لا أبالغ إذا قلت أن المسلمين قد اختلفوا
في كل جزئية من جزئيات القران . روى
البخاري عن أنس :« أنّ حذيفة بن اليمان
قدم على عثمان، . . . .
فقال لعثمان: أدرك الاَُمّة قبل أن
يختلفوا اختلاف اليهود والنصارى . رواه
البخاري في صحيحه: كتاب فضائل القرآن باب
جمع القرآن (8/626) ح 4987.
عن
انس بن مالك قال: اختلفوا في القران . . .
حتى اقتتل الغلمان والمعلمون ،
فبلغ ذلك عثمان بن عفان فقال: عندي تكذبون
به وتلحنون فيه،000يا أصحاب محمد كتاب
فضائل القرآن باب جمع القرآن (8/626) ح 4987.
اختلفوا في كيفية الوحي
لمحمد على أقوال أولها :
أن يأتي الملك في مثل صلصلة
الجرس ، وهو أشد حالات الوحي على النبي.
فعن عبد الله بن عمر: ( سألت
النبي هل تحس بالوحي ؟ فقال : أسمع صلاصل
ثم أسكت عند ذلك ، فما من مرّة يُوحى
إليَّ إلا ظننت نفسي
تقبض).
الثانية : أن ينفث في رُوعه
الكلام نفثًا كما قال النبي : ( إن روح
القدس نفس في
روعي) .
الثالثة : أن يأتيه في صورة
الرجل فيكلمه كما في الصحيح :(وأحيانًا
يتمثل لي الملَكُ رجُلاً فيكلمني فأعي ما
يقول) . وهو أهونه على النبي.
الرابعة : أن يأتيه في النوم ،
فيبلغه بالآيات .
الخامسة : أن يكلمه الله
سبحانه إما في اليقظة كما حصل في ليلة
الإسراء، أو في النوم ، كما ورد في حديث
معاذ : ( أتاني ربي فقال: فيم يختصم الملأ
الأعلى .... )
وقد أخرج ابن سعد عن عائشة أم
المؤمنين قالت : ( كان رسول إذا نزل الوحي
يغط في رأسه ويتزبّد وجهه ويجد بردًا في
ثناياه ويعرق حتى يتحدر منه مثل الجُمان)
.
الإتقان 1/59.
وسوف نين ذلك في باب (أحوال الوحي والموحى
إليه) لاحقا .