اختلاف المسلمين في كيفية
إنزال الوحي
في هذه المسألة ثلاثة أقوال :
الأول
: أن الله أنزله من اللوح المحفوظ إلى
السماء الدنيا في ليلة القدر جملة واحدة .
ثم نزل بعد ذلك منجمًا -
متفرقًا - في عشرين سنة أو ثلاث وعشرين
سنة أو خمس وعشرين سنة ، كذلك بحسب اختلاف
الرواة في مدة إقامته النبي بمكة بعد
البعثة .
الثاني
: أنه نزل إلى السماء الدنيا في عشرين
ليلة قدر ، أو ثلاث وعشرين، أو خمس وعشرين
، كذلك بحسب اختلاف الرواة في مدة إقامته
النبي بمكة بعد
البعثة ، وأنه كان ينزل في كل ليلة منها
ما يقدر الله إنزاله في كل سنة ، ثم انزل
بعد ذلك منجما في جميع السنة.
الثالث
: أنه ابتدئ إنزاله في ليلة القدر ، ثم نزل
بعد ذلك منجمًا في أوقات مختلفة من سائر
الأوقات .
الرابع
: أنه نزل من اللوح المحفوظ جملة واحدة ،
وأن الحَفَظة نَجَّمته على جبريل في
عشرين ليلة ، وأن جبريل نجمه على النبي في
عشرين سنة . الإتقان 1/ 53.
قال الاصفهاني : اتفق أهل
السنة والجماعة على ان كلام الله منزل !
واختلفوا في معنى الإنزال ، فمنهم من قال
هو اظهار القراءة ومنهم من قال ان الله
الهم كلامه لجبريل .
وقال الطيبي معنى نزول القران
على النبي ص . ان تلقفه الملك من الله
تعالى تلقيفا روحانيا او يحفظه من اللوح
المحفوظ فينزل به إلى الرسول فيلقيه عليه
.
وقال القطب الرازي : المراد
بإنزال الكتب على الرسل ان يلقفها الملك
من الله تلقيفا روحانيا او يحفها من
اللوح المحفوظ وينزل بها يلقيها عليهم ؛
وقال غيره في المنزل على النبي ص . ثلاثة
أقوال: إحداها انه اللفظ والمعنى ؛
والثاني ان جبريل إنما نزل بالمعاني خاصة
وانه ص علم تلك المعاني وعبر عنها بلغة
العرب ؛ وتمسك قائل هذا بظاهر قوله تعالى
: (نزل به الروح الامين على قلبك) .
والثالث ان جبريل ألقي إليه
المعنى ؛ وانه (أي جبريل) عبر بهذه
الألفاظ بلغة العرب .