الفصل العاشر

 

يحيى بن عدي ومقالته في التوحيد

في الفكر العربي

 

     إذ قد وصلنا إلى نهاية بحثنا ، لا بد لنا من أن نُلقي نظرة شاملة ، ولو عاجلة ، على صاحبنا ؛ فنتساءل : "هل ترك يحيى بن عدي أثرا بعد وفاته ؟" . لا سيما وأنّا لاحظنا أنه أحيط بشئ من الإهمال والنسيان في أيامنا هذه !(1)

 

     ولكي نجيب على هذا السؤال ، نقسمه إلى قسمين : الأول يبحث عن أهمية فلسفة يحيى بن عدي في الفكر العربي ، والثاني عن أهمية "المقالة في التوحيد" في الفكر العربي .  ولما كان بحثنا خاصا ، لا عامّا ، رأينا أن نعطي للمسألة الثانية القسط الأكبر من درسنا .

 

أولا – أهمية فلسفة يحيى بن عدي

    في الفكر العربي

 

1 – يحيى أستاذ جماعة من الأساتذة

 

     إنّ ليحيى فضلا عظيما على الفلسفة العربية . فقد كوّن مجموعة من التلامذة ، أصبحوا هم بدورهم أساتذة العرب ، ثم أصبح تلامذتهم أساتذة ، شرقا وغربا . وهلمّ جرّاً(2) .

 

     فقد أسّس إذاً يحيى مدرسة فكرية ، عُرفت "مدرسة بغداد الأرسطوطالية"(3) ، استمرّت بعده أجيالا . وإن لم يكن ليحيى بن عدي فضلٌ آخر سوى هذا ، لكان استحقّ منّا أجمل ثناء وحمد !

 

     فإنّ أبا زكريا ، بعد أن كان "أفضلَ تلامذة أبي نصر" الفارابي ، حسب تعبير

___________

 

1)                        راجع "التصدير" ، ص 19 – 20 .

2)                        راجع ما ذكرناه عن بعض تلامذة يحيى بن عدي ، في الفصل الأول من بحثنا (ص 31 – 33) .

3)                        وقيل أيضا "مدرسة بغداد النصرانية" . راجع مثلا مقال براون BROWN ، المذكور في قائمة الكتب (bibliographie) تحت رقم 103: Avicenna and the Christian Philosophers in Baghdad

 


 

ظهير الدين البيهقي(4) ، أصبح أفضلَ أساتذة عصره و "أوحد دهره" ، كما قال ابن النديم . لذلك أضاف : "وإليه انتهت رئاسة أصحابه(5) [الأرسطوطاليين] في زماننا"(6) .

 

     وقد اعترف بفضله معاصره أبو الحسن علي بن الحسين المسعودي ، عند كلامه عن الفارابي ، إذ قال : "ولا أعلم في هذا الوقت أحدا يُرجَع إليه في ذلك(7) ، إلا رجلا واحدا ، من النصارى ، بمدينة السلام ، يُعرَف بأبي زكريا بن عدي"(8) .

 

2 – تأثيره على الفلاسفة العرب غير المسيحيين

 

     ولو تعدّينا مرحلة التعليم ، هل كان ليحيى أثر على الأجيال التالية من المفكرين ، لا سيما على غير النصارى ؟ وما مدى تأثيره عليهم ؟

 

     مما لا شك فيه أن ترجمات يحيى بن عدي لكتب أرسطو ومفسريه ، لا بل تفاسيره له ، قد استعملها الفلاسفة العرب . ولدينا شواهد على ذلك فيما يخص ابن سينا (ت 1037م)(9) وابن الصلاح (ت1143م)(10) ، وابن رشد (ت1198م)(11) ، على سبيل المثل ، لا الحصر .

 

     أما بخصوص آرائه ونظرياته ، فيبدو أن أبا الوليد محمد ابن رشد قد اقتبس بعض نظريات يحيى بن عدي ، وأدمجها في مقالته "في العقل الهيولاني"(12) ، وفي كتابه الشهير "تهافت التهافت"(13) حيث يرد على الشيخ الإمام الغزالي .

___________

 

4)                         راجع "تتمة صوان الحكمة" ، لظهير الدين أبي الحسن علي بن زيد ، طبعة محمد شفيع (لاهور 1935) 

       Panjab University Oriental Publications Series, 20 ص 90 سطر 6 .

5)                        والمقصود بهذه الكلمة "أصحابه في الفلسفة" ، لا "أصحابه في الدين والملة" ، كما فهم بيرييه (PERIER) ص 215 -§-1 ، حيث ترجم "et le plus remarquable des hommes de sa religion parmi nos contemporains": وفيليب حتّي ("تاريخ العرب" الطبعة الخامسة – بيروت ، دار غندور ، 1974) : "ولقد انتهت إلى يحيى [بن عدي] المذكور رياسة جماعته الدينية" (ص 383/16 – 17) .

6)                        راجع ابن النديم ، ص 369 سطر 6 – 8 .

7)                        أي "في علم المنطق والفلسفة" .

8)                        راجع "التصدير" ، ص 19 – 20 حاشية 6 .

9)                        راجع بيرييه (PERIER) ص 50 .

10)                     راجع أندرس (ENDRESS) ص 29 – 30 (رقم 1/51) وص 63 – 64 (رقم 4/52) .

11)                     راجع أندرس (ENDRESS) ص 27 – 28 (رقم 1/26) .

12)                     راجع بيرييه (PERIER) ص 220 – 222 .

13)                     راجع أندرس (ENDRESS) ص 77 (رقم 5/33) .


 

     كما أن موسى بن ميمون يُشير إلى نظرية يحيى بن عدي الشهيرة ، في الفصل 68 من كتابه "دلالة الحائرين"(14) ؛ ألا وهي تشبيه الله المثلّث بالعقل والعاقل والمعقول ؟

 

     وأقوى دليل على أهمية يحيى بن عدي في الفكر الفلسفي الإسلامي ، ما قاله موسى بن ميمون في الفصل 71 من كتاب "دلالة الحائرين" . قال : "فلما جاءت ملّة الإسلام ، ونُقلت إليهم كُتب الفلاسفة ، نُقلت إليهم أيضا تلك الردود التي أُلّفت على كُتب الفلاسفة . فوجدوا كلام يحيى النحوي ، وابن عدي ، وغيرهما ، في هذه المعاني . فتمسّكوا به ، وظفروا بمطلب عظيم بحسب رأيهم"(15) .

 

     فلم يذكر من الفلاسفة سوى يحيى النحوي (وهو الفيلسوف الإسكندراني الشهير ، الذي عاش في القرن السادس الميلادي ، المعروف (JOHANNES PHILOPOUS) ، ويحيى ابن عدي . ولم يذكر مثلا أبا بشر متّى بن يونس أو يوحنا بن حيلان ، معلّمَي الفارابي ، ولا الفارابي نفسه . فتأملْ !

 

3 – تأثيره على الفلاسفة العرب المسيحيين

 

     أما بخصوص المفكرين المسيحيين ، فيكاد لا يوجد مفكّر منهم إلا وقد تأثّر بمصنّفات أبي زكريا يحيى بن عدي ، لا سيما إذا دار الحديث حول موضوع التوحيد والتثليث .

 

     ومن المستحيل إحصاء هؤلاء المفكرين ، وبالحري توضيح وجه تأثرهم بيحيى . لذلك أكتفي في هذه العجالة بسَرْد أسمائهم ، مع ذكر النص أو النصوص المتأثرة بفكر يحيى . وقد رتّبتُ الأسماء ترتيبا تاريخيا .

 

1 – أبو علي عيسى بن زُرْعة (ت 1008م)(16)

____________

 

14)                     راجع موسى بن ميمون : "دلالة الحائرين" ، طبعة صموئيل منك (MUNK) ، الجزء الأول (باريس 1856) ص 301 و 310 – 311 (من الترجمة الفرنسية المعروفة بعنوان “Le Guide des égarés”) .

15)                     راجع "دلالة الحائرين" ج1 ، ص 94 ظهرا ، سطر 11 – 16 (بالحرف العبراني) ، وص 341 من الترجمة الفرنسية .

16)                     راجع مثلا : "مقالة يحيى بن عدي بن حميد بن زكريا (رضي الله عنه) التي أوعز بالرؤيا إلى تلميذه وشيخنا أبي علي عيسى بن زرعة بتصنيفها عنه ، فصنفها ممتثلا لأمره ، في سنة 368" ، وهي رؤيا في أمر العقل والعاقل والمعقول رآها في ليلة 8/4/979م . مطبوعة في "سباط" ص 68 – 75 . راجع جراف ، ج2 ، ص 252 – 253 (رقم 1) .

 


 

2 – أبو الفرج عبد الله بن الطّيب (ت 1043م)(17)

3 – أبو نصر يحيى بن جَرير التكريتي (ت نحو 1080م)(18)

4 – كتاب "اعتراف الآباء" لمؤلف قبطي مجهول (نحو سنة 1078م)(19)

5 – محيي الدين العجمي الإصفهاني (نهاية القرن الثاني عشر)(20)

6 – سمعان بن كليل بن مقارة (ت نحو سنة 1208م)(21)

____________

 

17)                     راجع مثلا ، في تمثيل الله بالعلم والعالم والمعلوم (وهو تمثيل مقتبس من نظرية يحيى عن العقل والعاقل والمعقول) :

(1)                                          المقالة في التثليث ، تحقيق الأب سمير خليل ، في مجلة "بين النهرين" 4 (1976) ص 347 – 382 . لا سيما رقم 45 – 59 (ص 367 – 368) و 81 (ص 373) و 87 – 88 (ص 374) .

(2)                                          المقالة في التثليث والتوحيد ، تحقيق الأستاذ جيرار طروبو (Gérard TROUPEAU) ، في مجلة Bulletin d'Etudes Orientales 25 (1972) ص 105 – 123 ، لا سيما ص 113 (رقم 3) .

18)                     راجع مثلا "كتاب المرشد" الباب التاسع . مخطوط الفاتيكان رقم 227 عربي .

(1)                                          ورقة 31 ظ 13 – 32 14 = ومقالة في تمثيل النصارى الابن بالعاقل دون المعقول ، والروح بالمعقول دون العاقل ، وحل الشك في ذلك" (= رقم 105 من مقالات يحيى – انظر أعلاه ص 53)

(2)                                          ورقة 32 ظ 2 – 33 3= نهاية مقالة يحيى "في وجوب التأنس" ، (انظر أعلاه ص 54 رقم 114) باختصار (قارنها "مقالات يحيى بن عدي" ص 83 سطر 4 إلى 85 سطر 8) .

19)                     راجع "اعتراف الآباء" (راجع جراف ، ج 2 ، ص 321 – 323) في مخطوط الفاتيكان رقم 101 عربي (نهاية القرن الثالث عشر) ورقة 375 13 – 376 8 . والنص مقتبس من الباب الثاني من "رسالة يحيى إلى أبي الحسن القاسم بن حبيب" (انظر أعلاه ص 55 رقم 124) . انظر تحقيق مختصر هذه الرسالة لجريس سعد خوري (الناصرة 1978) ص 51 (رقم 5 – 9) ، مع ملاحظة أن المحقق لم يع إلى وجود هذه الصفحة في كتاب "اعتراف الآباء" .

20)                     راجع :

(1)                                          "مقالة في العقل والعاقل والمعقول" ، طبعة Michel ALLARD S.J.  وGérard TROUPEAU (بيروت 1962) ص 59 – 61 .

(2)                                          "رسالة أشرف الحديث في شرفي التوحيد والتثليث "الباب الأول (ص 39 من نفس الكتاب) : "اعلم بأن لفظة الأقنوم سريانية معناها الشخص . هذا نقل عن يحيى بن عدي وإيليا النسطوري ، [و] إليهما انتهت رئاسة فرقتي اليعقوبية والنسطورية" .

بخصوص محيي الدين الاصفهاني ، راجع جراف ، ج 2 ، ص 157 (رقم 2) = ص 259 (رقم 2) .

21)                     راجع "مقالة في وحدانية البارئ تعالى وتثليث أقانيمه" ، في سباط ص 103 – 111 . وقد قال عنها جراف ، ج 2 ، ص 337 (رقم 2) "إنها على طريقة يحيى بن عدي ونهجه" .


 

7 – يوساب بن المُحَبْرك ، أسقف فُوّه (ت نحو 1257م)(22)

8 – عَلَم الرئاسة ابن كاتب قيصر (ت نحو 1250م)(23)

9 – صفّي الدولة أبو الفضائل ابن العسّال (ت نحو 1255م)(24)

____________

 

22)                     لقد أتم أنبا يوساب بن المُحَبْرك نسخ جواب يحيى بن عدي على أبي عيسى الوراق يوم 24 توت 944 للشهداء ، الموافق يوم 8 شوال 624 (أي يوم 21 سبتمبر 1227م) . والمخطوط موجود في باريس تحت رقم 167 عربي . ومن هذه النسخة نُقل مخطوط الفاتيكان رقم 133 عربي ، في سنة 1369م . وقد حرر هذه النسخة الأولى بمساعدة القس داود الفيومي (الذي سيصبح بطريركا يوم 17 يونيه 1235م ، باسم كيرلس الثالث المعروف بابن لقلق) . راجع جراف ، ج2 ، ص 370 سطر 18 – 29 . وبيرييه 13 – 15 (لا سيما ص 15 حاشية 1) .

23)                     لقد وضع علم الرئاسة ابن كاتب قيصر مختصرا لجواب يحيى بن عدي على أبي عيسى الوراق ، أي من كتاب أصل الرد والجواب . وقد فقد هذا المختصر ، على ما يبدو . إل أن مؤتمن الدولة أبا إسحق ابن العسال استعمله في الجزء الثاني من "مجموع أصول الدين" (أي باب 16 – 19) ، وصرح بذلك في تنبيه وضعه بعد عنوان الجزء الثاني [راجع مخطوط الفاتيكان رقم 103 عربي (القرن الثالث عشر الميلادي) ورقة 172 ظ 5 – 12 ، ومخطوط باريس رقم 200 عربي (القرن السادس عشر) ورقة 117 ظ 3 – 6] . انظر أيضا جراف ، ج2 ، ص 386 آخر سطر إلى ص 387 السطر الرابع (وفيه أخطاء عديدة) . وقدسها أندرس (ENDRESS) عن ذكر هذا المختصر ، في كلامه عن جواب يحيى على أبي عيسى الوراق (ص 99 – 100 ، رقم 8/11) . وذكر جراف (ج2 ، ص 386 سطر 2 – 9) أن ابن كاتب قيصر استعمل جواب يحيى على أبي عيسى الوراق في "تفسيره لرسائل القديس بولس" .

24)                     صفي الدولة أبو الفضائل ابن العسال هو بلا جدال المفكر المسيحي الذي استقى إلى ينبوع يحيى بن عدي أكثر من أي مفكر آخر .

(1)                                          فقد اختصر 41 مقالة ليحيى بن عدي .

(2)                                          وذكره في فاتحة كتابه "الصحائح في جواب النصائح" الذي وضعه سنة 1236. انظر جراف ، ج2 ، ص 389 .

(3)                                          ويذكر في "الكتاب الأوسط" كثيرا جواب يحيى بن عدي على أبي عيسى الوراق (انظر جراف ، ج 2 ، ص 393§ 2) . وجدير بالذكر أن الصفي وضع مختصرا لهذا الجواب ، غير الذي وضعه ابن كاتب قيصر ، وهو محفوظ اليوم في مخطوط الفاتيكان رقم 115 عربي (منسوخ سنة 1260م) .

(4)                                          وألف مقالة في غاية الجودة سمّاها "فصول مختصرة في التثليث والاتحاد" تعتمد على عدة مقالات ليحيى بن عدي . وقد نشر هذه الفصول سباط (ص 111 – 122) . وأعدت نشرها ، مع بحث وتحقيق للمخطوطات ، في 9 مقالات ظهرت في مجلة "الصلاح" في القاهرة ، سنة 1977 و 1978 ، في سلسلة مقالات سميتها "نفائس المخطوطات" (انظر جراف ، ج2 ، ص 395 رقم 4) .


 

10 – مؤتمن الدولة أبو إسحق ابن العسّال ، أخوه (ت نحو 1265م)(25)

11 – أبو شاكر ابن الراهب (ازدهر 1267 – 1271م)(26)

12 – شمس الرئاسة أبو البركات ابن كَبَر (ت 1324م)(27)

13 – عبد يشوع الصوباوي (ت 1318م)(28)

____________

 

25)                     من المستحيل إحصاء جميع المواضيع التي يذكر فيها أبو إسحق ابن العسال ، في كتابه "مجموع أصول الدين" (وهو موسوعة لاهوتية ، سماها جراف Summa Theologica الكنيسة القبطية !) ، أبا زكريا يحيى بن عدي . فيكاد لا يخلو باب من الأبواب الخمسة والأربعين الأول (وهي الأبواب اللاهوتية المضمون) من نص ليحيى بن عدي ! وقد أشار إلى بعضها بيرييه PERIER ص 225 (حاشية 3) وجراف (ج2 ص 409 – 410) .

26)                     كثيرا ما يذكر أبو شاكر ابن الراهب أبا زكريا يحيى بن عدي ، لا سيما في مؤلفاته اللاهوتية . راجع :

(1)     "كتاب الشفاء في كشف ما استتر من لاهوت المسيح واختفى" المؤلف سنة 984 للشهداء (= 1267 – 1268م) . يقول مثلا في مقدمته : "ولما كان بدأ سر التثليث يظهر للحكماء والفلاسفة المتقدمين ، وصفوا ذاته تعالى بالعقل والعاقل والمعقول ، وبالعلم والعالم والمعلوم" (طبعة القاهرة ، بدون تاريخ ، ص 10 سطر 11 – 12) . انظر أيضا PERIER ص 225 (حاشية 4 ) .

(2)     "كتاب البرهان" المؤلف سنة 987 للشهداء (= 1270 – 1271م) . راجع "حياة ابن الراهب وأعماله" (بالألمانية) للدكتور عادل يوسف سيداروس Freiburg im Br.) 1975) – ص 107 و117 و121 – 122 و124 و126 و134 .

27)                     نقل أبو البركات ابن كبر أجزاء كثيرة من مؤلفات يحيى بن عدي ، في موسوعته الشهيرة : "مصباح الظلمة ، في إيضاح الخدمة" (وقد طبعتُ الجزء الأول منها ، في طبعة شعبية ، تحت مسؤولية "مكتبة الكاروز" ، بالقاهرة سنة 1971 ، فوقع الكتاب في 10 + 444 صفحة) . إلا أنه لم يذكر أبدا النص الأصلي ، وإنما يذكره بتصرف . ولا يشير عادة إلى مرجعه . ففي الباب الأول مثلا ينقل صفحات من "جواب يحيى على أبي عيسى الوراق" ، حسب مختصر ابن كاتب قيصر ، دون الإشارة إلى أحدهما . راجع الفصل الخامس : "في معنى العقل والعاقل والمعقول" (طبعتنا ص 11 – 12) ، والقصل السادس : "في أقسام معاني الواحد" (ص 12 – 13 من طبعتنا) ، الخ . وكذلك نقل في الباب السادس "قولا في اختلاف لفظ الأناجيل ومعانيها" (راجع أعلاه ص 52 رقم 91) في ص 271 – 272 من طبعتنا ، و"مقالة في إثبات صدق الإنجيل ، على طريق القياس بالبرهان والدليل" (راجع أعلاه ص 52 رقم 90) في ص 272 – 274 من طبعتنا . وسنثبت ، في بحث آخر ، أن هاتين المقالتين منقولتان بتصرف ، لا بالحرف كما يقال عادة ، إذ لدينا أصل المقالتين .

28)                     راجع  "خطبة في التثليث والتوحيد ، والحلول والاتحاد" لعبد يشوع الصوباوي ، نشرها الأب لويس شيخو في "مقالات دينية قديمة لبعض مشاهير الكتبة النصارى من القرن التاسع إلى القرن الثالث عشر" (بيروت


 

    هذا بالإضافة إلى مَن نذكرهم فيما بعد ، عند الكلام عن تأثير "المقالة في التوحيد" على المفكرين العرب المسيحيين !

 

     لذلك قال البحاثة القبطي جرجس فيلوثاوس عَوَض ، في مقدّمته لكتاب "تهذيب الأخلاق" ليحيى بن عدي : "وقد نقل [أبو إسحق ابن العسّال] عنه كثيرا ، ولا سيما الرد على أبي عيسى الوراق . وقد اختصر الشيخ الصفي أبو الفضائل ابن العسال كثيرا من أقواله . ونقل غير أولاد العسال عنه من كُتُبه شيئا كثيرا ، في التثليث والتوحيد . لأنه حجّة يُرجَع إليه . قد استعمل عقله في فحص الأمور الدقيقة ، للتوصل إلى معرفة الحقيقة"(29) .

 

ثانيا – أهمية "المقالة في التوحيد"

في الفكر العربي

1 – أقسام الواحد في مؤلفات يحيى نفسه

 

     لقد رأينا ، في نهاية الفصل الثامن من بحثنا ، أن المقالة في التوحيد هي "أول بحث شاف كامل في وحدانية الخالق ، في تاريخ الفكر العربي"(30) . وقد وضعه يحيى في رجب سنة 328 ، أي في ابريل أو مايو من سنة 940م .

 

     كما رأينا أنه عرض هذه الآراء بإيجاز ، لا سيما ما يخص أقسام الواحد الستة(31) ، في رده على الكندي المُنشَأ في شهر رمضان من سنة 350 (أي في أكتوبر أو نوفمبر من سنة 961م)(32)

 

     وعاد يحيى مرّة ثالثة إلى عرض نفس الآراء عن أقسام الواحد ، في جوابه على معاصره أبي عيسى محمد بن هارون الورّاق (المتوفي نحو سنة 247/861م) . فافتتح يحيى ردّه

___________

 

1920) ص 120 – 124 (انظر جراف ، ج2 ، ص 216 ، رقم 4) . ففي الجزء الأول من الخطبة (ص 121) يستعمل تمثيلين للثالوث : الله "عقل وعاقل ومعقول" ، وهو "معدن القدرة والحكمة والجود" . ولا يخفى على القارئ أن كليهما يرجعان إلى يحيى بن عدي ، لا سيما الأول منهما .

29)                     راجع مقدمة جرجس فيلوثاوس عوض لكتاب "تهذيب الأخلاق" ليحيى بن عدي (القاهرة 1630 ش/1913م) ص 9 – 10.

30)                     راجع أعلاه ، في الفصل الثامن ، ص 114 – 116 .

31)                     أي الفصل السادس من المقالة في التوحيد ، رقم 149 – 189 .

32)                     راجع أعلاه ، ص 112 – 114 .

 


 

بتبيين المعاني الستة التي يقال بها الواحد(33) . وهذا الرد غير مؤرخ ، وقد يكون أحدث من الرد على الكندي .

 

2 – "المقالة في التوحيد" عند تلامذة يحيى

 

     لقد كان لآراء الأستاذ وَقْع في أذهان التلامذة . فتراهم يكرّرون بعض ما سمعوا منه . إليك أربعة أمثلة .

 

1-         قال أبو علي نظيف بن يُمْن ، القس الملكي العالم ، مدير البيمارستان العضُدي ، المتوفي نحو سنة 990م(34) ، في مقالته عن الاتحاد ، حيث دوّن المجلس الذي جرى بحضرة عضد الدولة(35) ، وأوضح اتفاق رأي النصارى رغم اختلاف عباراتهم(36) ، قال : "إن الاتحاد ، فهو كون الكثير واحدا . والكثير هو آحاد مجتمعة . فالواحد هو موجود ما ، لا يوجد فيه غيريّة(37) ، من حيث [هو](38) ذلك الموجود"(39) .

 

وهذا هو حد الواحد ، كما نجده في "المقالة في التوحيد" (رقم 148) .

 

ثم يوضّح هذا التعريف بتطبيقه على الإنسان . وبعد ذلك يقول : "وذلك أن الواحد يقال على سبعة أنحاء : واحد في الجنس ، وواحد في النوع ، وواحد في النسبة ، وواحد في المتصل ، وواحد في الحد ، وواحد في الموضوع ، وواحد بمعنى (؟) أنه غير منقسم ولا ذي أجزاء"(40) .

____________

 

33)                     راجع مخطوط باريس ، رقم 167 عربي (منسوخ بخط أنبا يوساب أسقف فوه ، الذي أتمه يوم 21/9/1227م) [راجع أعلاه ص 139 حاشية 22] ، ورقة 3 .

34)                     راجع أعلاه ، ص 33 (رقم 10 وحاشية 52 و53) .

35)                     راجع مخطوط القس بولس سباط رقم 1001 ص 356 (والإشارة إلى عضد الدولة لا توجد إلا في هذا المخطوط الحلبي ، القبطي الأصل) .

36)                     لقد اقتبس مؤتمن الدولة أبو إسحق ابن العسال الجزء الخير من مقالة نظيف بن يمن ، وذكره باختصار في الباب الثامن من "مجموع أصول الدين" . وقد نشرت هذا النص . راجع الأب سمير خليل : "مقالة الشيخ نظيف بن يمن المتطبب في اتفاق رأي النصارى رغم اختلاف عباراتهم" ، في مجلة "رسالة الكنيسة" 9 (المنيا 1977) ص 107 – 112 (سلسلة مقالات "التراث العربي المسيحي" رقم 51) .

37)                     في المخطوط : "غيره" .

38)                     سقطت هذه الكلمة في المخطوط .

39)                     انظر مخطوط باريس رقم 173 عربي (مخطوط قبطي من القرن الرابع عشر) ورقة 92 .

40)                     انظر مخطوط باريس رقم 173 عربي ، ورقة 92 ظ – 93 . وقد أعددنا هذه المقالة للطبع ، إلا إنا ننتظر مراجعة مخطوط القس بولس سباط لنشرها .


 

     فإذا حذفت النحو السادس (وهو "واحد في الموضوع") ، وجدت أقسام الواحد الستة التي ذكرها يحيى بن عدي في مقالته (رقم 149 إلى 176) ، وبنفس الترتيب ! ثم يوضّح أبو علي معنى هذه الأقسام بأمثلة ، هي هي أمثلة يحيى .

 

* * *

2 – وقد وصلت إلينا مقالة صغيرة عنوانها : "إيضاح في التوحيد ، مما أملاه عنه(41) فرج بن جرجس بن إفريم(42) ، في مبادئ الموجودات ومراتب قواها"(43) .

     

      وذكرها مؤتمن الدولة أبو إسحق ابن العسال عن أخيه الأسعد أبي الفرج ، في الفصل 19 من "مجموع أصول الدين"(44) ، وأكمل العنوان فقال : "... والأوصاف التي توصَف الذات الأولى بها ، وعلى أي وجه وصفَتْها النصارى بالتوحيد والكثرة والجوهرية والأقنومية" .

 

      وأضاف ابن العسال أنها مقتبسة من مقالة لأبي سليمان السجستاني (وهو أيضا أحد تلامذة يحيى بن عدي) . وترى الدكتورة مباهات تركر (TÜRKER) أن الجزء الأول وحده من أبي سليمان السجستاني ، وأما الجزء الثاني فمن وضع فرج بن جرجس بن إفريم(45) .

 

3 -  ولأبي سليمان محمد بن طاهر بن بهرام السجستاني المنطقي(46) "قول في الواحد" ، ذكره الشيخ الصفي ابن العسال ، ملحقا للمختصر الذي وضعه لجواب يحيى على رد أبي عيسى الوراق(47) . وهو قول صغير ، مقتبس من تعليم أستاذه يحيى بن عدي . وقد أضاف الصفي حاشية على هذا القول(48) .

 

* * *

____________

 

41)                     أي : "عن يحيى بن عدي" .

42)                     بخصوص هذا المفكر ، راجع جراف ، ج 2 ، ص 249 – 250 .

43)                     راجع أعلاه ، ص 233 رقم 113 .

44)                     راجع مخطوط الفاتيكان رقم 103 عربي (القرن الثالث عشر) ورقة 223 ظ – 225 ظ ، ومخطوط باريس رقم 200 عربي (القرن السادس عشر) ورقة 147 – 149 .

45)                     وقد نشر هذه المقالة الأستاذ جيرار طروبو (Gérard TROUPEAU) في مجلة Pensamiento مجلد 25 (1969) ص 259 – 270 ، مع مقدمة وترجمة فرنسية .

46)                     راجع أعلاه ، في الفصل الأول من بحثنا ، ص 32 (رقم 2) .

47)                     راجع مخطوط الفاتيكان رقم 115 عربي (وهو منسوخ في سنة 976 للشهداء ، أي 1260م) ورقة 158 - 158 ظ .

48)                     راجع نفس المخطوط ، ورقة 158 ظ ، سطر 6 – 10 .


 

4 - وفي شهر ذي الحجّة سنة 378 (= مارس أو ابريل 989م) ، أرسل أبو علي عيسى بن إسحق بن زُرْعة(49) رسالةً إلى صديقٍ مسلم ، يوضح فيها معنى "صفات الله" حسب مفهوم النصارى(50) .

 

فهو يعرض فيها رأي أستاذه القائل إن البارئ تعالى "واحد من جهة وكثير من جهة أخرى"(51) وأن الله هو "جوّاد قادر حكيم"(52) ، على ما أوضحه يحيى في الباب الحادي عشر من المقالة في التوحيد(53) .

 

وفي رسالة أرسلها أبو علي عيسى بن زُرعة ، سنة 387/997م ، إلى بشر بن فنحاس ابن شُعَيب الحاسب ، اليهودي الملّة(54) ، يكرّر هذا الرأي الأخير(55) .

 

3 – "المقالة في التوحيد" عند تلامذة تلامذة يحيى

 

أ – تقديم نص عبد الله بن الطيّب

 

     نكتفي هنا بإيراد نص صغير للشيخ أبي الفرج عبد الله بن الطيب ، تلميذ أبي علي عيسى بن زرعة المذكور ، وأستاذ الفلسفة والطب ببغداد في مطلع القرن الحادي عشر ، بل رئيس المدرسة الأرسطوطالية في أيامه . وقد مدحه الشيخ الرئيس أبو علي ابن سينا كطبيب ، وهجاه كفيلسوف ، إذ كانا يختلفان في المذهب الفلسفي . وتُوفّي أبو الفرج سنة 435/ 1043م .

 

     وقبل أن نورد النص الموعود في "أقسام الواحد" ، نشير إلى أنّ ابن الطيب ، عندما يقدم الثالوث ، يعتمد على يحيى بن عدي . وقد رأينا أنه يستعمل الثلاثية "علم ـ عالم ـ معلوم"(56) . إلا أنه يستعمل أيضا ثلاثية يحيى المذكورة في مقالتنا "جود وقدرة وحكمة" .

___________

 

49)                     راجع أعلاه ، في الفصل الأول من بحثنا ، ص 32 (رقم 3) .

50)                     هذه الرسالة منشورة في سباط ، ص 6 – 19 . راجع بخصوصها جراف ، ج 2 ، ص 253 (رقم 2) .

51)                     راجع سباط ، ص 7 ، سطر 6 – 7 .

52)                     راجع سباط ، ص 8/6 – 13 و12/3 إلى 13/8 .

53)                     راجع "توحيد" رقم 325 – 375 .

54)                     راجع سباط ص 19 – 52 . وانظر بخصوصها جراف ، ج2 ، ص 255 (رقم 6) .

55)                     راجع سباط ، ص 37 – 40 .

56)                     راجع أعلاه في هذا الفصل ، ص 138 ، حاشية 17 .


 

ففي "المقالة في التثليث والتوحيد"(57) يقول إن الله "قدرة وجود وحكمة"(58) ؛ وفي المقالة في التثليث"(59) يقول إنه "حكمة وقدرة وجود"(60) .

 

ب – نص عبد الله بن الطيّب

 

     وإليك نص ابن الطيب في أقسام الواحد ، كما ورد في نهاية الباب 16 من "مجموع أصول الدين" لأبي إسحق ابن العسال(61) . ولستُ أدري من أين اقتبس مؤتمن الدولة ابن العسال هذا النص لابن الطيب .

 

     "وعبّر ابن الطيب بعبارة أخرى عن الواحد ، فقال :

 

     "الواحد موجودٌ ما(62) ، لا يوجد فيه غيريّة(63) ، من حيث هو ذلك الواحد"(64) .

     "وعدد أقسام الواحد اثنا عشر(65) :

 

1 – (66) الواحد في الجنس ، بمنزلة أنواع الحيوان في طبيعة الحيوان .

2 – الواحد في النوع ، بمنزلة أشخاص في طبيعة الإنسان .

3 – الواحد في الموضوع ، بمنزلة السواد والبياض ، يُحكَم عليهما بأنهما واحد من قِبَل أن موضوعهما(67) واحد .

4 – الواحد في الحد ، بمنزلة أشخاص الناس بأسرهم ، فإنهم في حد نوعهم واحد . 

 ف 176

____________

 

57)                     راجع الحاشية 17 (2) .

58)                     انظر ص 115 و117 (رقم 5 – 6) من طبعة الأستاذ جيرار طروبو .

59)                     راجع الحاشية 17 (1) .

60)                     انظر ص 365 من طبعة الأب سمير خليل (رقم 29 – 32) ، وص 366 (رقم 37 – 39) ، وص 375 – 376 (رقم 96 و103) .

61)                     راجع مخطوط الفاتيكان رقم 103 عربي (القرن 13) ورقة 175 ظ 9 إلى 176 . ومخطوط باريس رقم 200 عربي (القرن 16) ورقة 119 ظ .

62)                     سقطت كلمة "ما" في المخطوطين .

63)                     في المخطوطين "غيره" ، كما وجدنا في مخطوط نظيف بن يمن (راجع ص 142 والحاشية 37) .

64)                     راجع تعريف "الواحد" كما جاء في المقالة في التوحيد رقم 148 (و149 و160 الخ) .

65)                     مخطوط باريس : "عشره" .

66)                     الأرقام موجودة في الأصل ، وهي مكتوبة في المخطوطين بالحروف القبطية ، كالعادة .

67)                     مخطوط باريس : "موضعهما" .


 

5  – (68)الواحد في العدد ، كزيد وعمرو(69) .

6  – الواحد في غير المنقسم ، بمنزلة النقطة الواحدة(70) .

7  – الواحد بالذات ، بمنزلة(71) الشئ الواحد(72) في الحقيقة .

8  – الواحد بالعَرَض ، كالعسكر المجمع .

9  – الواحد بالقوّة ، بمنزلة الأشياء التي من شأنها أن تصير واحدا بالفعل .

10– الواحد بالفعل ، بمنزلة هذا الشخص وهذا الشخص(73) (كذا) .

11– الواحد في النسبة ، بمنزلة أبوين يعمّهما نسبة واحدة ، وهي الأبوّة" .

 

- مقارنة نص ابن الطيب بالمقالة في التوحيد

 

     لا شك في أن أبا الفرج عبد الله ابن الطيب استلم هذه القسمة للواحد من أستاذه أبي علي عيسى بن زرعة ، الذي استلمها بدوره من أستاذه يحيى بن عدي .

 

     إلا أن ابن الطيب أخطأ في فهمه لنظرية يحيى بن عدي ، على ما يبدو . وذلك لسببين : الأول ، أنه لم يَعِ إلى أن "الواحد في العدد" ينقسم ثلاثة أقسام : واحد في المتّصل ، وواحد في الحد ، وواحد في غير المنقسم(74) . والثاني ، أنه لم يميّز بين أقسام الواحد وهي ستة(75) ، وجهات الواحد وهي ستّة أيضا(76) ، فخلط بينهما .

 

     ونوضّح ذلك بجدول ، حيث أقسام الواحد ليحيى بن عدي على العمود الأيمن ، وأقسام ابن الطيب على العمود الأيسر .

 

أ – أقسام الواحد

 

1 – في الجنس

1 – في الجنس (راجع أ 1)

 

____________

 

68)                     مخطوط الفاتيكان : هذا السطر بكامله (رقم 5) مضاف في الهامش بنفس خط الأصل .

69)                     مخطوط الفاتيكان : "وعمر" .

70)                     مخطوط الفاتيكان : "والوحدة" .

71)                     مخطوط باريس : سقطت كلمة "بمنزلة .

72)                     مخطوط الفاتيكان : "الواحده" ، ثم شطب الهاء .

73)                     مخطوط باريس : سقطت كلمة "الشخص" .

74)                     راجع المقالة في التوحيد ، رقم 152 – 176 .

75)                     راجع المقالة في التوحيد ، رقم 149 – 176 .

76)                     راجع المقالة في التوحيد ، رقم 177 – 189 .


 

 

2 – في النوع

 

2  – في النوع (راجع أ 2)

3 – في النسبة

 

3  – في الموضوع (راجع ب 3)

4 – في المتّصل

{في العدد

4  – في الحد (راجع ب 4)

5 – في الحد

5  – في العدد (راجع أ 4ـ5ـ6)

6 – في غير المنقسم

 

6  – في المتصل (راجع أ 4)

ب – جهات الواحد

 

7  – في غير المنقسم (راجع أ 6)

8  – بالذات (راجع ب 5)

1 – بالقوة

{المناظرة الأولى

9  – بالعَرَض (راجع ب 6)

2 – بالفعل

10– بالقوّة (راجع ب 1)

3 – في الموضوع

{المناظرة الثانية

11– بالفعل (راجع ب 2 )

4 – في الحد

12– في النسبة (راجع أ 3)

5 – بالذات

{المناظرة الثالثة

وقد سها ابن الطيب عن ذكر الواحد في

6 – بالعَرَض

الحد (راجع أ 5) ، إذ هو مذكور في

أقسام الواحد (أ 5) وفي جهاته (ب 4) .

 

 

4 – المقالة في التوحيد في العصر الذهبي للفكر العربي القبطي

 

     من المعلوم لدى الباحثين أن الفكر العربي المسيحي وصل إلى أوجه في القرن الثالث عشر للميلاد ، وذلك كان في مصر . وتعود هذه الظاهرة إلى ظروف سياسية واقتصادية من ناحية (الدولة الأيوبية وبداية عصر المماليك البحريين) ، وثقافية ودينية من ناحية أخرى (تفتّح الكنيسة القبطية على الكنائس الأخرى ، واختلاط الأقباط بسائر النصارى نتيجة للحروب الأيوبية والصليبية ، ومحاولة جمع التراث العربي المسيحي بأسره) . فكانت هذه الفترة "العصر الذهبي" للكنيسة القبطية ، وقد استمر هذا العصر حتى بداية القرن الرابع عشر . وكان أولاد العسال الأربعة العامل الأساسي في قيام هذه النهضة الفكرية .

 

1 – أما بخصوص مقالتنا في التوحيد ، فقد رأينا في الفصل الخامس أن الصفي ابن العسال اختصر 41 مقالة ليحيى بن عدي ، بما فيها مقالتنا هذه(77) . وكثيرا ما استخدم أخوه مؤتمن الدولة هذه المختصرات ، عوضا من النص الأصلي ؛ كما أنه يذكر في "مجموعه" حواشي أخيه الصفي على مقالات يحيى .

____________

 

77)   = راجع أعلاه ، ص 70 – 71 .


 

2 – وقد وضع علم الرئاسة ابن كاتب قيصر مختصرا لجواب يحيى بن عدي على أبي عيسى الورّاق ، كما أشرنا سابقا(78) . واعتمد عليه أبو إسحق ابن العسال ، ابتداء من الجزء الثني من "مجموع أصول الدين" ، على ما صرّح به في ملاحظة وضعها في مطلع هذا الجزء ، قال(79) :

 

     وكل ما(80) يرد(81) في هذا الكتاب(82) ، من ردّ أبي عيسى الورّاق وجواب يحيى ابن عدي عنه(83) ، جميعه من مختصر اختصره الأجلّ عَلَم الرئاسة بن كاتب قيصر ، من كتاب أصل الرد والجواب . والأعداد التي(84) عليه هي أعداد المختصر ، لا كتاب الأصل" .

 

3 – ويفتتح أبو إسحق ابن العسال الباب السادس عشر من "مجموعه" (وعنوانه: "تفصيل المعاني التي يُقال عليها لفظة الواحد ...") بنصّ(85) اقتبسه من جواب يحيى ابن عدي على أبي عيسى الورّاق ، عن معنى القديم والجوهر والواحد ، افتتح به يحيى جوابه(86) .

 

4 – وتجد هذا النص عن معنى الواحد ، مختصرا أيضا ، في مخطوط فريد منسوخ سنة 1260م ، يبدو أنه من تأليف الصفي ابن العسال . وهو عبارة عن مختصر ثانٍ لجواب يحيى على أبي عيسى الوراق . وهذا المختصر يختلف عن مختصر ابن كاتب قيصر . أما النص الخاص بمعنى الواحد وأقسامه ، فهو موجود في ورقة 2 إلى 3 11 من مخطوط الفاتيكان رقم 115 عربي .

____________

 

78)                 راجع الحاشية 23 من هذا الفصل (ص 139) .

79)                 راجع مخطوط الفاتيكان (= ف) رقم 103 عربي (القرن 13) ورقة 172 ظ 5 – 12 ، ومخطوط باريس (= ب) رقم 200 عربي (القرن 16) ورقة 177 ظ 3 – 6 .

80)                 ف : وكلما (عوض : وكل ما) .

81)                 ب : ورد .

82)                 مخطوط باريس : "فيه" (أي "في الجزء الثاني") عوض "في هذا الكتاب" .

83)                 ب : سقطت كلمة "عنه" .

84)                 ب : أضاف "هي" .

85)                 راجع عن معنى الواحد : مخطوط باريس ورقة 118 2 – 119 18 ، ومخطوط الفاتيكان ورقة 173 6 – 175 ظ 3 .

86)                 راجع مخطوط باريس رقم 167 عربي (تاريخه 1227م) ورقة 3 - 3 ظ .


 

5 – أما شمس الرئاسة أبو البركات ابن كَبَر ، فقد نقل مختصر ابن كاتب قيصر لجواب يحيى على أبي عيسى الورّاق ، دون الإشارة إلى مصدره(78) . ويبدو لي أنه نقل هذه الصفحات ، لا من الأصل أو من مختصر ابن كاتب قيصر رأسا ، وإنما عن "مجموع أصول الدين" ، إذ يبدأ وينتهي في نفس المكان .

 

6 – وأخيرا ، أسعدني الحظ ، فوجدتُ جزءا من "المقالة في التوحيد" مقتطفا في مخطوط قديم ، قبطي الأصل ، يرجع إلى القرن الرابع عشر(88) . وكان قد ذكره جراف ، في سطر واحد ، ضمن المؤلفين الملكيين(89) .

 

وهاتان الورقتان تناسبان رقم 148 – 191 من المقالة في التوحيد . وجدير بالذكر أنّا نجد فيهما النص الكامل للمقالة ، لا المختصر . وعلى هذا ، فهو أقدم مخطوط معروف للمقالة في التوحيد ، يتفوّق المخطوطات الأخرى في القِدَم بنحو ثلاثة قرون . إلا أن النص مبتور ، إذ تنقص المخطوط صفحات .

 

الخلاصة

 

     هذه الجولة السريعة في رياض الفكر العربي الوسيط (من نهاية القرن العاشر ، إلى بداية القرن الرابع عشر) أبرزت لنا أهمية يحيى بن عدي ، لا سيما عند المسيحيين .

 

     وقد نال حظوة عند الأقباط خصوصا ، حتى أن مؤتمن الدولة أبا إسحق ابن العسال ذكره قائلا : "الشيخ الأجل ، العالم الفاضل العلاّمة ، حُجّة دين النصرانية ، برهان النحلة اليعقوبية ، يحيى بن عدي"(90) . ذلك لأنه "قد استعمل عقله في فحص الأمور الدقيقة ، للتوصل إلى معرفة الحقيقة . فلم يرتكن على الأوهام ، ولم يقنع بالقليل من العلوم" ، حسب تعبير جرجس فيلوثاوس عَوَض(91) .

____________

 

87)                 راجع "مصباح الظلمة في إيضاح الخدمة" لأبي البركات ابن كبر ، الباب الأول (طبعة الأب سمير خليل ، مكتبة الكاروز بالقاهرة ، 1971) ص 12 – 13 .

88)                 راجع مخطوط الفاتيكان رقم 111 عربي ، ورقة 160 15 – 161 ظ 21 .

89)                 راجع جراف ، ج 2 ، ص 90 سطر 19 .

90)                 ذكر ذلك جرجس فيلوثاوس عوض ، في مقدمته لكتاب "تهذيب الأخلاق" (القاهرة 1630 ش/1913م) ص 9 ، دون ذكر مرجعه . وهذه العبارة منقولة حرفيّا من الباب الأول من "مجموع أصول الدين" ، الذي طبعه وترجمه جورج جراف . راجع Georg GRAF, Das Schriftstellerverzeichnis des 'Abû Ishāq ibn al-Assāl, in Oriens Christianus, N.S. 2 (1912), p. 205-226 (ici p. 212 / 14-16).                                                                                     

91)                 المرجع السابق (أي كتاب جرجس فيلوثاوس عوض) ، ص 9 – 10 .


 

خاتمة البحث

 

1 – يحيى بن عدي "أوحد دهره"

 

     أصحيح أن يحيى بن عدي كان "أوحد دهره" ، وأن "إليه انتهت رئاسة المنطق في عصره" ، على ما ذكر ابن النديم صديقُه ومعاصره ؟

 

     مع العلم أن هذا العصر هو عصر النهضة العباسية الكبرى ، عصر الفلسفة والطب والعلوم العربية ، عصرٌ نضج فيه العقل عند العرب . وأن هذا العصر هو عصر الفاربي (ت 951م) والمسعودي (ت 954م) ، عصر المتنبي (ت 965م) وأبي فراس (ت 967م) ، عصر الجرجاني (ت 976م) وابن العميد (ت 976م) ، عصر ابن النديم (ت 990م) وغيرهم من أئمة الفكر العربي !

 

     أصحيح هذا ، أم اختفى اسم يحيى ودثر ؟

 

2 – استمرار فكر يحيى وانتشار مؤلفاته

 

     إن ما ذكرناه في الفصل العاشر أدل دليل على استمرار فكره في العصور الوسطى ، حتى منتصف القرن الرابع عشر .

 

     أما بعد هذا القرن ، فلم يزل اسمه يردّد ، وتآليفه تُنقَل وتلخّص وتُفسّر ، على مدى القرون .

 

     وإذا تصفّحتَ كتاب المستشرق أندرس ENDRESS عن مؤلفات يحيى ، حيث ذكر المؤلف لكل تأليف المخطوطات التي أوصلته لنا ، علمتَ درجة هذا الفيلسوف من العلم ، ومرتبته من الحكمة ، ومدى أهميته .

 

     فمؤلفات يحيى محفوظة في شتى مكتبات العالم العربي (في بيروت وحلب ودمشق ودير الشرفة والقاهرة والقدس الشريف)(1) ، وفي عواصم العالم الإسلامي غير العربي (في اصفهان واسطنبول وطهران) . بل نجدها في الهند (في حيدرآباد وبطنة PATNA وكلكوتا CALCUTTA ، وحتى في الاتحاد السوفياتي) في مدينة طشقنط TASKENT .

 

     أما في الغرب ، فلدينا مخطوطات ليحيى بن عدي في شتى المدن : في BIRMIN-

___________

 

1)                       ولم نجد إلى الآن ذكراً لمخطوطات له في العراق وطنه !

 


 

GHAM و FIRENZE و GOETTINGEN و LEYDE و LONDON و MÜNCHEN و PARIS و VATICANO و WOLFENBÜTTEL .

 

     هذا فيما يخص انتشار مؤلفات يحيى في العالم ، ولا سيما في الأقطار العربية أو الإسلامية . أما إذا نظرتَ إلى تواريخ هذه المخطوطات ، فلا يخلو عصر من العصور (ابتداء من بداية القرن الثالث عشر) من عدة مخطوطات ليحيى بن عدي .

 

     والمقالة التي ننشرها هنا أوضح دليل على ما نقوله . فعلى الرغم من صعوبتها ودقّة معانيها ، أحصينا 12 مخطوطة : 8 منها في الشرق (اثنان في حلب ، وأربعة في القاهرة ، واثنان في طهران) ، و 4 منها في الغرب (واحدة في باريس ، وواحدة في ميونيخ ، واثنان في الفاتيكان) .

 

3 – شهرة كتاب "تهذيب الأخلاق" ليحيى بن عدي

 

     وهناك دليل آخر ، أوضح من السابق ، يدلّك على استمرار اهتمام المفكرين بيحيى بن عدي ، على ممرّ الأجيال وإلى أيامنا هذه . وهذا الدليل هو ما نلاحظه من أمر كتاب "تهذيب الأخلاق" .

 

     فقد أحصيتُ ، في بحثين سابقين(2) ، أربع عشرة طبعة لهذا الكتاب : 6 منها في القاهرة (سنة 1871 و 1907 و 1910 و 1913 و 1914 و 1946) ، و 3 منها في بيروت (سنة 1866 و 1889 و 1897) ، واثنتين في القدس (سنة 1930 و 1934) وواحدة في كل من اسطنبول (1896) ودمشق (1924) وشيكاغو CHICAGO (1928) .

 

     أما مخطوطات "تهذيب الأخلاق" ، فقد أحصيتُ 21 مخطوطة ، ها هي تواريخها (بالتاريخ الميلادي) : 1242 و 1274 و 1301 و 1307 و 1332 ومخطوط من القرن 14 . ثم تختفي المخطوطات لنحو 250 أو 300 سنة ، مناسبة لعصر الانحطاط . ثم 1628 و 1637 وثلاث مخطوطات من القرن 17 ً. ثم 1787 ومخطوط من القرن 18 ً . ثم 1851 و 1881 و 1882 و 1888 و 1903 و 1905 و 1942 (‍‍‍‍!) ومخطوط من القرن العشرين .

 

     وجدير بالذكر أن هذا الكتاب ، الذي لا يشك أحد اليومَ بنسبته إلى يحيى بن عدي ، قد نُسب في بعض المخطوطات (وبالتالي في بعض الطبعات) إلى حُبَيش بن الأعسم

___________

 

2)                       راجع : (1) K. SAMIR. Le Tahdīb al-Ahlāq de Yahyā b. Adi (m. 974) attribué à Ğāhiz et . à Ibn     al- Arabi, in Arabica 21 (1974), p. 111-138).                                                                                                   و(2)  Samir Khalil, Nouveaux renseignements sur le Tahdīb al-Ahlāq de Yahyā Ibn Adī et     sur le "Taymūr Ahlāq 290", in Arabica 26 (1979), p. 57-77.                                                                             


 

(المتوفّي نحو سنة 300/912م) وإلى أبي الحسن الحسن بن الهيثم (المتوفي سنة 432/ 1041م) ، لا بل إنه نُسب إلى الجاحظ (المتوفي سنة 255/868م) ، وإلى محيي الدين ابن عربي ، إمام المتصوّفين ، المتوفي سنة 638/1240م .

 

4 – رأي شهاب الدين ابن فضل الله العُمَري في يحيى

 

     وأخيرا ، نختم بحثنا بذكر ما قاله شهاب الدين أبو العباس أحمد بن يحيى ابن فضل الله العُمَري (المتوفي سنة 749/1349م) عن يحيى بن عدي ، في موسوعته التاريخية الجغرافية الأدبية الشهيرة ، المعروفة بكتاب "مسالك الأبصار ، في ممالك الأمصار" . وهي تتألف من 22 مجلدا (وقيل 27 مجلدا) ، ولم يُطبَع منها حتى الآن إلا بعض صفحاتها(3) .

 

     قال شهاب الدين ، في المجلد السابع من مخطوط دار الكتب(4) ، الذي يشتمل على خبر الطبيعيين والمتكلمين والأطبّاء ، في باب "طبقات الأطبّاء" ، في كلامه عن يحيى بن عدي ، ما هذا نصه(5) :

 

"ومنهم يحيى بن عدي ، أبو زكريا المنطقي ، حكيم .

"علْمُه والوَدْق(6) شيّان ،

                وقَلَمُه والبَرْقُ سيّان" .

___________

 

3)                       بخصوص هذه الموسوعة ، راجع بروكلمن ج 2 ص 141 – 142 ، والملحق ج 2 ص 175 – 176 .

4)                       بخصوص هذا المخطوط ، راجع :

(1) Karl VOLLERS, Aus der viceköniglichen Bibliothek in Kairo, in Z D M G 43                          

(1889), p. 99-120, ici p. 101-102.                                                                                                        

(2)  J. HOROVITZ, Aus den Bibliotheken von Kairo, Damaskus und Konstantinopel, in       Mitteilungen des Seminars für orientalische Sprache an der K. Friedrick ―                                    Wilhelms ― Universität zu Berlin : Westasiatische Abteilung, 10 (1907), p. 1-68, ici p. 47.                     

(3)                              "فهرست الكتب العربية الموجودة في الدار" الجزء الخامس (القاهرة 1350/1931م) ، ص 343 – 344 .

      

5)                       ذكر هذا النص الأب لويس شيخو ، في مقالة "شعراء النصرانية بعد الإسلام" ، في المشرق 23 (1925) ص 601 (وفي الكتاب المطبوع في بيروت ، سنة 1927 ، ص 255) . وقال شيخو إن هذا النص يوجد في "نسخة المكتبة الخديوية ص 336 – 337 ، دون الإشارة إلى رقم المخطوط ، وأين وصف المخطوط ، الخ . وكثيرا ما ذكر الباحثون هذا النص ، دون أن يعطي أحد المراجع الدقيقة !

6)                       الودق = المطر .


 

"كان أولَ حاله عَلَماً في ملّته ،

                ومعلّماً لأهل قبلته .

"وعُرف بالمنطق ، مع أنه بعضُ علومه ،

                ومن جملة ما دخل من الخصائص في عمومه .

"وأضاءت له ، مع الأدب ، لُمَعٌ تمّمت فضائله ،

                وتمّت هلاله ، والبدور الكوامل متضائله."


 

المراجع المذكورة باختصار

(مرتبة ترتيبا أبجدياً)

 

*  ابن أبي أصيبعة = "عيون الأنباء ، في طبقات الأطباء" لابن أبي أصيبعة ، طبعة مصر 1299/1882م للمستشرق الألماني August MUELLER (= امرؤ القيس بن الطحان) ، جزءان. وقد ألف ابن أبي أصيبعة كتابه هذا سنة 667/1268م .

 

*  ابن خَلّكان = "وفيات الأعيان ، وأنباء أبناء الزمان" لأبي العباس أحمد بن محمد ابن خلكان. تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد ، 6 مجلدات (القاهرة 1948) ، ط 2 مصورة عن الأولى (القاهرة 1968) .

 

*  ابن العبري = "مختصر تاريخ الدول" لأبي الفرج غريغوريوس ابن العبري. تحقيق الأب أنطون الصالحاني (بيروت 1890) ، ط 2 (بيروت 1958) .

 

*  ابن النديم = "كتاب الفهرست" ، لمحمد بن إسحق النديم. طبعة القاهرة (المطبعة الرحمانية)1348 (=1929م) .

 

*  أبونا = آداب اللغة الآرامية" ، للأب ألبير أبونا (بيروت 1971).

 

*  أندرس = Gerhard ENDRESS. The Works of Yahyā Ibn Adī, An analytical inventory                           (Wiesbaden, Reichert, 1977)                                                                                                                        

 

*  باومشتارك = Anton BAUMSTARK. Geschichte der syrischen Literatur (Bonn, 1922)                           

*  بروكلمن =Carl BROCKELMANN. Geschichte der arabischen Litteratur, t. I (Weimar, 1899),            

2 (Berlin, 1902), Supplementband 1-3 (Leiden, 1937-1942)                                                                      

 

*  بيرييه =Augustin PERIER. Yahyā Ibn Adī. Un philosophe arabe chrétien du Xe siècle (Paris, 1920)          

* جراف =George GRAF. Geschichte der christlichen arabischen Literatur, Bd. 1-5 (Città del Vaticano, 1944, 1947, 1949, 1951, 1953) coll. Studie e Testi, N. 118, 133, 146, 147, 172.                                       

 

* جراف "فلسفة يحيى ولاهوته" =George GRAF. Die Philosophie und Gotteslehre des Jahjā ibn Adī.            Skizzen nach meist ungedruckten Quellen, coll. Beiträge zur Geschichte der Philosophie des Mittelalters, Bd 8, Heft 7 (Münster, 1910)                                                                                                   

* جواشون =Amélie-Marie GOICHON, Lexique de la langue philosophieque .d'Ibn Sina                            (Avicenne) (Paris, 1938)                                                                                                                               

* دائرة المعارف الإسلامية =Encyclopédia de l'Islam (Leiden, 1954 sv.), 2e éd                                                                                                                                                            

* الرد على الكندي =Augustin PERIER, Un traité de Yahyā ben Adī: Défense du dogme de la                  


 

Trinité contre les objections d'al-Kindī, in: Revue de l'Orient Chrétien 22 (1920-21), pp. 8-21.                 

* سباط = "مباحث فلسفية دينية لبعض القدماء من علماء النصرانية" ، انتخبها القس بولس سباط من خزانة كتبه الخطّيّة ، وصحّحها ، وعلّق عليها (القاهرة 1929) = Vingt traités philosophiques et apologétiques d'auteurs arabes chrétiens du IXe au XIVe siècle, par Paul SBATH.                                                                                      

* صلاح الدين المنجد = "قواعد تحقيق المخطوطات" الطبعة الرابعة (بيروت ، دار الكتاب الجديد ، 1970) للدكتور صلاح الدين المنجد".

 

* القفطي = "جمال الدين أبو الحسن علي بن يوسف القفطي: "إخبار العلماء ، بأخبار الحكماء". تحقيق يوليوس لبرت

Leipzig (LIPPERT) 1903). Ibn al-Qifti's Ta'rīh al-hukamā

 

* اللؤلؤ المنثور= "اللؤلؤ المنثور ، في تاريخ العلوم والآداب السريانية" ، للبطريرك أفرام الأول برصوم (حمص 1948). ط 2 (حلب 1956) ما هي إلا صورة من الأولى . ط 3 (بغداد ، مطبعة الشعب ، 1978) تختلف في الصفحات عن الطبعتين السابقتين .

 

* مقالات يحيى بن عدي = Augustin PERIER, Petits traités apologétiques de Yahyā Ben. Adī. Texte arabe édité pour la première fois d'après les manuscripts de Paris, de Rome et de Münich, et traduit en français (Paris 1920).                                                                                                                              


 

رموز المخطوطات

 

ب = باريس ، المكتبة الوطنية ، رقم 169 عربي (منسوخة في 22 صفر سنة 1064 ، المناسبة يوم 12 يناير سنة 1654م) ورقة 2 ظ إلى 20 .

 

ط = طهران ، كتابخانه مركزي ، رقم 4901 دانشكاه (منسوخة في القرن الحادي عشر الهجري / السابع عشر الميلادي) ورقة 184 ظ إلى 207 ظ .

 

ق = القاهرة ، البطريركية القبطية الأرثوذكسية ، رقم 177 لاهوت (منسوخة في القرن الحادي عشر الهجري السابع عشر الميلادي) ورقة 2 إلى 26 .

 

ك = القاهرة ، البطريركية القبطية الأرثوذكسية ، رقم 192 لاهوت (منسوخة في 26 طوبه سنة 1488 للشهداء ، المناسبة 22 يناير (يولياني) أو 2 فبراير (غريغوري) سنة 1772م) ورقة 4 ظ إلى 25 .

 

ملاحظة : جميع العناوين ، الكبيرة منها والفرعية ، من وضع المحقّق . وهي ليست في الأصل ، ولا وردت في المخطوطات ؛ لكنّا رأينا إثباتها توضيحا للمعنى ، ولم نرَ داعيا لوضعها بين معكوفين ، كما جرت عليه العادة . فوجب التنبيه .