اسم الكتـاب : نساء النبي محمد
اسم المؤلف : القمص زكريا بطرس
الناشـــر : www.islam-christianity.net
نساء النبي
الفصل الاول:- رسالة الرسل الحقيقية (الهدف المقدس والقدوة الحسنة)
الفصل الثاني:- حياة النبي الخاصه
الفصل الثالت:- تحليل الله للنبي محمد زواج ما حرمه علي المسلمين
الفصل الرابع :- عدد زوجات وسراري الرسول
الفصل الخمس :- النبي ونساؤه (السيدة عائشة)
الفصل السادس:- سلوكيات الرسول من جهة زوجاته
الفصل الأول
رسالة الرسل الحقيقية
(الهدف المقدس والقدوة الحسنة)
في هذا الفصل سوف نقوم بالتعرف على رسالة الرسل الحقيقية التي أرسلهم الله من أجلها وتنقسم إلى النقاط التالية:
(1) الرسول هو مرسل من الله ليخاطب الناس بكلام الله، وليس بكلامه الشخصي: "لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس" (2بط1: 21)
(2) الرسول لا يعيش لذاته، بل يعيش لصاحب الرسالة: "ينبغي أن أعمل أعمال الذي أرسلني" (يو9: 4)
(3) الرسول لا يعيش لأهدافه الشخصية، بل لتحقيق هدف الله من إرساله "طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأتمم عمله" (يو4: 34)
(4) الرسول يعيش قدوة لمن يدعوهم لرسالته، فلا يعثرهم: "نعطيكم أنفسنا قدوة حتى تتمثلوا بنا" (2تس3: 9)
(5) رسالة الرسول هي أن يساعد الناس على السمو عن شهوات الجسد، ليسلكوا بالروح: "وإنما أقول اسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد" (غل5: 16)
(6) الرسول مهما كان بشرا لكنه لا ينغمس في شرور البشر وشهواتهم: "أقمع جسدي وأستعبده حتى بعدما كرزت للآخرين لا أصير أنا نفسي محروما" (1كو9: 27)
الفصل الثاني
حياة النبي الخاصة
هناك بعض التساؤلات عن حياة النبي الخاصة فهل في ذكرها أي حرج؟
تجيب بنت الشاطئ (الدكتورة عائشة عبد الرحمن، أستاذة الدراسات القرآنية العليا بجامعة القرويين المغرب) قائلة في كتابها (نساء النبي) (ص 7و8): "لابد لي أن أشير إلى رغبة كريمة أبداها بعض السادة القراء، ممن يؤثرون أن نطوي بعض الأخبار، عن حياة الرسول الخاصة، تعلقت بها شبهات أعداء الإسلام.
غير أني في الحق ألفيت أن طي هذه الأخبار، لا تقره أمانة البحث، ولا هو من هدى القرآن الكريم، الذي حرص على أن يسجل منها ما يؤكد بشرية الرسول ... وما كان لي أن أطوي ما لم يطوه الله تعالى، عن بيت نبينا (صلعم) في آيات نتعبد بها ... فلم يعد يحل لدارس مسلم أن يضرب الصفح عن ذكرها.
وأنا بعد لا أرى في هذه المواقف آية عظمَة في نبينا.
إنني من كل ما تناولت من حياة رسول الله (صلعم) لم أر في شيء منه قط، ما أتحرج من تعريضه لضوء البحث، وقد كان مرجعي فيها جميعا، القرآن الكريم، والحديث الشريف، ومصادر إسلامية في السيرة والتاريخ، لا يرقى إليها أي شك في حسن المقصد وصحة الإيمان.
الفصل الثالث
تحليل الله للنبي محمد
زواج ما حرمه على المسلمين
يوجد في القرآن بعض الأشياء التي حللها الله للنبي محمد بالرغم من تحريمه للمسلمين إياها وخصوصاً في مسألة الزواج مثلاً:
في سورة الأحزاب 33: 50ـ53:
(1) [في آية 50] "يا ايها النبي إنا أحللنا لك أزواجك ... وما ملكت يمينك ... وإمرأةً مؤمنةً إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها" (يتزوجها): يفسرها الإمام النسفي (جزء3 ص 449) قائلا: [أي أحللنا لك من تهب لك نفسها ... وأنت تريد أن تستنكحها] (والمفهوم من ذلك أنه حِلٌّ بلا حدود [أية إمرأة تهب نفسها]!!!!)
(2) [في آية 50] "خالصة لك من دون المؤمنين": يقول النسفي (المرجع نفسه ص449) [الاختصاص لك دون المؤمنين] (يا له من امتياز خاص!!!!)
(3) [في آية 50] "لكي لا يكون عليك حرج": (حتى لا تكون محرجا في ذلك!!!!)
(4) [في آية 51] "تُرْجِي [أي تؤجل] من تشاء منهن، وتُؤْوِي [أي تضم] إليك من تشاء": قال النسفي: (المرجع نفسه ص 450): [بمعنى تترك مضاجعة من تشاء منهن، وتضاجع من تشاء، أو تطلق من تشاء، وتمسك من تشاء، أو تترك تزوُّج من شئت من نساء أمتك، وتتزوج من شئت].
+ لكن يوجد تساؤل: أين العدل بين الزوجات، الأمر الذي استلزمه على المؤمنين في (سورة النساء 4: 3) "فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة"؟
+ ثم هناك تساؤل آخر: (هل نقدر أن نقول أن إطلاق الحرية هذه للرسول تعتبر بالبلدي: إعطائه كارت بلانش: ليضاجع، ويتزوج، ويطلِّق من يشاء؟؟؟ [انظر: (سورة الأحزاب آية 50 و51): "تُرْجِي [أي تؤجل] من تشاء منهن، وتُؤْوِي [أي تضم] إليك من تشاء، ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جُناحَ عليك" وقد فسرها الإمام النسفي قائلا: [بمعنى تترك مضاجعة من تشاء منهن، وتضاجع من تشاء، أو تطلق من تشاء، وتمسك من تشاء، أو تترك تزوُّج من شئت من نساء أمتك، وتتزوج من شئت. ومن دعوت إلى فراشك، وطلبت صحبتها، ممن عزلت عن نفسك بالإرجاء فلا ضيقَ عليك في ذلك، ... التفويض إلى مشيئتك]. (تفسير النسفي جزء 3 ص450)
وتضيف بنت الشاطئ في كتابها نساء النبي ص 66 فتقول: "بخصوص عواطف النبي، كيف له ـ وهو بشر ـ أن يقسرها على غير ما تهوى!! أو يخضعها بإرادته لموازين العدل وضوابط القسمة!!!
والتساؤل الخطير هنا: كيف وهو النبي لا يستطيع أن يضبط نفسه؟ ولماذا يطالب عامة الناس بفعل ما لم يستطع هو نفسه أن يفعله؟؟!!
[هذا مجرد سؤال يحتاج إلى إجابة، فنحن نستفسر وليس في ذلك حرج كما قالت بنت الشاطئ: "لم أر في شيء منه قط، ما أتحرج من تعريضه لضوء البحث [كتاب نساء النبي ص 8]"
في سورة الأحزاب آية :52 "لا يحل لك النساء من بعدُ ولا أن تَبَدَّلَ بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن" ليس هناك تحليل مطلق ويفسر ذلك الإمام النسفي في تفسيره (الجزء3 ص451) قائلا: "أي لا يحل لك الزواج من بعد التسع، لأن التسع نصاب رسول الله (صلعم) من الأزواج، كما أن الأربع نصاب أمته" ويستطرد قائلا: "لا تحل لك أن تستبدل بهؤلاء التسع أزواجا أُخَرَ بكلِّهِنَّ أو بعضهن كرامة لهن" (ولحد هنا فيه حدود!!!)
ولكن يعلق الإمام النسفي على ذلك قائلا في نفس الصفحة: "قالت عائشة وأم سلمة: ما مات رسول الله (ص) حتى أُحِلَّ له أن يتزوج من النساء ما شاء!!!!، ويستطرد قائلا: يعني أن هذه الآية قد نسخت!!!!. ونسْخُها إما بالسُّنَّةِ، أو بقوله: "إنا أحللنا لك أزواجك وما ملكت يمينك ... إلى آخر هذه الآية من سورة الأحزاب رقم 50" وترتيب النزول ليس على ترتيب المصحف" (تفسير الإمام النسفي الجزء 3: 451)
تحريم الرسول زواج أرامله من بعده:
إن الرسول حرم زواج أرامله من بعده وذلك في (سورة الأحزاب آية 53) التي تقول: "وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله، ولا تنكحوا أزواجه من بعده أبدا، إن ذلكم كان عند الله عظيما": [يقول النسفي في تفسيره الجزء3 ص453] "أي وما صح لكم إيذاء رسول الله، ولا نكاح أزواجه من بعد موته، فهذا ذنب عظيم" وهنا يوجد تساؤلان:
السؤال الأول: هل في زواج الأرملة إيذاء للمرحوم؟ إن كان كذلك، فلماذا إذن يسمح بإيذاء المؤمنين والتصريح لأراملهم بالزواج من بعدهم؟
وإن قال أحد: لابد من مراعاة نفسية الأرملة التي لا تستطيع أن تعيش راهبة.
نجيب دعنا نطبق هذا المبدأ أيضا على أرامل النبي! وإلا ما هو ذنبهن أن يحكم عليهن بالرهبنة بعد المرحوم؟!!!
السؤال الثاني: لماذا يكون الزواج من أرامل النبي محمد فقط ذنب عظيم ؟ وليس لزوجات بقية الناس؟
في الواقع أنا لم أجد في كل ما قرأت من كتب إسلامية تعليل لذلك وأرجو ممن فتح الله عليهم بالمعرفة أن يُفْتُونا مشكورين.
الفصل الرابع
عدد زوجات وسراري الرسول
(1) ذكرت بنت الشاطئ في كتابها (نساء النبي ص 10) بعضا منهن 12 زوجة وسرية. إذ تقول: "إني أقتصر في هذا الكتاب على الأزواج اللائي شرُفْنَ بلقب أمهات المؤمنين ومعهن مريم القبطية"
(2) وتزيد قائلة: "ولم أتحدث عمن وهبن أنفسَهن للنبي (ص) ... ولا اللواتي عرضن عليه أن يتزوجهن ..." (ص 11)
(3) وتذكر في (ص 26) "إن أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث وهبت الرسول نفسها وفي بيته عشر نساء: ثمان زوجات واثنتان ملك يمينه" [فكان مجموع ما كان عنده 11 إمرأة من النساء والسراري]
(4) والواحدي يذكر 14 زوجة وسرية.
(5) وأبو جعفر يذكر 16 زوجة وسرية، ويضيف عليهن واحدةٌ ممن ذكرتهن بنت الشاطئ، وإثنتين ممن ذكرهم الواحدي، وثلاثة ممن ذكرتهن مراجع أخرى، فيكون المجموع 21 زوجة وسرية هن:
زوجات وسراري الرسول
رقم |
أبو جعفر |
مراجع أخرى |
ملاحظات |
1 |
خديجة بنت خويلد |
---> |
كانت متزوجة مرتين قبل محمد |
2 |
سودة بنت زمعة العامرية |
---> |
أرملة المهاجر السكران العامري |
3 |
عائشة بنت أبي بكر الصديق |
---> |
الزوجة المدللة |
4 |
أم سلمة بنت أبي أمية المخزومية |
---> |
ارملة المهاجر عبد الله المخزومي |
5 |
حفصة بنت عمر بن الخطاب |
---> |
أرملة المهاجر خنيس بن حذاقة القرشي |
6 |
زينب بنت جحش |
---> |
زوجة ابنه بالتبني (زيد بن محمد) |
7 |
جويرية بنت الحارث الخزاعية |
---> |
الأسيرة الحسناء (شابة في العشرين) |
8 |
أم حبيبة بنت أبي سفيان |
---> |
|
9 |
صفية بنت حيي الخيبرية |
---> |
الأسيرة اليهودية |
10 |
ميمونة بنت الحارث الهلالية |
---> |
وهبت نفسها له |
11 |
فاطمة بنت سريج |
---> |
وهبت نفسها له |
12 |
زينب بنت خزيْمة |
---> |
أرملة شهيد |
13 |
هند بنت زيد المخزومية |
|
خطبها ثم وافقت |
14 |
أسماء بنت النعمان |
---> |
لم يدخل بها |
15 |
هبلة بنت قيس أخت الأشعث |
|
|
16 |
أسماء بنت سبأ |
|
|
17 |
ريحانة بنت زيد |
الواحدي |
|
18 |
فاطمة بنت الضحاك |
الواحدي |
لم يدخل بها |
19 |
مارية القبطية |
بنت الشاطئ |
سرية |
20 |
أم شريك بنت جلبر |
مراجع أخرى |
|
21 |
خولة بنت حكيم |
مراجع أخرى |
|
والتساؤل هنا: كيف كان الرسول متفرغا لرسالة الله؟
لقد سجل عمر ابن عفرة ما ذاع عن النبي في زمانه "ما لمحمد شغل إلا التزوج" (دروس قرآنية الجزء2 ص 832) ويكمل قائلا: "فحسدوه على ذلك، فأنزل الله "أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله" (سورة النساء4: 54)
أسباب زواج الرسول:
إن زواج الرسول كان لسببين هما:
1ـ الشفقة بأرامل شهداء الإسلام.
2ـ خدمة للإسلام من أجل نشره بين القبائل.
1ـ الشفقة بأرامل شهداء الإسلام:
حقيقة من زوجات الرسول من كن أرامل لشهداء، ومنهن من تزوجهن بهدف نشر الإسلام، ولكن دعني أهمس في أذنك بالآتي:
1) ألم يكن من الأجدر بالنبي أن يزوج أرامل الشهداء والمهاجرين من بعض رجاله المجاهدين؟ فلماذا كان يستأثر بهن؟
2) كم كان عدد أرامل المهاجرين والشهداء؟ كن أربعة فقط من 21 زوجة.
2ـ خدمة للإسلام من أجل نشره بين القبائل:
إن غالبية اللائي تزوجهن من قبيلة واحدة والأخريات سبايا حرب، علاوة على من يمتون له بالقرابة.
وماذا عن زينب بنت جحش زوجة ابنه بالتبني؟ التي مال قلبه إليها، بشهادة النبي نفسه عندما رآها في خبائها غير مستكملة ثيابها، فاشتعل قلبه بها، وقال: "سبحان الله مصرف القلوب" وقالت بنت الشاطئ عن ذلك: "إن قصة إعجاب الرسول بزينب وحكاية الستر من الشعر الذي رفعه الريح، وانصراف الرسول عن بيت زيد وهو يقول: سبحان الله مقلب القلوب، قد حكاها لنا سلف صالح ... فهل فيها ما يريب؟ إن آية العظمة في شخصية نبينا أنه بشر ... أفينكر على بشر رسول، أن يرى مثل زينب فيعجب بها؟ "وأكملت بنت الشاطئ قائلة: "إن هذه القصة جديرة بأن تعد مفخرة لمحمد والإسلام!!!" (نساء الرسول ص 161).
وأريد أن أنقل لك يا عزيزي القاريء ما قالته الدكتورة بنت الشاطئ عن نفي أية حجة لزواج الرسول لتنزيهه عن بشريته وعواطفه البشرية إذ قالت: "إن أغلب الذين كتبوا عن حياة النبي (ص) في بيته، مالوا عن الحق، وقد زين لهم الإيمان والاجلال أن ينزهوا الرسول عن بشريته التي فطره الله عليها، وقررها القرآن والسنة أصلا في أصول العقيدة الإسلامية ..." (نساء النبي ص 10)
أفبعد هذا تعود فتقول أنه زواج رحمة ونشر للإسلام؟ أبهذه الأساليب تنشر دعوة يفترض أن تكون شريفة تدعو لعبادة الله بالحب وعمل الله في القلوب، لا بنكاح وحرب وسيف.
الفصل الخامس
النبي ونساؤه (السيدة عائشة )
أولاً:حياة النبي الشخصية:
لابد لنا من أن نعرف حياة النبي الخاصة وهو الذي قال عنه القرآن في (سورة القلم 68: 4) "إنك لعلى خُلُقٍ عظيم" وقال أيضا في (سورة الأحزاب 21) "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة" [أي قدوة حسنة] فالحديث عن حياته الشخصية المفروض أنه لا يدعو إلى الحرج لأنه سيُظْهِرُ هذا الخُلُقَ العظيم!!! ولهذا قالت الدكتورة عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ) في كتابها [نساء النبي ص 7و8]:
"لابد لي أن أشير إلى رغبة كريمة أبداها بعض السادة القراء، ممن يؤثرون أن نطوي بعض أخبار عن حياة الرسول الخاصة، تعلقت بها شبهات أعداء الإسلام [وتكمل حديثها قائلة]
غير أني في الحق ألفيت أن طي هذه الأخبار، لا تقره أمانة البحث، ولا هو من هدى القرآن الكريم، الذي حرص على أن يسجل منها ما يؤكد بشرية الرسول ... وما كان لي أن أطوي ما لم يطوه الله تعالى، عن بيت نبينا (صلعم) في آيات نتعبد بها ... فلم يعد يحل لدارس مسلم أن يضرب الصفح عن ذكرها. [وتستطرد في الحديث قائلة]
وأنا بعد لا أرى في هذه المواقف إلا آيةَ عَظَمَةٍ في نبينا. إنني من كل ما تناولت من حياة رسول الله (ص) لم أر في شيء منه قط، ما أتحرج من تعريضه لضوء البحث، وقد كان مرجعي فيها جميعا، القرآن الكريم، والحديث الشريف، ومصادر إسلامية في السيرة والتاريخ، لا يرقى إليها أيُّ شك في حسن المقصد وصحة الإيمان.
فإن كان هذا هو كلام الدكتورة الفاضلة بنت الشاطئ، فهل نتحرج نحن في الحديث عن حياة النبي الشخصية، لعل في ذلك إبرازاً لعظمةِ الإسلام وعظمةِ النبي الذي هو على خُلُقٍ عظيم!!!
والتساؤل هنا هو: كيف يمكن التوفيق بين ما في حياة النبي الخاصة وما فيها من أمور يخجل المسلمون من ذكرها؟ بشهادة بنت الشاطئ، وبين قول القرآن: "وإنك لعلى خلق عظيم" (سورة القلم68: 4) خاصة وأن الإمام النسفي قد فسر هذه الآية قائلا: "كان خُلُقُه هو القرآن، أي ما فيه من مكارم الأخلاق" (تفسير النسفي الجزء الرابع ص 409)
ثانياً: العدد الصحيح لزوجات النبي محمد:
إن زوجات النبي كن 21 زوجة وسرية. والحقيقة إني أداوم البحث في المراجع الموثوق بها وفي كل يوم أجد الجديد. وخلال هذا الأسبوع وجدت مرجعاً موثقاً لفضيلة الإمام محمد الصالحي الدمشقي بعنوان: [أزواج النبي] (نشر مكتبة دار التراث بالمدينة المنورة الطبعة الأولى سنة 1992م) يعدد فيه أسماء 55 زوجة وسرية، ممن دخل عليهن، ومن وهبن نفسهن له، وهذه هي الأسماء التي ذكرها:
زوجات الرسول
رقم |
إسم المرأة |
ملاحظات |
1 |
خديجة بنت خويلد |
كانت متزوجة مرتين قبْله |
2 |
عائشة بنت أبي بكر |
الزوجة المدللة |
3 |
سودة بنت زمعة |
أرملة مهاجر |
4 |
أم سلمة بنت أبي أمية المخزومية |
ارملة مهاجر |
5 |
حفصة بنت عمر بن الخطاب |
أرملة شهيد |
6 |
زينب بنت خزيْمة الهلالية |
أرملة شهيد |
7 |
زينب بنت جحش |
زوجة ابنه المتبنى زيد |
8 |
جويرية بنت الحارث |
الأسيرة الحسناء |
9 |
صفية بنت حَيِّي الخيبرية |
الأسيرة اليهودية |
10 |
هند بنت زيد المخزومية |
خطبها ورفضته ثم وافقت عليه |
11 |
أم حبيبة بنت أبي سفيان |
بنت زعيم مكة وقائد جيشها |
12 |
هبلة بنت قيس أخت الأشعث |
|
13 |
أسماء بنت سبأ |
|
14 |
ميمونة بنت الحارث |
وهبت نفسها له |
15 |
فاطمة بنت سريج |
وهبت نفسها له |
16 |
ريحانة بنت زيد بن عمرو |
سرية |
17 |
مارية القبطية |
سرية |
18 |
أسماء بنت النعمان |
عقد عليها ولم يدخل بها |
19 |
فاطمة بنت الضحاك |
عقد عليها ولم يدخل بها |
20 |
أم شريك الأنصارية |
عقد عليها ولم يدخل بها |
21 |
خولة بنت حكيم الهذيل |
عقد عليها ولم يدخل بها |
22 |
عمرة بنت يزيد الكلابية |
عقد عليها ولم يدخل بها |
23 |
أسماء بنت الصلت |
عقد عليها ولم يدخل بها |
24 |
أسماء بنت كعب |
عقد عليها ولم يدخل بها |
25 |
أميمة بنت شراحيل |
عقد عليها ولم يدخل بها |
26 |
أم حرام |
عقد عليها ولم يدخل بها |
27 |
سلمى بنت نجدة |
عقد عليها ولم يدخل بها |
28 |
سبا بنت سفيان |
عقد عليها ولم يدخل بها |
29 |
سنا بنت أسماء بن الصلت |
عقد عليها ولم يدخل بها |
30 |
الشاة بنت رفاعة |
عقد عليها ولم يدخل بها |
31 |
شراف بنت خليفة الكلابية |
عقد عليها ولم يدخل بها |
32 |
الشنباء بنت عمرو الغفارية |
عقد عليها ولم يدخل بها |
33 |
العالية بنت ظبيان |
عقد عليها ولم يدخل بها |
34 |
عمرة بنت معاوية الكندية |
عقد عليها ولم يدخل بها |
35 |
عمرة بنت يزيد الغفارية |
عقد عليها ولم يدخل بها |
36 |
غزية |
عقد عليها ولم يدخل بها |
37 |
قتيلة بنت قيس الكندية |
عقد عليها ولم يدخل بها |
38 |
ليلى بنت الخطيم |
عقد عليها ولم يدخل بها |
39 |
ليلى بنت حكيم الأنصارية الأوسية |
عقد عليها ولم يدخل بها |
40 |
مليكة بنت كعب الكنانية |
عقد عليها ولم يدخل بها |
41 |
جمرة بنت الحارث بن عوف |
خطبها إذعرضت نفسها عليه |
42 |
جمرة بنت أبي حارثة المزنية |
خطبها إذعرضت نفسها عليه |
43 |
حبيبة بنت سهل |
خطبها إذعرضت نفسها عليه |
44 |
سودة القرشية |
خطبها إذعرضت نفسها عليه |
45 |
صفية بنت بشامة |
خطبها إذعرضت نفسها عليه |
46 |
ضباعة بنت عامر بن قرط |
خطبها إذعرضت نفسها عليه |
47 |
نعامة |
خطبها إذعرضت نفسها عليه |
48 |
أم شريك بنت جلبر الغفارية |
خطبها إذعرضت نفسها عليه |
49 |
أم شريك الدوسية |
خطبها إذعرضت نفسها عليه |
50 |
أم شريك القرشية العامرية |
خطبها إذعرضت نفسها عليه |
51 |
أم هانئ بنت أبي طالب بن عبد المطلب |
خطبها إذعرضت نفسها عليه |
52 |
أمامة بنت حمزة بن عبد المطلب |
خطبها إذعرضت نفسها عليه |
53 |
عزة بنت أبي سفيان |
خطبها إذعرضت نفسها عليه |
54 |
إمرأة لم تسم |
خطبها إذعرضت نفسها عليه |
ثالثاً: معدل زواج النبي:
دعنا نحسبها ببساطة:
1ـ تزوج النبي خديجة وكان عمره 25 سنة وعاش معها 15 سنة دون أن يتزوج في حياتها أية زوجة أخرى، ودون أن تكون له سرية واحدة. ربما كان ذلك خشية أن تحرمه السيدة خديجة من أموالها، أو ربما لأن حياته قبل الهجرة كانت تمر بظروف صعبة بخصوص الرسالة، ومضايقات أهل قريش له، مما جعل حياته غير مستقرة.
2ـ ولكنه بعد وفاة خديجة، تزوج عائشة وعمره 54 سنة، وبدأ تعدد الزوجات حتى مات وعمره 62 سنة. ففي فترة كهولته هذه (أي فترة8 سنوات) تزوج 54 زوجة، بخلاف خديجة التي ماتت قبل الهجرة.
3ـ فيكون معدل زواجه حوالي 7 زوجات كل عام. أي بمعدل زوجة كل ثاني شهر أو كل 50 يوما تقريبا!!!!
4ـ قد جاء في البخاري:
(حدثنا أنس ابن مالك، وقال كان النبي يدور على نسائه في ساعة واحدة من الليل والنهار!!! ... قلت لأنس: أو كان يطيق ذلك؟؟؟ قال: كنا نتحدث أنه أعطي قوة ثلاثين رجلا!!!) [جزء1 ص 76] و في [جزء 7 ص 106، وجزء 3 ص 383 ] يقول "أنه أعطي قوة 40 رجلا من أهل الجنة!!!!"
5ـ كان هذا مدعاة أن يذكر الإمام البخاري في صحيحه مرات كثيرة ما كان يردده البعض قائلين: "إن محمدا ليس له همٌّ إلا النكاح" (كتاب السيوطي المجلد 3 ص 377)
6ـ يؤيد هذا قول عائشة زوجة النبي، عندما شكت ألما في رأسها وقال لها النبي: "ما ضرك لو متِّ قبلي ... فكفنتك، وصليت عليك، ودفنتك؟ فقالت له: "ليكن ذلك حظ غيري! والله لكأني بك لو قد فعلت ذلك [أي لو مت أنا، ودفنتني أنت]، لرجعت إلى بيتي فأعرست فيه ببعض نسائك [أي أنك لن تهتم بموتي بل بلذتك مع النساء!!!]" (كتاب نساء النبي لبنت الشاطئ ص113 وتاريخ الطبري جزء3 ص191)
رابعاً: كيفية عدل النبي محمد بين هذا العدد الهائل من النساء:
مما نقرأه بهذا الخصوص يبدو أنه ما كان يعدل بينهن. والدليل على ذلك ما جاء في (سورة الأحزاب 33: 50ـ53) إذ يقول:
(1) [في آية 50] "يا ايها النبي إنا أحللنا لك أزواجك ... وما ملكت يمينك ... وإمرأةً مؤمنةً إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها" (يتزوجها) "خالصة لك من دون المؤمنين" "لكي لا يكون عليك حرج": (حتى لا تكون محرجا في ذلك!!!!)
(2) إلى قوله: [في آية 51] "تُرْجِي [أي تؤجل] من تشاء منهن، وتُؤْوِي [أي تضم] إليك من تشاء": قال النسفي: (المرجع نفسه ص 450): [بمعنى تترك مضاجعة من تشاء منهن، وتضاجع من تشاء، أو تطلِّق من تشاء، وتمسك من تشاء، أو تترك تزوُّج من شئت من نساء أمتك، وتتزوج من شئت ومن دعوت إلى فراشك، وطلبت صحبتها، ممن عزلت عن نفسك بالإرجاء فلا ضيقَ عليك في ذلك، ... التفويض إلى مشيئتك]. (تفسير النسفي جزء 3 ص450)
(3) فهنا التساؤل: أين العدل بين الزوجات؟؟؟
(4) وتضيف بنت الشاطئ في كتابها نساء النبي ص 66 فتقول: "بخصوص عواطف النبي، كيف له ـ وهو بشر ـ أن يقسرها على غير ما تهوى!! أو يخضعها بإرادته لموازين العدل وضوابط القسمة!!!
(5) والتساؤل الخطير هنا: كيف وهو النبي لا يستطيع أن يضبط نفسه؟ ولماذا يطالب عامة الناس بفعل ما لم يستطع هو نفسه أن يفعله؟؟!!
[هذه مجرد تساؤلات تحتاج إلى إجابة، فنحن نستفسر، وليس في ذلك حرج كما قالت بنت الشاطئ: "لم أر في شيء منه قط، ما أتحرج من تعريضه لضوء البحث [كتاب نساء النبي ص 8]"
خامساً: أحب زوجات الرسول إليه:
إن أحب زوجات الرسول من بين الـ 54 زوجة وسرية، هي المراهقة الحسناء ذات الجمال والدلال السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق. [حديث رقم 2442 نشر دار ابن كثير]
وقد كتبت الدكتورة بنت الشاطئ عن حظوة عائشة أم المؤمنين عند النبي أربع صفحات من كتابها "نساء النبي" (ص108ـ111) أقتطف منها بعض العبارات للتدليل على ذلك:
1ـ كانت عائشة تباهي ضرائرها قائلة:
"أية إمرأة كانت أحظى عند زوجٍ مني" (ص108)
2ـ وقال النبي على مسمع من زوجاته جميعا:
"حبك يا عائشة في قلبي كالعروة الوثقى (الرباط الذي لا ينفصم)" (ص108)
3ـ سأل عمْرو ابن العاص النبي: "من أحب الناس إليك؟ قال: عائشة ..." (ص 108)
4ـ وهناك دليل آخر: عندما وسَّطت نساء النبي إبنته "فاطمة الزهراء" ليعدل بينهن وبين عائشة، قال لها: "أي بنية، ألست تحبين ما أحب؟" قالت: بلى. قال : "فأحبي هذه [أي عائشة]" فذهبت لنساء النبي وقالت لهن: سوف لا أكلمه فيها أبدا" (ص109)
من هذا وغيره الكثير نستطيع أن نرى محظية النبي من بين زوجاته وسراريه، ألا وهي عائشة المراهقة المدللة.
سادساً: عمرعائشة وعمر النبي وقت زواجه منها:
1ـ كان عمر عائشة عندما عقد قرانها [أي كتب كتابها] كزوجة للنبي هو6 أو 7 سنوات، كما تقول بنت الشاطئ في (كتابها ص 71).
2ـ وتم الزواج [أو ما يسمى بالدخلة] بعد سنتين أو 3 سنوات، أي وعمرها 8 أو 9 سنوات.
3ـ وقدمت بنت الشاطئ عائشة لتحكي بنفسها ما حدث لها يوم عرسها فتقول: "جاء رسول الله بيتنا فاجتمع إليه رجال من الأنصار ونساء، فجاءتني أمي وأنا في أرجوحة بين عِذقين (أي فرعي شجرة) فأنزلتني ثم سوت شعري، ومسحت وجهي بشيء من ماء، ثم أقبلت تقودني، حتى إذا كنت عند الباب، وقفت بي حتى ذهب بعض نفسي (أي حتى اطمأنت نفسي قليلا).
ثم أدخلتني ورسول الله جالس على سرير في بيتنا، فأجلستني في حجره ... ووثب القوم والنساء فخرجوا، وبنى بي (أي دخل بي) رسول الله في بيتي (لم يصبر رسول الله حتى يذهب بالعروس إلى بيته!!!! لماذا هذا التصرف الغريب؟؟!!!) [وتكمل قصتها قائلة:] كنت يومئذ ابنة تسع سنوات ..."] (نساء النبي ص88).
[ويتساءل البعض هل كان ذلك زواج أم أنه اغتصاب؟؟؟!!!]
4ـ وتقول عنها بنت الشاطئ: [كانت عائشة عروسا حلوة، خفيفة الجسم، ذات عينين واسعتين، وشعر جعد، ووجه مشرق، مشَّرب بحمرة] (ص 88)
5ـ وتواصل حديثها عنها فتقول: كانت صغيرة السن أو طفلة ...] (ص 89)
6ـ وتستكمل كلامها قائلة: "كانت صبية يأتيها زوجها بصواحبها ليلعبن معها، أو يحملها على عاتقه لتطل على نفر من الحبشة يلعبون بالحراب" (ص89)
سابعاً: مدى صحة زواج صبية قاصر من كهل جاوز الخمسين قانونياً:
لقد طالعتنا مجلة "سيدتي" التي تصدر عن الشركة السعودية للأبحاث عدد1023 في 14 أكتوبر 2000م بتحقيق صحفي على صفحات (44ـ 54) حول جريمة الزواج من فتيات قاصرات صغار السن، تتراوح أعمارهن يوم الزواج بين 13 سنة و7 سنوات!!!! وقد سلط الريبورتاج الضوء على أمور أساسية بهذا الشأن منها:
1ـ ينص القانون على ضرورة أخذ موافقة العروس على الزواج من الشخص المتقدم لها، أما في حالة القاصر فكيف يؤخذ موافقتها ؟ (وتطبيقاً على هذا المبدأ يتضح من قصة زواج عائشة الطفلة أنه لم تؤخذ موافقتها، وهي ابنة السادسة أو السابعة! بل عندما طلبتها "خولة بنت حكيم السلمية" للنبي وافق أبوبكر دون سؤال الطفلة عائشة.
2ـ في هذا التحقيق أيضا: أقر زوج إحدى هؤلاء القاصرات ـ وكان عمرها يوم تزوجها 12 سنة أي ضعف عمر عائشة يوم أن عقد قرانها - يذكر التحقيق أنه أقر هذا الزوج بأن زواجه منها وهي صغيرة كان ظلما لها وأضاف أيضا قائلا: "لقد كانت صغيرة جدا ولا تفهم، وأضاف قائلا: إن الزواج في مثل هذا العمر أمر غير عادي، وغير مقبول.
3ـ عرضت المجلة أيضا فضيحة أخرى وهي حالة فتاة تزوجت في سن العاشرة (أي أكبر من عائشة أيضا) من زوج في الأربعين من عمره (أي أصغر من النبي).
4ـ وتعرض المجلة جريمة ثالثة لفتاة كان عمرها 7 سنوات حين تزوجت، لدرجة أن المحرر يقول: "حاولنا الحديث معها، ولكنها لصغر سنها كانت صامتة، فحاولنا إغرائها بالحلويات والألعاب لكنها ظلت صامتة"
5ـ وتوجه المجلة سؤالاً إلى الشيخ عوض الردادي وكيل وزارة العمل والشئون الاجتماعية عن السن المناسبة للفتاة أو الرجل عند كتابة عقد الزواج، فأجاب:
ü الإدارة المختصة بالوكالة لديها بيانات خاصة بالفتيات البالغات سن الزواج واللاتي لا تقل أعمارهن عن ثمانية عشر عاما. وأضاف قائلا:
ü أما رأينا الشخصي حول هذه الظاهرة ... لاشك أن الفارق الكبير في السن بين الزوجين وصغر سن الفتاة يترتب عليه الكثير من المشاكل النفسية والصحية والاجتماعية للفتاة.
6ـ وركزت المجلة على الشيخ الدكتور إبراهيم الخضيري القاضي في المحكمة الكبرى في الرياض أنه يشدد على منع الإسلام تزويج البنت القاصر، لأنها لا تقدر على معاشرة زوجها، مؤكداً أنه من حق الأولياء الملزمين من بعد الأب حتى لو كانوا أعمامها أو أخوالها أن يرفضوا هذا الزواج ويعترضوا عليه ويبطلوه، إذا زوَّجها الأب من رجل غير مكافئ لها في العمر بمعنى تزويجها لرجل مسن وهي صغيرة أو طفلة، فإن ذلك الزواج لا يكون فيه إحسان لها ولا صلاح.
(ويستطرد هذا الشيخ الدكتور القاضي قائلا): "أما الصغيرة التي تكون دون سن البلوغ التي زوجها والدها، فمن حق القاضي أن يؤدبه بالسجن والجلد وإسقاط الولاية الشرعية منه"
ثامناً: عائشة الزوجة المدللة المتمردة ومكانتها عند النبي:
إن تعبير الزوجة المدللة المتمردة جرئ قد يتأذى منه بعض إخوتنا المسلمين. ولكن بنت الشاطئ قالت لنا أنها لا ترى شيئا في حياة النبي تتحرج من تعريضه لضوء البحث. (كتابها نساء النبي ص8) وعلى ما يبدو من سيرة عائشة أنها كانت حقيقة مدللة، كما أنها كانت متمردة في شقاوة المراهقات. يتضح ذلك من عدة شواهد في سيرتها مثل:
1) غيرتها على النبي من بقية نسائه:
فكانت مشاعرها بالغيرة من نساء الرسول الأخريات تكاد تقتلها:
أـ تقول الدكتورة بنت الشاطئ في كتابها ص 110 "وحين كانت الغيرة تشتط بها كان النبي يسألها: أغرت؟ فتجيب: وما لي أن يغار مثلي على مثلك"
ب ـ وتقول أيضا بنت الشاطئ: (ص95) "ادخرت غيرتها للشابة القرشية الحسناء زينب بنت جحش وتأهبت لها قبل أن تجيء، فما أن أعلن النبي ما نزل عليه من الوحي في زواجه منها حتى قالت عائشة في غيرة وغضب: [ما أرى ربك إلا يسارع في هواك]"
ج ـ وتقول بنت الشاطيء أيضا (ص95) "وراحت عائشة ... ترقب الزوجة الجديدة وتحصي الدقائق والساعات التي يقضيها الرسول معها، فلما رأته يطيل المكث لديها فكرت في حيلة تصرفه عنها. وأشركت حفصة وسودة أيتهن دخل الرسول عليها إثر انصرافه من عند زينب فلتقل له: أكلت مغافير [ثمر حلو كريه الرائحة] وكان عليه السلام لا يطيق الرائحة الكريهة ... فما كان من النبي إلا أن حرم شرب العسل عند زينب من يومها"
2) المؤامرات على النبي:
قادت عائشة عدة مؤامرات وثورات ضد النبي منها:
أـ التآمر ضد زينب بنت جحش وقصة المغافير التي أشرنا إليها سابقا.
ب ـ التآمر ضد مارية القبطية: تقول بنت الشاطئ: "جاءت مارية تلتمس لقاء النبي، فخلا بها [أي نام معها] في بيت حفصة التي كانت إذ ذاك تزور أباها. فلما عادت حفصة وجدت الستر مسدلا [على الباب] وعلمت أن مارية هناك، فأقامت تنتظر على أحر من الجمر، حتى إذا انصرفت مارية دخلت حفصة على الرسول باكية مقهورة، ولم تهدأ حتى حرم الرسول مارية على نفسه، موصيا حفصة بكتمان ما كان. لكن حفصة لم تستطع أن تكتم سرا عن عائشة، فكأنما أشعلت فيها النار ... والنساء يظاهرنها على النبي ... ولكنهن تمادين في اللجاج إلى حد الشطط ... فاعتزلهن جميعا ... على أن عائشة كانت قائدة الثورة وزعيمة المتظاهرات ... ومضى شهر بأكمله ..." (نساء النبي ص 98)
ج ـ التآمر ضد أسماء بنت النعمان: تقول بنت الشاطئ: "قررت عائشة أن تفرغ منها قبل أن يتم الزواج. واتفقت مع باقي نساء الرسول على خطة موحدة: إذ أوصين العروس الجديدة بما تفعل وما تقول استجلابا لرضى الزوج العظيم ومحبته، فكان مما نصن لها به أن تستعيذ بالله إذا ما دخل عليها! ... فلم تكد تراه مقبلا عليها حتى استعاذت بالله، فصرف رسول الله وجهه عنها، وغادرها من لحظته، وأمر أن تُمتَّع وتلحق بأهلها"
ولما علم النبي بالمؤامرة قال : إن كيدهن عظيم! وبقي عند كلمته فلم يمسكها ... وتخلصت عائشة من منافسة خطرة" (نساء النبي ص 97)
تاسعاً: خيانة عائشة للنبي:
دارت وتدور مناقشات واسعة حول هذا الأمر، وهذا ما يعرف بتعبير "محنة الإفك" [والإفك معناه: الكذب] وتحكي بنت الشاطئ القصة في كتابها عن (نساء النبي من ص 101 ـ 107) وملخص الأمر: أنه في إحدى غزوات النبي في العودة أمسى الليل عليهم فناموا بعض الوقت ثم واصلوا المسيرة إلى المدينة، ولما وصلوا لم يجدوا عائشة في هودجها، وبعد وقت جاءت مع رجل يدعى صفوان السلمي، وعندما سئلت قالت: كنت أقضي حاجة في الخلاء [بدلا من دورة المياه. وانفرط عقدها فجمعته، وعندما عادت وجدت الركب قد رحل، فنامت في الموقع. وعندما سئلت عن صفوان، قالت: هو الآخر كان يقض حاجة كذلك، ولما رآها أخذها على جمله وسار نحو المدينة] هذه هي القصة، ولكنها أثارت شكوك الجميع وردده صحابة: مثل حسان بن ثابت شاعر النبي وغيره. وانتهى الأمر باختصار إلى نزول آيات سورة النور لتبرئة عائشة، وجلد الذين رددوا الفاحشة 80 جلدة. هذه هي محنة الإفك كما ذكرتها بنت الشاطئ وتاريخ الطبري جزء3 ص 67 والصحيحين صحيح مسلم وصحيح البخاري.
هذه أيها الأحباء بعض ما جاء بالسيرة النبوية وحياة رسول الإسلام، وهي مليئة بمثل هذه القصص والحكايات. فأين هذا من الآيات القرآنية في (سورة القلم 68: 4) "إنك لعلى خُلُقٍ عظيم" وفي (سورة الأحزاب 21) "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة" [أي قدوة حسنة] وترى المسيحية تتساءل: أين سيرة نبي الإسلام من سيرة السيد المسيح، الذي عاش يوصل رسالة المحبة والقداسة والطهارة، بل أين ذلك من حياة بولس الرسول الذي قال تمثلوا بي كما أنا بالرب. وقال أقمع جسدي وأستعبده حتى بعدما كرزت للآخرين لا أصير أنا نفسي مرفوضا. أين ذلك من قول بنت الشاطئ عن النبي في كتابها نساء النبي ص 66 فتقول: "بخصوص عواطف النبي، كيف له ـ وهو بشر ـ أن يقسرها على غير ما تهوى!! أو يخضعها بإرادته لموازين العدل وضوابط القسمة!!!
الله يا أحبائي يعرف ضعف بشريتنا ومن أجل ذلك أرسل لنا روح القوة لكي يعطينا إمكانية ضبط النفس والسمو عن نزوات الجسد، والسيطرة على غرائزه حتى لا نكون عبيدا للجسد وشهواته.
أدعوك يا أخي العزيز لكي تقرأ عن شخص السيد المسيح ومبادئه الفائقة ونعمته الغنية التي يعطيها لنا بمجرد طلبنا منه هذه النعمة. أتمنى أن نبحث عن خلاص نفوسنا، قبل أن نقف أمام الله ولا تشفع أية حجة واهية فها نحن نسمع صوت الله المحب كرسالة شخصية لكل واحد منا. هل تستجيب؟؟!! أصلي أن يعطيك الرب رحمة ونعمة. آمين.
الفصل السادس
سلوكيات الرسول من جهة زوجاته
(زينب بنت جحش - زوجة ابنه زيد بن محمد)
أولاً: تزوج النبي محمد من زوجة ابنه:
في الواقع هي زوجة ابنه المتبني زيد ابن محمد، و اسمه الأصلي زيد ابن حارثة ابن شُراحيل الكلبي القحطاني، وهي تدعى زينب بنت جحش الأُسْدِيَّة، ابنة عمة النبي محمد.
وملخص قصتها كما ذكرت في المراجع الإسلامية (نساء النبي لبنت الشاطئ، والسيرة الهاشمية، وعيون الأثر ... وغيرها).
(1) زيد كان عبدا لمحمد ثم أعتقه وتبناه (السِّمْط الثمين ص 108)
(2) لما بلغ زيد سن الزواج اختار له النبي بنت عمه زينب بنت جحش زوجة. (بنت الشاطئ ص 156)
(3) لما رفض أخوها [عبيد الله ابن جحش] تزويجها منه، وكذلك رفضت زينب بنت جحش الزواج منه وقالت: "لا أتزوجه أبداً"، نزل {جبريل} بآية قرآنية تجبرها على الزواج منه رغم أنفها (سورة الأحزاب 36) "وما كان لمؤمن أو مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً، أن يكون لهم الخِيَرة من أمرهم، ومن يعصِ الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا"، فتزوجته كارهة.
(4) وعن ذلك قالت بنت الشاطئ: "لما بلغ زيد سن الزواج، اختار له النبي عليه الصلاة والسلام بنت عمته ... زينب بنت جحش. وكرهت زينب وكره أخوها ... وقالت زينب فيما قالت يومئذ: لا أتزوجه أبداً ... " (كتاب بنت الشاطئ ص 156و157)
(5) وبحسب تاريخ الطبري وكتاب بنت الشاطئ والكثير من المراجع الإسلامية الموثوق بها، ذهب النبي في أحد الأيام إلى بيت زيد وزينب، وكان على الباب ستر من شعر، فرفعت الريح الستر فرأى زينب في حجرتها حاسرة [أي بدون ثياب] فوقع إعجابها في قلبه، وقال "سبحان مغير القلوب".
(6) فجاءه جبريل بآيات قرآنية يعاتبه على إخفاء عواطفه من ناحية زينب، وتأمره بإلغاء تبنيه لزيد، ثم تأمره بنكاح زينب [أي الزواج منها]. وإليك تفصيل الآيات:
أـ العتاب على إخفاء عواطفه نحو زينب: (سورة الأحزاب33: 37) مع تفسير الإمام النسفي لكلمات هذه الآية] "وإذ تقول [بمعنى لماذا تقول] للذي أنعم الله عليه [أي زيد بن محمد: أنعم الله عليه بالإسلام]، وأنعمت أنت عليه [أي بالتبني] أَمسك عليك زوجك [لماذا قلت له أن يبقي على زوجته زينب بنت جحش ولا يطلقها] واتقِ الله. وتخفي في نفسك ما الله مبديه؟، وتخشى الناس، والله أحق أن تخشاه] وفي (سورة الأحزاب 4) "وما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه، ..."
ب ـ إلغاء تبنيه لزيد: في (سورة الأحزاب 4و5) "وما جعل أدعيائكم أبناءكم ذلكم قولكم بأفواهكم ... ادعوهم لآبائهم، هو أقسط عند الله ... وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به"
ج ـ الأمر بزواجه من زينب: (سورة الأحزاب 37) فلما قضى زيد منها وطرا، زوجناها، لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم [أبنائهم بالتبني]"
ثانياً: موقف السيدة عائشة من هذا الزواج:
(1) بالتأكيد كان لعائشة أن تعترض على ذلك، ولكن النبي يملك الحل لكل مشكلة تواجهه والحل في المفتاح السري أي جبريل. فلكي يجبرها على قبول زواجه من زينب اسمع ما كتبته بنت الشاطئ في كتابها (نساء النبي ص165) [روى الواقدي: فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحدث عند عائشة، أخذته غشية (أي أغمى عليه، وهي علامة على نزول الوحي) فسري عنه (أي ذهب عنه الإغماء) وهو يبتسم ويقول: من يذهب إلى زينب يبشرها؟ وتلا (الآية التي نزل بها جبريل) "وإذ تقول [بمعنى لماذا تقول] للذي أنعم الله عليه [أي زيد بن محمد: أنعم الله عليه بالإسلام]، وأنعمت أنت عليه [أي بالتبني] أَمسك عليك زوجك [لماذا قلت له أن يبقي على زوجته زينب بنت جحش ولا يطلقها] واتقِ الله. وتخفي في نفسك ما الله مبديه؟، وتخشى الناس، والله أحق أن تخشاه]
(2) فلما سمعت السيدة عائشة هذه الآية الكريمة وما يفعله جبريل دائما للنبي قالت بأسلوبها الساخر: "إني ما أرى ربك إلا يسارع في هواك" (بنت الشاطئ ص 95)
ثالثاً: زواج النبي من زوجة ابنه:
هناك بعض الكتاب المسلمين ينسبون هذه الواقعة لإفتراءات أعداء الإسلام، مثل الدكتور محمد حسين هيكل. ولكن تصدت له الدكتورة بنت الشاطئ فاسمع ما ردت به عليه في كتابها (نساء النبي ص 160و161) حيث قالت:
1ـ أغلب الظن أن الدكتور هيكل لم يقف على هذه الرواية الإسلامية في مصادرنا، فذهب إلى أنها ـ يقينا ـ من مفتريات المستشرقين والمبشرين، [وبحسب تعبيره]: "الذين أضفوا عليها من أستار الخيال حتى جعلوها قصةً غرامٍ وولهٍ ... " وأكمل حديثه قائلا: "يكفي لهدم كل القصة من أساسها أن تعلم أن زينب بنت جحش هذه هي إبنة عمة الرسول وأنه كان يعرفها ويعرف أهي ذات مفاتن أم لا؟ قبل أن تتزوج زيداً ... وأنه الذي خطبها على زيد مولاه [أي عبده] وإذا عرفت ذلك تداعت أمام نظرك كل تلك الخيالات والأقاصيص: من أنه مر ببيت زيد ولم يكن هو فيه، فرأى زينب فبهره حسنها، وقال: سبحان مقلب القلوب وكأنها مدام ريكاميه (؟!)"
2ـ فردت عليه بنت الشاطئ قائلة: إن هذا الزواج عند هيكل لم يدفع إليه ميل ولا عاطفة ... وتقول: أضاف هيكل "أفيبقى بعد ذلك أثر لهذه الأقاصيص التي يكررها المستشرقون. ولكنها شهوة التبشير المكشوف ... والخصومة القديمة للإسلام ... تجعلهم يتجنون على التاريخ، ويلتمسون أضعف الرواية فيه مما دس عليه ونسب إليه".
3ـ وتكمل حديثها قائلة: [ما أنبله من رد، لولا أن قصة إعجاب الرسول بزينب ، وحكاية الستر من الشعر الذي رفعته الريح، وانصراف الرسول عن بيت زيد وهو يقول: سبحان الله مقلب القلوب، قد حكاها سلف لنا صالح، غير مهتمين بالكيد للإسلام، من قبل أن تسمع الدنيا بالحروب الصليبية والتبشير والاستشراق]
وتواصل حديثها قائلة: [لننظر في القضية على ما حكاها الطبريان وابن حبيب، هل فيها ما يريب؟ وتجيب على هذا التساؤل قائلة: إن آية العظمة في شخصية نبينا، أنه بشر ... أفينكر على بشر رسول، أن يرى مثل زينب فيعجب بها؟؟؟!!!] (ص 161)
ثم تؤكد قولها هذا بعبارة عجيبة هي: إن ـ قصة إعجابه بزينب بنت جحش ـ لجديرة بأن تعد مفخرة لمحمد والإسلام] (ص162).
4ـ والواقع أنه من مفاخر محمد والإسلام أيضا ما ناله من إمتيازات بلا حدود في موضوع الزواج بمن يشاء (أي ليس بزوجة ابنه فحسب) اسمع ما يقوله برهان الدين الحلبي في كتابه السيرة الحلبية المجلد الثالث ص 377) "إذا رغب محمد في إمرأة غير متزوجة، كان له أن يدخل بها من غير لفظ زواج، ومن غير شهود، أو ولي، أو حتى من غيررضاها!! وأما إذا كانت متزوجة ورغب فيها محمد فإنه يجب على زوجها أن يطلقها له حتى يتزوجها!!! وإذا رغب في أمَة [أي عبدة] وجب على سيدها أن يهبها له. كما من حق محمد أن يزوج المرأة لمن يشاء من الرجال بدون رضاها. وله أن يتزوج في وقت إحرامه [أي الحج] كما حدث مع ميمونة وله أيضا أن يصطفي [أي يختار] من الغنيمة ما يشاء، سواء جارية أو غيرها، وذلك قبل البدء في تقسيم الغنيمة"
رابعاً: التعليل الصحيح لظاهرة إكثار النبي محمد من الزوجات:
إن هذه نقطة خطيرة، جديرة بالتحليل، خاصة مع ثبوت أن هناك الكثير من زوجاته لم يدخل بهن، فلماذا؟
وإن حاولنا معرفة الأسباب علينا أن نتقصى ما قيل في هذا الصدد، وقد تجمع لدي سببان على الأقل.
السبب الأول:
هو تمركز النبي حول ذاته، فكل امرأة جميلة سواء كانت عذراء أو متزوجة لابد أن يستأثر بها لهذا جاءه جبريل بتلك الآية الشهيرة في (سورة الأحزاب 33: 50ـ5):
(1) [ففي آية 50] يقول: "يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك ... وما ملكت يمينك ... وإمرأةً مؤمنةً إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها" (يتزوجها): ويفسرها الإمام النسفي (جزء3 ص 449) قائلا: [أي أحللنا لك من تهب لك نفسها ... وأنت تريد أن تستنكحها] (والمفهوم من ذلك أنه حِلٌّ بلا حدود [أيةَ إمرأة تهب نفسها]!!!!)
(2) [وفي نفس الآية] يقول: "خالصة لك من دون المؤمنين" يقول النسفي (المرجع نفسه ص449) [الاختصاص لك دون المؤمنين] (يا له من امتياز خاص!!!!)
(3) [ويكمل قائلا:] "لكي لا يكون عليك حرج": (حتى لا تكون محرجا في ذلك!!!!)
(4) [وفي آية 51] "تُرْجِي [أي تؤجل] من تشاء منهن، وتُؤْوِي [أي تضم] إليك من تشاء": قال النسفي: (المرجع نفسه ص 450): [بمعنى تترك مضاجعة من تشاء منهن، وتضاجع من تشاء، أو تطلق من تشاء، وتمسك من تشاء، أو تترك تزوُّج من شئت من نساء أمتك، وتتزوج من شئت].
هذا سبب وهو كما يقولون أنانية النبي، واستحواذه على ما يريد لنفسة بأمر من جبريل.
السبب الثاني:
الذي قاله البعض أيضا، هو شيء غريب وعجيب حقا، ولأول مرة أكتشف هذا الأمر وهو: إنهم يقولون أن إكثار النبي من الزوجات، يرجع إلى إصابتة بالعُنَّةِ أو العجز الجنسي بعد موت خديجة؟
دعنا نستعرض وجهة نظرهم هذه:
أولا: مفهوم العُنَّة:
تعرف أيضا بالعُنانة. وهي العجز الجنسي عن الجماع، لعدم الانتصاب، أو سرعة القذف.
ثانياً: أسبابها:
1ـ من أسباب العنة أو العجز الجنسي هو عيب في تكوين الأعضاء الخارجية أو الداخلية بضمورها أو لانعدامها. أو نقص إفرازات الغدد الصماء.
2ـ وأيضا من أسباب العجز الجنسي العوامل الاكتسابية مثل: الأمراض العصبية، وأمراض الكلى، والسكر، والإفراط في الجماع، والإجهاد في الأعمال الفكرية، والصدمات النفسية، والاضطرابات العاطفية. ومن أكثر أنواع العنة شيوعا، العنة أو العجز الجنسي النفسي.
ثالثا: أسباب الشك في النبي أنه ربما كان مصابا بالعنة بعد خديجة:
وهذا لأسباب عديدة منها:
1ـ يشك في إصابته بالعجز الجنسي لأنه لم ينجب نسلا إلا من خديجة رغم كثرة نسائه هذا ما كتبت عنه بنت الشاطئ في كتابها (نساء النبي ص 219) قائلة: [لقد تزوج المصطفي صلعم، منذ ماتت السيدة خديجة، عشر زوجات، منهن الشابة الفتية، والمرأة الناضجة، ومنهن من كانت ذات ولد. ولكن أرحامهن جميعا أمسكت فما تجود بولد واحد للنبي الذي تخطف الموت أبناءه من خديجة، فلم يدع له سوى ابنة وحيدة هي السيدة فاطمة الزهراء.]
2ـ وتقول أيضا بنت الشاطئ في (ص221): [وأمهات المؤمنين وفيهن بنت أبي بكر، وبنت عمر، وبنت زاد الركب، وحفيدة أبي طالب، محرومات لا يلدن]
3ـ سبب آخر لشك البعض في إصابة النبي بالعجز الجنسي: هو أنه عندما ولدت مارية القبطية إبراهيم شك النبي في نسبته إليه [ربما لأنه متأكد من أنه لا ينجب!] وقد شهد [البزار] عن أنس رضي الله عنه قال: "لما وُلِد إبراهيم ابن النبي صلعم من مارية جاريته، وقع في نفس النبي صلعم منه شئ، حتى أتاه جبريل فقال: السلام عليك يا أبا إبراهيم"
(طبقات ابن سعد) (أخرجه البزار كما في كشف الأستار جزء2 ص 189. وقال الهيثمي رواه البزار وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وبقية رجاله، رجال الصحيح. كما أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (ص 410) وابن سعد في الطبقات جزء 8 ص 214)
وتقول بنت الشاطئ (ص222ـ234) [حمل ـ النبي محمد ابنه إبراهيم ـ يوما بين ذراعيه لترى ما في الصغير من ملامح أبيه (ربما ليتأكد منها لأنه يقدر رؤيتها الثاقبة) ... فقالت: ما أرى بينك وبينه شبها!!!] وكانت الطامة الكبرى. فتذكر بنت الشاطئ ما أشيع عن ماريا القبطية بهذا الخصوص مما يؤكد شك النبي، وصدق كلام عائشة فتقول في كتابها (ص 223و224): [ ـ انطلقت ـ شائعة ... من أهل المدينة، واتهموها ... بالعبد "مابور" الذي جاء معها من مصر في هدية المقوقس، وكان يأوي إليها لخدمتها ويأتيها بالحطب والماء، فقال الناس: عِلْجٌ يدخل على عِلْجَة [أي حمار يدخل على حمارة].
وقد وصل الأمر إلى ما ذكرته بنت الشاطئ في ص 224 وتقول: في حديث أنس رضي الله عنه، أن رجلا كان يتهم بأم ولد رسول الله صلعم فقال لعليِّ: اذهب فاضرب عنقه ...] (رواه ثابت البناني عن أنس، وأخرجه مسلم في صحيحه)
خامساً: تعليل إمعان النبي في الإكثار من الزوجات:
يفسر أصحاب هذا الرأي بأن الامعان في الإكثار من الزوجات كان لتغطية هذا النقص الجنسي، إذ يريد أن يوهم الناس بأنه فحل الرجال؟؟ ويدللون ذلك بالآتي:
(1) خشيته من جرأة عائشة التي تفردت بهذه الصفة عن جميع زوجاته، فكان يخشى منها أن تفضح الأمر، لذلك كان يراضيها بأية وسيلة.
(2) شكه في عائشة أن تكون قد فعلت شيئا مع صفوان السلمي في ما يعرف بمحنة الإفك.
(3) تحريمه لقاء نسائه مع أي أحد، وفرضه عليهن الحجاب (سورة الأحزاب).
(4) تحريمه زواج أرامله من بعده حتى يظل السر مخفيا (سورة الأحزاب)
هذه كلها آراء المجتهدين، وهي تحتاج إلى إجابات من علماء وفقهاء الإسلام الأفاضل!!