تساؤلات حول القرآن
4 ـ نصب الفاعل ( لاينال عهدى الظالمين )
سؤال : حدثتنا المرة السابقة عن الإعجاز اللغوي بالقرآن وتعرضت لبعض الآيات، فهل هناك آيات أخرى؟
الإجابة: بالتأكيد يوجد الكثير ولكننا نريد في كل مرة نأخذ مثالين أو ثلاثة فقط، حتى لا تكون الجلسة حصة في قواعد النحو العربي، فأنا أعلم أن كثيرين لا يدركون هذه القواعد النحوية الكثيرة، لهذا فإني أنتقي مجرد الأمور البسيطة التي يستطيع أن يدركها عامة الناس. أما الآيات القرآنية الأخرى فأُرجِئُها، للحديث عنها مع المختصين في اللغة على انفراد. فدعنا نتساءل عما جاء في:
نصب الفاعل
+ (سورة البقرة2: 124) "قال لا ينالُ عهدي الظالمين"
التساؤل:
"الظالمين": كان يجب أن تكون "الظالمون" فهي جمع مذكر سالم مرفوع بالواو والنون لأنه فاعل الفعل "ينال". فكيف جاءت منصوبة بالياء والنون؟؟؟!!!
وقد حاول المفسرون تعليل ذلك بطرق غير مقنعة لأنها تلوى الحقائق، فمثلا قال الإمام النسفي: معنى الآية أنه "لا يصيب عهدي أي الإمامة أهلَ الظلم" فجعل "عهدي" فاعل، لتكون الظالمين هي المفعول المنصوب بالياء والنون. ونسي الإمام العظيم أن فعل "ينال" (كما جاء في المعجم الوسيط معناه أن الإنسان هو الذي ينال الشيء، إذ يقول [نال الشيء أي حصل عليه جز2 ص964] وليس الشيء هو الذي ينال الإنسان!!!! فمثلا لا يمكن أن نقول: "نالت الجائزةُ المجتهدين"! بل الصحيح أن نقول: "نال المجتهدون الجائزة" فكيف أن العهد وهو شيء هو الذي ينال الظالم وهو إنسان. هذا كلام غير مقنع، ونحن نريد أن نفهم رداً منطقياً مقنعاً.