القرآن ذهب منه الكثير
وبسند
صحيح عن ابن عمر قال :" لا يقولن أحدكم
قد أخذت القرآن كلّه وما
يدريه ما كلّه!
قد ذهب منه قرآن كثير، ولكن ليقل قد أخذت
منه ما ظهر ". الدر المنثور 2/298.
وكلام
ابن عمر هذا نصٌ صريح في سقوط كثير من آي
القرآن وفقدانـها ، وهو التحريف المقصود
بحدّه وحدوده .
ولكن
بعض علماء المسلمين يحاولون
ستر ريح ما جاءهم به ابن عمر فقالوا مؤولين
متلكئين : إنه قصد بالذي ذهب من القرآن
منسوخ التلاو!.
وهذا
الكلام باطل بلا ريب ، لأمور :
1-
ظاهر اللفظ حجة وخلافه يحتاج إلى دليل ،
فأين الدليل على أن ابن عمر قصد بقوله
السابق منسوخ التلاوة ؟! ، لا دليل إلا
الهرب من الفضيحة !
2-
قوله (وما يدريه ما كله؟!) هو استفهام
استنكاري يفيد النفي والتعجب من قول من
يقول إنه قد أخذ القرآن كاملا وهذا لا يمكن
تفسيره بنسخ التلاوة ، لأن الله عز وجل في
نسخ التلاوة يلغي الآية وينسخها فيحل محلها
ويسد نقصها بآية أخرى مكانـها فلا ترفع آية
أو تمحى إلا وتنـزل مثلها أو خير منها تقوم
مقامها لذا لا تنقص الآيات وإنما تتبدل ،
وهذا لم يقصده ابن عمر وإنما قصد النقص
وذهاب كثير من القرآن وليس في نسخ التلاوة
نقص للقرآن وإنما تبديل وإحلال .
قال
الشنقيطي في مذكرة أصول الفقه : " فالعجب
كل العجب من كثرة هؤلاء العلماء وجلالتهم
من المالكية والشافعية
والحنابلة وغيرهم
القائلين بجواز النسخ لا إلى بدل
ووقوعه مع أن الله
يصرح بخلاف ذلك في قوله تعالى {مَا
نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ
بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا }(البقرة/106).
مذكرة أتصول الفقه للشيخ محمد الشنقيطي ص 49
راجع
: فضائل القرآن ج 2 ص 146 . الإتقان للسيوطي 2/30
وروح المعاني 1/25 والدر المنثور 2/298.