وجلاله ألاَّ يُعذِّب من تسمَّى باسمة، فلماذا إذاً كان محمد يخاف من عذاب القبر؟!
حتى كان يستعيذ بالله منه ويكثرا استغفاره، فإذ كان الله تعالى لا يعذِّب في النار مَن تسمَّى باسمة؛ فبأولى لا يعذبه هو بل يولِّيه المقام الأسنى في جناته، فأي داع إذا لخوفه من الموت والنار وعذاب القبر؟ الإجابة الحتمية لهذا السؤال هو إن محمداً ادَّعى كل هذه الروايات، وغير مصدِّق لها؛ وهذا يتضح لنا من قول عائشة :]أصغيت إلى النبي قبل أن يموت وهو مستند على ظهره وإذ هو يقول:"ألهم اغفر لي وألحقني بالرفيق الأعلى[“[2]. أفلا يدل خوفه على بطلان تلك الأحاديث السابقة؛ لأنها لو كانت لها شبه صحة، لما كان لمثل هذا الخوف والرهبة محل في نفس محمد، بل كان له سلام كامل أبداً ودائماً ومنتهى السرور والاطمئنان، وبما أنه لا تناسب بين الأمرين دلَّ الخوف والرهبة والاستغفار على بطلان الأحاديث والسلام؛ لأنه لا قيام لأحداهما بدون سقوط الآخر.