إنّ المعروف من مذهب أهل السنّة هو نفي
التحريف عن القرآن ، وبذلك صرّحوا في
تفاسيرهم وكتبهم في علوم القرآن والعقائد ،
ولا حاجة إلى نقل خصوص كلماتهم .
لكنّ الواقع : إن أحاديث نقصان القرآن
في كتبهم كثيرة في العدد ، صحيحة في
الإسناد ، واضحة الدلالة
وذلك : لأنها مخرّجة في الكتب الستّة
المعروفة بـ ( الصحاح ) عندهم
والتي ذهب جمهورهم إلى أنّ جميع ما اخرج
فيها مقطوع بصدوره عن النبي ، لا سيمّا
كتابي البخاري ومسلم بن الحجّاج
النيسابوري ، هذين الكتابين الملقّبين بـ «
الصحيحين » والمبرّأين عندهم من كلّ شين ،
فهي في هذه الكتب ، وفي كتبٍ أخرى تليها في
الإعتبار والعظمة يطلقون عليها اسمها «
الصحيح » واخرى يسمّونها بـ « المساني
ولنذكر نماذج ممّا رووه عن الصحابة في
الزيادة والتبديل ، ثمّ ما رووه عنهم في
النقيصة ـ وهو موضوع هذا الفصل ـ ثم طرفاً
مما نقل عن الصحابة من كلماتهم وأقوالهم في
وقوع الخطأ واللحن في القرآن .