المقدمة
لا
يني بعض أهل المآرب يرشقون
الإنجيل الكريم بتهمة التحريف ولا شفيع يشفع
فيهم سوى اضطرارهم ، لأغراض في النفس ، إلى
الوقوف منه هذا الموقف الاعتباطي .
والشيء
الملفت للنظر هو ان سألتهم الدليل على ما
يزعمون أتوك بما ينحر العلم ويقوض حرم
التاريخ والمنطق !.
ان
فرية تحريف الإنجيل الكريم ، لا تعكس سوى
سطحية وضعف القائلين بها . وذلك لسبب بسيط
جدا وهو عدم وجود أي أدلة
بيد القائلين بالتحريف سوى الأقاويل التي
تفتقد للأدلة والبراهين ، ضاربين بعرض الحائط
المعطيات التاريخية والأثرية التي بحوزتنا .
سؤال
: لو ان (س) من الناس أراد ان يقاضي (ع) من الناس
بتهمة التزوير بمستندات رسمية . فما هي
المقومات القانونية التي تمكن (س) من إقامة
دعواه ضد (ع) ؟.
هل
ستكتفي المحكمة بأقوال (س) فقط لإقامة الدعوة
على(ع)؟
ام
ستطلب المحكمة من (س) تقديم براهين دعواه
وشهوده ؟
ان
طبيعة دعوة التزوير (التحريف)لا تقوم الا على
عمل مقارنة ما بين المستندات الأصلية ، وبين
المستندات المزورة ، وذلك لإثبات التزوير (التحريف)
المنسوب ل (ع) . وبدون تقديم أدلة وشهود ستبقى
تهمة (س) ل (ع) مجرد
فقاقيع في الهواء وليست اكثر. لان ينقصها
الدليل والبرهان والشهود.
دعوة
التحريف تتطلب من الداعين توضيح بعض الأمور
والإجابة على بعض الأسئلة المتعلقة بالتحريف
وذلك لكي تستقيم
الدعوة وتقوم . من تلك الأسئلة :
1}
متى حرف الكتاب المقدس؟
2}
في إي عصر من العصور تم
التحريف ؟
3}
هل تم التحريف قبل محمد أم بعده؟
4}
من الذي حرف الكتاب المقدس؟
اليهود
ام النصارى ام
كلاهما مجتمعين ؟
5}
أين حرف الكتاب المقدس؟ في أي بلد من بلاد
العالم؟
6}
كيف اتفق اليهود والنصارى على التحريف رغم
العداوة الدينية
بينهم ؟
7}
لماذا حرف الكتاب المقدس؟ وما هو الهدف من
ذلك؟
8}
هل يوجد دليل تاريخي على تحريف الكتاب المقدس
؟
9}
أين نسخة الكتاب المقدس الغير محرفة ؟
10}
ما هي النصوص التي حُرفت؟
وكيف
تستطيع أن تميز بين ما حرف وما لم يحرف؟
هل
يستطيع أي مسلم يدعي التحريف الإجابة على تلك
الأسئلة ؟.
لو
ان اليهود قد حرفوا توراتهم كما يزعم
المتخرصين ، لكان من الأجدر بهم ولهم ان يحرفوا
لعنات الله المصبوبة عليهم ، او ان يحذفوا
وصمة عارهم المتمثلة في ضلالهم وابتعادهم عن
الحق حين عبدوا العجل . او ان يحذفوا الأوصاف
والنعوت القاسية الذي وصفهم الله بها في
التوراة !.
ولو
ان النصارى قد حرفوا إنجيلهم
كما يدعي صغار العقول ، لكان من الأولى
والأفضل لهم حذف قصة صلب المخلص التي ملئت
صفحات الإنجيل ، خصوصا وانه مكتوب ملعون
كل من علق على خشبه . بدل من ان يعلنوها
بافتخار على رؤوس الأشهاد كما هو الواقع.
الأسئلة
كثيرة والأجوبة عليها سخيفة لان التهمة أصلا
قائمة على أسس هشة وباطلة لم تتجاوز حد
الأقاويل السمجة والعنعنة المملة .
كما
فشل المسلمين في تقديم براهين تثبت التحريف
المزعوم والمنسوب
للكتاب المقدس .
هكذا
أيضا فشلوا المسلمين في إثبات سلامة قرانهم
من التحريف.
ان
مسألة حفظ الله
للقرآن سالماً من التحريف ، تتطلب من
المسلمين الإجابة على العديد من الأسئلة
التوضيحية من تلك الأسئلة :
1)
هل القران الذي بين أيادي المسلمين اليوم
والذي جمعه الجامعون في إصداراته
المختلفة على أيام ابو بكر وعمر وعثمان
والحجاج بن يوسف
الثقفي، هو نفس القران الذي انزل على النبي
العربي وكما تفوه به؟؟؟.
بمعنى آخر اكثر دقة ووضوحاً: {هل القران الذي
بين أيادي المسلمين اليوم، هو نفس القران
الذي انزل على النبي العربي، من حيث ترتيب
نزول سوره وآياته،
ومن حيث وضع منسوخه قبل ناسخه ، وسوره المكية
قبل المدنية والنازل منه قبل اللاحق؟.
2)
هل جمع الجامعون القران بأحرفه السبعة الذي
انزل عليها القران، آم اقتصروا على حرف دون
البقية ؟.
3)
هل تكفي آية 9 من سورة الحجر {انا نحن أنزلنا
الذكر وانا له لحافظون} لإثبات صحة القران
ولنفي التحريف عنه دون الرجوع إلى
القضايا التاريخية الأخرى المتعلقة بكيفية
نزوله وجمعه ونقله؟ وحفظه . بمعنى آخر :
4)
ما هي اقدم مخطوطة قرآنية لدينا ؟.
5)
ما هي الفترة بين هذه المخطوطة وبين وفاة
محمد؟
6)
كم عدد النسخ الموجودة منها ؟ واين هي
الآن ؟.
7)
هل هناك مخطوطات أخرى قديمة ؟.
8)
هل تتفق المخطوطات فيما بينها ؟.
9)
هل تتفق المخطوطات مع ما لدينا الآن؟
10)
ما هي أقدم الكتابات الإسلامية التي وصلت لنا
عن القرآن؟
11)
هل أتفق المسلمين على أن ما بين أيديهم
ثابت نقله؟
12)
هل تتفق معلوماتنا الأركيولوجية مع ما جاء في
القرآن؟
13)
هل شهادة القران لنفسه مقبولة وكافية ؟ وان
كانت مقبولة وكافية، فهل هذا يعني ان شهادة
الكتاب المقدس عن نفسه مقبولة وكافية أيضا ؟.
ام
أن أمر القبول والاكتفاء مقتصر فقط على
القران والمسلمين
دون سواهم؟.
هل
تجوز شهادة المتهم ببراءة نفسه ؟.
بمعنى
: هل من المنطق أن
تثبت سلامة القرآن من القرآن أو سلامة
الإنجيل من الإنجيل أو كتاب بوذا من كتاب بوذا
… ؟ .
أسئلة
كثيرة ومحيرة ما
زالت تبحث عن أجوبة منطقية وجريئة منذ وفاة
محمد والى اليوم.
أسئلة
الذي يقترب منها كالذي يقترب من حقل الغام
تتطاير أشلائه ويقتل ويموت وهو كافر.
"
( كل من امتهن القران أو ادعى اختلافه أو
اختلاقه، أو ادعى القدرة على مثله أو إسقاط
حرمته، فهو كافر مرتد عن دين الله) " . راجع:
البحر الرائق 5/133-134 مغني المحتاج إلى معرفة
معاني المنهاج4/135 اللمعة
الدمشقية 9/334.
"
( وكذلك يكفر كل من زعم ان القران نقص منه شئ،
او كتم منه شئ، وان له تأويلات
باطنه تسقط الأعمال المشروعة) "
راجع أحكام الردة والمرتدين 80 ومطالب
أولى النهي 6/283.
"
( وكذلك يعتبر مرتدا كل من قال ان في القران
خرافات وانه غير محكم وانه متناقض وليس فيه
أحكام صالحة لكل زمان ومكان ) " . راجع أحكام
الردة والمرتدين 81.
عن
أبى العديس قال: كنا عند عمر بن الخطاب فاتاه
رجل فقال: يا أمير المؤمنين !ما الجور الكنس؟
وطعن عمر بمخصرة
معه في عمامة الرجل فالقاها عن رأسه فقال
عمر والذي نفس عمر بيده لوجدك محلوقا لا نحيت
القمل عن رأسك. كنز العمال 1/229
عن
عبد الرحمن بن يزيد قال: ان رجلا سال عمر عن
فاكهة وابا فلما رآهم يقولون اقبل عليهم
بالدرة-أراد الرجل ان يسال عمر عن معنى(فاكهة
وابا) الوردة في سورة عبس 31 فضربه عمر بالدرة
راجع: فتح الباري 13 والدر
المنثور 6/317
قال
ابن عباس مكثت سنتين أريد ان أسال عمر بن
الخطاب عن حديث ما منعني منه الا هيبته . راجع
الغدير 6/ 292-203 وسيرة عمر لابن الجوزي 118 وسنن
الدرامي 1/ 50 جامع
بيان العلم 2/141.
أسئلة
كثيرة ومحيرة منع المسلمين من الاقتراب منها
والخوض فيها : " الخوض في علم لا يستفاد
الخائض منه فائدة هو مذموم... والخوض فيه حرام.
لهذا يجب كف الناس -أي المسلمين- عن البحث
وردهم الى ما نطق به الشرع". أحياء علوم
الدين 1/31"
اتهام
المسلمين لنا بتحريف الكتاب المقدس ، وعجزهم
على الاقتراب من حقل الألغام الذي وضعوا فيه
القران. فرض علينا مسؤولية الإجابة عن تلك
الأسئلة خصوصا وأننا المتهمين وهم العاجزين .
. . .
والشيء
الغريب في أمة الإسلام هو : انهم يتهموننا
بتحريف الكتاب المقدس في الوقت التي تعتبر
فيه مسالة سلامة القران من التحريف
من المسائل الخلافية الكبرى بين أهل
السنة والشيعة .
والأغرب
من ذلك هو : إجماع الخلفاء الراشدين وأمهات
المؤمنين وكبار الصحابة والتابعين على وقوع
التحريف في القران في الوقت الذي يتهموننا
نحن بتحريف الكتاب المقدس . أليس هذا شيء مضحك
حقا ؟.. لقد شهدوا جميعهم على ان القران قد
حرفة كلماته عن موضعها ، وقد زيد فيه وانقص
منه وأقحم عليه وبدلت كلماته وحددت أحرفه
واقتصرت على حرف بعد ان وسعها النبي إلى سبعة
أحرف بأمر من ربه.
وان
صحابة محمد لم يجمعوا القران كما انزل على
نبيهم بل اختلفوا فيه وبسببه لدرجة الاقتتال!.
نعم أنها حقائق سوف نعمل جاهدين على إظهارها
بشكل واضح وموثق وذلك من خلال بحثنا هذا.
والله من وراء القصد.