حلقة (15) ظاهرة القمص زكريا بطرس
(التعليق على كتاب أجوبة عن الإيمان)
(1) المضيف: لطالما ناديتَ وناشدتَ أصحاب الفضيلة الشيوخ لإجابة أسئلتك عن الإيمان، فهل تظن أن هذه الدعوة قد نجحت في إستجابة أحد لها؟
الإجابة:
(1) أشكر الله على تحرك كتَّاب كثيرين، وبرامج تلفزيونية بدأوا يناقشون ما أثرناه في برامجنا على قناة الحياة (أسئلة عن الإيمان، حوار الحق، في الصميم)على مستوى:
1ـ الجرائد: 2ـ والمجلات: 3ـ وكتب: (عرض الكتب) 4ـ وإذاعات: 5ـ وسي دي:
(2) وتطورت الردود بحسب المراحل المعروفة في مواجهة كل جديد:
1ـ ففي البداية يكون الرفض للفكر الجديد، في غضب عارم واستنكار قاطع. والتهديد بالقتل.
2ـ ثم تبدأ المرحلة الثانية: وهي إعادة القراءة بأعصاب مضغوطة، لتجميع ما يرونه من أخطاء للرد عليها. ويكيلون الاتهامات لصاحب الفكرة، ويرمونه بالجهل والانحراف والعمالة
3ـ والمرحلة الثالثة: تكون الأعصاب أكثر هدوءا، وتبدأ عملية تقييم علمية منطقية، فتتكشف للباحث بعض النقاط المضيئة، فلا يستطيع أن ينكرها.
4ـ وتأتي المرحلة الرابعة عندما يتبنى الباحث هذه النقاط الإيجابية. ثم تتوالى المراحل الإيجابية.
* فشكرا لله أن العالم الإسلامي قد تجاوز المرحلة الأولى ويمر الآن في المرحلة الثانية بالنقد والتجريح.
(3) مع العلم أن الكثير من المشاهدين لبرامجنا قد اجتازوا مراحل متقدمة سرا بسبب الخوف.
(4) والعجيب أنه للآن لم يجاوب الأزهر بالردود الرسمية العلمية، مما دعى البعض لنقد لنقدهم.
(5) المهم أن البرامج قد ألقت بكثير من الأحجار في البركة الراكدة لتحريك مياهها التي ظلت راكة ما يزيد عن 14 قرن من الزمان.
================================================================
(2) المضيف: ذكرت أسماء عدة كتب صدرت للرد على برامجكم، نريد أن نعرف رأيك فيها ولنبدأ بكتاب "أجوبة عن الإيمان" ما هو تعليقك عليه؟
الإجابة:
(1) عنوان الكتاب بالكامل: (أجوبة عن الإيمان ـ الرد على افتراءات وأكاذيب القمص زكريا بطرس)،
(2) وانتظرت أن يرد على تساؤلاتي بخصوص الأسئلة التي طرحتها عن الإسلام، ولكني فوجئت بأن الكتاب يتهرب من هذه الأسئلة، ويعرض في كل صفحاته مواضيع الإيمان المسيحي التي تكلمت عنها باستفاضة في قناة الحياة والإنترنيت والكتب وهي: التثليث وتجسد الله والصليب.
(3) ويتفاخر الدكتور عمارة بهذا الهروب الكبير ويقول في المقدمة صفحة "ص": "إن مؤلف كتاب "أجوبة عن الإيمان" العالم الجليل قد نقل المعركة إلى ميدانها الطبيعي الحقيقي .. إلى العقائد التي يؤمن بها هذا القمص ومن على شاكلته 1ـ الثالوث، 2ـ التجسد، 3ـ الكفارة.
(4) تقول يا دكتور قد "نقل المعركة"؟ فلماذا تحولون الحوار إلى عراك، ومحاولة التفاهم إلى تصادم.
(5) أما عن العقائد التي أؤمن بها فأنا لم أتساءل عنها ولم أطلب أية أجوبة لها.
(6) أنا أسأل عن المواضيع الإسلامية فأجيبونا، فتهرب من الإجابة يثبت عجزكم عن الرد.
=============================================================
(3) المضيف: لفت نظري عنوان التقديم الذي كتبه الدكتور محمد عمارة وهو: (ظاهرة القمص زكريا بطرس .. لماذا؟) فما هو تعليقك على هذا؟
الإجابة:
أولا: لقد اعتبر الدكتور عمارة أنني ظاهرة، وفسر هذه الظاهرة بقيامي بحركة تنصير المسلمين، فقال:
(1) لقد بدأ التنصير الذي يسموونه تبشيرا كجزء من الغزوة الاستعمارية الغربية للشرق مارسته مذاهب النصرانية الغربية ـ البروتستانت والكاثوليك. (صفحة "ح" من التقديم)
(2) وأضاف: لماذا دخلت الكنائس المحلية في وطن العروبة وعالم الإسلام ميدان العمل على تنصير المسلمين، بعد أن كانت شديدة الحذر من دخول هذا الميدان على امتداد تاريخها مع الإسلام والمسلمين؟ (صفحة "أ" من التقديم)
(3) واستطرد قائلا: في إطار هذا المخطط الغربي لتنصير المسلمين، جاء الحديث عن المتغير الجوهري والجديد الذي رسمته النصرانية الغربية للكنائس المحلية الشرقية في عملية تنصير المسلمين. أي إخراج الكنائس الشرقية من وطنيتها ومن انتمائها الشرقي وتوظيفها في عملية تنصير المسلمين. (صفحة "س" من التقديم)
(4) وأكمل حديثه قائلا: "في إطار هذا المخطط المكتوب والمعلن يجب أن نرى "ظاهرة القمص زكريا بطرس" قمص الكنيسة الأرثوذكسية المصرية، وجهوده الساعية إلى تنصير المسلمين من خلال حلقاته التلفازية" (صفحة "ش" من التقديم)
ثانيا: ادعى فضيلته أن المسيحيين منذ الفتح العربي لمصر يقدرون دور الإسلام في:
1ـ سماحته (صفحة "ت" من التقديم)
2ـ وعدم الاضطهاد أو القهر الديني (صفحة "ب" من التقديم)
3ـ وأن عمرو بن العاص لم يرتكب شيئا ما سلبا أو نهبا وحافظ على الكنائس (صفحة "ب" من التقديم)
** وهذا كلام عار من الصحة تماما ويحتاج إلى كشف هذا الخداع.وهذا ما سوف أفعله.
** ولست أدري لماذا يضحي د. عمارة وحضرات الشيوخ الأفاضل بمصداقيتهم وأمانتهم العلمية وهم يدافعون عن الإسلام؟
=============================================================
(4) المضيف: وماذا تقول عن حديثه عن موضوع فضل الإسلام على المسيحية في مصر؟
الإجابة:
(1) كلامه يفتقر إلى المصداقية، فأين حماية الاستعمار العربي لأقباط مصر مما سجله التاريخ عن المذابح البشعة التي ارتكبوها ضد المسيحيين في طول البلاد وعرضها.
(2) ولضيق وقت البرنامج وخروج هذه المواضيع عن أهدافنا، أذكر له القليل مما جاء بكتب التاريخ.
(3) تقول الدكتورة سيدة إسماعيل كاشف، أستاذة التاريخ بكلية البنات في كتابها (عبد العزيز بن مروان، سلسلة كتب أعلام العرب، في ص 132) "إننا لانجد في المراجع القديمة ما يشير اليه بعض المحدثين من أن الأقباط استنجدوا بعمر بن الخطاب لينقذهم من ظلم الروم"
(4) والواقع أن الأقباط لا يعتمدون على البشر لأنه مكتوب "فملعون من يتكل على ذراع بشر" ()
(5) وكلنا يذكر ما حدث مع البابا بطرس الجاولى [البابا109] أيام محمد علي باشا عندما جاءه سفير دولة روسيا، ليعرض عليه حماية قيصر روسيا للأقباط، ولكن البابا بطرس سأل السفير (هل ملككم يموت، أجاب السفير: نعم. فقال له البابا نحن في حمى من لا يموت)
(6) وها أقوال مؤرخ معاصر للفتح العربي وهو يوحنا النيقيوسي بالمنوفية تكذِّب ما ادعاه الدكتور عمارة قائلا في مقدمتة (صفحة "ت"): "إن يوحنا النقيوسي كتب أن عمرو بن العاص لم يأخذ شيئا من مال الكنائس ولم يرتكب شيئا ما سلبا أو نهبا وحافظ على الكنائس طوال الأيام".
(7) كيف يكون هذا وهو الذي كتب في (الفصل 112 من كتابه تاريخ مصر): "إن العرب استولوا على إقليم الفيوم وبويط وأحدثوا فيهما مذبحة هائلة".
(8) ويذكر أيضا في نفس الفصل "أتى المسلمون بعد ذلك إلى نيقيوس (المدينة التي عاش فيها) واستولوا على المدينة، وقتلوا كل من صادفهم في الشوارع وفي الكنائس، ثم توجهوا بعد ذلك إلى بلدان أخرى وأغاروا عليها وقتلوا كل من وجدوه فيها ... (ثم يقول): وهنا فلنصمت لأنه يصعب علينا ذكر الفظائع التي ارتكبها الغزاة عندما احتلوا نيقوس في يوم الأحد 25 مايو سنة 642م".
(9) أما عن سلب الأموال والنهب فيكفي أن نورد الحقيقة التالية التي كتبها المؤرخ المسلم المقريزي في كتابه (الخطط المقريزية ج1 ص 309) قال: أراد عثمان رضى الله عنه أن يكون عمرو ابن العاص على الحرب فقط، وعبد الله بن سعد على الخراج (الضرائب والجزية). فقال عمرو: أنا إذن كماسك البقرة بقرنيها وآخر يحلبها. ورفض الأوامر فعزله عثمان. مصر إذن في مفهومهم بقرة حلوب.
(10) أما حديث الدكتور عمارة في مقدمة الكتاب عن سماحة الإسلام فهي بكل تأكيد نكتة فكاهية أراد بها الدكتور عمارة أن يثير أشجان المسيحيين، ويكفي قراءة لبعض بنود الوثيقة العمرية التي طبقت على أقباط مصر وأذكر بعضا مما جاء فيها:
1ـ الا يُحدِث النصارى في مدينتهم ولا فيما حولها ديراً ولا كنيسة ولا قلاية ولا صومعة راهب.
2ـ ولا يجدِّدوا ما خُرِّب منها. 3ـ ولا يعلّموا أولادهم القرآن (فلماذا علمونا القرآن في المدارس ضمن اللغة العربية؟) 4ـ ولا يركبوا ركائب بسرج. 5ـ وأن يشدّوا الزنانير على أوساطهم،
6ـ ولا يُظهِروا صليباً ولا شيئاً من كتبهم في طريق المسلمين 7ـ ولا يخرجوا شعانين
8ـ ولا يرفعوا أصواتهم بالقراءة في كنائسهم 9ـ ولا يرفعوا أصواتهم على موتاهم.
** تساؤلي: هل هذه هى السماحة اللي انت جاي تقول عليها يا فضيلة الدكتور عمارة؟
=============================================================
(5) المضيف: ماذا تقول عن حديثه عن موضوع تنصير المسلمين؟
الإجابة:
1ـ بداية أحب أوضح الخطأ الذي سقط فيه الدكتور عمارة لأنه يتعرض لأمور لا يفهمها ولم يدرسها، وهو أن التبشير شيء والتنصير الذي هو التعميد شيء آخر. فبولس الرسول يقول: "إن الرب لم يرسلني لأعمد بل لأبشر"
2ـ فالتبشير هو وصية المسيح للكنيسة العامة في كل بقاع العالم شرقا وغربا عندما قال: "اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا أي بشروا بالإنجيل للخليقة كلها" (مر16: 15)
3ـ أما التنصير الذي يقصد به التعميد، فهذا لا يمكن إتمامه إلا بطلب من الإنسان نفسه، ففي يوم الخمسين قالت الجموع التي تأثرت بكرازة أو بشارة بطرس الرسول: "ماذا نفعل أيها الرجال الأخوة لكي نخلص؟" فقال بطرس "توبوا وليعتمد كل واحد منكم على إسم المسيح" ()
4ـ إذن فدور الكنيسة شرقا وغربا هو تنفيذ وصية المسيح بالكرازة أو التبشير بمحبة المسيح وخلاصه.
5ـ وحاشا للكنيسة الشرقية أن تقصر في وصية الكرازة، على مدى التاريخ.
6ـ ولكن ما فجر الموضوع عند د. عمارة بل وفي العالم الإسلامي كله، أنه قد أتاح الرب لي وسيلة عامة علنية لتوصيل محبته وخلاصه إلى كل بيت بلا حدود أو مانع أو عائق.
7ـ فصارت ظاهرة ملفته، ولا تأثير لكنائس غربية شرقية على ما أقوم به.
8ـ ثم ما هو العيب في المناداة بالتبشير، ألا يقوم المسلمون هم أيضا بالدعوة للإسلام. حلال عليهم وحرام علينا.
9ـ على الأقل نحن نبشر بالمحبة، أما الإسلام فيدعو بالسيف.
10ـ لقد أتيحت لنا فرصة الحرية للكلام والتعبير والتبشير فكيف نهملها ونقصر في حق الناس علينا، ليكون لهم حياة شركة مع الرب مقدسة في الأرض وهناك أيضا في السماء. آمين