الفصــل الثالــث
بطلان القول الثاني
القائل إن معنى الواحد في الخالق
هو أنه لا نظير له +
مقدمة الفصل : لهذا القول معنيان
25 وأما قول القائلين بأن
"معنى الواحد في البارئ (تعالى ذكره!)
فإنه(1) لا يخلو(2) أن(3) يكون
___________
+ هذا الفصل يحلله PERIR تحليلا مفصلا ، ص 134 (الفقرة الأخيرة إلى ص 126) . وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذا الرأي قد أخذ به الكثيرون من الكتاب المسيحيين . نذكر منهم على سبيل المثال كاتبين من اليعاقبة ، أي من مذهب يحيى بن عدي بالذات ، هما ابو رائطة التكريتي (اواخر القرن الثامن – اوائل القرن التاسع ، حيث يورد الآية القرآنية . راجع رسائل أبي رائطة (انظر أعلاه ص 108 حاشية 2) ص 18 سطر 9 – 15 . اما الكاتب الثاني فهو معاصر ليحيى بن عدي ، او احدث منه عهدا بقليل ، وهو ساويروس بن المقفع اسقف الاشمونين ، الذي كثيرا ما تناول بالبحث الموضوع المطعون فيه هنا . راجع مثلا قوله في كتاب
|
"مصباح العقل" الذي نشرناه مؤخرا ، الفصل الثاني ، رقم 4 – 6 (القهرة 1978) ، ص 12 – 13 : "قلنا انه جوهر واحد . يعني أن جوهره وذاته وطبيعته لا تشبه شيئا من المخلوقات ، ولا توافق ذاتا من المحدثات . فجوهره وذاته مباينة لسائر الجواهر المعقولة والمحسوسة . نريد بالمعقولة الجواهر البسيطة ، ونريد بالمحسوسة المركبة" . 25- ++ راجع أعلاه ، رقم 6 . هذه العبارة تشير إلى آية القرآن الكريم في سورة الشورى (9/42) : "ليس كمثله شئ ، وهو السميع البصير" . (1) ك : في انه (2) ب ق ك : يخلوا (3) ق ك : من ان
|
1 – المعنى الأول : لا شئ يناظر الخالق بوجه من الوجوه
26 يُعنى به أنه
ليس شئ يماثله(1) بوجه من الوجوه
ق 3 جـ 27* وذلك(1) يكون بألا(2) يوافق شيئا(3) من الموجودات
ط 186 جـ في معنى من(4) المعاني(5) * البتة .
28 بل يباين كل واحد من الموجودات ،
ب 3 ظ في(1) * شئ من صفاته(2) .
29 وذلك بأن يخالف كل واحد منها
في(1) كل شئ من صفاته .
2 – المعنى الثاني : لا شئ يناظر الخالق في جميع الأمور
30 أو يُعنى به أنه لا يوجَد شئ يماثله ويناظره ،
في جميع الأمور الموجودة له ، وفيه ؛
31 وإن كان قد يوافق شيئا(1) ما ،
في بعض صفاته .
32 أعني أنه(1) لا يوجَد(2) شئ
يتّفق معه في جميع صفاته .
____________
26- (1) ك : يتامله 27- (1) ب ق ك : فذلك (2) ب ق ك : ما لا (3) ب ط ق ك : شيا (4) ق ك : (ناقص) (5) ق ك : معاني
|
28- (1) ك : (أضاف) كل (2) ق : (ناقص) شئ من صفاته 29- (1) ق : (ناقص) وذك بأن يخالف كل واحد منها في 31- (1) ب ط ك : شيا 32- (1) ق ك : به (2) ك : وجد |
أولا – إثبات بطلان المعنى الأول
المقدّمة
33 ومن البيّن أنه غيرُ ممكن
أن يوجَدَ شئ موصوف بأنه :
لا نظير له ،
غير موافق شيئا(1) من الموجودات ،
في معنى من المعاني ، أصلا(2) ؛
34 بل(1) مخالفا كل(2) واحد منها ،
في كل أحواله ونعوته(3) .
1 – الإثبات الأول
35 وذلك أنه ، إذ هو غيرُ نظير(1)
لموجود ما من الموجودات ،
فكذلك(2) ذلك الموجود(3) أيضا
ك 6 جـ هو غيرُ * نظير له(4) .
36 مِن قِبَل أنّ غير النظير
معناه والوجود له هو
أنه غيرُ نظيرٍ(1) للشئ(2) الذي هو غير نظيره .
___________
33- (1) ب ط ق ك : شيا (2) ق : واصلا ك : فاصلا 34- (1) ب ق ك : (ناقص) (2) ق ك : بين (sic) (3) ق ك : وجوده
|
35- (1) ب ق ك : تحقيق (sic) (2) ق ك : فكدا (3) ب : الوجود (4) ق ك : (ناقص) 36- (1) ط : (أضاف) له من قبل أن غير النظر (ثم شطبها) (2) ب : الشي |
37 كما أن النظير ،
إنما(1) معناه والوجود(2) له هو
أنه نظير للشئ الذي هو نظيره .
38 فإذ(1) كان كل واحد منهما
غيرَ نظير لقرينه ،
39 وكان كل واحد منهما
(في أنه غيرُ نظير قرينه)
موافقا له في معنى * غيريّة المناظرة ،
ق 3 ظ موافقا له في معنى * غيريّة المناظرة ،
ط 186 ظ 40 *- وليس يختص أحدهما بهذا المعنى ، دون الآخر ،
ولا أحدهما أيضا(1) أولى من قرينه ،
ب 4 جـ 41 * فلذلك(1) قد اتّفقا
في معنى غيريّة التناظر والتشابه .
42 فيجب ضرورة أن يكونا متناظرَيْن متشابهَين ،
في أنهما غيرُ متناظرَين ولا متشابهَين .
43 إذا كان هذا هكذا(1) ،
فليس يُمكن أن يوجَدَ شئ
لا نظير له بوجهٍ من الوجوه .
2 – الإثبات الثاني
44 ومع هذا ، فإنه يلزم القائل بأن الواحد
مخالفٌ جميع الموجودات سواه في كل صفاتها
وغير موافق [لها] في شئ من نعوتها ،
___________
37- (1) ب ق ك : ان (2) ك : والموجود 38- (1) ب : واد ق ك : وادا
|
40- (1) ق ك : (ناقص) 41- (1) ط : ولذلك 43- (1) ق ك : هكدى |
45 ليس أن(1) يكونَ الواحدُ
نظيرا لجميع الموجودات فقط ،
لكن أن(2) يكونَ (مع ذلك) أيضا جميعَ الموجودات .
46 فأما(1) كيف يلزم ذلك ،
فإنه على ما أنا شارح .
47 إذ قد وُضع أن الواحدَ
ك 6 ظ مخالف * الإنسان(1) مثلا ،
في(2) كل(3) ما يوصَف به الإنسان ،
48 (ومن صفات الإنسان(1) أنه
غيرُ مَلَكٍ ، وغيرُ (2) فرس ، وغير نبات ، وغير موّات ، وغير كل واحد من الأعراض ، وبالجملة غير كلّ * واحد من الموجودات ،
ق 4 جـ سوى الإنسان) ،
49 فيجب ضرورةً أن لا(1) يُصدّق(1) على الواحد شئ من هذه الصفات .
ط 187 جـ 50 وإذا لم يُصدّق على الواحد هذه * السوالب(1) ،
فواجب ضرورة أن يُصدّق عليه الموجبات(2) المناقضات لها .
____________
45- (1) ق ك : (ناقص) (2) ط : (ناقص) 46- (1) ب : فلما 47- (1) ط : للانسان (2) ب ق ك : فاما (sic) (3) ب ق ك : (ناقص)
|
48- (1) ط : (ناقص) ومن صفات الإنسان الإنسان (2) ق ك : عير 49- (1) ق ك : (ناقص) (2) ب ط : يصدق 50- (1) ط : السوالف (2) ب : الوجبات |
ب 4 ظ 51 إذ كان(1) * من الاضطرار أن يصدّق(2) على كل شئ ، إما السالبة ، وإما(3) الموجبة المناقضة لها .
52 وإذا(1) كان هذا هكذا ،
فقد يلزم أن يوجَدَ الواحد ،
إذ قد وُضع مخالفا للإنسان
في كل ما يوصَف به
53 (ومن صفات الإنسان أنه
غيرُ فرس ، وغير(1) مَلَك(1) ، وغير نبات(2) ، وغير موّات ، وغير كمّيّة ، وغير كيفيّة ، وغير كل واحد من الأعراض ،
وبالجملة(3) غير كل واحد من الموجودات سواه) ،
54 أن يكون الواحد ،
وإذ(1) هو ليس(2) غير مَلَكٍ ، مَلَكًا ،
55 وإذ هو ليس غير نبات ، نباتا ،
وإذ هو ليس غير كمّيّة ، كميّة ،
وإذ هو ليس غير كيفيّة ، كيفيّة .
ق 4 ظ 56 بل قد(1) يجب ، إذ هو ليس * غير كل واحد** من ك 7 جـ الأعراض أن يكونَ كل واحد من الأعراض(2)
___________
51- (1) ب : (أضاف) اذا كان (2) ط : يصدق (4) ب : او 52- (1) ب ق ك : فاذا 53- (1) ق ك : (ناقص) (2) ب : نياب (3) ب ق ك : (أضاف) هو
|
54- (1) ب : واذا (2) ب : (أضاف) هو 56- (1) ط : (ناقص) (2) ب : (أضاف) ان يكون كل واحد
|
57 وبالجملة ، إذ هو ليس
غير كل واحد من الموجودات ، سوى الإنسان(1) ،
فمن الضرورة أن يكونَ
كل واحد من الموجودات ، غير الإنسان .
3 – الإثبات الثالث
58 وقد(1) يلزم هذا الرأي ،
مع هذا المحال(2) أيضا ،
ط 187 ظ شناعةً قبيحةً * جدًّا .
59 وهي أن يكونَ الواحدُ
كل واحد من الأضداد ، وقرينَه(1) معه .
60 وذلك أنه ، إذا وُضع الواحدُ
مخالفا لضدّ(1) ما(2) ، كالبياض مثلاً ،
في كل ما(3) يوصَف به البياض
61 (ومِن البيّن أن ، من صفات البياض ،
ب 5 جـ * أنه غير سواد) ،
62 فيلزم ضرورةً أن يكونَ الواحدُ
هو ليس غير سواد .
___________
57- (1) ق ك : للانسان 58- (1) ب ق ك : (ناقص) (2) ق : المجال 59- (1) ق ك : قرنيه
|
60- (1) ب : لصد (2) ب : مآء (sic) (3) ق ك : كلما (عوض "كل ماء")
|
63 وكل ما(1) ليس(2) غير سواد ،
فهو لا محالة(3) سواد .
فالواحد(4) إذاً(5) سواد .
64 وبهذه(1) السبيل بعينها ،
يلزم أنه بياض ،
وأنه كل واحد من الأضداد وقرينُه !
4 – الإثبات الرابع
65 ويلزم هذا الاعتقادُ أيضا
أن يكونَ الواحدُ غيرَ موجودٍ على هذا النحو
66 ولا واحد من المعاني ،
ق 5 جـ التي يلزم وجودُها أن يوجد الضدَان معنىً * واحدا(1) ، يمكن أن يكون موجودا .
67 والواحد ، إذا وُضع أنّ(1) معناه
[هو] أنه لا نظير له ، إذًا(2)
يلزم وجودُه أن يكونَ الضدّان معنىً واحداً(2) بعينه(3) .
68(1) فالواحد ، بمعنى لا نظير له ، إذاً(2)
ليس يمكن أن يكون موجودًا(3) .
___________
63- (1) ق ك : وكلما (عوض "وكل ما") (2) ب ق ك : هو (3) ط : محة (sic مع سطر فوق الكلمة) (4) ب : فالواء احد (sic) (5) ب ق ك : ادن 64- (1) ق ك : وبهذا 66- (1) ق : واحد
|
67- (1) ب : الى (2) ب ط ق ك : واحد (3) ط : (ناقص) 68- (1) ط : (رقم 68 بكامله ناقص) (2) ب : ادن (3) ق ك : (ناقص) إذًا ليس يمكن أن يكون موجودا |
69 وقد بيّنّا(1) كيف يلزم هذا الموضع(2)
أن يكون الضدّان معنىً واحداً بعينه .
الخاتمة
ك 7 ظ 70 وفي* هذا كفاية
في إبانة بطلان وجود شئ
لا نظير له بوجهٍ من الوجوه .
ثانيا – إثبات بطلان المعنى الثاني
1 – عرض الفكرة
71 وإن كان معنى القول بأنه "لا نظير له" ،
هو أنه لا يوجد له(1) ما(2) يناظره ويماثله في جميع الوجوه ،
وإن كان قد يوجد ما يماثله في بعضها +
ط 188 جـ 72 فإنه(1) من البيّن * الظاهر
ب 5 ظ *أنّ كلّ(2) واحد(3) من الموجودات
يوافق كل واحد منها سواه ، في هذا المعنى ،
73 أعني : في أنه لا يوجد شئ غيره
يماثله ويوافقه في جميع صفاته ونعوته .
___________
69- (1) ب : بيننا (2) ط : (ناقص) وقد بيّناّ كيف يلزم هذا الموضع 71- (1) ب ك : (ناقص) (2) ب : من + راجع الرقمين 30-31
|
72- (1) ق : ف (2) ب : كان (3) ب : واحدا |
2 – إثبات الفكرة
74 وذلك أنه لا يمكن أن يوجَدَ(1) غيران
يوافق كلُّ واحدٍ منهما نظيره(2) ، في كلّ نعوته .
75 لأن الغيريّة توجب(1) ً الاختلاف(2) ،
والاختلاف(3) يُبطل الاتفاق(4) ،
فيما به قوام الاختلاف(5) .
76 فمن(1) الضرورة(2) إذاً يُبطل الاتفاق(4) ،
ألاّ(4) يتّفقا(5) في ذلك .
77 وما به اختلفا ،
ق 8 ظ هي(1)* صفةٌ من صفات كلّ واحدً منهما ،
ونعتٌ من نعوته .
78 فليس الغيران إذاً(1) متّفقَين
في كلّ واحدً(2) من نعوتهما(3) وصفاتهما(4) .
___________
74- (1) ق ك : (أضاف) شي (2) ق : (ناقص) 75- (1) ط : توجب (2) ق ك : الاخلاف (3) ق ك : والاخلاف (4) ب ق ك : الانصاف (5) ق ك : الاخلاف 76- (1) ق ك : ومن (2) ق : الضد ك : الضده
|
(3) ب : ادن (4) ق ك : لا (5) ط : (أضاف) ل (ثم شطبها) 77- (1) ق ك : هو 78- (1) ب ق ك : ادن (2) ق ك : واحداً (3) ب : نعوتهم (4) ب : وصفاتهم
|
خلاصة الفصل
79 فقد فسد إذاً(1) القول بأن معنى الواحد
هو(2) أنه(2) "لا نظير له" .
80 وذلك ما أردنا أن نبيّنه(1) .
___________
79- (1) ب : ادن (2) ب : (ناقص)
|
80- (1) ق : نبين ك : يتبين
|