هل فهم القرآن بحرفيته ام مجازيته؟ المشكلة انه إذا كان القرآن مجازي عندما يتناقض مع معارفنا وحرفي عندما لايتناقض، فهل القاعدة استنقائية نغير مانشاء عندما يروق لنا ذلك، ام ان القرآن بأكمله مجازي ليتناسب مع علومنا المحدودة؟ في هذه الحالة يتتطلب الامر تغيير التفسير كله. لننظر الى مايجنيه التفسير الحرفي:
وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا { 8
وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا { 9 } الجن
و نفس المعني يتكرر
إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب { 6 }
وحفظا من كل شيطان مارد { 7 }
لا يسمعون إلى الملأ الأعلى ويقذفون من كل جانب { 8 }
دحورا ولهم عذاب واصب { 9 }
إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب { 10 }الصافات
كما هو واضح من الاية ان الجن كانت تصل الي السماء و تلمسها و تسمع الاخبار ثم تعود الي البشر لتخبرهم بالمستقبل
و عند بعثة الرسول تحول الموضوع بان الجني لن يستطيع ان يأتي بخبر السماء لانه سيتبعه شهاب ثاقب
من البديهي ان الجني أبطأ من الشهاب سرعة و الا كان الشهاب
لن يصل اليه ليحرقه او يخبله او يثقبه
من المعلوم ان سعة الكون المادي من نجوم و مجموعات شمسية و مجرات و سدم التي تم رصدها بأجهزة حوالي مليار سنة ضوئية من مرصد بالومار بكاليفورنيا
اينشتين جعل نصف القطر 35 مليار سنة ضوئية
اي ان السماء الدنيا تبعد عننا 35 مليار سنة حسب المعادلات
و بالنظر اليقيني مليار سنة
دعنا نعتبر ان اينشتين كلامه نظري لا قيمة له
ودعنا نعتبر اننا خدعنا في الاجهزة بنسبة خطأ 100 مليون مرة وهذا طبعا احتمال لا معني له
اذا الكون ابعاده بدلا من مليار سنة تصبح 10 سنوات ضوئية فقط
و دعنا نعتبر ان الشهاب يتحرك بسرعة معروفة قصوي
ا/10 من سرعة الضوء
اي 30 الف كيلومتر في الثانية وهذه سرعة خيالية للشهاب
و دعنا نعتبر ان الجن المضروب سرعته تساوي سرعة الشهاب
كما بينا فلا يمكن ان تكون اكبر
اذا ليصل الجن الي السماء يحتاج الي 100 سنة
و ليعود يحتاج الي مئة سنة اخري اي 200 سنة يكون الخبر قديم جدا
و كما راينا ان الاحتمالات الموضوعة بها الكثير من التساهل
فكيف كان يسترق الجن السمع
اما ان القران خطأ
واما
السماء قريبة جدا لكي تكون رحلة الذهاب و الاياب مقبولة
و دعنا نجعل شهر ذهاب و شهر اياب ليكون الموضوع مقبولا مع انه خبر سيكون قديم جدا
و لكن دعنا نحسب اين تكون السماء
ثلاث ايام ضوئية
علي اساس ان السرعة 1/10 من سرعة الضوء وهي مبالغ بها
اذا هل توجد سماء قابلة للطي علي بعد ثلاثة ايام ضوئية لم يستطع العلماء رؤيتها
اترككم لضميركم
التفسير الذي سيعتمد عليه المشككون هو تمييع لفظ سماء
إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب { 6 }
والسماء هنا بنص القرآن هي السماء الدنيا
التي تم العروج اليها في رحلة الاسراء و المعراج
دعنا نرى اي سماء كان يقصدها القرآن
; روي عن ابن عباس قال : بينما النبي صلى الله عليه وسلم جالس في نفر من أصحابه إذ رمي بنجم ; فقال : [ ما كنتم تقولون في مثل هذا في الجاهلية ] ؟ قالوا : كنا نقول يموت عظيم أو يولد عظيم
. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : [ إنها لا ترمى لموت أحد ولا لحياته , ولكن ربنا سبحانه وتعالى إذا قضى أمرا في السماء سبح حملة العرش ثم سبح أهل كل سماء , حتى ينتهي التسبيح إلى هذه السماء ويستخبر أهل السماء حملة العرش ماذا قال ربكم فيخبرونهم ويخبر أهل كل سماء حتى ينتهي
الخبر إلى هذه , فتتخطف الجن فيرمون فما جاءوا به فهو حق ولكنهم يزيدون فيه ] .
اذا السماء هنا هي السماء التي يراها الصحابة التي تعتبر سقفا محقوظا للارض
من اقوال المفسرين
{ولقد زينا السماء الدنيا } القربى إلى الأرض {بمصابيح } بنجوم
{وجعلناها رجوما } مراجم {للشياطين } إذا استرقوا السمع بأن بنفصل
شهاب عن الكواكب كالقبس يؤخذ من النار فيقتل الجني أو يخبله
لا أن الكواكب يزول عن مكانه {وأعتدنا لهم عذاب السعير }
النار الموقدة
(وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع) ليسمعوا من الملائكة أخبار
السماء فيلقونها إلى الكهنة، فحرسها الله سبحانه عند بعثه رسوله
صلى الله عليه وسلم بالشهب المحرقة (فمن يستمع الآن يجد
له شهابا رصدا) أي: أرصد له ليرمى به، لمنعه من السماع.