حل مشاكل الكتاب المقدس

حل مشاكل الكتاب المقدس

المشاكل بين العهدين القديم و الجديد

 ادعوا بوجود خلاف بين العهدين فيما يأتي:

 136- ان اله العهد القديم اله نقمة و غضب و اله  العهد الجديد اله رحمة و محبة .

فنجيب:   أن الوحدة تامةبين العهدين من هذا الوجه لأنه لا يمكننا أن نفهم ذات النقطة المركزية للعهد الجديد ألا و هي الكفارة و ذبيحة المسيح الا بناء على تعاليم العهد القديم الأساسية تلك التعاليم القيمة المبنية على أنه منتقم ببسبب الخطية – معاقب للخطاة – و أن غضب الله هو العقبة العظمى و العائق الأكبر و الحائل بين الخطاة الساقطين و بين الغبطة و الشركة مع الله.

فما سبق علمه العهد القديم عن الله هو الأساس القوي المتين الذي بنيت عليه محبة الله العجيبة الظاهرة في تقديم ابنه ذبيحة كفارية كما هو واضح في  معلنات العهد الجديد التي بها أعلن سر محبة الله في الفداء.

ان الخلاص بالمسيح المصلوب هو جوهر العهد الجديد و لكنا ما كنا ندركه لولا العهد القديم – انما الفرق بين الاثنين في ترتيب المواضيع و المبادئ  فقط.  فالعهد القديم يرتبها هكذا ( أن الله قدوس و جميع البشر خطاه فصاروا كلهم تحت غضبه – و المسيح  مزمع أن يأتي ليفتدي الخطاة ) أما العهد الجديد فقد رتبهاهكذا ( أن الفادي هدى و أكمل الخلاص بموته و قدمه الى البشر ليقبلوه).

 137-  ان العهد   القديم تاريخ لنقمات متتابعة و عقبات متوالية  - فمن طرد آدم من  الجنة الى اهلاك العالم العام بالطوفان الى انتقام ممن بنوا برج بابل الى احراق  سدوم و عمورة و المدن التي حولهما الى ضرب المصريين عشر ضربات الى انتقام الله من الاسرائيليين أنفسهم .  أما العهد الجديد فلا يتكلم عن الله الا بأنه ( رحوم غفور يسامح المذنبين ).

  فنجيب:  ان من الخطأ أن تؤخذ بعض مواضيع العهد القديم في أمور مع بعض مواضيع العهد الجديد في أمور غيرها و تعتبر  مناقضة بين العهدين.  بأن الذين عوقبوا في العهد القديم استحقوا العقاب. و الخطيئة أينما كانت تستحق العقاب سواء كانت في العهد القديم أم في العهد الجديد.  فلا يخلو العهد القديم من الرحمة كما لا يخلو العهد الجديد من النقمة .  ففي الآيات الاتية من العهد القديم اعلان فرط رحمة الله ( مز 64:119و7:130 و اش 14:49و15و10:7و7:55و 20:31 و هو 8:11) وغير ذلك كثير . و هكذا توجد آيات في العهد الجديد تعلن غضب الله  علي الخطاة المزدرين بدم ابنه نذكر منها ( لو 24:14و يو 36:3و48:12ورو 1:8و2و2كو 17:5-21 و عب 3:2و 29:10 )

 اذن فرسالة الله في العهد القديم أن الله من فرط رحمته أدب شعبه لكي لا يهلك بالخطيئة – و في العهد الجديد  قدم لهم رحمته و لكنه تهدد بالعقاب الشديد من يستخف بها.  فكلاهما محذر من  الخطيئة مخوف منها - فقط الاختلاف في ترتيب الأمور.

 138- ان العهد القديم يحتوي على معاملة الله لأمة واحدة بينما العهد الجديد لا يميز بين  و أخرى.

  فنجيب: ان اختيار الله لأمة دون أخرى في العهد القديم هو لكي ينتقم بوا سطتها من أمم أخرى كثر فسادها و عظم شرها. و لما كان الله يمقت رجاسات أولئك القوم رأى أن يتخذ له شعبا مختارا و قضى بعدله أن يبيد تلك الأمم الفاسدة ليس لأجل خير اسرائيل وحدهم بل لأجل خير العالم كله حتى لا  تمتد شرورهم الى غيرهم.

 139- ان الله جعل العهد القديم قاصرا على وصف أحوال أمة  واحدة اختارها الله دون كل الأمم .

 فنجيب:  أنه كان من الضروري جدا في نظر الله أن يختار له أمة خاصة لكي يأتي منها المسيح المخلص مشتهى كل الأمم.  فهذا الاختيار كان لخير الجنس البشري و ليس فيه شئ من المحاباة بدليل أن الله لم يميز تلك الأمة عن باقي الأمم من حيث العقاب على الخطية. فكثيرا ما اشتد عليها و أدبها من أجل خطاياها و كانت في نظر عدله و قداسته أشبه بباقي الأمم.

 قصد له المجد من تدوين تاريخها في كتابه تعليم البشر كافة لأن تاريخ أمة واحدة هو تاريخ لكل الأمم اذ الطبع البشرى و احد في كل زمان و مكان.  فتاريخ معاملة الله لشعب اسرائيل عظة لكل الأجيال الى نهاية العالم.

 140- ان ديانة العهد القديم تختلف عن ديانة العهد الجديد. لأن ديانة العهد القديم كانت ديانة زمنية و مواعيد بركات أرضية بعكس ديانة العهد الجديد.

 فنجيب:   ينبغي للرد على هذا الاعتراض التأمل في أمرين:

  أولهما: أن الله أعلن لبني اسرائيل الظل و ليس الحقيقة كلها و لهذا أراد أن يعلمهم أنه و ان كان العالم ساقطا و مملوءا بالخطية الا أنه هو تعالى المتسلط و أنه ممكن الحصول على السعادة فيه بالانصافو بالتقوى و الطاعة

 (لا #:26-16 و تث 12:10و13 و يش 5:22)

ثانيهما: أن الله شدد تشديدا قويا في العهد القديم و جعل الثواب ملازما لطاعته – و العقاب ملازما لعصيانه – و قصد بذلك تمهيد السبيل للحالة التي يكون عليها العالم عندما يصير ممتلئا بالبر و الصلاح و العدل و القداسة ويذهب عنه الاثم و يحل فيه السلام و الرضاء و الانصاف و العدل للجميع و تكون مشيئة الله كما في السماء كذلك على الأرض  .

 قال الشيخ التقي جرجس بن العميد : ( الشرائع النقلية اما أن تقضي العدل و اما الفضل – فلو أتت شريعة الفضل و الكمال قبل شريعة العدل لكان ذلك يقتضي عدم الترتيب. لأن توقيف طريق الفضل والكمال هو الغاية المطلوبة في تهذيب النفوس و ترقيتها الى عالم النور و البقاء.

  و لما كان الأمر مركبا من جوهر أرضي سفلي و من جوهر سمائي ملائكي نوراني. و كان مبدؤه في أول خلقته من الجوهر الأرضي متقدما على الجوهر السمائي النوراني فاقتضت الحكمة الالهية ايراد الشريعة الجسمية في المبدأ ليرتاض الانسا ن بها على التدريج و الترتيب لقبول أوامرها و نواهيها.  و يسهل عليه التنقل رويدا رويدا الى الغرض المطلوب  بالذات و هو الاتصال بعالم النور و الضياء. و كما اقتضت حكمته تعالى تقدم الليل على النهار كذلك اقتضت حكمته تقدم الشريعة الأرضية على الشريعة النورانية ولما كان الفضل هو نهاية العمليات و العدل هو مبدؤها و جب من طريق الترتيب الحكمي عدم توقيف البدأة به علي توقيف النهاية و الغاية . و لأن تقدم المقدمات على النتائج  ضروري الوقوع) ا ه. .

 141-ان العهد القديم (ولا سيما أسفار موسى) يهمل أمر الخلود و الحياة الأخرى – بينما تعاليم العهد الجديد تدور  حول هذا الموضوع .

 فنجيب: أن العهد القديم متهم بهذه التهمة بلا حق فالآيات التي تثبت الخلود فيها لا يحصيها عد. أما في أسفار موسى فليس فيها دليل أقوى على الخلود من أخذ الله لأخنوخ و نقله اليه حيا ( تك 24:5) و (عب 5:11) و الشعور بالخلود كان عاما حتى أن يعقوب لما سأله فرعون ( كم هي أيام سني حياتك. فقال يعقوب لفرعون أيام سني غربتي  مئة و ثلاثون سنة. قليلة  و ردية كانت أيام سني حياتي و لم  تبلغ الى أيام سني حياة أبائي في أيام غربتهم ) ( تك 8:47-10).

فكيف يعتبر هذه الحياة غربة ان لم يكن يؤمن بحياة أخرى؟

 و حينما ظهر الله لموسى في العليقة قال له ( أنا اله أبيك اله ابراهيم و اله اسحق و اله يعقوب ) ( خر 6:3)  فكيف يدعو الرب نفسه اله الآباء المذكورين ان لم يكونوا خالدين . و قد استدل المخلص نفسه بذلك على الخلود و القيامة ضد  منكريهما لأنه لما اعترض الصدوقيون الذين ينكرون قيامة الأموات و في الوقت نفسه يعترفون بأسفار موسى الخمسة قال لهم ( و أما من جهة قيامة الأموات أفما قرأتم ما قيل لكم من قبل الله القائل ( أنا اله ابراهيم و اله اسحق اله يعقوب ليس الله اله أموات بل اله أحياء) ( مت 31:22و 32).

 و الرسول بولس يقول عن ابراهيم ( لأنه كان يتظر المدينة التي لها الأساسات التي صانعها و بارئها الله ) و قال عنه و عن باقي الآباء ( في الايمان مات هؤلاء أجمعون و هم لم ينالوا المواعيد بل من بعيد نظروها و صدقوها و حيوها و أقروا بأنهم غرباء و نزلاء على الأرض.  فان الذين يقولون  مثل هذا يظهرون أنهم يطلبون و طنا. و لكن الآن يبتغون وطنا أفضل أي سماويا (عب ‍(:11و 13و14و16)

 142- ان في بعض أقوال العهد القديم ما يؤخذ  منه الميل للانتقام بعكس العهد الجديد الذي يعلم بالمسامحة للمسيئين و محبة الأعداء.

فنجيب: ان هذا الاعتراض يدل على جهل قائله بالأسباب التي دعت الى تلك الأقوال المعترض عليها. نعم فمن يطالع (مز 35و41و69 يجد أن الأقوال المشار اليها لم يقلها أناس قصد الانتقام من أعدائهم و لكنهم قالوها بالروح القدس غيرة على مجد الرب الذي أهانه أولئك الاشرار المطلوب الانتقام نهم. فهم يكلبون من الله الرحوم أن ينتقم لنفسه من أعدائه الذين احتقروه. و في العهد القديم آيات صريحة بطلب عمل الخير مع الأعداء ( خر 4:23و5) و قد اقتبس بعضها الرسول بولس ( قابل أم 21:25 مع رو 20:12). تأمل أيضا في تصرف يوسف مع اخوته و احسانه اليهم مع اساءتهم اليه (تك 45) و كذا في مسامحة داود لشاول و حزنه عليه لموته و قد كان شاول طالبا نفسه ( 2 صم 20:1)

 أما طلب النقمة من الخطاة ففي العهد الجديد يوجد ما يماثله ( اقرأ مت 23:11و33:23و 2 تي 14:4و رؤ 20:21-23 و ص 6و14و16و18)

أخيرا

 فالوحدة الكائنة بين العهد القديم و العهد الجديد دليل قوي على أن الذي كتبهما روح الله الحق  ففي الأول خبر آدم الأول الذي بواسطته دخلت الخطيئة الى العالم ( رو 12:5) و في الثاني خبر آدم الثاني الذي ببره الواحد صارت الهبة الى جميع الناس لتبرير الحياة ( رو 18:5)

 العهد القديم ( آدم الأول)

المعصية ( رو 19:5)

الدينونة عليه و على نسله ( رو 15:5)

الموت عليه و على المتحدين به (رو 17:5)

 العهد الجديد ( آدم الثاني)

الطاعة حتى الموت ( في 8:2)

التبرير (رو 21:5)

الحياة للمتحدين به ( رو 17:5)

 يعترض الكثيرون  على امتحان آدم و على سقوط نسله بسقوطه

 فنجيب:  أن آدم كان حرا مختارا قادرا على الثبات في الحال الأول لو اجتهد في ذلك . و الامتحان ضروري لبيان القداسة. و الاختيار ( أى حرية االارادة ) ضروري كذلك فلا قداسة بدون اختيار لأن المجبر على الاصلاح لا يعرف أباختياره يعمل الصلاح و حبه اياه – أما مجرد أنه مجبر عليه.

 و أما سقوط نسله به فكان من الضروري |أيضا لأن الينبوع المر لا يجري منه سوى ماء مر. فان قال أحد أنا لا أرضى بالشروط الذي رضي به آدم  فلم يحكم على بما حكمم به عليه ؟ 

  قلنا لا نسلم بذلك لأنه لو قال أحد الملوك  الكبراء لواحد منا أني و ليتك كل أملاكي من العقار بشرط أن تترك لي شجرة و احدة  . و ان لم تتركها قتلتك فانه لا يتوقف عن قبول الشرط طرفه عين . فلو كان هذا المعترض موضوع آدم لما قلرضاه بذلك الشرط. هذا و أن الله الرحمن لم يترك الانسان الى الهلاك الأبدي الذي استحقه بل عين له مخلصا فما أوفر رحمة الله للبشر – و ان قيل آدم لم يكن بعرف الخير من الشر قلنا أن 1ذلك لا يدل على عدم معرفته بل على أنه لم يكن شر ليعرف الفرق بينه و بين الخير لأنه بضدها تتبين الأشياء. و يدلك على معرفته ادراكه أن يرف حواء و يسميها بما معناه موافق لها أى حياة و تمييزه اياها بعلامة التأنيث فدل على أنه كان مقتدرا في اللغة.

 و الخلاصة أن العهد القديم اعلان سقوط الخليقة بعد خلقها -  و العهد الجديد اعلان تجديدها ثانية و كلاهما  متحد في خلاص البشر تم بواسطة الأقنوم الثاني كلمة الله يسوع المسيح ( اش 35 و  يو 16:3)

 ففي العهد القديم هو رئيس جند الرب و ويهوه (يش 14:5 و15- 2:6) الذي خلص ااسرائيل من أعدائهم و أدخلهم أرض كنعان. و في العهد الجديد هو المسيح الذي ناب عنا على الصليب و ظفر بأعداء خلاصنا ( كو 15:2) و أعد لنا ميراثا في السماء ليقودنا اليه ( يو 14:3)

العهد الجديد

 التناقض المزعوم بين بعض الاسفار و بين انجيل متى

 ادعوا بوجود  خلاف:

-143 – بين سلسلة نسب المسيح الوارد في انجيل متى ص 1:9-17 و السلسلة الواردة في انجيل لوقا ص 23:3-38

 فنجيب:

أن  الأسماء التي ذكرها متى و لوقا في سلسلة نسب المسيح أغلبها وارد في الكتاب المقدس و ما لم يذكر في الكتاب فقد أخذه البشيران من جداول النسب الموجود وقتئذ. و التي كان اليهود محافظين عليها كل المحافظة حتى أن من لم يجد أسانيد لنسبه عزل من الكهنوت ( عز 61:2-63 و نح 61:7- 65)

 و لننظر أولا في الجدولين  منفصلين عن  بعضهما:

 1-               جدول انجيل متى :

  (أولا)  قسمه الى ثلاث أقسام كل منها 14 جيلا و لكن القسم الثاني ينقصه واحد فقال  بعضهم ( بما أن القسم الأول انتهى بداود فأراد أن يجعل أول القسم الثاني داود أيضا لأهميته في موضوع انجيله و هو اثبات أن المسيح تناسل بالجسد من داود)  و قال آخر ( يجب قراءة عدد 11 هكذا – يوشيا ولد يهوياقيم و اخوته و يهوياقيم ولد يكنيا ... الخ ) . لأن متى حذف اسم يهوياقيم لرداءة سيرته و بذلك يصير  كل قسم 14 جيلا )

  ( ثانيا)  ترك متى  بين يورام و عزيا ثلاثة ملوك عد 8 و هم أخزيا و يواش و أمصيا ( 2 مل 25:8و2:11و21:112) و كذلك يهوياقيم الذي كان بين يوشيا و يكنيا ( 2 مل 34:23) تركه أيضا عد 11 فالرأى الغالب أن هذه الأسماء الأربعة حسب قول علماء اليهود تركت من جميع الجداول النسبية الدارجة  التي أخذ عنها متى جدوله و ذلك لاشتهارهم بشرور كثيرة. أما كون الابن ينسب لجده  فهذا قد عرفنا مما سبق أنه مصطلح عليه في اللغة العبرية .

(ثالثا)  اعترض بعضهم على عد 11 (يوشيا ولد يكنيا و اخوته عند سبي بابل) فقال:

·       لم يكن ليكنيا اخوة

·       قد مات يوشيا قبل سبي بابل بعشرين سنة فكيف يذكر أنه ولد يكنيا و اخوته عند سبي بابل. و الجواب على ذلك أن نسخا كثيرة بخط اليد قرئ فيها هكذا ( يوشيا ولد يهو ياقيم و اخوته  و يهو ياقيم ولد يكنيا)  ( انظر قراءات كريسباغ)  فان يوشيا كان أبا يهوياقيم و اخوته يوحانان و صدقيا و شلوم (1 اى 15:3) و يهوياقيم كان ابا يكنيا عند سبي بابل الأول لأنه قد  سبى بنو اسرائيل ثلاث مرات – و كان الأول في السنة الرابعة من حكم يهوياقيم بن يوشيا سنة 3398 ق.م. و لهذا قال (كالمت) يجب قراءة الآية 11 هكذا ( يوشيا ولد يهوياقيم و اخوبه و يهوياقيم يلد يكنيا عند سبي بابل الأول و يكنيا ولدشالتئيل عند سبي بابلي)

 2-جدول انجيل لوقا:

(أولا)  دعى ابن ريسا يوحنا ع 27 و في (ا أى 19:3) دعى حننيا و التشابه بين اللأسمين موجود.

(ثانيا)  قيل عد 35و36 ( عبر بن شالح بن قينان بين ارفكشاد) و في ( تك 12\:11و 1أى 1:18( أن شالح ن ارفكشاد لا ابن ابنه. ذهب البعض أن موسى لم يذكر قينان لتكون الأجيال من آدم الي نوح عشرة و  من نوح الى ابراهيم عشرة – و قال غيرهم أن قينان و شالح اسمان يدلان على شخص واحد – و ذهب كثيرون الى أن قينان لم يكن موجوا في انجيل لوقا غير أن النساخ أخذوه من الترجمة  السبعينية محاكاة لها.

3-   و لنقابل الآن جدولي متى و لوقا معا.

 فبعد مراجعتهما    تجد أن  متى:

 ·       دون سلسلة نسب المسيح على طريقة تنازلية منن ابراهيم الى يوسف

·       أنه ذكر الأولاد الطبيعيين أي الذين تناسلوا طبيعيا بحسب الجسد فقال ابراهيم ولد اسحق و اسحق ولد يعقوب... الخ.

             و نجد أن لوقا:

·       ذكر السلسلة بطريقة تصاعدية  أى من السيد المسيح الى الله ذاته.

·       أنه ذكر الأولاد الحقيقيين أى الذين تناسلوا من والديهم مباشرة و الذين نسبوا الى الآباء بواسطة قرابة أو نسب.

هذا ويعلم أن متى كتب للعبرانيين  بالطريقة الجارية عندهم و لوقا كتب لليونانيين  بالطريقة المفهومة عندهم. 

و لهذا نجد أن لوقا سلسل من آدم لأنه كتب لفائدة الأمم  خاصة فأوصل نسب فادي البشر الى آدم أب الجنس البشري – و أما متى فقد كتب لليهود فأوصل  سلسلة ملك كاليهود الى ابراهيم أبيهم.

و لما كان اليهود لا يدخلون في جداول نسبهم النساء فاذا انتهت العائلة بامرأة أدخلوا قرينها في النسب و اعتبروه والد ابن قرينتخ – لهذا حسب هذا الاصطلاح – دعى المسيح ابن يوسف.

·        قال متى أن يوسف بن يعقوب عدد16 و قال لوقا انه ابن هالي عدد 23 وذلك لأن متى نظر الى أبيه الحقيقي يعقوب و لوقا نظر الى أنه الابن الشرعي لهالي و وارثه الحقيقي. و لزيادة  الفائدة نقول أن روح الله أراد أن يلهم متى و لوقا بتدوين نسب المسيح ليثبت أنه من نسب داود فكلاهما  يتجهان الى غرض واحد و مرجعهما الي أن يسوع  من ذرية داود. و المحققون يقولون أن مفاد قول متى أن يوسف من نسل داود. و مآل ككلام لوقا أن مريم من ذرية داود أيضا. و لهذا قيل أن مريم  ابنة هالي و يوسف ابن يعقوب و لما لم يكن لهالي ابن نسب اليه يوسف و هما أي        ( مت 13:1) و مريمم هى من ريسا ابنه الأصغر ( لو 27:3). و لماا كان انجيل متى كتب قبل انجيل لوقا لا ريب أن لوقا اطلع عليه و لما ألغى متى كتب نسب المسيح من جهة يوسف جريا علي عادة العبرانيين الذين لم يألفوا أن يستمدو النسب من جهة النساء تعين عليه أن يذكر سلسلة نسب المسيح من جهة مريم حتى يكون النسب مستوفيا. 

فينتج من ذلك أن السلسلة المذكورة في لوقا هى بالحقيقة سلسلة مريم أم يسوع لأن الكتاب يعلمنا أنه جاء من نسل داود حقيقة بحصر المعنى (رو 3:1) ليس فقط في السلسلة الملكية حسب شريعتهم من جهة يوسف الذي حسب كابن له ايضا بل بالفعل التناسلي الحقيقي من أمه مريم. و يخبرنا الكتاب أن يوسف لكونه من نسل داود و عشيرته صعد الى بيت لحم  ليكتتب مع مريم امرأته المخطوبة (لو 4:2و5) فيفهم أن الاثنين كانا من نسل داود.  وقد ظن البعض أن مريم كانت ابنة وحيدة  ووريثة و قد خطبت ليوسف امتثالا لهذا الأمر في   ( عد8:36و 9)

و قد اعترض أنه لم تكن لليهود عادة على أن يتتبعوا للنسب النسائي أي من جهة الأم و لكن توجد أمثلة ترينا أن ذلك جرى في بعض الأحيان . و قد رأينا هنا أنه وجد سبب كاف لذلك في أمر الرب يسوع. و قد ورد نظيره أيضا في ( 1 أى 22:2) حيث يعد يائير مع نسل يهوذا ولكن جده كان قد تزوج بابنة ماكير أحد رؤساء منسي ( 1 أى 21:2 – 14:7) و لأجل دعى يائير في    ( عد 4ك32 و14) ابن منسي. و كذلك ف ي( عز 61:2)و (نح 63:7) تذكر عائلة باسم بني برزلاى لأن جدهم أخذ امرأة مممن بنات برزلاى الجلعادي و تسمى باسمهم. 

·       قال متى أن المسيح من ذرية سليمان بن داود  عد 6و7 و قال لوقا أنه من أولاد ناثان بن داود عد 31 و قال متى أن شالتئيل بن يكنيا عد 12 و قال لوقا أنه ابن نيري عد 27 و ذلك لأن متى و لوقا قالا أن المسيح تناسل من شألتئيل و و زربابل و تناسل كلاهما من سليمان مباشرة . أما قول لوقا أن شألتئيل بن نيري الذي تناسل من ناثان الأخ الأكبر لسليمان كما في ( 1 أى 5:3) فمعناه أنه تزوج ابن ة ناثان و بما أن نيري تزوج بلا عقب من الذكور اتحد فرعا عائلة ناثان و عائلة سليمان في شخص زربابل باقتران شالتئيل رئيس عائلة سليمان الشرعية بابنة نيري الذي كان رئيس عائلة ناثان. فمتى ذكر الآب القيقي لشألتئيل و هو يكنيا- و لوقا ذكر أباه الشرعي و هو نيري – ثم أن عائلة سليمان و ناثان بعد اجتماعهما في شالتئيل و زربابل  افترقا ثم اجتمعا بارتباط يوسف و مريم.

·       ذكر  متى أن ابن زربابل هو أبيهود عد 13 و ذكر لوقا أنه ريسا عد 27 و سفر أخبار الأيام الأولى 29:3 لم يذكر ابنا لزربابل لا باسم ابيهود و لا باسم ريسا.

فنجيب:  بما قلناه مرارا و هو  اصطلاحهم على تسمية شخص واحد بأسماء عدة  و قد انتشرت هذه العادة بين اليهود بنوع خصوصي وقت السبي ( راجع دا :1 و 7) و مثل هذا كما علمنا اصطلاح مشهود في اللغة العبرية.

الفهرس